الجزيرة:
2025-02-16@23:22:44 GMT

غزة.. قصص صمود رغم القتل والنزوح والتهجير

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

غزة.. قصص صمود رغم القتل والنزوح والتهجير

غزة- قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، امتلك الشاب الفلسطيني محمد حسونة صيدلية في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، درت عليه أرباحا جيدة.

لكنه اليوم يقضي نهاره بائعا في بسطة صغيرة على رصيف بمخيم دير البلح بوسط قطاع غزة، بعد أن نزح إلى وسط القطاع هربا من جحيم الهجمات الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وعلم حسونة (35 عاما)، من أصدقاء ما زالوا يقيمون في مدينة غزة، أن جيش الاحتلال دمر منزله، وصيدليته بشكل كامل، وأرسلوا له عبر الإنترنت بعض الصور التي أدمت قلبه.

حصل حسونة عام 2013 على بكالوريوس في الصيدلة من جامعة الأزهر بغزة، وعمل في البداية في مستودعات طبية، ثم مندوب إعلانات لشركات أدوية، قبل أن ينجح في إنشاء مشروعه الخاص، والمتمثل بصيدلية أطلق عليها اسم "تسنيم".

وفي السابق، درت الصيدلية أرباحا جيدة، على حسونة، كما يقول، وكان يمني نفسه بتطوير مشروعه، وافتتاح سلسلة صيدليات، قبل أن تندلع الحرب، ويخسر كل شيء.

محمد حسونة أنشأ بسطة صغيرة لبيع المستلزمات المنزلية بعد أن دمر الاحتلال صيدليته وبيته (الجزيرة) البدء مجددا

في البداية، شعر حسونة بالإحباط واليأس، بعد أن خسر صيدليته، ومنزله ورأى حلم حياته ينهار، لكنه قرر أن يبدأ من جديد، فاتخذ قراره بإنشاء بسطة صغيرة يبيع فيها بعض المستلزمات المنزلية، حتى لا يضطر إلى "مد يده" والاستدانة من الناس.

ويقول الصيدلاني حسونة للجزيرة نت إنه بدأ مشروعه بمبلغ قدره 400 شيكل (110 دولارات)، كان آخر ما يمتلكه من مال بعد أن اضطرت زوجته لبيع قطعة مصاغ ذهبي تمتلكها للإنفاق على الأسرة.

ويضيف "بعد أن علمت بتدمير صيدليتي ومنزلي، تحطمت معنوياتي.. أنا الآن تحت الصفر والمستقبل يبدو بائسا حزينا، ولا يوجد أي أفق، فأخذت بالتفكير كيف سأعيش؟ كيف سأكمل حياتي؟ لا أريد أن أمد يدي لأي أحد وأطلب المساعدات، فقررت أن أعمل على بسطة، لأن العمل لا يعيب أحدا، بل يحسن معنوياتي، ويدفعني لعدم التفكير في الماضي".

وتحتوي البسطة على أدوات تنظيف، بالإضافة إلى بعض المواد الغذائية. وتدر البسطة القليل من المال، لكن حسونة يرى أنه مبلغ لا بأس به لتغطية تكاليف أسرته.

استشارات طبية

وخلال تواجده على البسطة، يستغل حسونة علمه وخبرته، في تقديم الاستشارات للنازحين والسكان. فحينما أتاه زبون يبحث عن صابون طبي (غير متوفر في الأسواق بسبب الحرب) لابنته التي تعاني "الأكزيما" في يديها، نصح حسونة الفتاة باستخدام أي صابون عادي شريطة استخدام مرطب كالفازلين عقب الاستخدام مباشرة.

كما قصدته سيدة عجوز كي يبين لها طبيعة الأدوية التي حصلت عليها من عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأممية "أونروا"، فأجابها قائلا "هذا أسبرين لحماية القلب، وهذا دواء لضغط الدم المرتفع لا تأخذيه ليلا، لأنه يحتوي على مادة مدرة للبول، وسيسبب لك الأرق والإزعاج، وهذا دواء ميتفورمين، ويساعد على تقليل السكر في الدم، ويحافظ على أداء البنكرياس، وهذا دواء ينظم ضربات القلب".

وحول هذه الاستشارات يقول حسونة "أحاول أن أوصل معلوماتي والخبرة التي حصلت عليها للناس".

من مالك إلى بائع

وكالصيدلاني حسونة، كان التاجر أكرم أبو الحسن، يقطن قبل الحرب حي الشجاعية بمدينة غزة، ويمتلك متجرا كبيرا يدر عليه دخلا جيدا يمكنه من الإنفاق على أسرة مكونة من 12 شخصا. لكن العدوان البري الإسرائيلي على غزة، دفعه للنزوح المتكرر إلى أن استقر في مدينة دير البلح.

وعلى أحد الأرصفة، يعمل أبو الحسن بائعا لبسطة صغيرة تحتوي مواد غذائية. ويقول أبو الحسن للجزيرة نت "قبل الحرب كانت مهنتي ممتازة، كان لدي متجر محترم في منطقة جيدة، وكنت أعيل أسرة كبيرة مكونة من 12 شخصا".

ويقول أبو الحسن إن أوضاع النازحين صعبة للغاية، حيث إن المساعدات الخارجية شحيحة للغاية، والأسعار في ارتفاع كبير، ولا توجد أي فرص للعمل، موضحا أن غالبية النازحين، بلا عمل، أو يعملون في مهن لا تمت لتخصصاتهم بصلة، وفي هذا الصدد يشير إلى أحد الباعة من زملائه، ويقول "هذا كان مقاول بناء كبير، والآن يبيع الشاي والقهوة على الرصيف".

ويبلغ رأس مال مشروعه نحو 300 شيكل (83 دولارا)، وتدر عليه دخلا يقارب الـ20 شيكلا في اليوم (5 دولارات).

أكرم أبو الحسن كان يمتلك متجرا كبيرا وبفعل الحرب أصبح نازحا ويبيع بضائع بسيطة على الرصيف (الجزيرة) من جزار إلى بائع سجائر

وحينما كان عبد الكريم المطوق (50 عاما) يعيش في بلدته جباليا، شمالي القطاع، كان يعمل جزارا محترفا في المزارع والمسالخ المنتشرة، ويحصل على دخل جيد يبلغ حوالي مئة شيكل في اليوم (28 دولارا).

كما يمتلك المطوق دراية جيدة بمهنة "القصارة" وتسمين المواشي، وبعد أن اندلعت الحرب، نزح المطوق مع عائلته إلى عدة أماكن، وانتهى به المطاف إلى مدينة دير البلح.

ومع صعوبة الأوضاع المعيشية، وعدم امتلاكه المال، لجأ المطوق إلى مهنة لف السجائر الشامية، وبيعها للمدخنين.

ويقول المطوق للجزيرة نت "الآن أعمل في لف السجائر الشامية، وأبيع السيجارة بـ2 شيكل (الدولار: 3.6 شواكل)، أنا أبيع السجائر، حتى لا أمد يدي للناس".

ولا تدر هذه المهنة الكثير من المال، حيث يقول إنه يحصل على قرابة 10 شواكل يوميا من بيع السجائر.

ويختم حديثه قائلا "نحن نازحون وفقراء ومشردون، ولا نستطيع الحصول على المساعدات التي تأتي من الخارج، وإذا لم نعمل ونتدبر أمورنا لن نجد ما نطعم به أولادنا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أبو الحسن بعد أن

إقرأ أيضاً:

"سفاح الإسكندرية".. القصة الكاملة لأسوأ جرائم القتل في مصر

داخل إحدى الشقق السكنية في منطقة المعمورة بالإسكندرية شمالي مصر، عاش محامي خمسيني حياة مزدوجة، يخفي وراء مظهره الهادئ سجلاً إجرامياً مروعاً.

لم يكن أحد يتوقع أن تتحول الشقق التي كان يقطنها إلى مسرح لارتكاب أفظع الجرائم، حيث دفن ضحاياه تحت الأرضية الأسمنتية، محاولًا إخفاء آثاره ببراعة، لكن كما يقولون "القاتل يترك دائماً أثراً"، وجاء كشف الحقيقة من حيث لم يتوقع أبداً. بداية اكتشاف الجرائم في إحدى ليالي شهر فبراير (شباط) الجاري، كانت إحدى السيدات تقيم في منزل المحامي، بعدما وعدها بتوفير مأوى مؤقت لها، لكن ما لفت انتباهها هو إصراره الغريب على إبقاء إحدى الغرف مغلقة بإحكام.
في البداية، لم تهتم كثيراً، لكن مع مرور الأيام، بدأت تشتم رائحة كريهة تتسرب من داخل الغرفة، وكانت تلك الرائحة قوية بما يكفي لتثير الشكوك، لكنها لم تتوقع أن يكون خلف هذا الباب المخيف سراً مروعاً.
مع تزايد الفضول لديها، قررت السيدة كشف ما وراء الباب المغلق، لكنها لم تكن وحدها، فقد استعانت ببعض الأشخاص ممن كانوا متواجدين معه في الشقة تلك الليلة. جثث.. ومساومات لم يكن السفاح مستعداً لهذه اللحظة، حاول التهرب وإبعادهم عن الغرفة، لكن إصرارهم قادهم في النهاية إلى اقتحامها. وما إن فتحوا الباب، حتى تجمدت الدماء في عروقهم، فقد كانت الجثث مخبأة بطرق مرعبة؛ فمثلاً إحدى الجثث ملفوفة ببطانية وأكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، في محاولة لمنع انتشار الرائحة. أما الأخرى، فكانت مدفونة تحت بلاط الأرضية، مغطاة بطبقة من الخرسانة، وكأنها جزء من هيكل الشقة.
مع صدمة الاكتشاف، تحول الموقف إلى مساومة بين الأشخاص الموجودين في الشقة والسفاح، حيث حاولوا ابتزازه مقابل عدم إبلاغ الشرطة. لكن القدر تدخّل في اللحظة المناسبة، عندما تصاعدت أصوات المشادة، مما دفع أحد الجيران إلى التدخل والإبلاغ عن الواقعة. تدخل الأمن وكشف الحقيقة

تلقت الأجهزة الأمنية بلاغاً بوجود مشاجرة داخل الشقة، وما إن وصلت القوة الأمنية حتى وجدت المشهد الصادم؛ جثث، رائحة نتنة، وحالة من الفوضى. تم القبض على المحامي السفاح ورفاقه، وبدأت التحقيقات الموسعة لكشف ملابسات جرائمه.

وخلال استجواب المتهم، تبيّن أن جرائمه لم تكن وليدة اللحظة، بل امتدت لسنوات، إذ اعترف بقتل ثلاث ضحايا؛ الأولى كانت زوجته عرفياً، والثانية موكلته، والثالث موكله أيضاً، بعد خلافات مالية بينهما. إذ كان يستدرج ضحاياه إلى شقته، ثم ينفذ جريمته بعناية، مستخدماً أساليب مختلفة لإخفاء الجثث.
الاكتشاف الأكثر رعباً كان الجثة الثالثة لأحد موكليه، التي وُجدت في شقة أخرى، مقسومة إلى نصفين داخل أكياس بلاستيكية، وكأن القاتل حاول التخلص منها على مراحل، لكنه لم يتمكن من إنهاء خطته.

بسبب ابنه.. فيديو استغاثة من طليقة "سفاح التجمع" - موقع 24عاد اسم المتهم كريم المعروف إعلامياً بـ"سفاح التجمع" للتداول مجدداً على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب فيديو ظهرت فيه طليقته ووالدة ابنه الوحيد، تكشف من خلاله معاناتها، وتطلق استغاثة لإنقاذ ابنها. منشور على "فيس بوك" يكشف أحد الضحايا

ساهم منشور على "فيس بوك" بتاريخ 27 مارس (أذار) 2022 في كشف أحد ضحايا سفاح الإسكندرية، بعدما استغاثت ابنة الضحية عبر مجموعة لمساعدتها في العثور على والدها المختفي منذ 22 يوماً، موضحةً أنه ذهب إلى محامٍ لبيع منزله ولم يعد، وعند الاتصال به بعد يومين، رد بصوت غريب وكان بجواره المحامي، قبل أن يُغلق هاتفه نهائياً.
وأضافت أن المحامي ادّعى أن والدها باع ممتلكاته وسافر بعد زواجه، رغم عدم وجود أي وثائق تؤكد ذلك. وبعد فشل محاولاتهم في العثور عليه، لجأت العائلة للنيابة وقدمت بلاغاً بغيابه، بينما استمرت في البحث عنه دون جدوى.

تحقيقات الشرطة تتواصل

تحريات الشرطة كشفت أيضاً أن السفاح كان مستأجراً لعدة شقق في مناطق متفرقة، حيث كان يتنقل بينها، ما جعل اكتشاف جرائمه أمراً بالغ الصعوبة. لذلك باشرت الأجهزة الأمنية فحص جميع بلاغات الاختفاء في الإسكندرية، في محاولة لمعرفة ما إذا كان هناك المزيد من الضحايا.
من جانبها، أمرت النيابة العامة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات ووضعه تحت حراسة مشددة، وأصدرت تعليمات باستعجال تقرير الطب الشرعي، لتحديد أسباب الوفاة وتوقيت حدوثها. كما تم استدعاء أهلية الضحايا لسماع إفاداتهم، مع استمرار التحقيق حول احتمال وجود شركاء في الجريمة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدفع قانونين يمنعان توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها
  • "سفاح الإسكندرية".. القصة الكاملة لأسوأ جرائم القتل في مصر
  • نعتذر عن تواجد توقيعنا ضمن جسم “صمود”
  • أبو الحسن يكشف معلومة جديدة عن الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط!
  • صمود والمستقبل السياسي- قراءة في طرح مستور أحمد في طرحه الأخير
  • صمود قوى الثورة لاسترداد عافية السودان
  • هل القتل الجماعي هو مستقبلنا المشترك؟
  • زيلينسكي يحذر من عدم صمود أوكرانيا أمام روسيا
  • من معاني جامع الجزائر.. صمود الأمة بثوابتها المقدسة في الماضي والحاضر
  • الرجال يقتربون من القصر الجمهوري لإسترداده وتحريره