مع تراجع الرهانات على أمكان التوصل إلى هدنة ظرفية في غزة في ظل التعقيدات والشروط التي حالت دون إبرام التفاهم حول تبادل الأسرى والسجناء، لوحظ انكفاء الوساطات والمبادرات الخارجية المتصلة بالجبهة الجنوبية الى حدود كبيرة الأمر الذي بات يعكس واقعاً شديد السلبية يتمثل بربط أي تحرك محتمل لتبريد الجبهة الجنوبية بالهدنة التي قد يطول انتظارها في غزة.

  انكفاء المبادرات قابله تواصل الدعوات الاميركية والغربية والدولية الى تجنب توسيع الحرب على جبهة لبنان. وقال الموفد الاميركي آموس هوكشتاين "أننا نحاول ابقاء الصراع في جنوب لبنان عند ادنى مستوى ممكن".   وقالت مصادر مطلعة لـ"الديار" إن "هوكشتاين وسّع نطاق اتصالاته مع جهات أوروبية وعربية لا سيما فرنسا وقطر لتعزيز فرص نجاح مهمته لإعادة الهدوء والاستقرار الى الجنوب".   تزامناً، نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن دبلوماسي فرنسي رفيع أنّ الوضع في لبنان بات على درجة عالية من الخطورة. وقال إن كل يوم يمر على هذه الحال، تزداد فيه احتمالات الحرب الشاملة؛ ولهذا نحن لا نستطيع أن ننتظر توقف الحرب في غزة، لإنجاز التهدئة على الحدود اللبنانية.   واحرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس ايضاً لقاءات واجتماعات مع عدد من المسؤولين على هامش مؤتمر "ميونيخ للأمن" في المانيا حيث التقى رئيسة وزراء الدنمارك ووزير خارجية الفاتيكان الكاردينال بول غلاغير، ووزير خارجية مصر سامح شكري، ووزيرة خارجية كندا ميلاني جولي. كما اجتمع ميقاتي مع الممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في حضور ممثل الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفن كوبمانس.   والتقى ايضاً عضوي مجلس الشيوخ الاميركي كريس مورفي وكريس فون هال، وتمّ التشديد على أهمية دعم الجيش للقيام بمهامه.   على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، نقلت "الديار" عن مصدر مطلع انه من المتوقع ان يجري رئيس المجلس النيابي نبيه بري مشاورات حوارية مع الكتل النيابية تمهيدا للدعوة الى جلسة لانتخاب الرئيس في النصف الاول من آذار المقبل.   واعتبر المصدر أن "لا مبرر لأي طرف او كتلة لرفض هذه الخطوة لان هناك تواصلاً قائماً ومستمراً على المستوى النيابي بين مختلف الكتل، بما في ذلك الاطراف المتخاصمة".   الى ذلك، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"الشرق الأوسط" أن الموفد الرئاسي جان إيف لودريان سيحمل لدى عودته الى بيروت رسالة واضحة من قبل اللجنة الخماسية تقول لفريق اللبنانيين: "لا يمكنكم أن تبقوا من دون رئيس"، معتبراً أن ثمة أسباباً داخلية وخارجية تحتم الإسراع في إنهاء الفراغ الرئاسي.   من جهة أخرى يعقد مجلس الوزراء الخميس المقبل جلسة لمناقشة مشروع قانون اعادة هيكلة المصارف واوضاعها واعادة الانتظام المالي.   وقال مصدر حكومي إن المشروع مطروح للمناقشة والتعديل، وان الحكومة منفتحة على كل فكرة واقتراح مفيد.  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟

لم يكن اللبنانيون، إلى أي فئة انتموا، يحتاجون إلى الكثير من المعلومات لكي يعرفوا مسبقًا ما سيكون عليه ردّ الرئيس بري، بصفته "الأخ الأكبر" لـ "حزب الله"، على الورقة الأميركية للحّل. فهو في النهاية يريد أن يأكل عنبًا، بالتزامن مع سعيه من خلال تنسيقه مع "حزب الله" إلى إبعاد "الناطور" عن الحديقة الخلفية للبنان، وذلك من خلال رفضه ما تضمّنته الورقة الأميركية للحّل من نقاط من شأنها إطلاق يد إسرائيل جوًّا وبرًّا وبحرًا. وهذا ما لا يقبله أي لبناني عاقل. فالقبول بما يمكن أن يطمئن إسرائيل غير وارد، لأن ما يطمئن إسرائيل يتعارض مع السيادة اللبنانية، وهذا ما كانت عليه طبيعة الردّ اللبناني. فالرئيس بري على تنسيق تام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يصرّ على تطبيق القرار 1701 بكل بنوده، بعد وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وإعطاء الجيش الدور الأكبر في المحافظة على الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوب الليطاني بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، من دون توسيع لصلاحياتها الأساسية، مع رفض مطلق لما تحاول إسرائيل فرضه بقوة النار، أي أن تمتلك "حق العمل العسكري" متى شاءت. وهذا يعني التنازل عن مبدأ السيادة، وبالتالي التسليم باستباحة مناطق البيئة الحاضنة لـ "المقاومة الإسلامية"، بحيث يصبح العيش فيها شبه مستحيل.   أمّا ما يتعلق بتوسيع اللجنة الدولية لمراقبة تنفيذ القرار 1701 فإن الرئيس بري، ومعه الرئيس ميقاتي، لا يريان أي فائدة في انضمام كل من المانيا وبريطانيا إلى هذه اللجنة الدولية، التي يرأسها جنرال أميركي وآخر فرنسي. ويرى الجانب اللبناني تفعيل عمل اللجنة القديمة بدلًا من توسيعها. وهو لزوم ما لا يلزم. لأن أي زيادة على عمل اللجنة القديمة يعني زيادة على ما نصّ عليه القرار 1701، أي أن يكون مذّيلًا بعلامة +. وهذا ما يرفضه لبنان كأساس صالح لمفاوضات يُعتقد أنها ستكون طويلة وشاقة، مع إصرار على ألا تبدأ هذه المفاوضات إلاّ بعد وقف شامل للنار، إذ من غير المنطقي أن يقبل لبنان بالسير بهذه المفاوضات على وقع الغارات الإسرائيلية، التي تدّك المناطق المستهدفة يوميًا، والتي ينتج عنها المزيد من الضحايا والدمار والخراب.   لذلك فإن الاولوية اليوم هي للتفاوض على وقف الحرب، أما ما بعدها فمتروك لنجاح التسوية، ولكن على عكس ما يروج له البعض من أن التسويات تأتي دائمًا على حساب لبنان، الذي دفع أثمانًا باهظة نتيجة عدم وضوح في الرؤية وفي التقدير وبعد النظر.   ويرى مراقبون حياديون أن مستقبل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، والتي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، مرهون بمدى جدّية استعداد تل أبيب لوقف شامل للنار، وهي التي تؤكد على لسان قادتها والمسؤولين فيها أن الحرب الشاملة والواسعة، التي شنتّها على لبنان منذ شهرين تقريبًا لم تحقّق أهدافها بعد. وهذا يعني أن لا نية لدى حكومة الحرب الإسرائيلية بوقف مسلسل اعتداءاتها قبل أن تضمن عدم تكرار عملية "طوفان الأقصى" بنسخته اللبنانية".   ويقابل إصرار تل أبيب على مواصلة اعتداءاتها تمسّك "حزب الله" بخطابه الجماهيري، الذي يرفض التسليم بالأمر الواقع، من خلال ابرازه ما حقّقه من إنجازات ميدانية، حتى أن بعض نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" يذهبون بعيدًا في مسألة إبراز هذه الإنجازات، التي يعتبرون أنها ستفضي عاجلًا أم آجلًا، إلى تراجع تل أبيب عن شروطها التعجيزية، ومن ضمنها بالتأكيد إبقاء الجنوب ولبنان كله تحت العين الإسرائيلية، مع الإصرار على أن تطورات الميدان الجنوبي لا تسمح لإسرائيل بأن تدّعي النصر وفرض شروطها التي تتناقض مع السيادة.   من هنا، فإن "حزب الله"، الذي سلم ملاحظاته للرئيس بري، يحاول أن يرسّخ معادلة جديدة تقوم على التناغم بين الميدان والمسار الديبلوماسي، مع ما يمكن أن يترتب عن هذه المعادلة المعقدة والمكلفة في آن.  وهذا ما تفعله أيضًا إسرائيل، التي تسابق دباباتها في الجنوب المسار التفاوضي. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تقدم كبير بمباحثات هوكشتاين وإسرائيل ترفض أي دور فرنسي بلبنان
  • سفير مصر في سراييفو يلتقي وزير خارجية البوسنة والهرسك
  • وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!
  • رئيس وزراء لبنان: الجيش يستعد للانتشار على الحدود
  • مصدر سياسي:طهران أبلغت واشنطن عبر بغداد بأنها ستكون صديقة إسرائيل
  • مصدر سياسي:طهران أبلغت واشنطن بأ
  • هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟
  • عن تسوية لبنان.. هذا آخر كلام رسميّ إسرائيلي
  • وزير خارجية الاحتلال يكشف شرطه لأي اتفاق يوقف الحرب مع لبنان
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: يجب الضغط على روسيا وأوكرانيا للوصول إلى تسوية سلمية