وفد روسي في عدن سعياً للتهدئة.. واشنطن تبتز صنعاء: لا لمحادثات السلام
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
الجديد برس:
صعّدت واشنطن ضغوطها العسكرية والسياسية على صنعاء، فيما دخلت موسكو على خط الأزمة، في إطار مساع لخفض التصعيد العسكري في الساحل الغربي لليمن، المطلّ على البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وبالتزامن مع دخول قرار واشنطن إعادة تصنيف حركة «أنصار الله» إرهابية، حيّز التنفيذ الجمعة، ورفض الأخيرة الاستجابة للضغوط الممارسة عليها، أفادت مصادر أمنية في محافظة الحديدة، «الأخبار»، بأن الطيران الأمريكي والبريطاني شنّ سلسلة غارات طاولت عدداً من المناطق المأهولة بالسكان في جنوب المدينة، مشيرة إلى أن الغارات تركّزت على مناطق الحاج وبيت الفقيه والجبانة والصليف، مع استمرار تحليق الطيران التجسّسي الأميركي في أجواء المدينة، منذ فجر الجمعة.
وعلى رغم أن الهدف من هذا التصعيد هو تحييد قدرات صنعاء العسكرية، والحدّ من الهجمات البحرية اليمنية على السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، إلا أن «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» أكدت، مساء الجمعة، تعرض سفينة قبالة مدينة المخا المطلة على باب المندب لهجوم عسكري على بعد 72 ميلاً بحرياً من المدينة. وتوازياً مع ذلك، أعلن المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، توقف مباحثات السلام اليمنية.
ووفقاً لما قالته مصادر سياسية مطلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، فإن ذلك يأتي ضمن ضغوط أميركية على صنعاء لإيقاف الهجمات في البحرَين الأحمر والعربي، وخصوصاً بعد تأكيد رئيس «المجلس السياسي الأعلى» (الحاكم)، مهدي المشاط، أن القوات المسلّحة اليمنية ستواجه أي تصعيد أميركي، بعد التصنيف، بالمثل.
وكشفت المصادر أن واشنطن كانت قد جدّدت العديد من العروض لصنعاء خلال اليومين الماضيين، مع وعود بالعمل على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وخفض التصعيد العسكري فيه. ولكن في أعقاب فشل كل تلك العروض التي نُقلت عبر وسطاء إقليميين، عادت الولايات المتحدة إلى لغة التهديد.
استهدفت غارات أميركية جديدة مناطق مأهولة في الحديدة
ورداً على ذلك، أكد عضو وفد صنعاء التفاوضي، عبد الملك العجري، في منشور على «إكس»، أن «إعادة التصنيف الأميركي لن تغيّر شيئاً»، مشيراً إلى أن «تبعات التصنيف هي قيد التنفيذ منذ 2015 وبالتحديد عقب مشاورات الكويت»، مضيفاً أن «أميركا جزء لا يتجزأ من العقوبات المفروضة على اليمن منذ تسعة أعوام».
ولفت إلى أن «إفراط الإدارات الأميركية المتعاقبة في استخدام العقوبات، بما في ذلك ضد دول كبرى كالصين وروسيا وغيرهما، خلق شبكات مالية موازية غير رسمية تتوسّع بشكل مستمر. وأصبح من السهل الالتفاف على الابتزاز الأميركي».
وفي مقابل تواصل الترتيبات الأميركية لتفجير الأوضاع عسكرياً في الساحل الغربي وجبهات محافظة الحديدة، أرسلت موسكو وفداً ديبلوماسياً رفيعاً إلى مدينة عدن، برئاسة رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر كيشناك، وعضوية القائم بأعمال السفارة الروسية، يفغيني كوردوف، للقاء الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، حيث أجرى اجتماعاً مع رئيس حكومة عدن، أحمد بن مبارك، وآخرَين منفصلين مع وزيري الدفاع والنفط.
وأكدت مصادر سياسية مقربة من تلك الحكومة، لـ«الأخبار»، أن «الوفد الروسي حذر من تداعيات عسكرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن»، وشدّد على ضرورة الالتزام بمسار السلام، مؤكداً دعم روسيا للجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى إنهاء حالة الحرب والحصار في اليمن.
على أن الرسائل التي حملها الوفد الروسي إلى حكومة عدن كانت صادمة لوزير دفاعها، اللواء محسن الداعري، الذي بدا منزعجاً من الموقف الروسي المناهض لتحركات الولايات المتحدة، التي وعدت تلك الحكومة بتقديم دعم عسكري كبير لها لتصعيد الجبهات في الداخل، وخاصة جبهات الحديدة.
ووفقاً لما نشرته وكالة «سبأ» – التابعة لعدن -، فإن الداعري حاول تحميل المجتمع الدولي مسؤولية فشل قواته في تحقيق أي تقدم على الأرض على مدى تسع سنوات من الحرب مع صنعاء، لافتاً إلى أن «ما يحدث في البحر الأحمر هو نتيجة لاتفاق استوكهولم»، ومشيراً إلى أن «المجتمع الدولي يمارس معايير مزدوجة مع قواته، يقابلها تساهل مع جماعة الحوثي في مواقف ومحطات عدة».
وأعقب هذه التحركات تجديد الخارجية الروسية، الخميس، إدانتها للهجمات الأميركية والبريطانية على اليمن، والتي قالت إنها تنتهك القانون الدولي. وأكد وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أن مجلس الأمن لم يمنح واشنطن الإذن لقصف اليمن، مشيراً إلى أن تلك الهجمات لا علاقة لها بقرار مجلس الأمن الداعي إلى حماية الشحن البحري التجاري.
وفي الإطار عينه، كثّفت موسكو تواصلها مع عضو «المجلس الرئاسي» وقائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، طارق صالح. ووفقاً لمراقبين في صنعاء، فإن الجهد الروسي الأخير يأتي استمراراً لعملية التواصل مع أطراف الصراع اليمنيين كافةً.
وكان رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، قد زار موسكو في 25 كانون الثاني الفائت بطلب روسي، واجتمع مع نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، حيث تركّزت المحادثات على التصعيد في البحر الأحمر وخليج عدن والتهديدات الأميركية لمسار السلام في اليمن.
*جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
موقع روسي : اليمنيون ينظفون الشرق الأوسط من حاملات الطائرات القذرة
وفجأة وصلت رسالة مفادها أن هذا العملاق النووي من فئة «نيميتز» تم تكليفه على وجه السرعة كجزء من مسؤولية الأسطول السابع الأمريكي - لشرق المحيط الهندي وغرب المحيط الهادئ.
والآن، فإن السرب، الذي وعدت قيادته بوضوح بالتعامل مع القوات اليمنية بحلول نهاية العام، يغادر مياه البحر الأحمر القاسية بطريقة متسرعة إلى حد ما،
كما ذكرت النشرة الإخبارية لمعهد البحوث البحرية: «أصبحت حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» (سي في إن-72)، على عكس معظم التوقعات، جزءاً من الأسطول السابع للولايات المتحدة.
وقد حدث ذلك بعد وقت قصير من الإعلان عن أن القوات المسلحة اليمنية هاجموا السفينة الرئيسية لأول مرة أثناء انتشارها في بحر العرب، والآن أصبح الشرق الأوسط بدون حاملة طائرات أمريكية للمرة الثانية في أقل من عام، وتتواجد المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» حالياً في شرق المحيط الأطلسي في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط،
ومن المحتمل أن تغادر إلى القيادة المركزية الأمريكية كجزء من المهمة المستمرة لحماية الشحن التجاري (Guardian of Prosperity-2)».
بطبيعة الحال، اتضح أنه فيلم مثير للاهتمام هنا. ويمكن القول بأن الطريق التجاري الرئيسي، الذي تم خلاله قطع رهيب لآلاف السنين من تاريخ الأرض، يتوقف فجأة عن العمل ويستمر لمدة عام تقريباً.
أما السفن التجارية الأمريكية فتبتلع سبعة أميال من الطواف حول أفريقيا، مما يؤدي إلى خسارة الوقت والمال.
لتلخيص ذلك، يمكننا القول إن كل ما يحدث الآن مع «يو إس إس أبراهام لينكولن» (CVN-72) يشير بوضوح إلى أحداث غير مخطط لها، ولا يتناسب سلوكها مع الخوارزمية المعتادة لعمل مجموعة حاملات الطائرات في موقف قتالي.
هل يعني هذا أن اليمنيين ما زالوا يهاجمون حاملة الطائرات؟
ليس أمام اليمنيين خيار سوى مطاردة حاملة الطائرات «نيميتز» الثامنة، وهي أصغر بكثير من «لينكولن»، وتمثل أيضاً هدفاً متميزاً. آمل أن يكون لدى اليمن شيء جديد ومثير للاهتمام عندما تصل حاملة الطائرات «ترومان» إلى البحر الأحمر، تزامناً مع ذكرى عام كامل منذ أن استولى اليمنيون على سفينة الحاويات «جلاكسي ليدر» التابعة لرجل أعمال «إسرائيلي» وأعلنوا الحرب على «إسرائيل».
موقع «دزين رو» الروسي