الخليج الجديد:
2024-10-07@08:12:48 GMT

حزب الرفاه الجديد بين طموحات وعوائق

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

حزب الرفاه الجديد بين طموحات وعوائق

حزب الرفاه الجديد بين طموحات وعوائق

طموحات حزب الرفاه الجديد كبيرة، إلا أنه بحاجة إلى تجاوز كثير من العقبات ليصل إلى أهدافه.

قادة حزب الرفاه الجديد يرون أن شعبية حزبهم ارتفعت بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبالتالي يطمحون لتسجيل هذا الارتفاع في الانتخابات المحلية.

إن ارتفعت شعبيته في الانتخابات المحلية بشكل ملحوظ فحينئذ سيحصل على فرصة ثمينة للمضي قدما نحو مبتغاه، إلا أنه قد يبقى كأحد الأحزاب الصغيرة الهامشية.

هل شعبية حزب الرفاه الجديد في صعود مستمر، حتى يتمكن الحزب من خوض الانتخابات البرلمانية القادمة منفردا، ويترشح فاتح أربكان لرئاسة الجمهورية في غياب أردوغان؟

* * *

دخل حزب الرفاه الجديد برئاسة فاتح أربكان، منعطفا جديدا في مسيرته السياسية، بعد أن حسم قراره لصالح خوض الانتخابات المحلية دون التحالف مع حزب العدالة والتنمية. ويعني هذا القرار عمليا أنه ينسحب من تحالف الجمهور الانتخابي، وأنه لن يدعم مرشحي حزب العدالة والتنمية في أي من المدن التركية، على رأسها العاصمة أنقرة وإسطنبول وإزمير.

قرار حزب الرفاه الجديد جاء بعد فشل المفاوضات التي أجراها مع حزب العدالة والتنمية. ووفقا للتسريبات، كان الأول طلب من الثاني أن يدعم مرشحيه في أربع مدن، اثنتان منها من المدن الكبرى، بالإضافة إلى 35 قضاء، إلا أن حزب العدالة والتنمية وجد أن هذا الطلب أكبر بكثير من حجم شعبية حزب الرفاه الجديد، فرفضه.

حزب الرفاه الجديد تحالف في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة مع تحالف الجمهور الذي يشكله حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ليحصل في الانتخابات البرلمانية على 2.8 في المائة من أصوات الناخبين وخمسة مقاعد في البرلمان التركي.

إلا أن ذاك التحالف الذي انضم إليه الحزب على مضض، جاء بعد مفاوضات صعبة، وكان قرار الحزب الأول آنذاك أن يخوض الانتخابات البرلمانية دون التحالف مع أي حزب آخر، وأن يترشح رئيسه فاتح أربكان، لرئاسة الجمهورية، إلا أن قادة الحزب أدركوا أنهم لن يحصلوا على أي مكسب بسبب الحاجز الانتخابي (7 في المائة)، على الرغم من أن فاتح أربكان كان يقول إن شعبية الحزب بلغت 8 في المائة، فتراجعوا عن قرارهم لينضموا إلى تحالف الجمهور. وكان ذاك القرار الثاني لصالح الطرفين.

الحزب الذي يدعي بأنه يمثل تيار "مللي غوروش" أي "الرأي الوطني" الذي أسسه الراحل نجم الدين أربكان، يتموضع في الخارطة السياسية كحزب معارض للحكومة، كما أن في صفوفه عددا كبيرا ممن انشقوا عن حزب العدالة والتنمية. وبالتالي، ينافس حزبُ الرفاه الجديد حزبَ السعادة الذي يدعي هو الآخر بأنه يمثل ذات التيار، من ناحية، وحزب العدالة والتنمية، من ناحية أخرى. كما يمكن اعتبار انضمامه إلى تحالف الجمهور في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة نوعا من البراغماتية والتكتيك الانتخابي.

قادة حزب الرفاه الجديد يرون أن شعبية حزبهم ارتفعت بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبالتالي يطمحون لتسجيل هذا الارتفاع في الانتخابات المحلية، ليبنوا عليه بعد ذلك دعايتهم، ويظهروا أن شعبية حزب الرفاه الجديد في صعود مستمر، حتى يتمكن الحزب من خوض الانتخابات البرلمانية القادمة منفردا، ويترشح فاتح أربكان لرئاسة الجمهورية في غياب أردوغان، إلا أن هذه الطموحات أمامها عوائق عديدة.

حزب الرفاه الجديد وقف في الخارطة السياسية بين حزب العدالة والتنمية وأحزاب تحالف الطاولة السداسية، وأبدى معارضة للحكومة في بعض سياساتها دون الاصطفاف مع حزب الشعب الجمهوري.

ومن هنا، حصل على نسبة من أصوات مؤيدي حزب السعادة الغاضبين على تحالف حزبهم مع حزب الشعب الجمهوري، ونسبة أخرى من أصوات الذين يؤيدون رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ولكن لديهم تحفظات على بعض قادة حزب العدالة والتنمية أو إجراءات الحكومة، مثل إجبار المواطنين على التطعيم ضد فيروس كورونا. كما أن موقف حزب الرفاه الجديد من الملف السوري لا يختلف كثيرا عن موقف حزب السعادة.

ومن المؤكد أن أول تحد أمام الحزب الآن هو الاحتفاظ بتلك الأصوات التي حصل عليها في 14 أيار/ مايو 2023، علما بأن نسبة من هؤلاء الناخبين الذين صوتوا لحزب الرفاه الجديد في تلك الانتخابات قد يرون أن التصويت له الآن في أنقرة وإسطنبول وإزمير وغيرها من المدن التي يتوقع أن تشهد منافسة شرسة بين مرشحي حزب العدالة والتنمية ومرشحي حزب الشعب الجمهوري؛ انحياز لصالح هذا الأخير، وبالتالي، يصوتون لحزب العدالة والتنمية بدلا من حزب الرفاه الجديد، ليغلّبوا كفة الأول أمام حزب الشعب الجمهوري.

فاتح أربكان زعيم شاب، ولكنه لا يتمتع بكاريزما كافية، غير كونه نجل رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان. وأراد عام 2014 أن يتولى رئاسة حزب السعادة، إلا أنه خسر المنافسة أمام مصطفى كامالاك، وأدت تلك الخسارة إلى انشقاقه عن حزب السعادة وتأسيسه حزبا جديدا.

كما أن حزب الرفاه الجديد يشبه إلى حد ما "مؤسسة عائلية"، وكان الحديث يدور في وسائل الإعلام عن أن الحزب سيرشح أليف أربكان، شقيقة فاتح أربكان، لرئاسة بلدية إسطنبول، إلا أن زوج أليف، مهمت ألتينوز، هو الذي تم ترشيحه للانتخابات المحلية في إسطنبول.

المرشحون الذين كشف عنهم حزب الرفاه الجديد حتى الآن ليسوا من الأسماء القوية، مقارنة بمرشحي الأحزاب الأخرى، بل كثير منهم ممن انشقوا عن حزب العدالة والتنمية، بعد أن تم إبعادهم عن مناصبهم أو لم يتم ترشيحهم لفترة أخرى بسبب فشلهم أو أخطائهم.

ولعل أبرز هؤلاء هو المتحدث باسم حزب الرفاه الجديد ومرشحه لرئاسة بلدية أنقرة، سعاد كيليتش، الذي كان وزير الشباب والرياضة ما بين تموز/ يوليو 2011 وكانون الأول/ ديسمبر 2013، وقام آنذاك بتوبيخ معلمة أمام الكاميرات خلال زيارته لأحد مراكز تعليم الشباب، وتم إبعاده عن منصبه استجابة لكثرة الانتقادات الموجهة إلى أدائه.

طموحات حزب الرفاه الجديد كبيرة، إلا أنه بحاجة إلى تجاوز كثير من العقبات ليصل إلى أهدافه. وإن ارتفعت شعبيته في هذه الانتخابات بشكل ملحوظ فحينئذ سيحصل على فرصة ثمينة للمضي قدما نحو مبتغاه، إلا أنه قد يبقى كأحد الأحزاب الصغيرة الهامشية، على غرار حزب السعادة وحزب المستقبل، إن لم يخرج من صناديق الاقتراع ما يحلم به قادة الحزب.

*إسماعيل ياشا كاتب صحفي تركي

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تركيا أردوغان انتخابات أربكان تحالفات حزب الرفاه الجديد الانتخابات المحلية حزب العدالة والتنمية الانتخابات الرئاسیة والبرلمانیة الانتخابات البرلمانیة حزب العدالة والتنمیة الانتخابات المحلیة حزب الشعب الجمهوری تحالف الجمهور فی الانتخابات حزب السعادة فاتح أربکان شعبیة حزب إلا أنه إلا أن مع حزب

إقرأ أيضاً:

محاكمة النتن.. أغنية ساخرة لباسم يوسف وأمجد النور تنتقد العدالة الدولية (شاهد)

أطلق الإعلامي المصري باسم يوسف مع صانع الأفلام السوداني أمجد النور أغنية جديدة بعنوان "محاكمة النتن - Bibi’s Trial"، تتناول الأحداث المتوقعة والمرجحة لمحاكمة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بينامين نتنياهو حال تمت في المحكمة الجنائية الدولية.

وتدور أحداث الأغنية والمقطع المصور الخاص من إخراج باسل ناصر، بها داخل قاعة المحكمة الجنائية الدولية حيث كان يخضع نتنياهو للمحاكمة، وتبدأ على وقع أصوات تنادي بالحرية لفلسطين.

 وقدّم باسم يوسف دور القاضي، الذي بدأ أغنيته الإنجليزية بعبارات مفادها: "حسن، لا داعي للوقوف، هنا المحكمة الجنائية الدولية كيف الحال يا أوغاد؟ الحكم؟ بدون تفكير.. مذنب، قراري نهائي، في حكي سيذهب مباشرة إلى السجن، بيبي لقد انتهى وقتك".


وجاء في فقرة باسم يوسف الأولى "في القضية رقم... آه، لحظة لم أعد أتذكر، اختلطت عليّ الأرقام بسبب كل الأرواح البريئة التي تزهقها يوميا".

View this post on Instagram A post shared by Amjad Al-Nour (@amjadalnour)

وخلال تقديم يوسف يتم سرقة مطرقة القاضي الخاصة به بتدبير من محامي نتنياهو (الولايات المتحدة) واستبدلها بأخرى بلاستيكية، وبذلك يتم تعطيل الحكم وإنفاذه بشكل فوري.

وشارك في الأداء والتمثيل صانع الأفلام السوداني، مقدم وكاتب البرامج، أمجد النور، حيث قدّم دور المحامي الأميركي لبنيامين نتنياهو وواجه القاضي قائلا: "هذا أمر محرج بعض الشيء، لكن بما أن مطرقتك قد فقدت، أريد أن أقضي بعض ثوان في التشكيك في مسرحية المحكمة الجنائية الدولية هذه وكل ما يرافقها من تطبيل دولي".

وأضاف النور "لن أجادلكَ حتى فيما إذا كان هذا الرجل المحترم بريئًا (...) دعونا لا نسقط ضحية لمشاعرنا وعواطفنا".

وأتاح المحامي الفرصة لمغنيات ارتدين بذلات رسمية بألوان العلم الأمريكي وقلن: "من هو زعيم الجنائية الدولية؟ لا بدّ أنه التفوّق الأمريكي، قل أيمكنكَ أن ترى من هو زعيم الجنائية الدولية".

وجاء في مرافعة المحامي الأمريكي أن هذه المحكمة لمن هم مثل "بوتين والأفارقة والعرب، إنهم ليسوا مثلنا إذا أخطأوا عليهم أن يدفعوا الثمن".

وأُكملت المواجهة بين المحامي والقاضي الذي أضاف: "بداية حسب معتقدي، فهذه المحكمة كفر صريح، أنا لست عضوًا في هذه الطائفة ولا حتى هذه النسخة المصغرة مني"، كما أكمل خطابه قائلا: "هذه المحكمة لأمثال بوتين والأأفارقة والعرب، إنهم ليسوا مثلنا، إذا أخطأوا، فعليهم أن يدفعوا الثمن، لكن نحن الولايات المتحدة، ما نقوله هو الذي يسري اليوم، لا تضيع وقتك مع بنيامين، صديقي باق ويتمدد، لديه "أكثر جيش أخلاقي في العالم".


وتظهر الأغنية هيئة المحلفين على أنهم مجرد دمى تتحكم بهم السياسية الأمريكية التي سيطر وتهدد أي أحد لا يتوافق معها بتحويله إلى عدو أو معادٍ للسامية.

وانتهت الأغنية بإقناع القاضي ببراءة "النتن" وتهميش الفئات المظلومة ومحاكمة الشعوب المغلوبة، والاعتراف بأن رئاسة المحكمة الجنائية الدولية لا تعود للقاضي بل "للتفوق الأميركي".
ولا تعترف "إسرائيل" بالولاية القضائية للمحكمة التي تأسست عام 2002، وبعد 13 عاما تم قبول عضوية فلسطين في المحكمة، وهي هيئة دولية مستقلة غير تابعة للأمم المتحدة أو أي مؤسسة دولية أخرى، وتعد قراراتها ملزمة.

وتصر "إسرائيل" على مواصلة الحرب في تحدٍ لطلب خان إصدار مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
كما تتجاهل قرارين لمجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

وحولت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حربها نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

مقالات مشابهة

  • فينكلشتاين للمقابلة: معركتي ضد إسرائيل من أجل العدالة ولا علاقة لها بيهوديتي
  • محاكمة النتن.. أغنية ساخرة لباسم يوسف وأمجد النور تنتقد العدالة الدولية (شاهد)
  • حوكمة منظومة استيراد سيارات ذوي الهمم في مصر: إجراءات جديدة لضمان العدالة
  • «شتاء السعودية».. طموحات كبيرة لتحقيق منجزات قياسية
  • في تصعيد جديد في وجه وزير العدل…المحامون يقاطعون جلسات الجنايات لأسبوعين
  • حزب العدالة والتنمية يستنكر قرار محكمة العدل الأوروبية 
  • "البيجيدي": قرار المحكمة الأوربية ابتزاز سياسي وتدخل في سيادة المغرب
  • “محامون من أجل العدالة” ترحب بأوامر القبض ضد المتورطين في ترهونة
  • رجل أعمال تركي يفوز بمناقصة قيمتها 2 مليار ليرة دون دفع ضرائب!
  • “لحظة مهمة لتحقيق العدالة”.. كريم خان بشأن رفع السرية عن مذكرات القبض