مقلب إعلامي أودى بمستقبل أفيخاي
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
شهدت حقبة الستينيات حالة من التنافر السياسي المعلن بين نظام جمال عبد الناصر ونظام عبد الكريم قاسم في الزمن الذي كانت فيه إذاعة صوت العرب هي البوق الذى ينفخ فيه المذيع (أحمد سعيد) بهجمات يومية يصب فيها جام غضبه على حكومة العراق. فاستغل العراقيون حماسه، ولجئوا إلى تمرير رسالة كاذبة تتحدث عن اعتقال الرفيقة القومية المناضلة (حسنة ملص) في سجون بغداد، وتعذيب المناضل العروبى العنيد (عباس بيزة).
وما ان وصلت الرسالة إلى مصر، حتى انبرى (احمد سعيد) بصوته المجلجل للتعبير عن شجبه واستنكاره لاعتقال المناضلة (حسنة ملص) والمناضل (عباس بيزة) مطالباً بإطلاق سراحهما، وكان يرفع عقيرته بالصياح: (كلنا حسنة ملص، وكلنا عباس بيزة). من دون ان يعلم ان الاثنين هما من كبار سماسرة الدعارة والبغاء، ولا علاقة لهما بالسياسية. .
في اليوم التالي تحولت إذاعة صوت العرب إلى مادة للسخرية والتندر بين رواد المقاهي والمجالس الشعبية في عموم العراق، وفقد احمد سعيد مصداقيته. .
وهكذا دأبت معظم اجهزة المخابرات منذ زمن بعيد على تدبير المقالب الساخرة ضد خصومها عن طريق ترويج الرسائل الإعلامية الملغومة لتحقيق غرضين اثنين، أولهما: كشف العناصر المشبوهة. وثانيهما: توريط الجهات المعادية وإيقاعها في المصيدة. .
وعلى هذا المنوال قامت المقاومة الفلسطينية منذ بضعة أيام بتمرير معلومات مغلوطة عن شخصية (ابو عبيدة)، فأرسلوا صورة وزير الاتصالات الإيراني (عيسى زارع بور) إلى أفيخاي أدرعي بطرق معقدة. وأبلغوه بأن هذه الصورة هي الصورة الحقيقية لشخص (ابو عبيدة) بدون لثامه المعتاد بالكوفية الحمراء. وهكذا وقع أفيخاي في الفخ ونشر الصورة على صفحات المواقع الاسرائيلية زاعماً انه عثر على الصورة الحقيقية للملثم ابو عبيدة. ولم تمض بضعة ساعات حتى انهالت عليه الصفعات والركلات بعدما اكتشف الناس ان الصورة تعود للوزير الإيراني (عيسى بور). .
وبهذا المقلب تلقى أدرعي درساً لن ينساه، وسقط إعلامياً في الفخ الذي نصبه له رجال المقاومة، وفقد مصداقيته امام الناعقين معه والمطبلين له. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
شخصيات إسلامية: عبدالله بن عباس.. حبر الأمة
الصحابي الجليل سيدنا عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، ابنُ عَمِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ابن خالة خالد بن الوليد رضي الله عنه، كان جميلًا أبيض طويلًا، مشربًّا صُفرة، جسيمًا وسيمًا صبيحَ الوجه فصيحًا، وكان كثيرَ البُكاءِ.
له من الأولادِ العباسُ والفضلُ ومحمدٌ وعبيدُالله وعليٌّ ولُبابةُ وأسماء رضي الله عنهم.
كان يُسَمَّى«البحر»؛ لسعة علمه، كما كان يُسَمَّى«حبرَ الأُمَّةِ».
وُلِدَ أثناء حصار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته في شِعب أبي طالبٍ بمكة، أي قبل الهجرة بحوالي ثلاث سنوات، أو نحو ذلك.
ولابن عباسٍ رضي الله عنه مناقبُ كثيرة شرَّفه الله ورسوله بها؛ منها ما رواه ابن عباس رضي الله عنه بنفسه قال: ضَمَّنِي رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ» رواه البخاري، وفي روايةِ الحاكم في «المستدرك» أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في بيت ميمونةَ رضي الله عنها فوضعت له وَضوءًا، فقالت له ميمونة: وَضَعَ لَكَ عَبْدُاللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ وَضُوءًا، فقال: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ».
وعن عبيدالله ابن عبدالله بن عتبة رضي الله عنه: أنَّ عمرَ رضي الله عنه كان إذا جاءته الأقضية المعضلة قال لابن عباس رضي الله عنه: «إنها قد طَرَتْ علينا أقضيةٌ وعُضَلٌ، فأنت لها ولأمثالها». ثم يأخذ بقوله، وما كان يدعو لذلك أحدًا سواه.
قال عبيد الله رضي الله عنه: «وعُمَرُ عُمَرُ». يعني أن سيدنا عمر بن الخطاب واسعَ العِلم.
استعمله علي بن أبي طالب رضي الله عنه أميرًا على البصرة، ثم فارقها قبل أن يُقتل عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وعاد إلى الحجاز، وشهد مع عليٍّ رضي الله عنه وقعة «صفين»، وكان أحد الأمراء فيها.
وقد كان لابن عباس رضي الله عنه دورٌ كبيرٌ في حفظ الشرع وتبليغ سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعليم المسلمين، وقد روى العديد من الأحاديث، بالرَّغم من حداثَة سِنِّه.
ومن الأحاديث المشهورة التي رواها، قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم له: «يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» رواه الترمذي.
وتوفي رضي الله عنه سنة ثمان وستين بالطائف، وهو ابن سبعين سنة، وقيل: إحدى وسبعين سنة، وكان قد عَمِيَ في آخِرِ عُمُرِهِ؛ فقال في ذلك: «إنْ يأخذ الله من عَيْنَيَّ نورهما.. ففي لساني وقلبي منهما نور.. قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل.. وفي فمي صارمٌ كالسيف مأثور.