الخليج الجديد:
2025-02-12@12:46:37 GMT

خيارات بايدن المعقّدة مع العراق

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

خيارات بايدن المعقّدة مع العراق

خيارات بايدن المعقّدة مع العراق

تعقيدات وصعوبات تدفع الرئيس بايدن لمحاولة تحقيق نجاحات ما، في سياساته، الخارجية أملاً في أن تحسن هذه النجاحات من أوضاعه الانتخابية الحرجة.

كيف سيؤثر الخيار الأمريكي في جهود بغداد لسحب القوات الأمريكية وقد بدأت مفاوضاتها قبيل أيام من تفجّر الهجمات المتبادلة بين العراقيين والأمريكيين؟

عبرت بعض المواقف الأمريكية عن قلق من فشل استراتيجية بايدن لاحتواء الصراع في قطاع غزة وأولوية إنهاء الحرب في غزة،

أرجعت وول ستريت جورنال اشتعال فتيل الصراع بين الولايات المتحدة والفصائل العراقية الموالية لإيران إلى «الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة».

اختار بايدن تجنب الصدام مع إيران، ضمن حرصه على الحيلولة دون تفجير حرب إقليمية، لكنه وجه ضربات موجعة لمواقع فصائل موالية لإيران في العراق وسوريا.

التحدي الأكبر الذي واجه بايدن، وحاول أن يجعله فرصة لتحسين أوضاعه الانتخابية كان السعي لأفضل الخيارات لمواجهة هجمات تتعرض لها القوات الأمريكية بالعراق وسوريا.

تعددت السيناريوهات التي جرى طرحها للرد على هذا الهجوم أمام الإدارة الأمريكية، تمحورت حول تيارين أساسيين ضاغطين على الرئيس الأمريكي الذي كان عليه أن يصل إلى أفضل الخيارات.

* * *

لم تكن الأحداث والتطورات الداخلية الأمريكية محدداً محورياً للسياسة الخارجية الأمريكية، كما هي الآن، خاصة السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط.

فالظروف الانتخابية شديدة التعقيد التي تواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، سواء من ناحية تدني مؤشرات الدعم التي يحصل عليها من الرأي العام الأمريكي، لأسباب كثيرة منها الانقسام الداخلي حول سياساته الداخلية، واحتلال «عامل السن» للمرشحين للرئاسة مكانة بارزة في الحملة الانتخابية.

خاصة بعد أن أفاد تقرير نشر مؤخراً، بأن بايدن، يعاني مشكلات تتعلق بالذاكرة، أو من ناحية تزايد حدة تراجع دعم تياري اليسار والشباب داخل الحزب الديمقراطي، وبالذات في ظل تنامي رفض الانحياز الأمريكي «الأعمى» لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، أو من ناحية الصعود القوي للرئيس السابق دونالد ترامب، كمنافس أساسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتبنّي ترامب مواقف رافضة للدعم الأمريكي لأوكرانيا، وعدائية ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو).

تعقيدات وصعوبة هذه الظروف أخذت تدفع الرئيس بايدن لمحاولة تحقيق نجاحات ما، في سياساته، الخارجية أملاً في أن تحسن هذه النجاحات من أوضاعه الانتخابية الحرجة.

التحدي الأكبر الذي واجه بايدن، وحاول أن يجعل منه فرصة لتحسين أوضاعه الانتخابية كان السعي إلى التوصل إلى أفضل الخيارات لمواجهة الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

كان أبرزها بالطبع الهجوم الذي شنته «المقاومة الإسلامية العراقية»، على قاعدة عسكرية أمريكية تحمل اسم «البرج -22»، وتقع على الحدود الأردنية – السورية يوم 28 يناير/ كانون الثاني الفائت، وأدى إلى مقتل 3 عسكريين أمريكيين، وجرح أكثر من 40 آخرين.

هذا الهجوم فاقم من التعقيدات التي تواجه إدارة بايدن، خصوصاً في ظل ما أثاره من ردود فعل صاخبة، سياسية وإعلامية، داخل الولايات المتحدة، حيث زادت حدة الاستقطاب الداخلي خاصة بين الجمهوريين والديمقراطيين، حول ما يجب اتخاذه من سياسات أمريكية دفاعاً عن المصالح والمكانة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وتعددت السيناريوهات ألتي جرى طرحها للرد على هذا الهجوم أمام الإدارة الأمريكية، تمحورت حول تيارين أساسيين ضاغطين على الرئيس الأمريكي الذي كان عليه أن يصل إلى أفضل الخيارات بهذا الخصوص.

التيار الأول تبنّى سيناريوهات التشدد، ليس ضد من يسمونهم ب«وكلاء إيران» من فصائل المقاومة العراقية فقط، بل أعطى هذا التيار الأولوية لضرب إيران نفسها، وهنا نتلمس عمق التأثير الإسرائيلي في خيارات هذا التيار، حيث يعمل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على توريط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران ما زالت تمثل أفضل خياراته للتخلص من «العدو الإيراني».

فقد سارع الجمهوريون، بالذات، إلى الإعراب عن سخطهم الشديد لسقوط ضحايا أمريكيين وانتقادهم الشديد لما أسموه ب«سياسة بايدن اللينة» تجاه إيران، واتهمه بعضهم بالتسبب بزيادة الهجمات ضد القوات الأمريكية بسبب عدم اتخاذه قراراً صارماً للرد بحزم، وبشكل مباشر على إيران، وهي خطوة يتردد بايدن في اتخاذها، خشية إشعال فتيل حرب أوسع نطاقاً.

فقد اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايك ماكول، أن «سياسة إدارة بايدن الفاشلة في الشرق الأوسط دمرت سياسة الردع الأمريكية ضد خصومنا في الشرق الأوسط».

أما السيناتور ليندسي غراهام، فكان أكثر حدة حيث دعا إلى «استهداف إيران بشكل مباشر»، ووجّه الحديث إلى الرئيس الأمريكي قائلاً: «أنا أدعو إدارة بايدن إلى ضرب أهداف مهمة داخل إيران، ليس للرد على قتل قواتنا فقط، بل للردع ضد أي اعتداءات مستقبلية». كما دعا النائب الجمهوري «مايك روجرز» الذي يترأس لجنة الرقابة العسكرية الأمريكية في مجلس النواب، إلى «اتخاذ إجراء صارم ضد إيران»، وقال «لا بد من محاسبة النظام الإيراني الإرهابي، وحلفائه المتطرفين».

التيار الثاني، عبّر عن مواقف الديمقراطيين، وكان أكثر تحفظاً في تبنّي سياسات متشددة، واكتفى زعيمهم في مجلس النواب «حكيم جيفريز» بالقول: «يجب أن يحمل المسؤولية كل عنصر مسؤول عن الاعتداءات»، وعبرت بعض المواقف الديمقراطية عن قلقها من فشل استراتيجية بايدن لاحتواء الصراع في قطاع غزة، على نحو ما تحدثت صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي أعطت الأولوية لإنهاء الحرب في غزة، فقد أرجعت الصحيفة اشتعال فتيل الصراع بين الولايات المتحدة والفصائل العراقية الموالية لإيران إلى «الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة».

واختار الرئيس بايدن خياراً وسطاً، فقد حرص على تجنب الصدام مع إيران، ضمن حرصه على الحيلولة دون تفجير حرب إقليمية في المنطقة، لكنه وجه ضربات موجعة لمواقع فصائل موالية لإيران في العراق وسوريا، وأكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي على أن الولايات المتحدة «تعتزم شن ضربات إضافية ضد الجماعات المدعومة من إيران».

كيف سيؤثر هذا الخيار الأمريكي في جهود بغداد لانسحاب القوات الأمريكية التي بدأت مفاوضاتها قبيل أيام من تفجّر تلك الهجمات المتبادلة بين العراقيين والأمريكيين؟ السؤال مهم لأنه يخص إدارة بايدن، بقدر ما يخص حكومة العراق.

*د. محمد السعيد ادريس خبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل العراق إيران بايدن غزة خيارات بايدن حرب الإبادة الجماعية القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی العراق وسوریا الشرق الأوسط إدارة بایدن قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الأمريكي: سألتقي بوتين في الوقت المناسب

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال تصريحاته للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، إنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الوقت المناسب، مشيرًا إلى أن بلاده ستنظر إلى حالات فردية للاجئين الفلسطينيين وستمنحهم حق اللجوء، وفقًا لقناة العربية.

ترامب: ملتزم بشراء غزة وامتلاكها الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية مساء اليوم


وعلى صعيد آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، عددًا من القرى والبلدات في محافظة رام الله والبيرة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة بيت ريما، وسيرت آلياتها العسكرية في شوارعها، فيما اقتحمت قوة أخرى راجلة قرية النبي صالح، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وقالت مصادر أمنية إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية كفر عين شمال غرب رام الله، وبلدة دير دبوان شرق المحافظة، وحي جبل الطويل في مدينة البيرة، دون أن يبلغ عن اعتقالات
فيما استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، في مخيم نور شمس، شرق طولكرم.

وأفادت وزارة الصحة، في بيان ، باستشهاد الشاب إياس عدلي فخري الأخرس (20 عاما) في مخيم نور شمس، ما يرفع عدد شهداء المخيم اليوم إلى ثلاثة، إذ استشهدت في وقت سابق من اليوم المواطنتان سندس جمال محمد شلبي (23 عامًا) وجنينها، ورهف فؤاد عبد الله الأشقر (21 عامًا)، وأصيب سبعة آخرون.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم فجر اليوم، وفرضت عليه حصارا مشددا من جميع جهاته ومداخله، ونشرت الجنود المشاة الذين نفذوا عمليات دهم وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين داخله وفي محيطه، وأجبروا أصحابها على مغادرتها وحولوها إلى ثكنات عسكرية.

ويأتي اقتحام مخيم نور شمس مع استمرار العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الرابع عشر على التوالي.
دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة طولكرم ومخيميها، مع استمرار العدوان عليها لليوم الرابع عشر على التوالي.

ففي مدينة طولكرم، انتشر جنود الاحتلال المشاة في الحيين الشرقي والجنوبي، وأوقفوا المواطنين خاصة الشبان ودققوا في هوياتهم وحققوا معهم ميدانيا، بالتزامن مع تحليق طائرات مُسيرة على ارتفاع منخفض، ما تسبب بحالة من الخوف في صفوف المواطنين، كما شددوا من حصارهم للحي الشرقي وتحديدا في شارع المقاطعة، وسط مناشدات من الأهالي بتوفير المساعدات الغذائية لهم.

وواصلت قوات الاحتلال حصارها لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، ونشرت آلياتها والجنود المشاة على مداخله، وعرقلت عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، ووضعت سواتر في شارع المستشفى ومنعت المركبات من المرور، وقد شوهد جنود الاحتلال على مدخل الطوارئ وهم يجبرون أحد الشبان على خلع ملابسه بحجة التفتيش.

وما زالت قوات الاحتلال تطبق حصارها على مخيم طولكرم، وتستولي على المنازل والمباني في حاراته كافة، وتنشر الجنود المشاة فيها، كما واصلت الاستيلاء على عدد من المنازل في محيطه وتحويلها لثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.

وتتفاقم المعاناة اليومية للمواطنين الذين ما زالوا في منازلهم على أطراف المخيم، بسبب الحصار المشدد وما رافقه من انقطاع في الكهرباء والمياه والاتصالات والانترنت بسبب التدمير الكامل للبنية التحتية، إضافة للنقص الحاد في المواد الغذائية ومياه الشرب والأدوية خاصة لكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.

وأقدمت جرافات الاحتلال على تدمير شارع نابلس الذي يصل مخيم نور شمس ببلدة عنبتا مرورا بدوار بلعا شرق المحافظة، بالتزامن مع تجريف وتدمير البنية التحتية عند مداخل مخيم نور شمس وفي حاراته، تحديدا حارتي المنشية والقلنسوة.

كذلك، ما زالت قوات الاحتلال تفرض حصارا مشددا على مخيم نور شمس، وتمنع المواطنين من مغادرته، وسط إطلاق الرصاص الحي صوب كل شيء يتحرك، مع سماع دوي انفجارات.

وداهمت قوات الاحتلال منازل المواطنين في حارات جبل النصر، وجبل الصالحين، وحولتها لثكنات عسكرية، واحتجزت النساء والأطفال.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، شابا من بلدة دير سامت، جنوب غرب الخليل.

وأفادت مصادر أمنية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب فادي يوسف يونس، أثناء عبوره أحد الحواجز العسكرية قرب مدينة بيت لحم

وحذرت وزارة الخارجية والمغتربين بشدة من مخاطر اعتماد الاحتلال الإسرائيلي تسمية "يهودا والسامرة" بدلا من الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • ملف حقول النفط والغاز في شمال الخليج العربي التي تقع ضمن السيادة العراقية برئاسة مواطن كويتي!!
  • إستراتيجية إيران القادمة بين الضغوط الأمريكية والتشبث بالحياة
  • ترامب يخفف القيود التي تحظر على الشركات الأمريكية رشوة مسؤولين أجانب
  • ما بين المطرقة الأمريكية والسندان الإسرائيلي.. غزة تحتضر
  • نتنياهو: الإدارة الأمريكية دعموا قرارتنا لكسر محور إيران
  • الرئيس المشاط يهنئ الرئيس برشكيان بالذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران
  • إيران تدين المخطط الأمريكي الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهجير سكان غزة قسرا
  • الرئيس الإيراني: ترامب يخطط للمؤامرات ضد إيران ولن نقع في فخ العدو
  • الرئيس الأمريكي: سألتقي بوتين في الوقت المناسب
  • ماذا تبني إيران على حدود العراق؟