الخليج الجديد:
2024-07-06@13:21:25 GMT

خيارات بايدن المعقّدة مع العراق

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

خيارات بايدن المعقّدة مع العراق

خيارات بايدن المعقّدة مع العراق

تعقيدات وصعوبات تدفع الرئيس بايدن لمحاولة تحقيق نجاحات ما، في سياساته، الخارجية أملاً في أن تحسن هذه النجاحات من أوضاعه الانتخابية الحرجة.

كيف سيؤثر الخيار الأمريكي في جهود بغداد لسحب القوات الأمريكية وقد بدأت مفاوضاتها قبيل أيام من تفجّر الهجمات المتبادلة بين العراقيين والأمريكيين؟

عبرت بعض المواقف الأمريكية عن قلق من فشل استراتيجية بايدن لاحتواء الصراع في قطاع غزة وأولوية إنهاء الحرب في غزة،

أرجعت وول ستريت جورنال اشتعال فتيل الصراع بين الولايات المتحدة والفصائل العراقية الموالية لإيران إلى «الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة».

اختار بايدن تجنب الصدام مع إيران، ضمن حرصه على الحيلولة دون تفجير حرب إقليمية، لكنه وجه ضربات موجعة لمواقع فصائل موالية لإيران في العراق وسوريا.

التحدي الأكبر الذي واجه بايدن، وحاول أن يجعله فرصة لتحسين أوضاعه الانتخابية كان السعي لأفضل الخيارات لمواجهة هجمات تتعرض لها القوات الأمريكية بالعراق وسوريا.

تعددت السيناريوهات التي جرى طرحها للرد على هذا الهجوم أمام الإدارة الأمريكية، تمحورت حول تيارين أساسيين ضاغطين على الرئيس الأمريكي الذي كان عليه أن يصل إلى أفضل الخيارات.

* * *

لم تكن الأحداث والتطورات الداخلية الأمريكية محدداً محورياً للسياسة الخارجية الأمريكية، كما هي الآن، خاصة السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط.

فالظروف الانتخابية شديدة التعقيد التي تواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، سواء من ناحية تدني مؤشرات الدعم التي يحصل عليها من الرأي العام الأمريكي، لأسباب كثيرة منها الانقسام الداخلي حول سياساته الداخلية، واحتلال «عامل السن» للمرشحين للرئاسة مكانة بارزة في الحملة الانتخابية.

خاصة بعد أن أفاد تقرير نشر مؤخراً، بأن بايدن، يعاني مشكلات تتعلق بالذاكرة، أو من ناحية تزايد حدة تراجع دعم تياري اليسار والشباب داخل الحزب الديمقراطي، وبالذات في ظل تنامي رفض الانحياز الأمريكي «الأعمى» لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، أو من ناحية الصعود القوي للرئيس السابق دونالد ترامب، كمنافس أساسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتبنّي ترامب مواقف رافضة للدعم الأمريكي لأوكرانيا، وعدائية ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو).

تعقيدات وصعوبة هذه الظروف أخذت تدفع الرئيس بايدن لمحاولة تحقيق نجاحات ما، في سياساته، الخارجية أملاً في أن تحسن هذه النجاحات من أوضاعه الانتخابية الحرجة.

التحدي الأكبر الذي واجه بايدن، وحاول أن يجعل منه فرصة لتحسين أوضاعه الانتخابية كان السعي إلى التوصل إلى أفضل الخيارات لمواجهة الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

كان أبرزها بالطبع الهجوم الذي شنته «المقاومة الإسلامية العراقية»، على قاعدة عسكرية أمريكية تحمل اسم «البرج -22»، وتقع على الحدود الأردنية – السورية يوم 28 يناير/ كانون الثاني الفائت، وأدى إلى مقتل 3 عسكريين أمريكيين، وجرح أكثر من 40 آخرين.

هذا الهجوم فاقم من التعقيدات التي تواجه إدارة بايدن، خصوصاً في ظل ما أثاره من ردود فعل صاخبة، سياسية وإعلامية، داخل الولايات المتحدة، حيث زادت حدة الاستقطاب الداخلي خاصة بين الجمهوريين والديمقراطيين، حول ما يجب اتخاذه من سياسات أمريكية دفاعاً عن المصالح والمكانة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وتعددت السيناريوهات ألتي جرى طرحها للرد على هذا الهجوم أمام الإدارة الأمريكية، تمحورت حول تيارين أساسيين ضاغطين على الرئيس الأمريكي الذي كان عليه أن يصل إلى أفضل الخيارات بهذا الخصوص.

التيار الأول تبنّى سيناريوهات التشدد، ليس ضد من يسمونهم ب«وكلاء إيران» من فصائل المقاومة العراقية فقط، بل أعطى هذا التيار الأولوية لضرب إيران نفسها، وهنا نتلمس عمق التأثير الإسرائيلي في خيارات هذا التيار، حيث يعمل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على توريط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران ما زالت تمثل أفضل خياراته للتخلص من «العدو الإيراني».

فقد سارع الجمهوريون، بالذات، إلى الإعراب عن سخطهم الشديد لسقوط ضحايا أمريكيين وانتقادهم الشديد لما أسموه ب«سياسة بايدن اللينة» تجاه إيران، واتهمه بعضهم بالتسبب بزيادة الهجمات ضد القوات الأمريكية بسبب عدم اتخاذه قراراً صارماً للرد بحزم، وبشكل مباشر على إيران، وهي خطوة يتردد بايدن في اتخاذها، خشية إشعال فتيل حرب أوسع نطاقاً.

فقد اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايك ماكول، أن «سياسة إدارة بايدن الفاشلة في الشرق الأوسط دمرت سياسة الردع الأمريكية ضد خصومنا في الشرق الأوسط».

أما السيناتور ليندسي غراهام، فكان أكثر حدة حيث دعا إلى «استهداف إيران بشكل مباشر»، ووجّه الحديث إلى الرئيس الأمريكي قائلاً: «أنا أدعو إدارة بايدن إلى ضرب أهداف مهمة داخل إيران، ليس للرد على قتل قواتنا فقط، بل للردع ضد أي اعتداءات مستقبلية». كما دعا النائب الجمهوري «مايك روجرز» الذي يترأس لجنة الرقابة العسكرية الأمريكية في مجلس النواب، إلى «اتخاذ إجراء صارم ضد إيران»، وقال «لا بد من محاسبة النظام الإيراني الإرهابي، وحلفائه المتطرفين».

التيار الثاني، عبّر عن مواقف الديمقراطيين، وكان أكثر تحفظاً في تبنّي سياسات متشددة، واكتفى زعيمهم في مجلس النواب «حكيم جيفريز» بالقول: «يجب أن يحمل المسؤولية كل عنصر مسؤول عن الاعتداءات»، وعبرت بعض المواقف الديمقراطية عن قلقها من فشل استراتيجية بايدن لاحتواء الصراع في قطاع غزة، على نحو ما تحدثت صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي أعطت الأولوية لإنهاء الحرب في غزة، فقد أرجعت الصحيفة اشتعال فتيل الصراع بين الولايات المتحدة والفصائل العراقية الموالية لإيران إلى «الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة».

واختار الرئيس بايدن خياراً وسطاً، فقد حرص على تجنب الصدام مع إيران، ضمن حرصه على الحيلولة دون تفجير حرب إقليمية في المنطقة، لكنه وجه ضربات موجعة لمواقع فصائل موالية لإيران في العراق وسوريا، وأكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي على أن الولايات المتحدة «تعتزم شن ضربات إضافية ضد الجماعات المدعومة من إيران».

كيف سيؤثر هذا الخيار الأمريكي في جهود بغداد لانسحاب القوات الأمريكية التي بدأت مفاوضاتها قبيل أيام من تفجّر تلك الهجمات المتبادلة بين العراقيين والأمريكيين؟ السؤال مهم لأنه يخص إدارة بايدن، بقدر ما يخص حكومة العراق.

*د. محمد السعيد ادريس خبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل العراق إيران بايدن غزة خيارات بايدن حرب الإبادة الجماعية القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی العراق وسوریا الشرق الأوسط إدارة بایدن قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

فنان أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة

قال الفنان الأمريكي، مارك روفالو المناصر للفلسطينيين، إن ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين أمر غير قانوني وغير أخلاقي، مهاجما إدارة الرئيس جو بايدن الداعمة للاحتلال.

وقال روفالو إنه "لا توجد نهاية في الأفق، إذ تتكشف معاناة لا توصف وكارثة للأمريكيين والإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

وأشار الفنان الهوليودي إلى البيان الذي وقعة مسؤولون مستقيلون في إدارة بايدن، شجبوا فيه تعامل الإدارة مع الحرب على غزة.

Now from within what we have all been saying from the outside. What Israel is doing to the Palestinians is illegal and amoral and Biden’s administration has signed off on the worst of it. There is no end in sight—untold suffering unfolding and a disaster for Americans, Israelis,… — Mark Ruffalo (@MarkRuffalo) July 3, 2024

وحذر 12 مسؤولا أمريكيا استقالوا من مناصبهم احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على غزة، الأربعاء، من أن سياسة الرئيس جو بايدن حيال الحرب تمثل "فشلا وتهديدا للأمن القومي".

جاء ذلك في بيان مشترك وقّعه 4 مسؤولين سابقين من وزارة الخارجية، وواحد من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، و3 من الجيش الأمريكي و4 سياسيين، قدموا فيه مقترحات سياسية لإدارة بايدن بخصوص الحرب على غزة.

وقال المسؤولون في البيان إن "الغطاء الدبلوماسي الأمريكي والتدفق المستمر للأسلحة إلى إسرائيل هو تواطؤ لا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع القسري للفلسطينيين المحاصرين في غزة".

وشددوا على أن "هذا ليس فقط مستهجنًا أخلاقيًا وانتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي والقوانين الأمريكية، لكنه أيضًا يضع عبئًا على ظهر الولايات المتحدة".

وأضاف المسؤولون المستقيلون: "هذه السياسة المتعنتة تهدد الأمن القومي الأمريكي وحياة جنودنا ودبلوماسيينا، كما حصل مع مقتل 3 من جنودنا في الأردن في يناير/كانون الثاني 2024، وإجلاء المنشآت الدبلوماسية في الشرق الأوسط، كما تشكل خطرا أمنيًا على المواطنين الأميركيين في الداخل والخارج".



واتهم المستقيلون سياسة إدارة بايدن بتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة، لافتين إلى أن مصداقية الولايات المتحدة "تقوّضت بشدة في جميع أنحاء العالم".

ووفقاً للمسؤولين السابقين فإن السياسة الحالية في غزة التي وصفوها بأنها "فاشلة"، وأنها "لم تجعل الإسرائيليين أكثر أمانًا" و"شجعت المتطرفين"، وكانت مدمرة للشعب الفلسطيني.

وأضافوا: "باعتبارنا أمريكيين متفانين في خدمة بلادنا، نصرّ على أن هناك طريقة أخرى".

وأشاروا إلى الخطوات اللازم اتباعها لضمان "عدم حدوث فشل سياسي كارثي (على مستوى إدارة البلاد) مثل هذا مرة أخرى أبدًا".

ومن بين الخطوات التي لفتوا إليه، تنفيذ القوانين الأمريكية التي تحظر تقديم المساعدة العسكرية لقوات أجنبية متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، واستخدام "كل النفوذ المتاح لإنهاء الصراع على الفور".

كما دعوا الإدارة الأمريكية إلى "ضمان توسيع توصيل المساعدات الإنسانية لشعب غزة وإعادة إعمار المنطقة، بالإضافة إلى دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".

وأكدوا على أن "هناك حاجة ملحّة للتغيير في الثقافة المؤسسية والهياكل التنظيمية التي مكّنت النهج الأمريكي الحالي (الداعم لإسرائيل رغم جرائمها)".

ووفق البيان ذاته، يشمل ذلك "تعزيز آليات الرقابة والمساءلة داخل السلطة التنفيذية، وزيادة الشفافية فيما يتعلق بنقل الأسلحة والمداولات القانونية، ووضع حد لإسكات وتهميش الأصوات المنتقدة، والتغيير القانوني من خلال العملية التشريعية".



وختم المستقيلون بيانهم بمخاطبة زملائهم الذين ما زالوا على رأس عملهم ضمن إدارة بايدن، بالقول: "نحثكم على عدم التواطؤ".

الموقعون على البيان هم: المسؤولون السابقون بوزارة الخارجية جوش بول، وأنيل شيلين، وستيسي جيلبرت، وهالة هاريت، ومستشار السياسات السابق والمعين السياسي بوزارة التعليم الأمريكية طارق حبش.

كذلك وقّع البيان المسؤولون السابقون في القوات الجوية الأمريكية محمد أبو هاشم ورايلي ليفرمور، ونائبة مدير مكتب التنظيم والميزانية بالبيت الأبيض آنا ديل كاستيّو.

كما وقّعه الموظفة السابقة في الداخلية الأمريكية ليلي غرينبيرغ كول، والمساعدة الخاصة السابقة في الداخلية مريم حسنين التي استقالت صباح الأربعاء الماضي.

يضاف إلى الموقعين الضابطة السابقة بالجيش من وكالة استخبارات الدفاع هاريسون مان، والمستشار الأول السابق للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ألكسندر سميث.

مقالات مشابهة

  • زعيم الأقلية بمجلس النواب الأمريكي يعلن عن اجتماع لكبار أعضاء الحزب الديمقراطي لبحث ترشح بايدن
  • بايدن: لا أحد مؤهل للفوز في الانتخابات الرئاسية أكثر مني
  • «بايدن» يتهرب من الإجابة على سؤال بشأن خضوعه لفحص عصبي
  • مقابلة حاسمة للرئيس الأمريكي قبل الانتخابات الرئاسية.. وصفت بـ«موعد مع الطبيب»
  • «بايدن» يفاجئ الحكام الديمقراطيين بشأن قدرته العقلية: أحتاج إلى النوم
  • ممثل أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة
  • فنان أمريكي: ما تفعله إسرائيل غير أخلاقي وغير قانوني.. وإدارة بايدن متورطة
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون الرئيس الأمريكي بذكرى الاستقلال
  • البيت الأبيض: الحديث بشأن تقاعد بايدن «غير صحيح»
  • الانتخابات الأمريكية.. تداعيات سقوط بايدن خلال مناظرة ترامب.. هلع في الحزب الديمقراطي.. والأنظار تتجه نحو هاريس