أثار مقطع فيديو مسرب لاجتماع أداره رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو العضو البارز في حزب الشعب الجمهوري جدلا واسعا، إذ ناقش في هذا الاجتماع السري مع قيادات من الحزب -عبر تطبيق زوم- محاولة إنشاء حركة موازية داخل الحزب قبل عقد المؤتمر العام العادي للحزب المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ونشرت وسائل إعلام تركية ومنصات محلية مقاطع فيديو مسربة ومقتطعة من الاجتماع، التي قالت إنه استمر لساعة، ومن بينها مقطع أثار جدلا واسعا انعكس على مناقشات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تضمن مناقشة إعداد خطة لإقامة مؤتمر بديل للحزب والعمل على إزاحة قياداته الحالية.

وتحدثت القيادات التي حضرت الاجتماع عن جمع التوقيعات المعارضة، من أجل دفع رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو إلى اجتماع غير عادي لمجلس الحزب، وذلك لإنجاح المطالبات بضرورة "التغيير" الذي يطالب به إمام أوغلو منذ فترة.

İzlemek isteyenler için sızan toplantı videosunun bir kesiti. pic.twitter.com/Opnfe36nUY

— Anlık (@anlikhaberin) July 19, 2023

خسارة الانتخابات الرئاسية

كما ناقش المجتمعون الأسباب والآثار المترتبة على خسارة كليجدار أوغلو، الذي تم ترشيحه للرئاسة من قبل تحالف الأمة في انتخابات 2023.

وتعليقا على الضجة التي أثارها هذا التسريب، قال رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو "تجري مناقسة مواضيع الحزب مع أعضاء الحزب. لا يوجد شيء أكثر طبيعية من هذا".

وعلق إمام أوغلو على هذا التسريب، في إطار رده على أسئلة الصحفيين بعد حفل توقيع في إسطنبول، بقوله: "أستطيع القول إننا قد أجرينا ما يقرب من 200 اجتماع مماثل منذ الانتخابات. ستستمر هذه الاجتماعات، وليس لها جانب سري، لدينا اجتماع آخر غدًا، بل لدينا اجتماع مماثل اليوم. ليس له أي جانب سري".

وتابع إمام أوغلو "المواضيع المناقشة تتعلق بالحزب. لن أناقش أيا من هذه المسائل أمامك. سأستمر في المناقشة على الطاولة".

وحول هوية مسرب المقطع المتداول، قال إمام أوغلو "سنبحث ما الذي حدث وكيف حدث.. سنرى إذا ما كان من داخل الحزب أو خارجه، نحن نناقش مواضيع تتعلق بحزبنا مع مسؤولي الحزب، وسنستمر في النقاش، وسنتابع أي إجراء للوصول إلى قرارات صحية".

وتصاعدت وتيرة الأزمة بعد تعليق المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري فائق أوزتراك، إذ تحدث عن الاجتماع ووصفه بأنه غير أخلاقي قائلا: "لم نكن على علم بالاجتماع، ونحن لا نصوب الاجتماعات غير الأخلاقية التي لا تتوافق مع تقاليد حزبنا، ولا تأخذ في الاعتبار التسلسل الهرمي".

وتفاعل رواد مواقع التواصل مع محتوى هذا التسريب، لافتين إلى الانقسام الكبير الذي ضرب صفوف حزب الشعب الجمهوري عقب خسارته انتخابات الرئاسة التركية التي عقدت مايو/أيار الماضي.

وتعليقا على ذلك، قال النائب عن حزب الشعب الجمهوري بارش ياركداش "أخبرت من قبل، أقولها مرة أخرى: لا يمكنك أن تكون نائبًا أو ناطقا رسميا أو ممثلا للرئيس (رئيس الحزب) وأن تكون معارضًا في الوقت نفسه؛ إما أحدهما أو الآخر، إما أن يستقيل هؤلاء الأصدقاء أو يجب على الرئيس (كليجدار أوغلو) إقالتهم، لا يقبل مثل هذا الهراء".

كمال كليجدار أوغلو (يسار) خسر الرئاسيات أمام رجب طيب أردوغان مايو/أيار الماضي (الأناضول) العدو الرئيس

وقال الكاتب إبراهيم كاراقول "كان العدو الحقيقي لكليجدار أوغلو هو الأقرب له دائمًا، لقد كتبت هذا منذ 3 سنوات، وسأخاطبه شخصيا: أنت بجوار عدوك الرئيس، فيجب أن تنتبه إليه".

ومشيرا إلى أكرم إمام أوغلو، تابع الكاتب التركي "لا يمكنه الإطاحة بكمال كيلجدار أوغلو، وسوف يفشل وستنتهي حياة أكرم السياسية مارس/آذار 2024 بانتخابات محلية، ومن المحتمل أن يواجه تحقيقات مالية كبيرة بعد ذلك. وربما تكون مساعيه السياسية الحالية لحماية نفسه".

بدوره، قال الصحفي سمير العركي إن "كليجدار أوغلو يتمتع بموقف قانوني قوي جدا باعتباره الرئيس الشرعي للحزب، ويمكنه اتخاذ إجراءات انتقامية ضد أكرم، منها عدم إعلانه مرشحا للحزب على رئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات البلدية المقبلة مارس/آذار 2024".

وعن الفروق الشخصية بين الرجلين، أضاف العركي أنه "بخلاف الصورة التي يتم ترويجها، ففي تقديري أن شخصية كليجدار أوغلو في قيادة الحزب رغم كل عيوبه، أقوى ألف مرة من أكرم إمام أوغلو".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حزب الشعب الجمهوری

إقرأ أيضاً:

حزب الدعوة: على الشعب أن لا يسمح بالانقلاب على السلطة

16 مارس، 2025

بغداد/المسلة: دعا حزب الدعوة، اليوم الاحد، “الشعب” إلى عدم السماح بما وصفه بـ”الانقلاب على التداول السلمي للسلطة”.

وقال الحزب في بيان إنه “في 16 آذار، يستذكر شعبنا الغيور في العراق شهداءه من ضحايا البعث المجرم ومجازره الدموية في حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية والانتفاضة الشعبانية واغتيال العلماء واستهداف الأحزاب، إذ عمّ الظلم والتمييز والقتل على الهوية، وغطّى كل مساحة البلاد”.

وأضاف: “وكان حزب الدعوة الإسلامية من أبرز من تعرض للفتك الدموي والقتل الوحشي في ظل النظام البعثي، حيث أصدر ما يسمى بـمجلس قيادة الثورة المنحل، في 31 آذار 1980، القرار المرقم 461 لسنة 1980، والذي عُرف بقانون إعدام الدعاة، وقد تم بموجبه ملاحقة أعضاء هذا الحزب وأنصاره أو العاملين لتحقيق أهدافه تحت واجهات أو مسميات أخرى، وبأثر رجعي. وقد نجم عن هذا القانون سيّئ الصيت إعدام الآلاف من أبناء العراق الأخيار الأبرار”.

وقال إن “جرائم البعث الفظيعة تبقى شاهدة على مرحلة مظلمة من تاريخ العراق المعاصر، وصفحة سوداء تلاحق البعثيين على مر الأجيال وتعاقب العهود”، مبيناً أن “هذه الدماء المشتركة للعراقيين، وكفاحهم السياسي من الجنوب إلى الشمال، قد جرفت نظام البعث وألقته في سلة نفايات التاريخ”.

وذكر أن “شعبنا العراقي، بتضحياته الجسام وتمسكه بوحدته الوطنية وموقفه المعارض للدكتاتورية البعثية البغيضة، استطاع أن يعبر تلك المرحلة العصيبة، وعليه الآن أن لا يسمح بتكرار تلك التجربة المريرة بأي صورة أو نهج يتم فيه مصادرة إرادته، أو الانقلاب على التداول السلمي للسلطة، أو المساس بنظامه الديمقراطي التعددي الاتحادي، الذي يعد مكسبا لجميع العراقيين بمختلف مكوناتهم، وإن الحرص عليه وتسديد مساراته مسؤولية كل المخلصين والوطنيين”.

وختم بالقول: “في ذكرى ضحايا البعث ونظامه البائد، نقف إجلالاً وإكباراً أمام عوائلهم الشجاعة، ونعاهد أرواح الشهداء أن لا يكون للبعث والبعثيين دور أو مكانة في العملية السياسية”.

وأمس السبت، أصدر حزب الدعوة الإسلامية، بياناً في ذكرى “أبو عصام”، أحد قياداته السابقة، مشدداً على رفض إلغاء هيئة المسائلة والعدالة.

وقال الحزب إنّ “هذه المناسبة هي صرخة رفض بوجه المجرمين البعثيين، وكل من يسعى لتأهيل نسخة متحوّرة منهم ودمجهم في الحياة السياسية، وإلغاء هيئة المساءلة والعدالة”.وأضاف: “لقد خضنا، وعلى مدى ثلاثة عقود من الزمن العجاف، صراعاً مريراً مع النظام الدكتاتوري، قدّمنا فيه خيرة رجال العراق وشبابه قرابين من أجل حرية شعبنا الغيور، وتحكيم إرادته الحرة، وتقرير مصيره. واليوم، هذا الشعب هو صاحب الكلمة العليا في شؤون وطنه وإدارته، مما يُحتّم عليه تشديد قبضته على تجربته السياسية، والدفاع عنها، واختيار من يراه الأفضل والأكفأ للحكم، وعزل كل فاسد وفاشل عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات النيابية المقبلة.

وختم بالقول، إن “العراقيين، بكل مكوّناتهم، ولا سيما ضحايا البعث، سيقفون صفا واحداً متراصاً بوجه كل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار السياسي من المغامرين الذين يطمحون إلى اختطاف السلطة بطرقٍ غير مشروعة، مرتهنين بالأحداث الخارجية. فالنظام الديمقراطي التعددي وليد تضحيات جسام، وواهم من يتصور أنه قادر على تغيير معادلته العادلة والسكانية المتوازنة بأمنيات زائفة ووعود كاذبة”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إمام يثير الجدل في الجزائر: لا تزوجوا بناتكم لمن لا سكن ولا عمل له.. فيديو
  • ألفت إمام: كواليس نص الشعب اسمه محمد كلها بهجة وتعاون
  • حزب الدعوة: على الشعب أن لا يسمح بالانقلاب على السلطة
  • عمدة بلدية أنقرة السابق: على إمام أوغلو الالتحاق بالجيش
  • برلمانية الشعب الجمهوري بالشيوخ: الثروة العقارية في مصر تمثل 20% من الدخل المحلي
  • الشعب الجمهوري: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث عالمي واستعدادات مصر استثنائية
  • حزب الشعب الجمهوري يفتتح معرضًا للأثاث الدمياطي بأرض المعارض
  • أمين مساعد الشعب الجمهوري: مصر ركيزة أساسية في دعم مبادرات السلام
  • تعذيب خروف يثير الغضب في تركيا.. والنيابة تتحرك
  • هل تطيح الشهادة المزورة بترشح إمام أوغلو للانتخابات الرئاسية في تركيا؟