قصة سيدنا نوح.. دعا قومه ألف سنة وبنى السفينة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
عاش سيدنا نوح عليه السلام في زمن كفر الناس فيه بالله تعالى، وعبدوا الأصنام، فبعثه الله رسولا يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وواجه صعوبات كبيرة في دعوته، فقد سخّر قومه منه، ورفضوا الإيمان به، واتهموه بالجنون.
دعوة سيدنا نوحاستمر سيدنا نوح في دعوته قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، لكن قلة قليلة فقط آمنت به، منهم زوجته وبعض من اتبعه، وأمر الله تعالى نوحًا، بصنع سفينة ضخمة، لينجو بها هو ومن آمن معه من عذاب الطوفان الذي سينزل على الأرض بسبب كفر قومه، وفقا لما ورد في القرآن الكريم.
الكائنات الحية
تنص قصة سيدنا نوح، على أنه عندما اكتملت السفينة، أمر الله تعالى نوحًا أن يدخل فيها هو ومن آمن معه من المؤمنين، وكذلك من كل زوجين من الحيوانات، ثم هطل المطر بغزارة وانهمرت السيول، وغمرت المياه الأرض كلها، فغرقت جميع الكائنات الحية التي لم تكن على متن السفينة.
ومكث نوح ومن معه على متن السفينة مدة طويلة، حتى رست على جبل الجودي، وعندما انحسرت المياه، نزل نوح ومن معه من المؤمنين إلى الأرض، وبدأوا حياة جديدة على الأرض بعد هلاك الكافرين.
قصة سيدنا نوحتعتبر قصة سيدنا نوح قصة إيمان وصبر وعزيمة، فهي تُعلمنا أهمية الإيمان بالله تعالى واتباع رسله، والصبر على الأذى في سبيل الله، والثقة بوعوده، كما تُعلمنا أهمية العدل والإنصاف، فقد أمر الله تعالى نوحًا، أن يحمل في سفينته من كل زوجين من الحيوانات، حتى لا يُهلك أي نوع من الكائنات الحية.
وهكذا، نجح نوح عليه السلام في إنقاذ نفسه، ومن آمن معه من عذاب الطوفان، وبدأ حياة جديدة على الأرض، ليكون عبرة للأجيال القادمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سفينة نوح نوح الله تعالى معه من
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الفتن سببها العبد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه في محاولة للبحث عن المخرج من الفتن التي تحيط بنا، والتي أرى أن سببها الأساسي البعد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ، والاستخفاف بأمر الطعام، ومعاجزة الله في آياته وكونه، وتقديم الإنجاز على الأخلاق.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان نبحث عن النخبة كمحاولة للخروج من الفتن، تلك النخبة التي أرشدنا الله للاستفادة من خبرتها فقال تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) , فالله تعالى أمرنا أن تكون لنا نخبة، فضيعنا النخبة، والنخبة قد تكون طاغية، وقد تكون صاغية.
أما الطاغية فالتي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف وتتجبر في الأرض وتكفر بالله رب العالمين، وأما الصاغية فالتي صغت قلوبها لذكر الله لا تريد علوا في الأرض ولا فسادا، لقد استبدلنا بالصاغية الطاغية، أهلكنا الصاغية وأخرناهم عن القيادة وعن العمل في الحياة الدنيا وقدمنا الطاغية ثم بعد ذلك اختلط الحابل بالنابل، فلا الطاغية بقت ولا الصاغية حلت محلها وأصبح الناس شذر مذر لا ملأ لهم ولا أهل ذكر يرجعون إليهم ويلتقون حولهم.
كان هذا بدعوى الشعبية والديمقراطية، وأن العصر هو عصر تلك السماتالتي تخالف سنن الله في خلقه، ولا يقوم بها المجتمع ولا تستقر بها نفس ، فالتساوي المطلق الذي تدعو إليه الديمقراطية، هو أحد إفرازات النسبية المطلقة، وهو أمر مرفوض.
وأن القضاء على النخبة والدعوة إلى التساوي المطلق، قد تتضمن في طياتها هلاك العالم، وهناك مجموعة من النصوص التي يمكن أن تكون أساسًا لهذا المعنى، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ، وقال تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنكُمْ) ، فجعل الله للناس رؤوسًا، وجعل ذلك طبقا لكفاءاتهم، ورغبتهم في الإصلاح دون الإفساد، ونعى على ذلك التصور الذي يكون فيه جميع الناس في تساو مطلق فقال : (لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) ، وقال : (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
وعدم التساوي لا يعني أبداً عدم المساواة، فربنا يقول : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً).
وقال النبي ﷺ : (الناس كأسنان المشط) [رواه القضاعي في مسند الشهاب، والديلمي في مسند الفردوس] وقال ﷺ : (يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى) [رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير].