العرب القطرية:
2024-09-29@06:43:50 GMT

الذهب يستعيد بريقه كأحد الأصول الأساسية

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

الذهب يستعيد بريقه كأحد الأصول الأساسية

ظل دور الذهب في المشهد الاقتصادي والاستثماري محل جدل كبير منذ أمد بعيد. تاريخياً، كان الذهب يعتبر مستودعاً للقيمة وملاذاً آمناً، فضلاً عن كونه من الأصول القابلة للتحويل دولياً منذ آلاف السنين. في الواقع، شكّل الذهب أساس المنظومة النقدية العالمية خلال حقبة معيار الذهب (1871- 1914) ونظام بريتون وودز (1945- 1971)، عندما كان يتعين ربط العملات الرئيسية بالمعدن الأصفر حتى تعتبر «قابلة للتحويل» أو عملة احتياطية حقيقية.


على الرغم من طبيعته غير المدرة للدخل والنفقات المترتبة على استخراجه، لا يزال الذهب يحظى بتقدير كبير من قبل المستثمرين، بما في ذلك الأسر والدول ذات السيادة والشركات. وتكمن جاذبيته الدائمة في قدرته المثبتة على العمل كمستودع موثوق للثروة لحماية الأصول خلال فترات الضوائق الاقتصادية الكبيرة والتحديات النظامية على مستوى الاقتصاد الكلي، مثل الأزمة المالية العالمية في الفترة 2008- 2009 أو جائحة كوفيد- 19 في الفترة 2020- 2022.  وتجدر الإشارة إلى أنه بعد الانخفاض الكبير من أعلى المستويات المسجلة أثناء الجائحة، استفاد الذهب مؤخراً من تعافي الطلب. ونتيجة لذلك، وصلت قيمة هذه السلعة الثمينة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2,135 دولارا أمريكي للأونصة في ديسمبر 2023، وظلت قريبة من هذه المستويات منذ ذلك الحين. ويعتبر هذا الأداء القوي لسعر الذهب مثيراً للدهشة في السياق الحالي الذي توفر فيه الأموال أو الأوراق المالية الحكومية قصيرة الأجل عوائد اسمية عالية، مما يزيد من تكاليف الفرص الاستثمارية البديلة لحيازة الذهب. يتطرق تحليلنا إلى ثلاثة عوامل رئيسية تبرر تزايد جاذبية الذهب في المحافظ الاستثمارية العالمية مؤخراً.
أولاً، أكد الذهب مجدداً في الآونة الأخيرة قيمته الدائمة كأداة للتحوط ضد التضخم. في أعقاب الجائحة، واجهت السلطات النقدية في الاقتصادات المتقدمة تحديات كبيرة بسبب ارتفاع التضخم. وقد أدى ذلك إلى مخاوف بشأن وتيرة التراجع السريع في «القيمة الحقيقية للنقود»، حيث ستكون هناك حاجة إلى وحدات إضافية من العملة لشراء نفس فئات السلع والخدمات. وليس من المستغرب أنه خلال هذه الفترة من ارتفاع التضخم، وصلت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. 
ثانياً، من المرتقب أن تصبح دورة السياسة النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا بمثابة رياح داعمة لأسعار الذهب قريباً. ورغم أن العائدات الاسمية أصبحت الآن أعلى كثيراً مما كانت عليه في الماضي القريب في أغلب الاقتصادات المتقدمة، فمن المتوقع أن تتغير هذه الديناميكية بشكل كبير في وقت قصير. ومن المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 150 و100 نقطة أساس هذا العام على التوالي. وهذا يعني أن النقد والأوراق المالية الحكومية قصيرة الأجل ستكون أقل جاذبية كخيارات استثمارية، ما سيكون مؤاتياً للاستثمارات البديلة مثل الذهب.
ثالثاً، يعتبر المناخ الاقتصادي العالمي الحالي محفوفاً بحالات عدم اليقين الجيوسياسي، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، 
وبشكل عام، أعاد الذهب تأكيد مكانته باعتباره أهم خيار للاستثمارات البديلة، حيث إن سجله الحافل كأداة للتحوط من التضخم، إلى جانب الرياح المواتية الناتجة عن التيسير النقدي والمرونة التقليدية المرتبطة بالاضطرابات الجيوسياسية، تجعله بديلاً جذاباً للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار وتخفيف المخاطر.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر المشهد الاقتصادي أسعار الذهب

إقرأ أيضاً:

البوعيشي: عدم وجود رؤية مشتركة للوحدة المصرفية يفاقم الأزمات النقدية ويزيد من معاناة المواطنين

ليبيا – قال حسين البوعيشي، خبير الاقتصاد الليبي،إن الوحدة المصرفية هي الأساس الذي يمكن أن نستند إليه لاستعادة الثقة في الاقتصاد.

البوعيشي أضاف في تصريحات خاصة لمزقع “العربي الجديد” أن عدم وجود رؤية مشتركة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات النقدية ويزيد من معاناة المواطنين.

وتابع حديثه:” ورغم إغلاق سوق المضاربة على العملات كخطوة لحماية العملة الوطنية، إلا أن الحملة الهادفة لتفعيل ذلك كانت قصيرة الأمد وغير فعالة، حيث افتقرت إلى الرؤية الاستراتيجية اللازمة للتعامل مع جذور المشكلة. وفي النهاية، لا يُعالج إغلاق السوق الأسباب الحقيقية، بل يُؤجل الأعراض السلبية الناجمة عن صراع القوى السياسية”.

مقالات مشابهة

  • رهانات صناديق التحوط على صعود الذهب تقفز لأعلى مستوياتها منذ 4 أعوام
  • مبيعات الإسمنت في تحسن بعد استعادة قطاع البناء نشاطه
  • تراجع التضخم في فرنسا
  • استقرار محلي في أسعار الذهب والأوقية تتراجع عن أعلى مستوياتها التاريخية
  • تراجع التضخم في فرنسا إلى أقل من 2% للمرة الأولى منذ عام 2021
  • تباطؤ التضخم في فرنسا خلال سبتمبر الجاري
  • انخفاض أسعار الذهب والفضة مع تزايد التوقعات على خفض الفائدة
  • الذهب يكسر أعلى مستوياته التاريخية والأوقية عند 2680 دولارًا
  • الذهب يتألق قرب أعلى مستوياته التاريخية مع ترقب المستثمرين للبيانات الاقتصادية الأمريكية
  • البوعيشي: عدم وجود رؤية مشتركة للوحدة المصرفية يفاقم الأزمات النقدية ويزيد من معاناة المواطنين