أطلقت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع شركة هواوي، مختبر أكاديمية الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات والاتصالات المتطور، مما يشكل خطوة مهمة في المشهد التعليمي في قطر.
تميز حفل الافتتاح بوجود مولد الصور الافتراضي المعزز بقدرات الذكاء الاصطناعي «AI Avatar»، الذي يرمز إلى تلاقي التكنولوجيا والتعليم، ويجسد بوضوح الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في إعداد السفراء الرقميين وإحداث ثورة في النماذج التعليمية، مما يمهد الطريق أمام مستقبل يزدهر فيه الابتكار.


وأكد الدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، أهمية هذه الشراكة المميّزة، مشيراً إلى أن «إطلاق مختبر أكاديمية الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات والاتصالات بالتعاون بين هواوي وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا يعكس الأهميّة التي توليها الجامعة في تعزيز الابتكار والتميّز في التعليم. وأضاف: يظهر هذا التعاون التزامنا بتمكين الطلاب من المهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في العصر الرقمي».
ومن جهته، أيّد السيد أليكس تشانغ، الرئيس التنفيذي لشركة هواوي تكنولوجيز في قطر، هذا الرأي، مسلطاً الضوء على أهمية هذا الجهد التعاوني المشترك لدفع عجلة التقدم التكنولوجي قدماً. 
وقال: «تفخر هواوي بشراكتها مع جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا لإنشاء مختبر أكاديمية الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات والاتصالات، حيث يتيح لنا هذا التعاون دعم الطلاب لاستكشاف الإمكانيات اللامتناهية للذكاء الاصطناعي وقيادة رحلة التحوّل الرقمي لدولة قطر». 
كما أشاد الدكتور خالد العلي مستشار وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي بالمبادرة، وقال: «يؤكد التعاون بين جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا وشركة هواوي الأهمية الحاسمة لتعزيز التميز في استخدام الذكاء الاصطناعي بمجال التعليم، وستعزز هذه الشراكة جهود قطر لبناء قوى عاملة متمرسة للمستقبل».
وخلال الحفل، احتفلت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا وشركة هواوي بمدرسي أكاديمية تقنية المعلومات والاتصالات الذين حصلوا على شهادة مدربين من أكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات. 
وتعتزم هواوي تنظيم هاكاثون يهدف إلى صقل قدرات الطلاب في استخدام Model Arts في التعليم من خلال هواوي كلاود. وتُؤكِّد هذه المبادرة التعاونية التزام هواوي بتعزيز المبادرات التعليمية وتمكين الطلاب بالمهارات العملية في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جامعة الدوحة للعلوم شركة هواوي مختبر الذكاء الاصطناعي جامعة الدوحة للعلوم والتکنولوجیا المعلومات والاتصالات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي

في يناير (كانون الثاني) الماضي، أذهلت الصين العالم بالكشف عن شركتها الجديدة للذكاء الاصطناعي "ديب سيك"، التي ظهرت كمنافس رئيس في هذا المجال بقدرات عالية وتكاليف أقل.

التحدي الأكبر قد يتمثل في فقدان عدد كبير من الوظائف نتيجة الأتمتة

وفي هذا الإطار، قال الباحث رونان وودورث، في تحليل بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز" إن هذا الحدث أثار قلقاً واسعاً في واشنطن، حيث أدركت النخب السياسية هناك أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر تأثيره في التكنولوجيا فقط، بل سيمتد ليشمل جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية. التنافس في البنية التحتية

وأضاف الباحث: يتطلب التفوق في الذكاء الاصطناعي توافر موارد ضخمة على مستوى البنية التحتية، بما في ذلك القوة الحوسبة العالية والطاقة الكبيرة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات العملاقة.
كما تحتاج الدول إلى رأس مال بشري ذي كفاءة عالية لتطوير نماذج متقدمة ومبتكرة من الذكاء الاصطناعي. لهذا السبب، بدأت الحكومات في ضخ استثمارات هائلة في بناء بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي. 

The rise of Artificial General Intelligence (AGI) — an AI system with superhuman intelligence that can perform well at almost all intellectual tasks — is now a matter of when, not if … https://t.co/2CmO285omn

— @[email protected] (@IanYorston) March 9, 2025

على سبيل المثال، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بداية ولايته الثانية عن مشروع "ستارغيت" بقيمة 500 مليار دولار لدعم القطاع الخاص في بناء بنية تحتية قوية للذكاء الاصطناعي.
كما ضخت فرنسا في فبراير (شباط) الماضي استثمارات كبيرة بلغت 112 مليار دولار، منها 20 مليار من استثمارات كندية، وما يقارب 50 مليار دولار من دولة الإمارات لدعم إنشاء مراكز بيانات جديدة. وتعد الصين متفوقة في هذا المجال، حيث تمتلك فائضاً في مراكز البيانات، فضلاً عن استثمارات ضخمة من شركات مثل "بايت دانس".

التنافس على الموارد الحساسة لم تقتصر المنافسة بين القوى العظمى على التمويل فقط، بل شملت أيضاً فرض القيود على تصدير التكنولوجيا الحساسة. فقد فرضت إدارة بايدن السابقة قيوداً صارمة على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين في عام 2022، في محاولة لمنعها من تطوير نماذج متطورة من الذكاء الاصطناعي. واستمرت هذه القيود حتى نهاية ولاية بايدن، مما أثر سلباً في قدرة الصين على تصنيع رقائقها الخاصة.
ورداً على هذه القيود، فرضت الصين بدورها قيوداً على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهي الموارد الأساسية في تصنيع الرقائق وأشباه الموصلات، حيث تسيطر الصين على نحو 70% من عمليات تعدين العناصر الأرضية النادرة، وتتحكم في أكثر من 90% من عمليات معالجتها.
هذه الخطوة أثارت قلق واشنطن، خاصة أن الولايات المتحدة تعتمد على الصين في عمليات استخراج هذه المعادن. أهمية تايوان والمعادن النادرة في الصراع

وأدركت واشنطن أن ضعفها في سلسلة إمداد المعادن النادرة يشكل تهديداً كبيراً على قدرتها التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي. ولهذا السبب، يقول الباحث، بدأت الولايات المتحدة في السعي لتعزيز استخراج هذه المعادن محلياً، بالإضافة إلى استغلال الضمانات الأمنية المقدمة لتايوان، التي تُعد قوة عظمى في تصنيع أشباه الموصلات، من أجل جذب استثمارات جديدة إلى الأراضي الأمريكية.

الذكاء الاصطناعي والجغرافيا السياسية

وأوضح الكاتب أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إعادة تشكيل النظام الجيوسياسي العالمي. فعلى مر التاريخ، كانت القوة الجيوسياسية تعتمد على السيطرة على الأرض والجو والبحر، ومع مرور الوقت أضيف الفضاء والمجال السيبراني كمجالات أخرى للتنافس. لكن الذكاء الاصطناعي يتميز بقدرته على التأثير في جميع هذه المجالات، مما يخلق فرصاً وتحديات جديدة للحكومات.
وتابع الباحث: قد تسام النماذج المتقدمة للذكاء الاصطناعي في زعزعة استقرار النظام العالمي الحالي، وتوسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، فضلاً عن منح بعض الدول تفوقاً كبيراً في المجال السيبراني.
وقد تؤدي هذه التحولات إلى تغيير كيفية ممارسة القوة السياسية والاقتصادية، مع بروز تكنولوجيات جديدة تستفيد من الذكاء الاصطناعي في تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية. 

The Coming Battle for AI https://t.co/aKMf0A69Av via @Geopolitical Futures

— Alan M Bevin (@AlanMBevin) March 7, 2025 التحولات الاقتصادية والاجتماعية 

وعلى الجانب الاقتصادي، يُتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين العديد من المجالات الحيوية مثل سلاسل الإمداد، وتنبؤ الاتجاهات الاقتصادية الكليّة، واكتشاف عمليات الاحتيال في الخدمات المصرفية، وزيادة إنتاجية الشركات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في بعض الصناعات، مثل الزراعة وإدارة الطاقة.
ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر قد يتمثل في فقدان عدد كبير من الوظائف نتيجة الأتمتة. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي اعتماد القيادة الذاتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى فقدان ملايين الأشخاص لوظائفهم، مثل سائقي الشاحنات في الولايات المتحدة.
هذا التحول قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية واجتماعية إذا لم تتم معالجة هذه القضايا بشكل فعّال، حسب الكاتب.

الدعاية السياسية والحروب

ويقول الكاتب: أصبح الذكاء الاصطناعي حاضراً في الاستخدامات السياسية، خاصةً في حملات التضليل والدعاية. فالتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تجعل من الممكن إنتاج محتوى مُضلِّل بشكل أسرع وأكثر فعالية. هذه التقنيات تمثل تهديداً كبيراً للحركات السياسية، وتساهم في زعزعة الاستقرار الداخلي للدول عبر الحملات الموجهة.
وبالإضافة إلى التهديدات السياسية، يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات الحكومات على مراقبة مواطنيها والسيطرة الاجتماعية. والقدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات ستجعل من السهل على الحكومات السيطرة على المعارضين وقمع أي تهديدات للسلطة.


مقالات مشابهة

  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تنظم إفطارًا جماعيًا للعمداء وأعضاء هيئة التدريس
  • موقف الشريعة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي
  • جامعة محمد السادس للعلوم والصحة توسع حضورها بفرعيْن جديدين في مراكش وأكادير
  • “كرسي ذكي”.. مشروع تخرج لشابة تطمح أن يصبح واقعاً يخدم مرضى الاحتياجات الخاصة
  • هواوي تستعرض أحدث حلولها المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز إمكانات شبكات الجيل الخامس خلال المؤتمر العالمي للجوال 2025
  • «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق أول مختبر بالشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي للصحة النفسية
  • فروع للجامعات المصرية بالخارج.. تحديات أكاديمية و استثمارية
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم.. برامج رمضانية تعزز التلاحم المجتمعي
  • «دبي للمستقبل» تعلن تمويل 24 مشروعاً بحثياً من 13 جامعة ومؤسسة أكاديمية