«نموذج الأمم المتحدة» يتبنى قضايا «من لا صوت لهم»
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
استقطب مؤتمر نموذج محاكاة الأمم المتحدة، الذي تنظمه جامعة جورجتاون في قطر، نحو 600 طالب ثانوي يمثلون 34 مدرسة محلية و26 مدرسة عالمية من 14 دولة، وذلك في عطلة نهاية أسبوع تفاعلية تناولت قضايا الدبلوماسية الدولية.
صُمم المؤتمر لمحاكاة نظام الأمم المتحدة وإجراءاتها في إطار جو أكاديمي. ويوفر المؤتمر، الذي يقوده الطلاب، منصة لمناقشات وجلسات لجان حيوية تتمحور حول قضية ملائمة هي «تمكين وجهات النظر الممثلة بشكل ضعيف: إعطاء صوت لمن لا صوت لهم».
ألقى أحمد هلال (دفعة 2009)، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «غلوبال كاونسل»، وهي مؤسسة عالمية للاستشارات الاستراتيجية، الكلمة الرئيسية. وحدد من خلالها مسار المؤتمر، متحدثًا عن أهمية أصوات المنطقة في المناقشات العالمية، ومُستذكرًا دوره الاستشاري حول مشاركة الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي والسياسات التي تتناول تأثير التغير المناخي على الأمن الغذائي في المناطق الجافة.
وقال أحمد: «من أجل الاصغاء لهذا الصوت، أؤمن أنه يتوجب على الدبلوماسيين والمعلمين والعلماء وقادة المنطقة المستقبليين أولاً أن يدركوا أنهم حلقة من سلسلة طويلة من الحوار ما بين الحضارات. وهذه المنطقة لم تكن أبدًا على هامش هذا الحوار، لكن في طليعته. ويقع على عاتقكم مهمة مواصلة العمل بهذا التقليد اليوم وغدًا».
كما ركز المؤتمر على القضية الفلسطينية، ودارت مناقشات بناءة، وجرى تبادل للأفكار. وتناقشت الوفود الطلابية التي تمثل دول الأمم المتحدة المختلفة في إطار لجان يرأسها طلاب جورجتاون في قطر. وتناول المشاركون، بناء على بحوثهم التحضيرية ومهاراتهم في التحدث أمام الجمهور، التحديات التي تتصدر الأجندة الدولية، من النزاعات حول العالم وصولاً إلى التغير المناخي والاستدامة.
ولاحظ جيبين كوشي، مدير الإثراء التعليمي بجامعة جورجتاون في قطر أن «المؤتمر يمثل فرصة فريدة من نوعها لطلاب المدارس الثانوية، لأنه يتيح لهم إمكانية ممارسة العمل الدبلوماسي والانخراط في عمليات التفاوض في إحدى أهم جامعات الشؤون الدولية في العالم، ضمن هيكلية حددها لهم طلاب جورجتاون في قطر الذين يدرسون العلاقات الدولية».
وأضاف: «هذه مقدمة لما يمكن لهؤلاء تعلمه في جامعة جورجتاون في قطر، والتحضير لمسيرة مهنية في الدبلوماسية الدولية والعديد من المجالات الأخرى. ونحن فخورون بطلابنا للدور الذي لعبوه والجهد الذي بذلوه لإنجاح هذه الفعالية».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة نموذج محاكاة الأمم المتحدة جامعة جورجتاون قضايا الدبلوماسية جورجتاون فی قطر الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأردن: نموذج الاستقرار والصمود وسط أزمات المنطقة
#الأردن: نموذج #الاستقرار و #الصمود وسط #أزمات_المنطقة
بقلم: أ.د. #محمد_تركي_بني_سلامة
في منطقة تعصف بها الأزمات والاضطرابات، يبرز الأردن كواحة استقرار ونموذج فريد يعكس قوة الإرادة الوطنية والحكمة السياسية. في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية التي هزّت أركان العديد من الدول، استطاع الأردن أن يبقى صامداً، متماسكاً، وقادراً على مواجهة التحديات بأدوات الحكمة والمرونة، ليؤكد أنه وطن يصنع التميز في زمن الأزمات.
لقد أثبتت المؤسسات الأردنية على مدار العقود الماضية أنها العمود الفقري للدولة. هذه المؤسسات التي تأسست على أسس من الكفاءة والشفافية، تلعب دوراً محورياً في حماية الوطن وضمان استقراره. ليست مجرد أدوات إدارية، بل منظومة متكاملة تعكس عمق التلاحم بين القيادة والشعب. وعند كل منعطف خطير، تتدخل هذه المؤسسات بحزم لدعم المواطنين وضمان أمنهم وسلامتهم. هذا النهج يعكس بوضوح أن الأردن يمتلك منظومة قادرة على التكيف مع المتغيرات، وهو ما جعل الوطن أقوى وأكثر استقراراً رغم التحديات الإقليمية والدولية.
من أبرز ما يميز الأردن هو وحدته الوطنية الراسخة. فالنسيج الوطني الأردني يمثل نموذجاً يُحتذى به في التلاحم والتعايش بين مكونات المجتمع المختلفة. الإسلاميون في الأردن، على سبيل المثال، ليسوا مجرد جزء من النسيج الوطني، بل يشكلون قاعدة صلبة للأمن والاستقرار، يسهمون بفاعلية في حماية الوطن والحفاظ على وحدته. هذا التوازن الفريد بين مختلف الأطياف، والذي يصعب تحقيقه في كثير من دول المنطقة، هو أحد أسرار قوة الأردن. ففي حين تشهد بعض الدول تحوّل الإسلاميين إلى عوامل اضطراب، أثبت الأردن أن الحوار والشراكة الوطنية هما المفتاح الحقيقي لتحقيق الاستقرار والتنمية.
مقالات ذات صلة عائلة طبيب أردني اعتقلته سلطات الاحتلال تطالب بعودته 2024/12/22التحديات التي تواجه الأردن ليست قليلة، لكنها تُقابل دائماً بإرادة صلبة ووعي جمعي. الشعب الأردني، بمختلف أطيافه، يدرك تماماً أن قوته تكمن في وحدته، وأن استقرار وطنه هو الأساس لبناء مستقبل أفضل. في كل أزمة يمر بها الوطن، يثبت الأردنيون أنهم على قدر المسؤولية، قادرون على تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتطور.
من الظلم مقارنة الأردن بأي دولة أخرى في المنطقة. ففي وقت تعاني فيه بعض الدول من انهيار مؤسساتها وتفككها بسبب التدخلات الخارجية أو الانقسامات الداخلية، يظل الأردن نموذجاً فريداً في التماسك والصمود. هذا الوطن، يمثل قصة نجاح تستحق أن تُروى للأجيال.
الأردن ليس مجرد وطن؛ إنه حكاية عزيمة وصمود. رايته ترفرف بشموخ رغم كل التحديات، وأرضه تقف شامخة وسط منطقة تعصف بها العواصف. هذا الوطن الذي يضيء بنوره الطريق لكل من يبحث عن الأمل والاستقرار، سيبقى رمزاً للصمود والوحدة، نموذجاً للإرادة الوطنية التي لا تعرف الانكسار.
إن الأردن اليوم هو رسالة واضحة للعالم: أن الأمن والاستقرار لا يصنعان فقط بالقوة، بل بالحكمة، بالعدالة، وبإيمان الشعب بوطنه. سيبقى الأردن منارة للإنسانية في منطقة تغلب عليها الصراعات، حكاية وطن كتبها التاريخ بحروف من نور، وراية عز ستظل مرفوعة في وجه كل الرياح.