أكد السيد عبد الله المنصوري - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني أن خطة الابتعاث الحكومي المعلن عنها مؤخرًا للعام الأكاديمي المقبل، تعزز النهج الواعي الذي تتبناه مؤسسات الدولة بدعم الطلبة في سعيهم للحصول على أرقى مستويات التعليم في داخل الدولة وخارجها، وتحسين مؤشرات التعليم المرتبطة باقتصاد المعرفة.


وقال المنصوري في تصريحات لـ «العرب»: تتناول الخطة مجالات دراسية محددة تتعاظم الحاجة إليها في سوق العمل لتحقيق أهداف التنمية الوطنية خلال المرحلة القادمة، وتبرهن عبر مكوناتها مثل برنامج «طموح» على التزام الحكومة بمواكبة الفرص التعليمية لاحتياجات سوق العمل المتطور والمتغير باستمرار. واحتياجات سوق العمل تتطلب دائمًا استشرافًا للمستقبل ودراسة واعية ومتفحصة لكافة دراسات وأبحاث سوق العمل التي تصدرها المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية. 
وأضاف: أشارت دراسة سابقة لمركز قطر للتطوير المهني إلى أرجحية أن يعمل مستقبلًا نحو 65% من الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية اليوم في وظائف جديدة لا يعرفها سوق العمل الحالي. وهذا المؤشر يتطلب منا توقع تلك الوظائف الجديدة وحث أبنائنا على سلوك المسارات التعليمية المؤدية إليها في المستقبل حتى تستطيع دولة قطر مواكبة التغيرات التي تطرأ على الاقتصاد العالمي والحفاظ على المكانة التي وضعت نفسها فيها، فهي من أكثر الدول استقرارًا من حيث النمو الاقتصادي.
وتابع: أن المنتدى الاقتصادي العالمي أشار في أحدث تقاريره إلى أن ثمة توقعات عالمية بأن ينتهي المطاف ببعض الوظائف الروتينية إلى أن يعفو عليها الزمن، مثل العمل الإداري المكتبي. وبالمقابل، من المتوقع أن تنمو فرص العمل في قطاعات الهندسة المعمارية والهندسة والحاسوب والرياضيات بشكل قوي. ولذلك، ينبغي علينا مواكبة تلك البيانات والإحصاءات والتوقعات وإدماجها في خططنا واستراتيجياتنا المستقبلية.
وأوضح أن انتقاء المسارات التخصصية المقدمة في برنامج الابتعاث الخارجي تحديدًا، يعني أن هناك حاجة مباشرة وماسة لهذه التخصصات وينبئ بالنمو المتصاعد للقطاعات التي تتضمن تلك التخصصات. كما يعكس أيضًا اعتبارات دقيقة للمهارات والخبرات التي تحتاجها الدولة لتحقيق النمو المرجو لها، وتنميتها عبر توجيه الثروة البشرية، المتمثلة بالشباب والشابات، نحو دراسة وإتقان مجالات حيوية، مثل: التكنولوجيا، والهندسة، والتعليم، والطب، والاقتصاد الإبداعي؛ وتوطينها بالدولة، والبناء على القدرات المستقبلية بجهود وسواعد الخريجين والمؤسسات التعليمية.
وأشار إلى أن تضمين حوافز مالية أعلى لمجالات بعينها حافزًا قويًا للطلبة لمتابعة تخصصات توفق بين طموحاتهم الشخصية وأهداف التنمية الوطنية بصفة عامة. وأكد أن الخطة تحفظ مبدأ تكافؤ الفرص بالتساوي بين الطلبة بغض النظر عن الوضع المالي ليسهموا عبر مهاراتهم ومواهبهم بشكل فعّال في سوق العمل بعد التخرج. 
وقال المنصوري: لإيماننا بنجاعة هذه المقاربة، نقوم في مركز قطر للتطوير المهني بتوجيه الشباب نحو المسارات الأكاديمية والمهنية التي تتناسب مع قدراتهم ومواهبهم وطموحاتهم، آخذين بعين الاعتبار التوجهات المستقبلية لسوق العمل وأهداف التنمية الوطنية للدولة؛ لذلك ندعم فلسفة تحقيق التوازن بين طموحات الفرد واحتياجات سوق العمل والمتطلبات التنموية للدولة.
وأضاف: نرى أنه من خلال تدخلات التوجيه المهني الفعّالة والمبكرة يمكن أن تكون هناك نقطة التقاء وتكامل ما بين الطموحات الفردية وتلك المتطلبات والاحتياجات. 
وقال «إننا نؤمن بضرورة توجيه الطلبة لاتخاذ قرارات مستنيرة لا تخدم مصالحهم الفورية وحسب؛ بل تمهد لهم الطريق للتكيف مع التغيرات المستقبلية التي قد تطرأ على المشهد المهني في الدولة، والاستفادة منها، وأن يسهموا بمسؤولية في نجاح قطر المستقبلي.
واختتم المنصوري بالتأكيد على أن المركز على أهبة الاستعداد لمساعدة الطلبة في تحديد تلك الاختيارات، وأردف: ونقدم لهم ما يحتاجونه من معلومات ومشورة حول اتجاهات النمو المستقبلية، ونساعدهم على النظر، ليس فيما هو متاح اليوم وحسب؛ لكن إلى ما سيكون عليه الطلب من الكفاءات في المستقبل. ومن خلال الجهد التعاوني مع المؤسسات التعليمية كافة، وشركاء التطوير المهني في قطاعي التعليم والعمل، نهدف إلى تمكين الجيل القادم من القادة الذين سيحملون مشعل مسيرة التقدم في دولة قطر عبر مختلف القطاعات.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر قطر للتطوير المهني الابتعاث الحكومي عبد الله المنصوري أهداف التنمية الوطنية طموح اقتصاد المعرفة سوق العمل

إقرأ أيضاً:

الإستعانة بالمؤسسات الناشئة لإدماج التكنولوجيا الحديثة في النقل

أكد وزيرا النقل واقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة إلتزام الحكومة بدعم المؤسسات الناشئة وتمكينها من تقديم حلول مبتكرة لقطاع النقل. عبر تشكيل فريق عمل يتكون من إطارات الوزارتين ومسيري المؤسسات الناشئة المعنية المكلف بوضع خطة عمل محكمة.

وترأس وزير النقل، السعيد سعيود، بمعية وزير إقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح. صبيحة اليوم الخميس إجتماعا تنسيقيا. حيث شهد هذا الإجتماع، مناقشة عروض حول آليات إدماج التكنولوجيا الحديثة في مختلف أنماط النقل، البري، البحري والجوي. للإستفادة من الحلول الذكية التي تقدمها المؤسسات الناشئة.

كما تم تسليط الضوء على عصرنة نشاط النقل الجوي، حيث أكد وزير النقل أن الوزارة تعمل وفق توجيهات رئيس الجمهورية على تحديث مطار الجزائر الدولي، عبر إعتماد أحدث التكنولوجيات.

من جهته أشار وزير إقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة إلى أهمية إشراك المؤسسات الناشئة في تطوير حلول مبتكرة تستجيب للإحتياجات الوطنية. كما أكد أن هذه المؤسسات تمتلك الكفاءة على تقديم تقنيات متقدمة. ويمكن أن تساهم في تحسين أداء الموانئ والمطارات من خلال تطوير الأنظمة الرقمية.

وفيما يتعلق بقطاع النقل البري، ناقش المجتمعون سبل إدخال التكنولوجيات الحديثة في نمط النقل البري للمسافرين والبضائع. وضرورة تطوير وتحسين تسيير الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية.

أما بخصوص النقل البحري تمت مناقشة سبل إدراج أنظمة حديثة تسمح بعصرنة الموانئ ومردودية الخطوط البحرية.

/div>

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • سليمان من قصر بعبدا: المعادلة التي تُفيد البلد هي معادلة الجيش والشعب
  • حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 14 مارس 2025 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي
  • قيادي بحزب العدل: العمل المهني ركيزة أساسية لخلق بيئة اقتصادية مستدامة
  • لقاء الخميسي: السعي المستمر وراء المعرفة هو المفتاح لتحقيق الأحلام
  • المفتي يؤكد: مصادر المعرفة في الإسلام تقوم على الوحي والعقل والتجربة
  • الإستعانة بالمؤسسات الناشئة لإدماج التكنولوجيا الحديثة في النقل
  • وزارة النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركات النفطية في البصرة لرفع كفاءة عملها
  • عبد الله بن سالم القاسمي وسلطان بن أحمد القاسمي يشهدان الجلسة الثانية للمجلس الرمضاني لنادي الشارقة للصحافة
  • كيف وصل العرب لأفغانستان وكيف يعيشون بها؟
  • مؤشرات متعددة لاطلاق الاسرى