حمّلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم، الكونجرس، مسؤولية "سقوط" مدينة "أفدييفكا" الأوكرانية، في أيدي روسيا.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إدارة بايدن قالت إن الانسحاب العسكري الأوكراني من أفدييفكا؛ كان نتيجة فشل الكونجرس في توفير أموال إضافية لدعم المجهود الحربي في كييف.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون: "هذه هي تكلفة تقاعس الكونجرس.

. الأوكرانيون يواصلون القتال بشجاعة، لكن الإمدادات لديهم على وشك النفاد".

وأضافت أن مجلس النواب بحاجة إلى إقرار إجراء مجلس الشيوخ، مؤكدة أنه "من المهم أن يوافق مجلس النواب على تمويل إضافي لأوكرانيا دون تأخير حتى نتمكن من تزويد أوكرانيا بذخائر المدفعية وغيرها من المعدات الحيوية التي تحتاجها للدفاع عن بلادها".

وفي السياق، أكد جون كيربي، وهو مسؤول كبير في الأمن القومي، أمس الأول، أن صراعات أوكرانيا في أفدييفكا كانت نتيجة لنقص ذخيرة المدفعية.

وقال كيربي إن الولايات المتحدة لا تستطيع إرسال المزيد من القذائف المدفعية إلى أوكرانيا لأن الكونجرس لم يأذن بمزيد من التمويل. ونتيجة لذلك، لم تتمكن القوات الأوكرانية من التصدي بنجاح لموجات القوات التي كانت روسيا ترسلها إلى المدينة.

وأضاف أنه بدون تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا؛ فإن التقدم الروسي الذي شوهد في أفدييفكا سوف يتكرر في أجزاء أخرى من الجبهة. 

كما حذر المسؤولون الأمريكيون من أنه بحلول شهر مارس المقبل؛ ستستنفد إمدادات ذخيرة الدفاع الجوي؛ مما يسمح لمزيد من الصواريخ الروسية والطائرات "الإيرانية" بدون طيار بضرب أهدافها في كييف وغيرها من المراكز السكانية.

وبحسب نيويورك تايمز، يعترف مسؤولو الإدارة الأمريكية بأنه حتى مع وجود المزيد من الأسلحة، سيكون من الصعب على أوكرانيا استعادة كل الأراضي التي فقدتها. لكنهم أضافوا أن أوكرانيا، التي تتمتع بإمدادات جيدة يمكن أن تضع المزيد من الضغوط على روسيا وتصبح في نهاية المطاف في وضع أفضل لمفاوضات السلام.

واستدركت الصحيفة الأمريكية، قائلة إنه مع ذلك ليس من الواضح ما إذا كانت الخسائر في شرق أوكرانيا ستكون كافية لتحريك الجمهوريين المتشككين في إرسال تمويل إضافي إلى كييف. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المزید من

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تواجه مخاطر الانهيار بدون الأسلحة الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع استمرار الحرب في أوكرانيا، يبحث المحللون والخبراء العسكريون عن سؤال ملح، وهو إلى متى يمكن لقوات أوكرانيا الصمود بدون الدعم الحيوي من الولايات المتحدة؟ بعدما أثار تعليق المساعدات العسكرية، الذي أعلنته إدارة الرئيس دونالد ترامب، مخاوف من أن قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد روسيا قد تتعثر قريبًا، مع كون المساهمات الأمريكية والأوروبية في جهود الدفاع الأوكرانية نقطة محورية، ويقول الخبراء إن أوكرانيا قد لا يكون لديها سوى بضعة أشهر قبل أن تكافح جيشها للتعامل مع الضغوط المتزايدة من القوات الروسية.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير ٢٠٢٢، كانت الولايات المتحدة من أكبر مقدمي المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث ساهمت بأكثر من ٦٧ مليار دولار في المساعدات العسكرية، ولكن قرار إدارة ترامب الأخير بوقف تسليم أسلحة تصل قيمتها إلى ١١ مليار دولار أميركي لهذا العام أثار ناقوس الخطر، وكانت هذه الأسلحة، التي تشمل المدفعية والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي وغيرها من المعدات العسكرية الأساسية، حاسمة في دعم جهود الدفاع في أوكرانيا.
وعلى الرغم من جهود أوروبا لتكثيف الدعم وتقديمه، يزعم الخبراء أن أوروبا لا تستطيع سد الفجوة التي خلفتها الولايات المتحدة بسرعة، فقد كافحت الصناعات الدفاعية الأوروبية لتلبية متطلبات زمن الحرب، وتحتاج البلدان داخل الاتحاد الأوروبي إلى موازنة احتياجات الدفاع المحلية مع متطلبات أوكرانيا.

 وصرح الفريق أول إيجور رومانينكو، نائب رئيس الأركان العامة العسكرية الأوكرانية السابق، بأن "أوروبا لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تحل محل المساعدات الأميركية"، مشددا على الدور الحاسم الذي تلعبه الأسلحة الأميركية في قدرة أوكرانيا على مواصلة القتال.
إمكانيات الصمود الأوكرانى
وقد تباينت آراء المحللين حول المدة التي تستطيع فيها القوات الأوكرانية الصمود في غياب الأسلحة الأمريكية. في حين يشير بعض المسئولين الأوكرانيين، مثل المشرع فيدير فينيسلافسكي، إلى أن أوكرانيا قد تتمكن من تدبير أمورها لمدة تصل إلى ستة أشهر دون دعم أمريكي مستمر، يعتقد آخرون أن هذا الجدول الزمني متفائل بشكل مفرط، وفقًا لمارك إف. كانسيان، استراتيجي الأسلحة السابق في البيت الأبيض، من المرجح أن تبدأ قوات أوكرانيا في الانهيار في غضون أربعة أشهر دون إمدادات موثوقة من الذخائر والمعدات.
الوضع خطير لأن أوكرانيا، على الرغم من براعتها في تطوير طائراتها بدون طيار ومدفعيتها، لا يمكنها ببساطة استبدال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة التي توفرها الولايات المتحدة بدعم من حلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية، بنت أوكرانيا قدراتها المحلية، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على الأسلحة المتقدمة والقاتلة من الولايات المتحدة.. هذه الأسلحة، وخاصة أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية بعيدة المدى، حيوية لاستراتيجية الدفاع الأوكرانية.
صراع أوروبا لملء الفراغ
كان دعم أوروبا لأوكرانيا كبيرًا، مع تعهدها بتقديم ٦٥ مليار دولار من المساعدات العسكرية، ومع ذلك، تواجه صناعات الدفاع الأوروبية قيودًا كبيرة في زيادة الإنتاج لتلبية الاحتياجات الفورية لأوكرانيا. أشارت كاميل جراند، الأمين العام المساعد السابق لحلف شمال الأطلسي للاستثمار الدفاعي، إلى أنه في حين أحرزت أوروبا تقدماً كبيراً في إنتاج المدفعية، فإن الأسلحة الأكثر تقدماً مثل أنظمة الدفاع الجوي لا تزال في نقص.
على الرغم من الجهود التي تبذلها المفوضية الأوروبية لتعزيز ميزانيات الدفاع وتشجيع المشتريات المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي، فقد كافحت أوروبا للعمل بالسرعة والحسم المطلوبين لمواجهة العدوان الروسي. اعترفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بالتحدي، واعترفت بأن أوروبا بحاجة إلى إرادة سياسية أكبر ونهج أكثر تنسيقاً لمعالجة إلحاح الموقف.
جهود محلية للتسليح
بينما تستمر أوكرانيا في تلقي الدعم الخارجي، فإنها تزيد أيضاً من إنتاجها من الأسلحة. وأكد رئيس الوزراء دينيس شميهال أن الجيش الأوكراني قادر على الحفاظ على الوضع على الخطوط الأمامية، مع خطط لزيادة إنتاج المدفعية والطائرات بدون طيار والمركبات المدرعة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل أوكرانيا على تطوير أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها، على أمل تكرار قدرات نظام باتريوت الأمريكي الصنع. ولكن الخبراء يحذرون من أن حجم وتعقيد هذه الأنظمة، وخاصة نظام باتريوت الدفاعي، لا يمكن تكرارها بسهولة في الأمد القريب.
ورغم هذه الجهود، فإن موارد أوكرانيا محدودة، ويشكل القصف الروسي المستمر تهديدا مستمرا لقدرة أوكرانيا على الدفاع ضد الضربات القادمة. وكما أشار خبير الفضاء العسكري دوجلاس باري، "ستضطر دائما إلى الاختيار ــ فلن تتمكن من الدفاع ضد كل شيء".
تحول فى ديناميكيات الحرب
قد يخلف تعليق المساعدات الأميركية عواقب بعيدة المدى على قدرة أوكرانيا على تأمين حل ملائم للحرب. فبدون المساعدات العسكرية الأميركية، قد يضعف موقف أوكرانيا التفاوضي، وقد تضطر إلى قبول اتفاق وقف إطلاق نار غير موات. وقد يعني هذا خسائر إقليمية كبيرة والتخلي عن تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ويؤكد ديفيد شيمر، المسئول السابق في مجلس الأمن القومي، أن وقف المساعدات الأمنية الأمريكية من شأنه أن يقلل من نفوذ أوكرانيا، مما يجعل من الصعب عليها تحقيق نهاية عادلة ودائمة للحرب. وكما أشار شيمر، "فإن هذا من شأنه أن يقلل من نفوذ أوكرانيا، ويضعف الجيش الأوكراني، وبالتالي يقوض موقف أوكرانيا التفاوضي مع روسيا".
الحاجة إلى الدعم المستمر
لا يمكن المبالغة في الأهمية الاستراتيجية للمساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا. في حين أظهرت أوكرانيا مرونة ملحوظة في مواجهة الصعاب الساحقة، فإن تعليق الأسلحة الأمريكية الحاسمة قد يقلب مجرى الحرب. فبدون دعم الأسلحة الأمريكية المتقدمة، قد تكافح القوات الأوكرانية للحفاظ على دفاعها ضد الهجوم الروسي. مع استمرار تطور الوضع، من الواضح أن مستقبل الجهود العسكرية الأوكرانية يتوقف على استعادة الدعم الأمريكي في الوقت المناسب واستمرار التعاون الدولي. يجب على إدارة بايدن أن تدرس بعناية العواقب طويلة الأجل المترتبة على سحب هذه المساعدة الحيوية، حيث إن أي خفض في المساعدات قد يضعف بشكل لا يمكن إصلاحه الجيش الأوكراني ويقوض قوته التفاوضية في محادثات السلام المستقبلية مع روسيا.
 

مقالات مشابهة

  • "بسيوني" يقترب من إدارة لقاء القمة بعد رفض الزمالك تحمل تكاليف الحكام الأجانب
  • ترامب: أوكرانيا "قد لا تنجو" من الحرب مع روسيا
  • هل تسترد روسيا أوكرانيا (١).. !!
  • أوكرانيا تواجه مخاطر الانهيار بدون الأسلحة الأمريكية
  • روسيا تكثف ضرباتها وتحكم سيطرتها على المزيد من قرى الجنوب الأوكراني
  • عاجل | واللا عن مصدر أميركي: إدارة بايدن أجرت محادثات غير مباشرة مع حماس عبر جهة أميركية غير رسمية لكن مقربة منها
  • محكمة أمريكية تحمل الصين مسؤولية فيروس كورونا وتطالبها بـ 24 مليار دولار
  • بلومبرج: روسيا مستعدة لمناقشة وقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • ترامب يخيّر روسيا.. إنهاء حرب أوكرانيا أو العقوبات
  • روسيا تشن هجومًا جويًا قويًا على أوكرانيا وتستهدف منشآت الطاقة