عمرو أديب عن تغيب الأطباء بـ قويسنا المركزي: المستشفى يحتاج دراسة حالة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
كتب- حسن مرسي:
عقب الإعلامي عمرو أديب، على قرار وزير الصحة بفتح تحقيق حول تغيب أعداد كبيرة من الفرق الطبية من العاملين بمستشفى قويسنا المركزي في محافظة المنوفية.
وقال أديب، خلال برنامجه "الحكاية"، عبر فضائية "mbc مصر"، مساء السبت: إن الموظف العام في مصر بيشتغل على قد الفلوس إلا من لديه ضمير، مضيفا: "يقعدوا يلفوا الدنيا عشان يتعينوا في المكان، وأول ما يتعين يغيب، وزير الصحة زار مستشفى قويسنا المركزي بشكل مفاجىء ولم يجد أطباء".
وأضاف مقدم "الحكاية": "أنا كمواطن لما أروح مستشفى وملاقيش أطباء أقول إيه، تخيل تروح مستشفى يقولك الدكتور مجاش، دي مش محتاجة الوزير يدور على الدكتور، فين مدير المستشفى؟".
وتابع: "هو أنت كطبيب ظروفك أصعب من الطبيب اللي بيشتغل في غزة تحت ضغط.. يرضي مين أن مستشفى قويسنا يكون فيها كمية الغيابات دي، البلد اللي اخترعت الضمير مفيش فيها ضمير في بعض الأنحاء".
واكمل: "هيفضل الموظف المصري لغز الألغاز، ولن تتقدم مصر إلا بالإصلاح الوظيفي، مستشفى قويسنا تحتاج إلى دراسة حالة، قائلا: "نشوف الفلوس اللي بندفعها من دم قلبنا بتروح فين".
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: مسلسلات رمضان 2024 سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى رمضان 2024 الحرب في السودان تغيب الأطباء مستشفى قويسنا خالد عبدالغفار وزارة الصحة عمرو أديب طوفان الأقصى المزيد مستشفى قویسنا
إقرأ أيضاً:
رايتس ووتش: إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في مستشفيات غزة
نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش، تقريرا سلطت من خلاله الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مستشفيات قطاع غزة.
وقالت المنظمة إن ما فعله جيش الاحتلال الإسرائيلي في مستشفيات قطاع غزة خلال اقتحامها يرقى إلى مستوى "جرائم حرب".
ونقلت المنظمة عن شهود قولهم إن قوات الاحتلال حرمت المرضى من الكهرباء والماء والغذاء والأدوية، وأطلقت النار على المدنيين، وأساءت معاملة العاملين الصحيين، ودمرت عمدا المرافق والمعدات الطبية. الإخلاءات القسرية غير القانونية عرّضت أيضا المرضى لخطر جسيم، وأدت إلى توقف عمل المستشفيات التي تشتد الحاجة إليها.
قال بيل فان إسفلد، المدير المشارك في قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "أظهرت القوات الإسرائيلية مرارا وحشية قاتلة ضد المرضى الفلسطينيين في المستشفيات التي سيطرت عليها.
وأدى منع الجيش الإسرائيلي الماء والكهرباء إلى وفاة المرضى والجرحى، بينما أساء الجنود معاملة المرضى والكوادر الصحية وهجّروهم قسرا، وألحقوا الضرر بالمستشفيات ودمروها".
ولم تُعلن السلطات الإسرائيلية عن أي تحقيقات في مزاعم الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، بما فيها جرائم الحرب المفترضة، التي ارتكبتها القوات البرية الإسرائيلية أثناء سيطرتها على هذه المستشفيات أو غيرها، بحسب المنظمة.
وأضافت أن الإخلاءات القسرية غير القانونية للمستشفيات، التي نُفذت عمدا كجزء من سياسة الحكومة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين قسرا في غزة، ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
شهادات من الشفاء
قابلت هيومن رايتس ووتش تسعة مرضى وموظفَيْن طبيَّيْن كانوا حاضرين عندما داهمت القوات الإسرائيلية "مُجمع الشفاء الطبي" في مدينة غزة واحتلته، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، ومرة أخرى في مارس/آذار 2024، وفي "مستشفى كمال عدوان" في بيت لاهيا في كانون الثاني/ يناير 2024، وفي "مجمع ناصر الطبي" في خان يونس في شباط/ فبراير 2024.
أفادت وزارة الصحة في غزة أن 84 مريضا، وربما أكثر بكثير، توفوا بسبب نقص الرعاية في المستشفيات الثلاثة في تلك الأوقات، بالإضافة إلى الأشخاص الذين قُتلوا بالقصف أو إطلاق النار.
تدخلت القوات الإسرائيلية التي احتلت المستشفيات بشدة في علاج الجرحى والمرضى. قال العاملون الطبيون إن القوات الإسرائيلية رفضت مناشدات الأطباء لإحضار الأدوية والإمدادات للمرضى، ومنعت الوصول إلى المستشفيات وسيارات الإسعاف، ما أدى إلى وفاة جرحى ومرضى لديهم أمراض مزمنة، بمن فيهم أطفال يخضعون لغسيل الكلى.
قالت أنسام الشريف، التي نُقلت إلى المستشفى بعد أن فقدت ساقها في غارة جوية إسرائيلية واحتاجت إلى عكازات للمشي، إن الجنود الإسرائيليين أمروا المرضى في مستشفى ناصر بالنوم في الطابق العلوي، والنزول من الساعة 7 صباحا حتى 9 مساء. أضافت الشريف: "بقينا هناك أربعة أيام بلا طعام أو ماء أو أدوية"، وشهدتْ وفاة أربعة مرضى مسنّين خلال تلك الفترة.
إخلاء قسري وانتهاكات
أخلت القوات الإسرائيلية المستشفيات قسرا، وعرّضت المرضى والكوادر الطبية والنازحين لخطر جسيم. أمرت المرضى بمغادرة المستشفيات دون مساعدة، بمن فيهم المرضى على نقالات وكراسي متحركة. نادرا ما سهّلت نقلهم إلى مرافق صحية أخرى عجزت أحيانا عن تقديم الرعاية. بعد إخلاء القوات الإسرائيلية بعض مباني المستشفيات، أحرقتها أو دمرتها بشكل غير قانوني.
ارتكب الجنود الإسرائيليون انتهاكات ضد المرضى والكوادر الطبية والنازحين في المستشفيات. أطلقوا النار على المدنيين وقتلوهم، وأطلقوا النار على الكوادر الطبية، وأساؤوا معاملة المحتجزين لديهم.
أفادت هيومن رايتس ووتش سابقا بوقوع هجمات إسرائيلية غير قانونية على المستشفيات وسيارات الإسعاف، بالإضافة إلى احتجاز أعضاء الكوادر الطبية تعسفا وتعذيبهم. حتى أيلول/ سبتمبر 2024، كانت أربع مستشفيات فقط من أصل المستشفيات الـ 36 في غزة لم تُدّمر أو تتضرر على يد القوات الإسرائيلية، بحسب "منظمة الصحة العالمية"، ما يشكل تهديدا خطيرا لصحة السكان على المديَيْن القصير والطويل.
منذ 7 أكتوبر فرضت السلطات الإسرائيلية عمدا ظروفا مؤذية وقاتلة على السكان الفلسطينيين في غزة، شملت حرمانهم عمدا من الطعام والماء وغيرها من الضروريات لبقائهم على قيد الحياة، مثل الأدوية، وهو ما يرقى إلى الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في الإبادة بالإضافة إلى أفعال الإبادة الجماعية.
منذ 2 آذار/ مارس 2025، منعت الحكومة الإسرائيلية مجددا دخول جميع المساعدات إلى غزة، بما في ذلك الوقود، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
وفي 18 آذار/ مارس، شن الجيش الإسرائيلي موجة جديدة من الغارات الجوية والقصف المدفعي في كافة أنحاء قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص، بحسب وزارة الصحة في غزة.
قال فان إسفلد: "باحتلال مستشفيات غزة، حوّل الجيش الإسرائيلي أماكن الاستشفاء والتعافي إلى مراكز للموت وسوء المعاملة. يجب محاسبة الضالعين في هذه الانتهاكات المروعة، بمن فيهم كبار المسؤولين".
المعايير القانونية واحتلال القوات الإسرائيلية للمستشفيات
ينص القانون الإنساني الدولي على أنه لا يجوز مهاجمة المستشفيات وموظفيها عمدا. على أطراف النزاع، في جميع الأوقات، احترام المستشفيات وحمايتها، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر بالمرضى والعاملين والمرافق أثناء الأعمال القتالية.
تظل المستشفيات محمية من الهجوم ما لم تُستخدم لارتكاب أعمال ضارة بالعدو، وذلك فقط بعد تحذير مناسب لم يُستجب له. تشمل الأعمال الضارة بالعدو وجود مقاتلين أصحاء، أو مخازن الأسلحة والذخيرة، أو مركز قيادة عسكري. مع ذلك، وجود المقاتلين الجرحى أو المرضى وأسلحتهم الصغيرة لا يجعل المستشفيات عرضة للهجوم.
يجوز لقوة عسكرية دخول المستشفى مؤقتا لأسباب تمليها الضرورة العسكرية، تشمل استجواب واحتجاز المقاتلين الجرحى أو المرضى، أو التحقق من عدم استخدام المنشأة لأغراض عسكرية. لا يجوز لهذا التفتيش أن يتعارض مع العلاج الطبي للمرضى، ويجب أن يأخذ في الاعتبار الأثر الإنساني المحتمل. يجب ألا يبقى العسكريون في المنشأة أطول من اللازم.
على القوات التي تستولي على مستشفى أن تُسهّل بشكل فعال إيصال الإمدادات والمعدات الطبية، وألا تحرم المستشفى من الموارد الحيوية الأخرى مثل الكهرباء أو الماء. قد يُعيق احتلال مستشفى عمله ورعاية الجرحى والمرضى، كما قد يجعل المستشفى هدفا عسكريا، ما يُعرّض المرضى والعاملين للخطر. يُحظر على الأطراف التدخل في عمل المستشفى. كما لا يجوز إصدار أوامر للمرضى والعاملين بإخلاء المستشفى إلا كخيار أخير. يُحظر تدمير المرافق أو المعدات الطبية عمدا، وإذا كان ذلك غير قانوني أو مُتعمدا، فهو جريمة حرب.
في حين أن القوات الإسرائيلية مارست سيطرة فعلية على المستشفيات، إلا أنها كانت مُلزمة أيضا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان باحترام الحق في أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة وحمايته وإعماله. صرّحت "مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان" أن انتهاك الحق في الصحة أثناء النزاع المسلح قد يشمل: تدمير نظام الرعاية الصحية، والهجوم المباشر على المرضى والكوادر والمرافق ووسائل النقل الطبية، وإعاقة الحصول على الرعاية الصحية، وتقييد الحصول على الخدمات الصحية كإجراء عقابي، وتهديد أو تقييد الحصول على المقومات الأساسية للصحة.
وتاليا التقرير التفصيلي للمنظمة بحسب المستشفيات:
مجمع الشفاء الطبي
نوفمبر2023
شمل أمر الإخلاء العام الإسرائيلي لشمال غزة، الصادر في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "مجمع الشفاء الطبي". لكن حتى أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كان حوالي 50 ألف نازح يحتمون في مجمع الشفاء، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. أظهرت صور وفيديوهات من داخل المجمع، تحققت منها هيومن رايتس ووتش، عشرات الخيام ومئات الأشخاص في ساحته، بمن فيهم عائلات ومسعفون يقدمون الرعاية للمرضى وعمال طوارئ. نقل المدنيون وعمال الطوارئ مئات الجرحى والقتلى إلى المستشفى ليلا ونهارا.
نتيجة قطع إسرائيل الكهرباء ومنعها دخول الوقود إلى غزة بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، نفد وقود المولدات الرئيسية لمستشفى الشفاء في 21 أكتوبر/تشرين الأول. كما نفد وقود مولد صغير لوحدة العناية المركزة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني ولم يعد بالإمكان إعادة ملئه. قال الدكتور خالد أبو سمرة (30 عاما) لـ هيومن رايتس ووتش إنه كان حاضرا عندما اضطر الطاقم إلى فصل مريض عن جهاز التنفس الصناعي بسبب نقص الكهرباء. قال: "لم يكن هناك ماء أو طعام".
أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا في 8 نوفمبر/تشرين الثاني مفاده أن "الوقت ينفد" أمام المدنيين لإخلاء شمال غزة عبر طريق واحد هو شارع صلاح الدين. قال الجيش إنه أبقى الطريق "مفتوحا" لبضع ساعات في كل مرة، لكن لم يكن هناك طريق آمن موثوق به للفرار من المستشفى. قبل خمسة أيام، كانت قد أصابت غارة جوية إسرائيلية سيارة إسعاف على بعد أمتار قليلة من مدخل المستشفى المزدحم، ما أسفر عن مقتل وإصابة 21 شخصا على الأقل، بينهم خمسة أطفال. كان هذا واحدا من عدة هجمات استهدفت سيارات إسعاف تحمل مرضى أثناء إجلائهم من مستشفى الشفاء.
أظهرت بيانات "نظام معلومات الحرائق لإدارة الموارد" التابع لوكالة "ناسا" الفضائية الأمريكية ما بين 6 و9 نوفمبر/تشرين الثاني، والمستندة إلى الرصد بالأقمار الصناعية، اندلاع حرائق عدة على طول شارع عمر المختار، الذي يربط بين مستشفى الشفاء وشارع صلاح الدين، المسار الرئيسي للإجلاء. أظهرت صور الأقمار الصناعية بتاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني مدرعات إسرائيلية في شارع عمر المختار.
قالت ريدانا زخرا (25 عاما) إنها غادرت مستشفى الشفاء مع أطفالها، وأخيها، وابن عمها عندما أمرت القوات الإسرائيلية الناس بالإخلاء. رغم رفع رايات بيضاء، أطلقت دبابة النار على المجموعة، ما أدى إلى إصابة ابنتها غزل (5 سنوات)، بجروح بالغة، ما استدعى بتر ساقها.
حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني، كانت القوات الإسرائيلية تُحاصر مجمع الشفاء الطبي وقطعت الطريق إليه. كان في المستشفى حوالي 600 مريض في ذلك الوقت، بمن فيهم أطفال خُدّج ومرضى غسيل كلى. صرح مسؤولو المستشفى أنه من 11 إلى 17 نوفمبر/تشرين الثاني، توفي 40 مريضا في مستشفى الشفاء، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى انقطاع التيار الكهربائي، وأفيد بحدوث وفيات أخرى من 17 إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
داهمت القوات الإسرائيلية المستشفى واحتلته في 15 نوفمبر/تشرين الثاني. نُقلت شهد القطيطي (23 عاما)، إلى مستشفى الشفاء بعد أن أصابت قنبلة مبنى شقتها في مدينة غزة في 11 أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل زوجها وحماتها وقريب آخر لها. أصيبت القطيطي بجروح بالغة، واضطر الأطباء إلى بتر ساقها اليسرى. كانت حاملا في شهرها السابع، وأنجبت مولودة ميتة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني.
في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، كانت شهد تتعافى من إصاباتها في الطابق الرابع من مبنى الولادة، الذي كان "مليئا بالمرضى". قالت شهد إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا "قنبلة صوتية وقنبلة دخان عبر النوافذ لإجبار الناس على النزول إلى الطابق السفلي". حملها والدها وإخوتها على كرسيها المتحرك.
استجوب الجيش الإسرائيلي المرضى والموظفين وأمرهم بمغادرة مستشفى الشفاء في 17 نوفمبر/تشرين الثاني. بقي حوالي 150 مريضا غير قادرين على الحركة، بمن فيهم مرضى في غيبوبة، ومرضى بُتر طرفان من أطرافهم، وأطفال خدّج، إلى جانب 10 ممرضات وسبعة أطباء، وفقا للدكتور أبو سمرة.
في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، أمرت القوات الإسرائيلية 2,500 نازحا كانوا ما زالوا يحتمون في المجمع الطبي بالمغادرة، بحسب "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا). سهّلت القوات مهمة تقييم تابعة للأمم المتحدة لمدة ساعة، أفادت بأن الممرات كانت "مليئة بالنفايات الطبية والصلبة". قال الدكتور أبو سمرة إن قائدا عسكريا سمح لموظفي المستشفى بدفن المرضى الذين توفوا منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني. بعد أن دفن الموظفون حوالي 50 جثة، أخذت القوات الإسرائيلية 70 جثة أخرى.
أفادت وسائل الإعلام ووكالات الأمم المتحدة أنه من 11 إلى 19 نوفمبر/تشرين الثاني، توفي خمسة أطفال خدّج في المستشفى وأجلِي 31 آخرين، وجميعهم في حالة صحية خطرة. سمحت القوات الإسرائيلية لمزيد من المرضى والموظفين بالإخلاء في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن بقي 250. طلب الموظفون 50 سيارة إسعاف للإخلاء، لكن في 23 نوفمبر/تشرين الثاني، سمحت القوات الإسرائيلية بـ 14 سيارة إسعاف وحافلتين صغيرتين، وفقا للدكتور أبو سمرة. أضاف أبو سمرة أن 10 مرضى على الأقل على أجهزة غسيل الكلى "رفضوا المغادرة. لا أعرف ماذا حدث لهم". صرح طبيب لوسائل الإعلام بأن مريضة في قسم الولادة توفيت بعد إجلائها إلى مستشفى آخر يفتقر إلى العناية المركزة.
مارس 2024
استأنف مستشفى الشفاء خدماته بشكل محدود في يناير/كانون الثاني 2024. بحلول منتصف مارس/آذار، كان نحو 7 آلاف مريض ومقدم رعاية وموظف ونازح متواجدين في المجمع الطبي عندما بدأت القوات الإسرائيلية قصفا مدفعيا مكثفا في المناطق المجاورة. صرح متحدث عسكري إسرائيلي بأن القوات داهمت المجمع "بشكل مفاجئ" في 18 مارس/آذار، لأن "إرهابيين كبار من حماس" كانوا "يستخدمون المستشفى لشن هجمات".
في حين صرّحت القوات الإسرائيلية في 17 مارس/آذار بأن المرضى والطاقم الطبي غير ملزمين بالإخلاء، أمرت في 18 مارس/آذار "جميع الموجودين في مستشفى الشفاء" بـ "الإخلاء فورا". أفادت "سي إن إن" أن شهود عيان ومسؤولين فلسطينيين قالوا إنه عندما انسحبت القوات الإسرائيلية في 1 أبريل/نيسان، كانت المباني مدمرة والجثث متناثرة على أرض المستشفى. قالت منظمة الصحة العالمية إن 21 مريضا على الأقل توفوا وإن المستشفى دُمر بشكل كبير.
قال الدكتور بدر ب. (28 عاما) والذي طلب عدم ذكر اسمه الحقيقي لحمايته، إن الكهرباء انقطعت عن المستشفى حوالي الساعة 2 صباح 18 مارس/آذار. أضاف بدر أن القوات الإسرائيلية بثت رسالة مفادها أنه لا يمكن لأحد المغادرة، وأطلقت النار وأصابت أربعة من الكوادر الطبية قرب المدخل. قال طبيب لـ "بي بي سي" إن مريضَيْن على أجهزة الإنعاش توفيا بسبب انقطاع الكهرباء.
قال الدكتور بدر إن القوات الإسرائيلية سيطرت على المجمع "بآليات عسكرية وقناصة وطائرات كوادكابتر [مسيّرة بأربع مراوح] وجنود، وكل شيء". أمرت القوات الإسرائيلية الكوادر الطبية، وكان عددهم 72، المتبقين في المستشفى بنقل حوالي 180 مريضا من الطابقين الثالث والرابع من وحدة العناية المركزة في مبنى الجراحات التخصصية إلى الطابق الأرضي، وحذرتهم من أنهم "سيبدؤون إطلاق النار على هذين الطابقين" خلال ساعتين. قال الدكتور بدر إنهم بدأوا "إطلاق النار بينما كنا نخلي المجموعة الأخيرة - ثلاثة مرضى على عكازات والبقية على كراسي متحركة". ثم نقل الطاقم المرضى إلى مبنى الاستقبال في المستشفى.
قال أحد المرضى، عبد الله الحاج (33 عاما) وهو موظف في "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا)، والذي بُترت ساقاه بشكل مؤلم في غارة جوية إسرائيلية، إنه بعد أن نقله الممرضون من وحدة العناية المركزة إلى مبنى الاستقبال، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على وحدة العناية المركزة "دون توقف"، وشمل ذلك استخدام الدبابات.
أفادت منظمة الصحة العالمية في 22 مارس/آذار أن المرضى احتُجزوا دون طعام أو ماء أو دواء، بينما كان المرضى المصابون بجروح خطيرة ممددين على الأرض. قال الدكتور بدر إن تسعة مرضى توفوا في مبنى الاستقبال في غضون أيام قليلة، معظمهم من كبار السن، ومريض لديه "ألزهايمر" أصيب برصاصة في الرأس. قال طبيب آخر لوسائل الإعلام إن حوالي 16 مريضا توفوا في مبنى الاستقبال.
قال الحاج إن جنديا إسرائيليا أجبر رجلا مصابا بكسر في ساقه بعد عملية جراحية على الوقوف وخلع ملابسه في مبنى الاستقبال، رغم ألمه، وهدده بإطلاق النار عليه. أضاف أنه بعد أن أمر جندي رجلا آخرا بالخروج، "سمعنا إطلاق نار، وأعادوه جثة هامدة". قال الحاج إن الجنود رفضوا طلبات دفنهم. نشر الدكتور خليل سكيك في مواقع التواصل الاجتماعي أنه عندما عاد من التحقيق مكبل اليدين ومرفوع الذراعين، أطلق عليه جندي النار، ما أدى إلى بتر إبهامه الأيمن.
قال الدكتور بدر إن الجنود الإسرائيليين "فحصوه" وأجبروه على الركوع في البرد لساعات، وأجبروه على ارتداء أفرول طبي أبيض، ثم قيّدوه وعصبوا عينيه واستجوبوه. قال له جنديان مرارا إنه مثليّ، وسمع رجلا قريبا منه "يصرخ من الألم بينما كان جندي يركله". قال الدكتور بدر إنه عندما استُدعي للاستجواب، أنزل ضابط عصابة عينيه، و"أول ما فعله صفعني على وجهي".
صرح قائد إسرائيلي لوسائل الإعلام أن الجيش أقام "رقابة منهجية جدا على الفصل بين المستشفى والإرهابيين" في مستشفى الشفاء، من خلال "الإعلانات والحواجز" وتدابير أخرى. ألزمت القوات الإسرائيلية الموظفين والمرضى بارتداء أساور ملونة بحسب الفئة.
قال الدكتور أبو سمرة والدكتور بدر إن القوات الإسرائيلية استخدمتهما "دروعا بشرية" لفتح الأبواب أو كسرها والدخول والتحقق من خلو الغرف.
قال الحاج إنه في 24 مارس/آذار تقريبا، أمرت القوات الإسرائيلية الكوادر الطبية بنقل المرضى إلى مبنى "مركز الأمير نايف للأورام". أضاف أن حوالي 20 مريضا تمكنوا من المشي، لكن حوالي 150 لم يتمكنوا من ذلك، ومع ذلك أطلقت القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان على المبنى. قال إنه عندما أخلِي مبنى الاستقبال، قصفته الدبابات الإسرائيلية. يمكن رؤية الدخان يتصاعد من مجمع المستشفى في صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 25 مارس/آذار.
قال الحاج: "كان ثلاثة أو أربعة مرضى يموتون يوميا" في مركز الأمير نايف. شملت هذه الحالات زوجَيْن مسنَّيْن. قال الدكتور بدر إن 11 مريضا توفوا خلال اليومين الأولين هناك، من بينهم امرأة أصيبت بصدمة، ومرضى لديهم أمراض في القلب، ومسنون، وفتاة عمرها 14 عاما لديها سكري، وكانت بمفردها.
قال الحاج إن الجنود الإسرائيليين "منعوا إدخال أي طعام أو ماء أو مساعدات". كانت جروحه مليئة بالديدان. قال الدكتور بدر إن القوات الإسرائيلية منعته من جلب الإمدادات للمرضى من أماكن أخرى في المستشفى، ورفضت السماح لبعثات منظمة الصحة العالمية بزيارة المستشفى.
أضاف الدكتور بدر أنه في 26 مارس/آذار تقريبا، أنشأت القوات الإسرائيلية "عيادة" في مبنى الموارد البشرية مزودة بالماء والطعام، والكهرباء بعد يومين، لكن دون "مسكنات للألم، ولا مضادات حيوية، ولا محاليل وريدية"، ولا حتى حفاضات. أُرسِل ستة عاملين صحيين و25 مريضا في البداية. بحلول 31 مارس/آذار، كان هناك أكثر من 100 مريض، يواجهون "ظروفا غير صحية للغاية، ونقصا في المياه" والطعام، وفقا للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية. ثم أشعلت القوات الإسرائيلية النار في مركز الأمير نايف، وفقا للحاج والدكتور بدر.
أفادت وسائل الإعلام أن الفلسطينيين استخرجوا لاحقا جثثا من مقابر جماعية في حرم المستشفى، بعضها حُفرت عام 2023، وكان بينها جثث مرضى لديهم أنابيب قسطرة.
مزاعم إسرائيلية
قال الجيش الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إن فصائل مسلحة فلسطينية اتخذت من منشآت مستشفى الشفاء مقرّا لها، ونشر صورا لأسلحة، وتسجيلات كاميرات أمنية تُظهر مسلحين ورهينتين في المستشفى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفيديو لمجمّع أنفاق أسفل المستشفى. وقال الجيش لاحقا إنه يعتقد أن المسلحين لم يستخدموا الأنفاق، بل استخدموا مباني المستشفى.
في مارس/آذار 2024، نشر الجيش الإسرائيلي صورا زعم أنها لأسلحة مُخبأة، وفيديوهات لمقاتلين فلسطينيين داخل المستشفى أفادت قناة "سكاي نيوز" أنها من اشتباكات خارج المجمع. ونفى الجناحان المسلحان لحركتَي حماس و"الجهاد الإسلامي"
أي اشتباكات داخل المستشفى، لكنهما صرّحا أنهما هاجما القوات الإسرائيلية المنسحبة خارج المستشفى في 31 مارس/آذار.
تباينت تصريحات المسؤولين العسكريين الإسرائيليين حول قتلهم "حوالي 40" أو "بضع عشرات" من المقاتلين الفلسطينيين، وما يصل إلى "170... داخل المستشفى أو حوله"، واعتقال 600 "إرهابي"، منهم مسؤولون كبار مزعومون في حماس والجهاد الإسلامي. ونقلت وسائل إعلام عن شاهد عيان قوله إن حماس والجهاد الإسلامي احتفظتا بمكتبين لهيئاتهما المدنية في المستشفى، وإن عشرات الموظفين غير العسكريين، منهم أفراد من الشرطة والدفاع المدني، كانوا حاضرين لاستلام رواتبهم عند بدء المداهمة.
لم يقل أيٌّ من المرضى أو أعضاء الطاقم الطبي الذين تحدثت إليهم هيومن رايتس ووتش أنهم رؤوا مقاتلين فلسطينيين داخل مجمع المستشفى خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية. وهذا يتوافق مع مقابلات مماثلة نشرتها وسائل إعلام دولية.
مستشفى كمال عدوان
ديسمبر 2023
أفاد "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا) بأن الجيش الإسرائيلي حاصر مستشفى كمال عدوان في 11 ديسمبر/كانون الأول، وداهمه في 12 ديسمبر/كانون الأول، تاركا 65 مريضا، بينهم 18 طفلا، و3 آلاف نازح "محاصرين... في ظل نقص حاد في الماء، والغذاء، والكهرباء". حتى 17 ديسمبر/كانون الأول، كان ثمانية مرضى على الأقل قد توفّوا، بينهم طفل عمره تسع سنوات، وفقا للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية. وفي 27 ديسمبر/كانون الأول، أمر الجيش آخر المرضى بمغادرة المستشفى.
كانت أنسام الشريف (20 عاما) تحتمي في منزلها بمخيم جباليا للاجئين شمال غزة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عندما أصابت عدة قذائف مبناها. وقالت أنسام إن الهجوم أصابها بجراح وحروق، فبُترت ساقها، وأصيب عشرة من أقاربها الذين كانوا معها، وقتل أربعة أشخاص في المبنى و39 آخرين في ثلاثة مبانٍ مجاورة. نقلت إلى مستشفى العودة، ولكن بعد غارة جوية هناك في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، قتلت ثلاثة أطباء وجرحت عددا من المرضى، نُقلت إلى مستشفى كمال عدوان.
أفادت سي إن إن وأوتشا أنه في 11 ديسمبر/كانون الأول، أصابت نيران دبابة قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان، فقتلت امرأتين وأصابت أخريات. وخلال احتلال القوات الإسرائيلية المستشفى، فتشت جميع الذكور من سن 16 عاما وما فوق، واعتقلت أعدادا كبيرة من الموظفين الطبيّين، وأمرت المرضى والموظفين بالانتقال إلى مبنى آخر، بحسب سي إن إن.
أفادت وزارة الصحة في غزة في 14 ديسمبر/كانون الأول أن القوات الإسرائيلية أجلت 2,500 نازح، وأن اثنين من مرضى غرفة الطوارئ توفيا.
نقلت سي إن إن عن لسان رئيس قسم طب الأطفال في المستشفى في 15 ديسمبر/كانون الأول أن جرافات عسكرية إسرائيلية نبشت جثثا مدفونة في أرض المستشفى وسحقتها. تُظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 15 ديسمبر/كانون الأول أرض المستشفى مجروفة وآثار الجرافات ظاهرة – وهي آثار دمار وعلامات غير ظاهرة في صورة ملتقطة في 14 ديسمبر/كانون الأول. كما أفادت سي إن إن بإصابة طبيبين وابن طبيب بطلقات نارية، ونقلت عن طبيب آخر قوله إن جنودا أطلقوا النار عليه أثناء محاولته الوصول إلى رجل جريح توفي لاحقا.
أعلن الجيش الإسرائيلي إنهاء عملياته في المنطقة في 16 ديسمبر/كانون الأول. وفي 27 ديسمبر/كانون الأول، داهم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان مجددا، وأحرق المختبر، ووحدة الجراحة، وأقساما مختلفة وألحق بها أضرارا بالغة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وأمرت القوات الإسرائيلية الموظفين بنقل جميع المرضى المتبقين، وأرسلت بعضهم إلى المستشفى الإندونيسي، الذي لم يكن يعمل آنذاك.
قال الجيش الإسرائيلي إن مستشفى كمال عدوان كان يُستخدم لأغراض عسكرية، منها احتجاز جندي إسرائيلي، وإنه عثر على أسلحة و"معدات تكنولوجية، ووثائق استخبارية لحماس". وأفادت مفوضية الأمم لحقوق الإنسان بأن الجيش اعتقل مئات الأشخاص أثناء مداهمة المستشفى. نشر الجيش الإسرائيلي صورا لرجال بدون قمصان مصطفين يحملون بنادق فوق رؤوسهم، زعم أنهم "عناصر إرهابيون". قال موظفو المستشفى إن الأسلحة كانت لحراس أمن المستشفى – وهو أمر يسمح به القانون الإنساني الدولي – وكانت تُسلم للجيش الإسرائيلي بناء على أوامر. وقالت الشريف: "لم يكن هناك أي مسلحين على الإطلاق في المستشفى"، وإنه لم يحدث أي قتال داخله أثناء وجودها في المستشفى.
مجمع ناصر الطبي
فبراير 2024
حاصرت القوات الإسرائيلية مستشفى ناصر في خان يونس في 21 يناير/كانون الثاني 2024، عندما كان يحتمي فيه 850 مريضا وما يصل إلى 10 آلاف نازح، واقتحمته في 15 فبراير/شباط.
وعندما انسحبت في 22 فبراير/شباط، كان المستشفى قد تعرض لأضرار بالغة، ودفنت الفرق الطبية 13 مريضا لقوا حتفهم، بعضهم بسبب نقص الكهرباء والأوكسجين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" أنه في 21 يناير/كانون الثاني، أمرت القوات الإسرائيلية بإخلاء المستشفى، لكن سرعان ما عاد الكثيرون، قائلين إن الناس يُصابون ويُقتلون في الشوارع. في 23 يناير/كانون الثاني، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء مناطق شملت مستشفى ناصر ومستشفيين آخرين، لكنه منع دخول سيارات الإسعاف، ولم يستطع الناس المغادرة "دون المخاطرة بحياتهم"، وفقا لأطباء بلا حدود. في 26 يناير/كانون الثاني، قال الجيش الإسرائيلي إن الناس غير ملزمين بإخلاء المستشفى، لكن بإمكانهم القيام بذلك.
أفادت أطباء بلا حدود و"بي بي سي" بوقوع إطلاق نار في المستشفى أدى إلى مقتل ممرضة داخل غرفة العمليات في 8 فبراير/شباط، ومقتل وجرح آخرين. تحققت بي بي سي من فيديوهات لإطلاق نار وثلاث جثث في ساحة المستشفى.
رفض الجيش الإسرائيلي طلب منظمة الصحة العالمية زيارة المستشفى في 10 فبراير/شباط. قالت دعاء د.، التي طلبت حجب اسمها الحقيقي لحمايتها، إن ابنها محمد (20 عاما)، كان مريضا بالكلى في مستشفى ناصر آنذاك، حيث لم يكن هناك طعام طازج، أو مياه نظيفة، أو أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم لدى محمد. أما طفلاها الأصغر، اللذان كانا يحتميان في خيمة بساحة المستشفى، فلم يستطيعا النوم بسبب الخوف. وقال محمد إنه كان بالكاد يستطيع المشي، وفقد نصف وزنه تقريبا بسبب القيء والإسهال، وإن الماء كان ملوثا، ولم يستطع هضم الطعام المعلب بسبب أمراضه المزمنة.
في 13 فبراير/شباط، رأت دعاء جمال أبو العلا (25 عاما)، الذي كان يحتمي في المستشفى، مرتديا بدلة واقية بيضاء ويداه مقيدتان. أفادت قناة "إن بي سي" ووسائل إعلام أخرى أن الجيش الإسرائيلي احتجزه وضربه وأمره بإبلاغ المتواجدين في المستشفى بإخلائه، مهددا بقتله هو وآخرين إذا لم يعد.
وقالت دعاء إن أبو العلا أبلغ الناس بالتحذير وغادر المستشفى، ولكن سرعان ما أُعيد إلى المستشفى "مُصابا بطلقة نارية، مع نافورة دم". وقال شهود عيان لوسائل إعلام إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عليه وقتله قرب مدخل المستشفى.
قالت دعاء إنه في ساعة مبكرة من 15 فبراير/شباط، داهمت القوات الإسرائيلية المستشفى، وأمرت الجميع بالمغادرة لأنها "ستهدم المبنى بأكمله". وقال محمد إن القوات الإسرائيلية استخدمت جرافة لهدم جزء من المجمع، وأصابت قذيفة مدفعية المستشفى. أفادت أطباء بلا حدود أن الهجوم قتل شخصا وأصاب ثمانية في قسم العظام. أقر الجيش بأن "قذيفة طائشة" أصابت المستشفى.
تُظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 16 فبراير/شباط أن أجزاءً من مجمع المستشفى جُرفت، مع ظهور آثار جرافات.
قالت دعاء إنها رأت عددا كبيرا من الجثث ملقاة على الأرض خلف وحدة الكلى، وتذكرت أن الرائحة كانت "كريهة". وأضافت: "رأينا قططا وكلابا تأكل الجثث. في إحدى المرات، حملت كلبة يدا بشرية وأعطتها لجرائها".
بحلول 18 فبراير/شباط، توقف مستشفى ناصر عن العمل. أفادت أوتشا أنه في 19 و20 فبراير/شباط، أجلت سيارات الإسعاف 53 مريضا، وبقي 100 مريض و15 طبيبا، و"تتحلل في داخله جثامين ثمانية مرضى توفوا في وحدة العناية المركزة بسبب نقص الأوكسجين".
أدت أوامر الإخلاء الإسرائيلية إلى فصل محمد عن عائلته. دققت القوات الإسرائيلية في هويته وأمرته بمغادرة المستشفى سيرا على الأقدام.
قال سبعة رهائن إسرائيليين أفرجت عنهم الفصائل الفلسطينية المسلحة خلال وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إنهم احتُجزوا في مستشفى ناصر، في معظم الحالات لأيام عدة. وصرح الجيش الإسرائيلي قبل المداهمة باحتمال وجود جثث أسرى إسرائيليين في مستشفى ناصر، رغم عدم العثور على أي منها. وقال لاحقا إن القوات التي تبحث عن جثث الأسرى استخرجت مقابر جماعية حفرها فلسطينيون في المستشفى. وأفادت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أبريل/نيسان 2024 بأن الفلسطينيين انتشلوا 283 جثة "مدفونة... ومغطاة بالنفايات" في مستشفى ناصر، وعلى ما يبدو فإن الجيش الإسرائيلي هو من قام بالدفن، وزُعم أن بينها جثثا "مقيدة الأيدي ... ومجردة من ملابسها".
قال عاملون صحيون دوليون ومحليون كانوا في المستشفى إنهم لم يكونوا على علم بوجود أي مقاتلين هناك. وقال زيد، زوج دعاء، إن الفصائل المسلحة الفلسطينية كانت تقاتل في خان يونس آنذاك، "ولكن ليس في مستشفى ناصر... لم نرَ أي [مقاتلين من] المقاومة".
وفي 22 فبراير/شباط، انسحب الجيش الإسرائيلي، تاركا مستشفى ناصر متضررا بشدة وغير قابل للعمل إلى حين استئناف أنشطته بشكل محدود في مايو/أيار 2024.