كتب: عدنان عُكاشة

محتاجون وذوو دخلٍ محدود يطرُقون أبواب الجمعيات والمؤسسات الخيرية بحثاً عن مُساعدة أو دعم يُعينُهُم على مواجهة أعباء الحياة، وتلبية مُتطلباتهم وتوفير احتياجات أسرهم، ما يدفعهم إلى تقديم طلباتهم «أونلاين»، بناء على شروط وإجراءات تلك الجمعيات. لكنهم يجدون أنفسهم مُضطرين إلى الاستعانة ببعض «مكاتب الطباعة والخدمات» وبأفراد مُستقلين يُقدمون خدماتهم في هذا الإطار بمُقابل مادي كبير، وهو ما يفرض على تلك الشريحة من المحتاجين كُلفاً وأعباء تُثقل كاهلهم، وهم أصلاً «أصحاب حاجة»، حيث الدفع مُقابل تقديم «طلب المُساعدة» نيابةً عنهم.

المشكلة تبدأ عند محاولة هؤلاء المُحتاجين تقديم الطلب في مواقع المؤسسات الخيرية على شبكة الإنترنت، أو عبر تطبيقاتها الذكية، حيث يُواجه عدد كبير منهم صُعوبات في تقديم الطلب «أونلاين» وإنجاز المُعاملة إلكترونياً، فيما يُغلق باب التقديم بسرعة قياسية، لا تتجاوز دقائق معدودة، كما قال عدد لافت منهم، قبل أن يتمكنوا من تقديم طلبهم، وهو ما يتكرر معهم لمرات عدة، الأمر الذي يجبرهم على البحث عن حُلول في مكاتب الطباعة لإنجاز الخدمة.

أُم حسن، أُم لثلاثة أبناء، أصحاب حالة إنسانية، قالت: إن تسعيرة تقديم طلب المُساعدة «أونلاين»، بالنيابة عن صاحب الحالة الإنسانية، وصلت إلى 500 درهم، من واقع تجربتها مع إحدى العاملات في تقديم الخدمة بصفة فردية مُستقلة، والتي تواصلت معها، وفي حالات أخرى يبلغ السعر 250 درهماً، وتراوح التسعيرة في بعض مكاتب الطباعة والخدمات بين 100 و150 درهماً، وكلها أعباء إضافية، بينما نحن في الواقع نبحث عن «مُساعدة مادية»، مُشيرةً إلى أن تلك المكاتب لا تتقاضي الرسوم إلا في حال نجحت في تقديم الطلب ودخل ضمن نظام الجمعية الخيرية أو المُؤسسة الإنسانية.

وأضافت: الجمعيات الخيرية تقول لنا إننا نحتاج إلى تقديم الطلب وإنجاز المُعاملة على شبكة إنترنت «واي فاي» قوية، في حين أن الخدمة في منازلنا محدودة وبسيطة من واقع الحل، وهي في محال الطباعة والخدمات أقوى، وفق قولهم، ما يؤهلها للنجاح في تقديم الطلب، ومن ثم تستقبله المؤسسة الخيرية، بجانب ما يمتلكه العاملون في تلك المكاتب من خبرات، وربما تدريب على إنجاز هذا النوع من المُعاملات.

مُعاناة مُضافة

أُم حسن طالبت بتحسين وتعزيز آلية تقديم طلبات المُساعدة لدى الجمعيات الخيرية، إذ إن الآلية الحالية تخلق قصص مُعاناة إضافية للمحتاجين وذوي الدخل المحدود وأصحاب الحالات الإنسانية.

صُعوبات..

أُم عبد الرحمن، حالة أخرى واجهت صُعوبات في تسجيل طلب المُساعدة «أونلاين»، لتضطر إلى دفع نحو 200 درهم لإحدى العاملات بشكل شخصي مُستقل، لتُقدم لها «طلب المُساعدة» إلى مواقع عدد من الجمعيات الخيرية.

البحث عن حُلول

عبد الوهاب محمد، رب أسرة، بلا عمل منذ سنوات، قال إنهم حاولوا كثيراً التسجيل وتقديم طلب المُساعدة إلى عدد من الجمعيات الخيرية، دون جدوى، ما دفعهم للبحث عن حُلول أُخرى، فلم يجدوا سبيلاً سوى الاستعانة بالعلاقات الشخصية لتقديم الطلب دون المُرور ب«الأونلاين».

وبيّن أن نظام استقبال طلبات المُساعدة صعب جداً، ولا يفتح سوى دقيقة واحدة، وفق تقديره، لافتاً إلى أن زوجته اتصلت بإحدى المُعلِنات عن تقديم الخدمة في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، وطلبت منها 500 درهم مُقابل إنجاز الخدمة وتقديم الطلب، وهو المبلغ ذاته الذي تطلبه بعض المكاتب.

خيارات متنوعة

محمد جكة المنصوري، الأمين العام لمؤسسة رأس الخيمة للأعمال الخيرية، أشار إلى مراعاة المؤسسة، من جهتها، لمثل هذه الظروف وتلك الحالات، حيث تتوفر ل«طالب المُساعدة» لدى مؤسسة رأس الخيمة للأعمال الخيرية خيارات مُتنوعة، تشمل التقديم عبر «الأونلاين»، وهذا ليس خياراً إجبارياً، أو الحضور إلى مقر المؤسسة، وبالتالي على «طالب المساعدة» اختيار الطريقة أو الأسلوب الذي يناسبه.

«الذهاب إليهم»

ونوه بأنه في حال كان كلا الخيارين غير مُناسبين لصاحب الحاجة أو طالِب المُساعدة، بسبب ظروفه المادية أو الصحية، عليه الاتصال لنُبادر بإرسال «الباحث الاجتماعي» إلى مقر سكنه، تقديراً لظروفه الخاصة، وحرصاً على مد يد العون والإحسان للمُستحقين للمُساعدة منهم.

مُشكلة قائمة

د. علي الشحي، مدير فرع هيئة الأعمال الخيرية في رأس الخيمة، رأى أن الكلام صحيح والمشكلة قائمة، والكثيرون بالفعل لا يستطيعون التسجيل، لا سيما البطيئون في ملء الطلب ودخول الموقع والتسجيل، أو من يعمل بواسطة «إنترنت» ضعيف، أو ليس لديه «نت» أصلاً.

بعيداً عن «العُيون»..

أضاف الشحي أن هذا النظام الإلكتروني يصبّ في مصلحة المُستفيدين من المحتاجين وذوي الدخل المحدود، حيث يحفظ كرامتهم ويمنع إحراجهم، عبر إتاحة تقديم طلبات المساعدة «أونلاين»، وتسليمهم بطاقات شراء السلع الغذائية والتموينية «الكوبونات» والمُساعدات المختلفة مع الحفاظ على خصوصياتهم، بعيداً عن عُيون الآخرين.

وقال: صحيح أن النظام يفتح نحو 3 إلى 4 دقائق فقط، لكن عملية تقديم الطلب بسيطة، ولا تتطلب أكثر من دقيقتين إلى ثلاث تقريباً.

العدالة «أونلاين»

ورأى الشحي أن تقديم الطلب «أونلاين» يُعزز العدالة بين مختلف الحالات الإنسانية المُتقدمة بطلبات مُساعدة، لأن الطريقة التقليدية قد تُتيح النظر في عدد محدود من الطلبات، المُستلمة قبل غيرها.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مساعدات الجمعیات الخیریة تقدیم الطلب تقدیم طلب فی تقدیم م ساعدة

إقرأ أيضاً:

الذهب والنفط يرتفعان مع زيادة الطلب بفعل التراجعات الأخيرة

ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 1% يوم الخميس وسط إقبال على الشراء يحفزه انخفاض الأسعار، وذلك بعد يوم من وصول المعدن إلى أدنى مستوى في أسبوع وسط تفاؤل بشأن اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.3% إلى 3330.28 دولار للأوقية (الأونصة) في أحدث تعاملات، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.45% إلى 3341.80 دولار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الخميسlist 2 of 2تراجع ترامب عن تهديد رئيس الاحتياطي الاتحادي يرفع أسواق الخليجend of list

كان الذهب الذي لا يدر عائدا لكنه يستخدم أداة تحوط في أوقات الاضطرابات العالمية قد بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق عند 3500.05 دولار يوم الثلاثاء، لكنه انخفض إلى ما دون مستوى 3300 دولار في اليوم التالي.

وقال محلل الأسواق المالية لدى كابيتال دوت كوم، كايل رودا: "التقلب الذي نشهده هذا الأسبوع مدفوع بمؤشرات فنية والمخاطر التي تشير إليها التقارير الإخبارية. لكن العوامل الأساسية قوية، لذا فإن الشراء عند انخفاض الأسعار يعتمد فعليا على تحرك المستثمرين بناء على الصورة الأكبر".

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الأربعاء إن الرسوم الجمركية المفرطة بين الولايات المتحدة والصين غير مستدامة، ومن الممكن خفضها قبل بدء مفاوضات تجارية، لكنه أكد أن الرئيس دونالد ترامب لن يخفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من جانب واحد.

إعلان

في غضون ذلك، أفاد تقرير بأن ترامب يخطط لإعفاء شركات صناعة السيارات من بعض الرسوم الجمركية، وذلك بعد ضغوط مكثفة من مسؤولين تنفيذيين بالقطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وانخفض الدولار 0.6% مقابل العملات الرئيسية الأخرى، ما يجعل الذهب المقوم بالدولار أرخص لحائزي العملات الأخرى.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى كان أداؤها كالتالي:

انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.66% إلى 33.35 دولار للأوقية. ارتفع البلاتين 0.18% إلى 977.27 دولار. ارتفع البلاديوم 0.73% إلى 944.68 دولار. الذهب ارتفع في حين تراجع الدولار (الجزيرة) النفط

ارتفعت أسعار النفط بعد انخفاضها بنحو 2% في الجلسة السابقة، إذ يعكف المستثمرون على تقييم أثر زيادة محتملة في إنتاج أوبك بلس في ظل تضارب الإشارات بشأن الرسوم الجمركية من البيت الأبيض والمحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.71% إلى 66.59 دولار للبرميل، في أحدث تعاملات، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.90% إلى 62.83 دولار للبرميل.

وانخفضت الأسعار 2% في الجلسة السابقة بعد أن أفادت رويترز نقلا عن 3 مصادر مطلعة بأن عددا من أعضاء أوبك بلس سيقترحون أن تسرع المجموعة وتيرة زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي في يونيو/ حزيران.

وسبق وأن كان الالتزام بحصص الإنتاج محل خلاف بين الأعضاء.

وتلقت الأسعار بعض الدعم من مؤشرات على أن الولايات المتحدة والصين قد تقتربان من إبرام محادثات تجارية.

فقد ذكرت وول ستريت جورنال أن البيت الأبيض مستعد لخفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 50% لفتح باب المفاوضات.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الأربعاء إن الرسوم الجمركية الحالية غير مستدامة، ومن الممكن تخفيضها قبل بدء محادثات التجارة بين الجانبين، لكنه لم يحدد رقما. غير أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت في مقابلة مع فوكس نيوز يوم الأربعاء إنه لن يكون هناك تخفيض أحادي الجانب للرسوم الجمركية على السلع الصينية.

وقال محللون لدى ريستاد إنرجي إن استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يخفض نمو الطلب الصيني على النفط إلى النصف هذا العام، ليصل إلى 90 ألف برميل يوميا من 180 ألف برميل يوميا.

إعلان

كما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز يوم الأربعاء أن ترامب يدرس إعفاءات جمركية على واردات قطع غيار السيارات من الصين.

ومن المقرر أن تعقد الولايات المتحدة وإيران جولة ثالثة من المحادثات مطلع الأسبوع بشأن اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم، مما قد يسبب ضغطا على أسعار النفط. وتراقب السوق المحادثات بحثا عن أي مؤشر على أن التقارب الأميركي الإيراني قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات على النفط الإيراني وزيادة المعروض.

لكن الولايات المتحدة فرضت يوم الثلاثاء عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما وصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأنه يظهر "انعدام حسن النية والجدية" بشأن الحوار مع طهران.

مقالات مشابهة

  • صحة السويس: تقديم الخدمة الطبية لـ90 ألف مواطن خلال 4 شهور
  • الذهب والنفط يرتفعان مع زيادة الطلب بفعل التراجعات الأخيرة
  • طريقة الاستعلام عن معاشات شهر مايو 2025 أونلاين بالزيادة الجديدة
  • ألعاب نارية أونلاين.. «الداخلية» تضبط شخصًا بحوزته أكثر من 600 قطعة
  • بدء تركيب عدادات كهرباء دون كارت تكتشف السرقات والسداد أونلاين
  • تصريحات ترامب فجّرت الطلب على الملاذ الآمن
  • «المركزي المصري» يسحب أقل فائض سيولة من البنوك بعد تخفيض الفائدة
  • موعد أول فوج لحج الجمعيات الأهلية موسم الحج 2025
  • وكيل صحة القليوبية يتفقد الخدمة الطبية بمستشفيات ووحدات القناطر الخيرية
  • “الشؤون” بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الخيرية تصدر تقرير “توطين وتمكين” لتوثيق إسهامات القطاع الخيري الكويتي