تقوي الذاكرة وتساعد على تحقيق الأهداف.. فوائد الكتابة اليدوية
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
أصبحت التقنيات المتقدمة عادة يومية للكثير من الناس، وحلَّت محل الأنشطة التقليدية مثل الكتابة، فتدوين بعض الملاحظات أو كتابة مذكرات شخصية أصبح أمرا قديما وغير مألوف، وذلك بسبب ظهور الهواتف الذكية وتطور التكنولوجيا التي قللت الوقت وجعلت كل العمليات تسير بشكل أسرع، مع ذلك فإن الكتابة اليدوية لها فوائد كثيرة للدماغ البشرية، وتلك المزايا الفريدة لن تستطيع الحصول عليها من التقنيات الحديثة.
هناك العديد من المزايا الرائعة للكتابة باليد، وهو ما رصده موقع «treehugger» عن 5 فوائد للكتابة اليدوية.
تحسن التعلميعد تدوين الملاحظات يدويا من أسباب تحسين الفهم، فالكتابة اليدوية تجعلنا نستخدم جميع معلوماتنا، ثم نفكر في جزء محدد من المعلومات وتشكيل النص في ذهننا، ثم استخدام الكلمات المناسبة في شكل مكتوب، ومع تكرار هذه العملية فإننا ننمي مهارات التعلم لدينا بأفضل الطرق الممكنة.
يساعد على تحقيق الأهداففبحسب الباحث الدكتور جوردن بيترسون لمجلة «فوربس»، أن الكتابة وهي شكل من أشكال التفكير، تساعد الناس على استخلاص المعلومات من تجاربهم التي تساعد على توجيه أفكارهم ومشاعرهم.
فكتابة المهام الخاصة بك في قائمة بسيطة وتنجز هذه المهام بالترتيب، ثم تشطب ما تم إنجازه، فهذه الطريقة فعالة للغاية، فهي تجعلك منظما أكثر وتساعدك على تنفيذ خططك وتحقيق أهدافك بسهولة نظام.
شكل من أشكال العلاجيدعم عدد كبير من الكتاب والعلماء الكتابة كشكل من أشكال العلاج، فهي تسمح بالتفكير والتقدم، فمن خلال تدوين الأفكار والاعترافات ورؤية أفضل وأسوأ ما في أنفسنا، تصل بنا إلى مستوى عالٍ من الوعي الذاتي وتجعلنا نتقبل ونعرف من نحن.
تشجع نمو الدماغكشفت بعض التقارير في علم النفس أهمية تعلم الحروف المتصلة في نمو الدماغ، فهو يطورها ويدمج التحكم والإحساس مع الحركة والتفكير، فلكي تكتب بعض الكلمات مكونة من مجموعة حروف متصلة مع بعضها فهذا يجعلك تنتبه لما تكتب وكيف تكتبه، وأثبتت بعض الدراسات أن هذه العملية تنشط بعض المناطق في الدماغ بشكل فعال.
تقوي الذاكرةإن عملية الكتابة تزيد من قدرتنا على التركيز، فعند تدوين شيء ما فهذا يتطلب التركيز بنسبة 100% فيما نكتبه، وهي أكثر الطرق الفعالة لإبقاء العقل نشطا، فالتقنيات الحديثة كالهواتف والكمبيوتر لا تسمح لنا باستخدام وعينا الكامل عند الكتابة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلاج ذاكرة كتابة أهداف
إقرأ أيضاً:
إبراهيم الصوافي: التدبر والتأمل في الآيات يعينان على ترسيخها في الذاكرة
حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته، اصطفاهم الله من بين خلقه ليكونوا حافظين لكلامه العزيز في صدورهم، وذلك بفضله ورحمته. فقد منحهم بركة عظيمة في حياتهم نتيجة لجهودهم المستمرة في تدارس وحفظ القرآن الكريم. بذلوا أوقاتهم بكل صدق وإصرار لتحقيق هذا الشرف العظيم، فحصدوا ما كانوا يطمحون إليه. فما هي بداية رحلتهم في هذا الطريق المبارك؟ من كان يعينهم في مسيرتهم؟ وما هي التحديات التي سهلها الله لهم لتجاوز هذا الطريق؟ وما هي القصص التي أضاءت لهم الدرب بشغفهم؟ وما هي تطلعاتهم وأحلامهم للمستقبل؟ كل ذلك وغيره نستعرضه في هذا الحوار مع الحافظ إبراهيم بن سعيد بن علي الصوافي، الفائز بالمركز الأول في مسابقة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم في مستوى حفظ 24 جزءًا، يروي لنا هذا الشاب العماني تجربته المليئة بالإصرار والتفاني في سبيل حفظ كتاب الله، ويكشف عن جوانب عديدة من رحلته الشخصية والروحية.
إنجاز روحي
حينما سألت إبراهيم عن مدى تأثير الفوز بجائزة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم على حياته، كانت إجابته ملؤها التواضع والفخر. "الفوز يمثل لي الكثير على مختلف الأصعدة"، يقول إبراهيم بابتسامة هادئة: "على المستوى الشخصي، هو شرف عظيم وإنجاز روحي يقرّبني من الله عز وجل. لا شيء أسمى من حفظ القرآن، فهو ليس مجرد حفظ كلمات، بل هو عمل يتقرب به العبد إلى ربه". ويؤكد إبراهيم أن القرآن الكريم يرفع مكانة المسلم في الدنيا والآخرة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
ويضيف: "على المستوى المجتمعي، يحظى حافظ القرآن الكريم بتقدير واحترام كبيرين، ويسهم في نشر الخير وتعليم القرآن للآخرين".
التشجيع والعزيمة
وعن بداياته في رحلة حفظ القرآن الكريم، يروي إبراهيم قصة مشوقة. يقول: "بدأت مشواري مع حفظ القرآن منذ الصغر، وكان ذلك بفضل الله أولًا ثم بفضل الوالدين الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في إيجاد معلمين أكفاء". لكن الأمر لم يكن سهلا في البداية، فقد كانت فترات الحفظ متفرقة، حتى أنهيت الصف السابع لكن ما غير مجرى الأمور كان نصيحة من أخي أحمد، جزاه الله خيرًا. نصحني أن ألتحق بمركز بيت القرآن في ولاية سمائل. وبالفعل، التحقت بنادي الفتى القرآني، فبدأت رحلة جديدة مليئة بالعزم".
التحديات والمثابرة
سألت إبراهيم عن كيفية تنظيم وقته بين الحفظ والتحصيل الدراسي، فأجاب: "كنت أضع جدولًا زمنيًا واقعيًا، وأخصص أوقاتًا ثابتة يوميًا أو أسبوعيًا لحفظ القرآن. كنت أبدأ بحفظ كمية قليلة وأزيدها تدريجيًا حتى أتمكن من الموازنة بين دراستي وحفظي". ويؤكد إبراهيم على أهمية التدرج في الحفظ لتجنب الشعور بالإرهاق أو الفتور، خاصة في أوقات الانشغال الدراسي.
وعن أبرز التحديات التي واجهته في مسيرته القرآنية، يعترف إبراهيم أنه عانى من "مشكلة النسيان"، وهي مشكلة شائعة بين حافظي القرآن. "كنت أواجه أحيانًا مشكلة نسيان ما حفظته، ولكن كنت دائمًا أعود للمراجعة والتكرار، ما يساعدني على ترسيخ ما حفظته"، يقول مبتسمًا. ويرى إبراهيم أن المداومة على الحفظ وعدم الانقطاع الطويل هما من أبرز أسس الاستمرار، إضافة إلى الدعم المعنوي من الأصدقاء والمراكز الصيفية التي كانت تُعدُّ وسيلة فعّالة للمحافظة على الحفظ.
بركة لا تعد ولا تحصى
وحين سُئل إبراهيم عن البركة التي يشعر بها في حياته نتيجة لحفظه للقرآن، لم يتردد في الإجابة: "البركة تظهر في حياتي بشكل واضح. حفظ القرآن جلب لي الهداية والتقوى، وجعل قلبي عامرًا بنور الإيمان". وأضاف: "القرآن جلب لي صفاء نفسيا وراحة، وأشعر دائمًا بأن الله يفتح لي أبواب الرزق ويفتح لي في كل خطوة بركة عظيمة".
مفتاح تسريع عملية الحفظ
وعن العوامل التي تساعد على تسريع عملية الحفظ، يرى إبراهيم أن الإيمان بقدرة الشخص على حفظ القرآن الكريم هو أحد أبرز العوامل. "عندما يقتنع الشخص بقدرته على الحفظ ويؤمن بأنه قادر على إتمام هذا الهدف، فإن ذلك يساعده على بذل المزيد من الجهد والتركيز".
الطريق إلى الحفظ الراسخ
وعن طرق الحفاظ على ما حفظه، ينصح إبراهيم بالتركيز على المراجعة المستمرة والتكرار. "التكرار هو الحل الأمثل. يجب على الحافظ أن يراجع ما حفظه أولًا قبل أن يبدأ في حفظ الجديد. كما أن التدبر والتأمل في الآيات يعين على ترسيخها في الذاكرة".
وعندما سُئل إبراهيم عن أجمل اللحظات التي مر بها في رحلته مع القرآن، كانت قصته عن ختمه للقرآن في سمائل هي الأكثر تأثيرًا. "أجمل لحظة في حياتي كانت عندما ختمت القرآن في سمائل، وكانت آخر سورة حفظتها هي سورة الصف. كان شعورًا لا يوصف، وكانت التهاني والدعوات من المعلمين والطلبة لا تتوقف. الحمد لله على توفيقه".
الآية التي ترددها دائمًا: دعوة للتغيير
ترددت كثيرًا في ذهن إبراهيم آية جعلت له أثرًا عميقًا في حياته: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ". يوضح إبراهيم: "هذه الآية تدعونا للتغيير الداخلي قبل أن ننتظر تغير الظروف. تذكرني دائمًا بأننا يجب أن نعمل على تحسين أنفسنا قبل أن نتوقع تغيرات خارجية".
وبالنسبة للناشئة، يرى إبراهيم أن العصر الحالي مليء بالملهيات التي قد تبعدهم عن القرآن. ولحل هذه المشكلة، يقترح تطوير تطبيقات قرآنية تدمج بين التعلم والمرح. "يمكن أن تحتوي هذه التطبيقات على ألعاب ومسابقات تعليمية تشجع الشباب على التفاعل مع القرآن بطرق ممتعة. كما يمكن ربط هواياتهم بالقرآن، مثل الرسم أو حتى تعلم الأناشيد الدينية".
المسابقات حافز للجد والاجتهاد
وفي حديثه عن المسابقات القرآنية، يشير إبراهيم إلى دورها الكبير في تحفيز الحافظ على إتقان ما حفظه. "المسابقات تعتبر من أقوى الوسائل التي تعين على ضبط الحفظ"، يقول. ويستعرض إبراهيم بعضًا من مشاركاته الناجحة، مثل جائزة الكويت الدولية وسباق حفظ القرآن في دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى حصوله على المركز الأول في مسابقة السلطان قابوس لحفظ 24 جزءًا.
إبراهيم يتطلع إلى العديد من المشاريع المستقبلية التي تهدف إلى تعزيز نشر القرآن الكريم في المجتمع، مثل تنظيم مسابقات وحفلات قرآنية لتشجيع الشباب على حفظ القرآن، وإنشاء مراكز لتحفيظ القرآن في المناطق النائية. كما يطمح إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لحفظة القرآن الكريم.