بإصراره على اجتياح مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مصر، يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإغراق آفاق التطبيع والسلام في حمام دم، بحسب محمد الدوح في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي (Geopolitical Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".

الدوح شدد على أنه "تحت مظلة مواجهة حركة حماس، فإن نية إسرائيل الحالية لمهاجمة رفح تمثل خطوة خطيرة، وتهدد آفاق السلام والتطبيع على المدى الطويل بين إسرائيل والدول العربية".

وتابع: "وحتى الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل) تبدو منزعجة بشأن احتمالات تنفيذ عملية في رفح، التي أصبحت الآن واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم".

ولفت إلى أنه "تحت رعاية الولايات المتحدة، وقبل الحرب على غزة (7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، كانت السعودية تجري محادثات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بما يسمح للمملكة بالحصول على برنامج نووي مدني وتوقيع معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن، وتنفيذ مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهو ما يتطلب التواصل المتكامل مع إسرائيل".

"لكن في أعقاب حرب غزة، صرح مسؤولون سعوديون ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق تطبيع إلا في حال وقف إطلاق النار في غزة وإيجاد مسار لا رجعة فيه نحو إقامة الدولة الفلسطينية"، كما استدرك الدوح.

اقرأ أيضاً

كاتب إسرائيلي: لا شكوك حول اقتحام رفح واستهداف المدنيين مؤكد

وضع معقد

الدوح أكد أن "الوضع في رفح يزيد من تعقيد إجراء أي محادثات تطبيع بين السعودية وإسرائيل في وقت قريب. وباعتبارها دولة رائدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، فمن المحتمل جدا أن تتبع معظم دول المجلس والدول العربية خطوات السعودية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع إسرائيل".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل منذ عقود أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.

وأردف الدوح: "ونظرا للدعم القوي للقضية الفلسطينية بين جميع الدول العربية، فإن أي تحركات نحو التطبيع مع إسرائيل (في ظل الوضع الراهن) تخاطر بتقويض مكانة السعودية الإقليمية".

واستطرد: "كما أن الدول الأخرى التي قامت بالفعل بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قد تواجه انتقادات من الشارع العام العربي؛ لعدم أخذها في الاعتبار الوضع الإنساني في غزة".

وخلص إلى أن هذا "قد يثبط عزيمة السعودية عن اتخاذ أي خطوات حازمة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما يؤكد أهمية الرأي العام، سواء داخل السعودية أو في العالم العربي الأوسع".

اقرأ أيضاً

العدل الدولية: إسرائيل ملزمة بتطبيق تدابير منع الإبادة الجماعية في رفح

معاهدة السلام

"كذلك هددت مصر، التي حافظت على معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1979، بتعليق معاهدة السلام إذا اجتاحت الأخيرة رفح"، كما أضاف الدوح.

وزاد: "رغم أن مصر تشعر بالقلق إزاء تزايد التوترات والأزمة الإنسانية على حدودها الشمالية الشرقية مع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، إلا أن منطقة رفح، المتاخمة مباشرة لمصر، شهدت ارتفاع عدد سكانها من حوالي 280 ألف إلى نحو 1.4 مليون نتيجة للحرب، وهؤلاء (نازحون) يعيشون في خيام".

وأردف: "بالتالي، فإن أي هجوم تشنه إسرائيل على رفح لن يكون مجرد حمام دم، ولكنه سيدفع سكان غزة إلى من رفح إلى سيناء المصرية، وهو ما تعتبره مصر تهديدا لأمنها القومي".

ومضى قائلا إنه "توجد مصالح سياسية متباينة، إذ دعمت مصر، إلى جانب القوى الإقليمية الأخرى، القضية الفلسطينية تاريخيا، في حين تعطي إسرائيل الأولوية لأمنها. وتعزز الحرب في غزة هذا التناقض، مما يجعل من الصعب إيجاد أرضية مشتركة للحوار الدبلوماسي".

ورأى أن ذلك "يتجلى في التصريح الأخير لرئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات ضياء رشوان الذي أكد فيه أن "مصر لن تكتفي بإجراءات رمزية إذا وصل الأمر إلى تهديد أمنها القومي وأراضيها أو تصفية الشعب الفلسطيني، فالأمر لن يقتصر على سحب أو طرد سفير"، في إشارة على ما يبدو إلى إمكانية تعليق معاهدة السلام.

وقال الدوح إن "مصر بدأت مؤخرا في تبني لغة أقوى في التعامل مع إسرائيل وزيادة تحصيناتها العسكرية ونشر قواتها على طول الحدود مع غزة.. وأي مواجهة بين إسرائيل ومصر غير محتملة إلى حد كبير، ومن المعتقد أن هذا الانتشار هو إجراء احترازي ولأغراض الاستطلاع".

ويحاول نتنياهو الذي يخضع لمحاكمة بتهم فساد، وفقا لمراقبين، أن يحقيق مكاسب في غزة على أمل أن تساعده على النجاة من تحقيقات مرتقبة بشأن الإخفاقات أمام حماس، من المرتقب أن تطيح بقيادات سياسية وعسكرية واستخباراتية.

اقرأ أيضاً

بايدن مرتبك أمام إصرار إسرائيل على اجتياح رفح.. وهكذا تخطط واشنطن لعدم دفع الفاتورة

المصدر | محمد الدوح/ جيوبوليتيكال مونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اجتياح رفح تطبيع سلام نتنياهو السعودية مصر مع إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

مستشارة الأسد: أردوغن يريد التطبيع وفق مصالحه

أنقرة (زمان التركية) – قالت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، إن نوايا تركيا في علاقاتها مع سوريا تتماشى مع “مصالحها الخاصة”.

وشددت شعبان على ضرورة انسحاب تركيا من الأراضي السورية،مفيدة أن سوريا لن تجلس على طاولة المفاوضات إلا بقبول هذا الشرط.

وأوضحت شعبان أن تركيا تحتل جزءًا ثمينًا وغنيًا من شمال غرب سوريا وتجري عملية تتريك خطيرة لتلك الأراضي.

وذكرت بثنية شعبان أن المفاوضات مع تركيا مرتبطة بتنفيذ مبدأ الانسحاب من الأراضي السورية.

ووصفت شعبان مقترحات تركيا بشأن عملية التطبيع “بالمضللة” قائلة: “عندما ذكر الرئيس أردوغان رغبته في الاقتراب من سوريا قبل الانتخابات الرئاسية التركية، كان المقصود منها الفوز في هذه الانتخابات، لكن لم يكن لديهم ما يقدمونه، أوضحنا أنه يجب على تركيا قبول شرط الانسحاب من الأراضي السورية. لم نقل إنهم يجب أن ينسحبوا على الفور، لكننا قلنا أيضًا إننا لن نجلس على الطاولة إذا لم يقبلوا هذا المبدأ “.

 

Tags: الانسحاب التركي من سوريابثينة شعبانتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا

مقالات مشابهة

  • مصادر أمريكية:هجوم بري إسرائيلي مرتقب على جنوب لبنان الليلة
  • غالانت يلمح إلى اجتياح لبنان وطهران لن ترسل مقاتلين إلى لمواجهة إسرائيل
  • اجتياح بري محدود للبنان.. هل اتُّخذ القرار في إسرائيل؟
  • تحول مرتقب.. اغتيال نصرالله ينذر بانتهاء نفوذ إيران الإقليمي
  •  جديد التطبيع .. الإمارات تحظر الدخول لمطاراتها بشعار التضامن مع فلسطين
  • بيان مرتقب للمرشد الأعلى الإيراني حول التطورات في لبنان
  • مستشارة الأسد: أردوغن يريد التطبيع وفق مصالحه
  • المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
  • الخارجية البيلاروسية: مينسك وموسكو تخططان لتوقيع معاهدة بشأن الضمانات الأمنية
  • رغم فراغ مقعدها.. نتنياهو يتحدث عن فوائد التطبيع مع السعودية