ربما يتفق الكثيرون أن التكنولوجيا التي أحدثت التطور الهائل في العالم بالقرن الواحد والعشرين، التطور المهول بتكنولوجيا الاتصالات، والتي أحدثت ثورة في كافة مناحي الحياة على الكرة الأرضية، ولكن يبدو أن العالم على مشارف كارثة عالمية، وذلك بتوجيه ضربة قاضية لقلب تلك التكنولوجيا، فلا يختلف أي مراقب على أن الأقمار الصناعية هي قاطرة تلك التكنولوجيا، وفي حال توجيه ضربة لها، فإن ذلك تعد ضربة بقلب تكنولوجيا الاتصالات العالمية.

 

وفي تقرير نشرته شبكة الـCNN الأمريكية، فقد كشفت الشبكة عن محاولة روسيا لتطوير  سلاح فضائي نووي  من شأنه أن يدمر الأقمار الصناعية عن طريق خلق موجة طاقة هائلة عند تفجيرها، مما قد يؤدي إلى شل مجموعة كبيرة من الأقمار الصناعية التجارية والحكومية التي يعتمد عليها العالم للتحدث عبر الهواتف المحمولة، ودفع الفواتير، وتصفح الإنترنت. 

 

 

أخبار مسربة من الاستخبارات الأمريكية

 

 

ووفقا لثلاثة مصادر مطلعة على الاستخبارات الأمريكية حول السلاح، أعطت هذه المصادر شبكة CNN فهمًا أكثر تفصيلاً لما تعمل عليه روسيا – والتهديد الذي يمكن أن تشكله – مما كشفت عنه الحكومة الأمريكية سابقًا، وقد أثار النائب الجمهوري مايك تورنر من ولاية أوهايو، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، حالة من الجنون في واشنطن يوم الأربعاء عندما أصدر بيانا قال فيه إن لجنته لديها معلومات تتعلق بتهديد خطير للأمن القومي". 

بحلول يوم الجمعة، أكد الرئيس جو بايدن علنًا أن تيرنر كان يشير إلى قدرة نووية روسية جديدة مضادة للأقمار الصناعية، لكن المسؤولين رفضوا بشدة مناقشة الأمر بشكل أكبر، مشيرين إلى الطبيعة السرية للغاية للاستخبارات.

 

 

سلاح قيد التطوير 

 

 

وبحسب الشبكة الأمريكية، فالسلاح لا يزال قيد التطوير ولم يصل إلى المدار بعد، حسبما أكد مسؤولو إدارة بايدن علنًا، ولكن إذا تم استخدامه، كما يقول المسؤولون، فإنه سيتجاوز مرحلة خطيرة في تاريخ الأسلحة النووية ويمكن أن يسبب اضطرابات شديدة في الحياة اليومية بطرق يصعب التنبؤ بها، فهذا النوع من الأسلحة الجديدة - المعروف بشكل عام من قبل خبراء الفضاء العسكريين باسم النبضات الكهرومغناطيسية النووية - من شأنه أن يخلق نبضة من الطاقة الكهرومغناطيسية وطوفانًا من الجسيمات المشحونة للغاية التي من شأنها أن تمزق الفضاء لتعطيل الأقمار الصناعية الأخرى التي تحلق حول الأرض.

وشدد بايدن يوم الجمعة علناً على أنه “لا يوجد تهديد نووي لشعب أمريكا أو أي مكان آخر في العالم بما تفعله روسيا في الوقت الحالي”، وقال: "أي شيء يفعلونه، أو سيفعلونه يتعلق بالأقمار الصناعية والفضاء ومن المحتمل أن يلحقوا الضرر بتلك الأقمار الصناعية"، وقد قامت وزارة الدفاع ومجتمع الاستخبارات بتتبع الجهود الروسية لتطوير مجموعة واسعة من الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، بما في ذلك النبض الكهرومغناطيسي، لسنوات، وكان هناك تدفق من التقارير الاستخباراتية في الأشهر الأخيرة تتعلق على وجه التحديد بجهود روسيا لتطوير قدرات مضادة للأقمار الصناعية تعمل بالطاقة النووية، وفقًا لأحد مسؤولي الدفاع.

 

 

الأسابيع الأخيرة تكشف عمق المشروع الروسي

 

 

وبالفعل روسيا أحرزت مؤخراً تقدماً في جهودها الرامية إلى تطوير الطاقة الكهرومغناطيسية النووية - وهي تكنولوجيا ذات صلة ولكنها أكثر إثارة للقلق، وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، يوم الخميس: “إن معرفتنا العامة بسعي روسيا للحصول على هذا النوع من القدرات تعود إلى عدة أشهر، إن لم يكن بضع سنوات، ولكن في الأسابيع الأخيرة فقط، تمكن مجتمع الاستخبارات من التقييم، بثقة أكبر، كيف تواصل روسيا ملاحقتها".

وقال بايدن إن مجتمع الاستخبارات "اكتشف أن هناك قدرة على إطلاق نظام إلى الفضاء يمكنه نظرياً أن يفعل شيئاً ضاراً، ولكن ذلك لم يحدث بعد، فيما قال أحد المسؤولين الأميركيين: "إنه ليس مفهوماً جديداً، وهو مفهوم يعود إلى أواخر الحرب الباردة"، لكنهم قالوا إن "الخوف الكبير من أي جهاز كهرومغناطيسي نهائي في المدار هو أنه قد يجعل أجزاء كبيرة من مدارات معينة غير قابلة للاستخدام، وذلك من خلال إنشاء حقل ألغام من الأقمار الصناعية المعطلة التي، وقد تكون خطيرة بعد ذلك على أي أقمار صناعية جديدة قد نحاول تدميرها، لاستبدال أو إصلاح الأقمار الصناعية الموجودة.

 

 

غموض حول مصير أقمار الـGPS وأقمار السيطرة النووية

 

 

ولم يكن من الواضح على الفور ما إذا كان الجهاز كما تم تصميمه يمكن أن يؤثر على أقمار نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والأقمار الصناعية للقيادة والسيطرة النووية، والتي تعمل في مدار أعلى من الكوكبة الواسعة من الأقمار الصناعية التجارية والحكومية التي تنطلق عبر مدار أرضي منخفض. 

 

وقد تم تصميم هذه الأقمار الصناعية الأكبر حجمًا لتكون منيعة ضد انفجار نووي، لكن مسؤولًا كبيرًا سابقًا في مجال الفضاء في البنتاغون قال لشبكة CNN إنها "يمكن أن تكون عرضة للخطر، وذلكك اعتمادًا على مدى قربها من النبضة الكهرومغناطيسية، وعمرها، وحجم الانفجار. 

 

 

"سلاح اللحظة الأخيرة"

 

 

ويقول الخبراء إن هذا النوع من الأسلحة يمكن أن يكون لديه القدرة على القضاء على مجموعات ضخمة من الأقمار الصناعية الصغيرة، مثل Starlink التابع لشركة SpaceX، والذي استخدمته أوكرانيا بنجاح في حربها المستمرة مع روسيا، وقال المسؤول الأمريكي ومصادر أخرى إنه من المؤكد تقريبًا أن هذا سيكون "سلاح اللحظة الأخيرة" بالنسبة لروسيا، لأنه سيلحق نفس الضرر بأي أقمار صناعية روسية موجودة أيضًا في المنطقة، كما أنه لا يزال من غير الواضح مدى تطور هذه التكنولوجيا، فقد واجهت روسيا عددًا من الكوارث العامة فيما يتعلق بتقنيتها النووية في السنوات الأخيرة، وفي عام 2019، قُتل سبعة روس في حادث نووي وقع بينما كانت موسكو تحاول استعادة صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية تحطم في البحر الأبيض خلال اختبار فاشل.

 

ومع ذلك، أثار تقييم استخباراتي حديث بشأن التقدم الروسي قلق بعض المشرعين في الكابيتول هيل لدرجة أن تيرنر أصدر دعوة لجميع أعضاء مجلس النواب لقراءة هذه المسألة، وبعد ذلك بوقت قصير، أصدر بيانًا عامًا غامضًا أدى إلى تسليط الضوء على القضية أمام أعين الجمهور، فيما قالت عدة مصادر مطلعة على الأمر إن الكشف عن المعلومات الاستخبارية كان ضارًا للغاية لأن المصدر كان حساسًا بشكل لا يصدق. ووفقا لتلك المصادر، فإن مجتمع الاستخبارات يسعى الآن جاهدا لمعرفة كيفية الحفاظ على وصوله، ويؤكد مسؤولو إدارة بايدن أنه إذا قامت روسيا بإطلاق قنبلة نووية كهرومغناطيسية، فسيكون ذلك أول انتهاك على الإطلاق لمعاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، التي تحظر نشر أسلحة الدمار الشامل في الفضاء الخارجي.

 

وقال كيربي، الخميس، إن ذلك "سيكون انتهاكا لمعاهدة الفضاء الخارجي التي وقعت عليها أكثر من 130 دولة، بما في ذلك روسيا"، دون تقديم تفاصيل، وقد انسحبت روسيا من العديد من معاهدات الحد من الأسلحة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تدمير هيكل الحد من الأسلحة بعد الحرب الباردة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

تعاون بين «الإمارات للطاقة النووية» و«هيونداي للهندسة والإنشاءات»

أبوظبي (الاتحاد) 

وقعت شركة الإمارات للطاقة النووية، وشركة هيونداي للهندسة والإنشاءات، مذكرة تفاهم في العاصمة الكورية سيول، لاستكشاف الفرص المشتركة في قطاع الطاقة النووية على الصعيد العالمي، حيث يأتي ذلك في وقت يشهد فيه العالم إقبالاً متزايداً على الطاقة النووية، مع سعي العديد من الدول لإيجاد مصادر طاقة نظيفة وآمنة وقابلة للتطوير لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
ويستند التعاون بين الجانبين إلى الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا في قطاع الطاقة النووية، ويدعم الأهداف المشتركة للبلدين في تطوير الطاقة النووية السلمية، بما يتماشى مع تقديرات الوكالة الدولية للطاقة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بزيادة كبيرة في القدرة الإنتاجية للطاقة النووية حول العالم بحلول عامي 2030 و2050 على التوالي.
وتوفر مذكرة التفاهم بين الشركتين إطاراً شاملاً لتبادل المعارف والخبرات، والتقييم المشترك للتعاون المحتمل في مشاريع الطاقة النووية، وتقييم فرص الاستثمار الاستراتيجية. كما تشمل المذكرة أيضاً تشكيل فريق عمل مشترك لتحديد المجالات ذات الاهتمام المشترك، ودعم تطوير مبادرات الطاقة النووية المستقبلية.
ويبرز هذا التعاون بين «الإمارات للطاقة النووية» و«هيونداي للهندسة والإنشاءات» وجود توجه عالمي واسع نحو زيادة الاستثمار في تقنيات الطاقة النووية، والتي تتزايد أهميتها مع تسارع ارتفاع الطلب على الكهرباء، نتيجة النمو الهائل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات الضخمة، والصناعات الثقيلة، إلى جانب التوسع في استخدام الكهرباء في مختلف القطاعات. ويتسبب التحول الرقمي وزيادة الاعتماد على الكهرباء بضغط غير مسبوق على شبكات الكهرباء في جميع أنحاء العالم، مما يتطلب حلولاً مبتكرة في إنتاج الطاقة لتلبية الطلب المتزايد بشكل مستدام. وأصبحت الطاقة النووية الآن، وعلى نطاق واسع، أحد المصادر القليلة الموثوقة والقابلة للتطبيق لتوفير كهرباء الحمل الأساسي الخالية من الانبعاثات الكربونية، لدعم مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة.
وتسلط مذكرة التفاهم هذه الضوء على الدور المتنامي لشركة الإمارات للطاقة النووية في عقد شراكات دولية في قطاع الطاقة النووية لتعزيز دور الطاقة ورسم مستقبلها، من خلال دعم تطوير واستخدام تقنيات الطاقة النووية الجديدة، بشكل أسرع وأكثر أماناً وفعالية.

أخبار ذات صلة كوريا الجنوبية تكثف جهودها لتفادي رسوم أميركية وشيكة بريطانيا وأستراليا توقعان اتفاقية تمتد 50 عاماً لبناء غواصات نووية

مقالات مشابهة

  • تعاون بين «الإمارات للطاقة النووية» و«هيونداي للهندسة والإنشاءات»
  • تحذيرات أممية من كارثة إنسانية في السودان وغزة: الجوع يتحول إلى سلاح فتاك
  • ولا أغرب | تطوير روبوتات قابلة للنمو بأكل الماكينات الأخرى.. فما القصة؟
  • ما سلاح روسيا لمواجهة العقوبات الغربية؟
  • كارثة إنسانية في غزة.. ومساعدات مصرية في الطريق| ما القصة
  • "القارات تجفّ!"... الأقمار الاصطناعية تكشف كارثة مائية تهدّد مليارات البشر
  • التغير المناخي أمام العدل الدولية.. هل تقاضي البلدان الفقيرة الدول الصناعية؟
  • كارثة موقوتة| تهديدات الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI من ChatGPT.. فما القصة؟
  • أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم “التجويع” سلاح حرب.. المجموعة الدولية لإدارة الأزمات تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في غزة
  • وداع على قضبان القطار.. القصة الكاملة لمصرع أم اثناء سفر أولادها للقاهرة بمحطة إسنا بالأقصر