أكاديميون وثقافيون: المشروع القرآني أصبح اليوم منهجاً لكل الأحرار والشرفاء في العالم
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يعد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه- أحد أبرز القادة اليمنيين الذين كانوا لهم الدور الكبير والبارز في محاربة المشروع الأمريكي ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة برمتها.
ومنذ انطلاقة المشروع القرآني ركز الشهيد القائد على مسألة الوعي لدى اليمنيين بخطورة أمريكا ومخططاتها الشيطانية على المنطقة، مطالباً بعدم الصمت والعمل كأمة واحدة على محاربة هذه المخططات.
ويؤكد مدير مكتب الإرشاد بالأمانة الدكتور قيس الطل إن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- كان له دور كبير في كشف مخططات الأعداء، حيث قدم صورة كاملة عن المخططات الأمريكية والصهيونية، وعن اليهود من أهل الكتاب وتاريخهم وخطورتهم وأهدافهم وأساليبهم ووسائلهم، كما قدم الشهيد القائد من خلال القرآن الكريم، المنهجية الصحيحة والحكيمة لمواجهتهم، وكيف تصبح الأمة إذا تحركت لمواجهتهم،
وأضاف أن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- كشف الكثير من أساليبهم في استهداف الأمة، منها لبس الحق بالباطل، من خلال العناوين البراقة كحقوق الأطفال وحقوق المرأة وحرية التعبير، وأثبت الواقع كذبهم وحقيقتهم، كما ذكر -عليه السلام- أن من أساليبهم هو التضليل من خلال تزييف الحقائق وتزييف الثقافات وتزييف الأعلام وصناعة القدوات المزيفة لشبابنا وللرجال والنساء وحتى للأطفال، كما كشف –رضوان الله عليه- خطورة اليهود في السعي لتفريق الأمة تحت كل العناوين المذهبية والسياسية والعرقية والطائفية، وكذلك خطورتهم في استهداف الشعب اليمني من خلال الحرب الناعمة سواء الفساد الأخلاقي أو الغزو الثقافي، ومن هذا كشف حقيقة الوهابية وعمالتها للأمريكان والصهاينة، وقد أثبت الواقع صحة كل ما تكلم عنه والأحداث في فلسطين اليوم وموقف الوهابية السلبي تجاهها أكبر دليل على ذلك، بالإضافة إلى أساليبهم في استهداف الأمة، ومنها أسلوب الحرب النفسية والدعاية والترويج ، وأسلوب الخداع وصناعة التوجهات، كما هو حال عنوان مكافحة الإرهاب وأساليب الترغيب والترهيب، والإغواء والإغراء، وهناك الكثير من الأساليب والحقائق التي وردت في دروسه –رضوان الله عليه-
ثورة وعي قرآني
ولم يكتفِ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه- بالصمت أمام المؤامرات والمخططات الأمريكية الصهيونية، التي بدأت في الحادي عشر من سبتمبر 2001م، بل تحرك لمواجهتها والكشف عن طبيعة تلك المخططات الاستعمارية الرامية إلى احتلال الشعوب وتركيعها ونهب ثرواتها، وخطورتها على مستقبل الشعوب العربية، بما فيها اليمن، الذي أفشل كل التحركات الأمريكية فيه منذ وقت مبكر، مستلهماً أفكاره مما كان يجري في العراق وأفغانستان، حيث لم يتنبأ بما تخطط له أمريكا فحسب وإنما استطاع بوعي منفرد أن يقرأ أولاً طبيعة التحركات الأمريكية، فيما يسمى الدول النامية، وإحكام قبضتها على الأنظمة الحاكمة، ومحاربة أي فكر يؤدي لطردها من المنطقة.
وفي هذا الشأن تقول مستشارة مكتب رئاسة الجمهورية لشؤون المرأة الدكتورة نجيبة مطهر إن الشهيد القائد استطاع أن يكشف المخططات الأمريكية وأن يفضحها منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وإعلان الإدارة الأمريكية آنذاك على لسان “بوش الابن ” حربها الشاملة على ما سمته “الإرهاب” وكان شعاره ” من ليس معنا فهو ضدنا “.
وتشير إلى أن عدداً من رؤساء وزعما العرب، وفي مقدمتهم ملوك وأمراء دول الخليج، سارعوا بإعلان تأييدهم ووقوفهم الكامل للقرار الأمريكي، ومن بين الزعماء رئيس النظام السابق “عفاش” الذي أعلن قبوله وتأييده للقرار الأمريكي، لافتاً إلى أن الشهيد القائد –رضوان الله عليه – تحرك بعد قبول النظام السابق القرار الأمريكي، وأعلن رفضه لذلك القرار، محاولاً تقديم واجب النصيحة للنظام السابق وتنبيهه من الوقوع في شرك المخطط والمؤامرة الأمريكية، التي تستهدف الإسلام والأوطان والشعوب العربية والإسلامية تحت غطاء مبرر وذريعة ما تسميه ” مكافحة الإرهاب” ولكن النظام الخائن أصم أذنيه عن سماع نصيحة الشهيد القائد ولم يعرها أيَّ اهتمام.
وتشير مطهر إلى أن الشهيد القائد كشف حينها أبعاد الحملة الأمريكية على الإسلام والمسلمين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، فأتى احتلال أفغانستان في نهاية 2001م ، ثم غزو العراق في العام 2003م ، وفي يوليو 2004 بدأت الحرب العسكرية والعدوانية على الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي ، ومشروعه القرآني، والمعروفة بالحرب الأولى على صعدة، موضحة أن اليمن في تلك المرحلة كانت تحت السيطرة الأمريكية، حيث سلم النظام السابق الخائن والعميل اليمن طواعية لأمريكا، وبات السفير الأمريكي حينها أدموند هول هو صاحب القرار السياسي، وبات ضباط المارينز والسي آي إيه والإف بي آي ، أصحاب القرار في الملفات الأمنية والعسكرية ، وتحولت السلطة العميلة إلى شرطي ينفذ أوامر الامريكان بالريموت كونترول.
وتواصل حديثه لصحيفة “المسيرة”: “ولهذا تحرك الشهيد القائد – رضوان الله عليه- بالمشروع القرآني العظيم، الذي حمل بين طياته العديد من الأهداف التي تمثلت في مواجهة أمريكا ومخططاتها الخبيثة التي تستهدف بها الأمة، واليمن جزء منها، ومواجهة المشروع الصهيوني الخبيث في فلسطين المحتلة والمنطقة، واستنهاض الأمة وتوعيتها بطبيعة العدو ومخططاته، ومخاطر الصمت، ونتائج التحرك لمواجهتها، ولهذا كانت الحرب والعدوان في محافظة صعدة أمريكية بامتياز، وفق الدكتورة مطهر.
وعن المشروع القرآني تؤكد مطهر أنه “ثورة استقراء واستشراف للمستقبل، وإدراك للمخططات والمؤامرات الأمريكية والصهيونية المحدقة بالأمة العربية والإسلامية، وأيضاً ثورة دفاع عن الحق الإنساني، ونهوض بالواجب الديني، وتحرك سليم وصائب، وهو منطلقٌ من قناعات وأفكار ورؤى قرآنية هادفة إلى إعادة بناء واقع الأمة وتحريرها من ربقة الخنوع والخضوع للوصاية والهيمنة الأمريكية الصهيونية، وانتشالها من واقع الوهن والضعف والعجز، والحفاظ على استقلالها والذود والدفاع عن هويتها وعزتها وكرامتها ، واستعادة مجدها ووهج حضارتها الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ الإسلامي”.
لذلك ووفق للدكتورة نجيبة مطهر، فقد كانت ثورة الشهيد القائد ثورة وعي قرآني، وارتباط محمدي، ونهج إيماني ومسار جهادي، أسس له وحمل لواء قيادة الأمة، في مسيرة السير على درب أعلام الهدى من آل بيت الرسول المصطفى -صلوات ربي وسلامه عليهم- ولم يبق أمام الشهيد القائد حسين بدر الدين إلا أن يعتمد على الله وأن يتحمل مسؤوليته بشكل مباشر، ومن قاعة مدرسة الإمام الهادي في مران صعدة بتاريخ 17/ 1/ 2002م، وأطلق أهدافه التي تمثلت في الآتي:
النهوض والتحرك ضمن مشروع ثورة وعي قرآني، ورفض للطغيان والاستكبار الأمريكي، وإيقاظ لمشاعر الأمة واستنهاض لهمتها وعزيمتها، وتأكيداً على ضرورة وأهمية القيام بواجب المجابهة والمواجهة والتصدي للأخطار والمؤامرات المحدقة بالأمة، وإطلاق شعار الصرخة في وجه الاستكبار والطغيان والأمريكي والصلف الصهيوني وتحديد موقفهم منه، والذي شكل شرارة ثورة وعي قرآني وتصحيح تربوي وثقافي لواقع الأمة، وتحديد لمعالم الطريق والمسار الصحيح والسليم الذي يجب على الامة السير فيه.
إفشال مخططات ومؤامرات الأعداء، وإخراج الأمة من حالة التقوقع والانكفاء على ذاتها وانعدام موقفها، إلى حالة الموقف والاستشعار والنهوض بمسؤولية التعامل الصحيح مع المخاطر المحيطة بها.
الدعوة لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كواجب ديني وأخلاقي يعبر عن مشاعر السخط والغضب ترجمها إلى مواقف عملية ليس فيها أي تحريض أو استهداف لسلطة نظام صالح أو شخصه.
إفشال المساعي الأمريكية والصهيونية، في السيطرة على كل المجالات، بالإضافة الى المحافظة على موقع متقدم للشعب اليمني في قضايا الأمة، ومساهماً في التصدي لمحاولات الأعداء، وفرض الوصاية الخارجية والسيطرة الأجنبية على البلد، وفي التصدي للعدوان.
وبحسب الدكتورة نجيبة مطهر فإن المشروع القرآني أصبح منهجاً يحرم موالاة أعداء الله، ويجعل أحرار اليمن والشرفاء يقدمون التضحيات، بل ساهمت الرؤية القرآنية للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، في تغيير وجه المنطقة، والصمود الأسطوري للمجاهدين في حروب صعدة، والصمود في مواجهة العدوان شاهد على ذلك، كما يشهد الواقع اليوم بأن العزة والكرامة التي يعيشها اليمنيون، إنما هي ثمرة من ثمار المشروع القرآني العظيم، حيث أصبح اليمن لاعباً رئيسياً في المنطقة، وقوة إقليمية، يحسب لها الأمريكي والإسرائيلي ألف حساب.
– المسيرة / عباس القاعدي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المشروع القرآنی رضوان الله علیه حسین بدر الدین الشهید القائد الدین الحوثی من خلال
إقرأ أيضاً:
ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة
يعتبر القنوت في صلاة الفجر أحد الموضوعات التي تثير خلافًا فقهيًا بين العدديد من العلماء، ما بين من يرى استمراريته سنة نبوية، ومن يعتبره مرتبطًا بظروف استثنائية كالنوازل، وهو ما الأمر الذي أوضحته دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، وحسمت الجدل بين الآراء الفقهية.
حكم القنوت في الفجروأكدت دار الإفتاء أن القنوت في صلاة الفجر هو سنة نبوية مستمرة، عمل بها كثير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار، مستندة إلى حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا، ثُمَّ تَرَكَهُ ، وأَمَّا فِي الصُّبْحِ فَلَمْ يزل يقنت حَتَّى فَارق الدُّنْيَا»، وهو حديث صحيح رواه جماعة من الحفاظ وصححوه -كما قال الإمام النووي وغيره.
ووفقًا لهذا الحديث الذي ذكرته دار الإفتاء، الذي أخذ به الشافعية والمالكية في المشهور عنهم، فإن القنوت في صلاة الفجر مستحب مطلقًا، سواء كانت هناك نازلة أم لا، أما الفريق الآخر من العلماء، كالحنفية والحنابلة، فقد رأى أن القنوت في صلاة الفجر مرتبطًا بحدوث النوازل فقط، وهي الأزمات الكبرى التي تصيب الأمة، مثل الأوبئة، أو القحط، أو الحروب.
القنوت في النوازلوتابعت الإفتاء:«أجمع العلماء على مشروعية القنوت في صلاة الفجر عند وقوع النوازل، كما اختلفت المذاهب حول تعميم القنوت في الصلوات الأخرى في أثناء النوازل؛ فالمالكية قصروا القنوت على صلاة الفجر، بينما رأى الشافعية تعميم القنوت على جميع الصلوات المكتوبة».
الاعتراض على القنوتوأكدت أن الاعتراض على القنوت في صلاة الفجر، بحجة أنه غير صحيح، اعتراض لا محل له في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعيشها الأمة الإسلامية، مؤكدة أن القنوت في هذه الظروف يعد وسيلة للتضرع إلى الله لرفع البلاء وتحقيق النصر، استنادا إلى قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
ودعت دار الإفتاء المسلمين إلى احترام التنوع الفقهي وعدم الإنكار على الملتزمين بالقنوت في صلاة الفجر، مؤكدة أن الدعاء والتضرع إلى الله تعالى يظلان من أهم أسباب رفع البلاء وحفظ الأمة.