الولايات المتحدة وبريطانيا يعززان أوكرانيا عسكريًا
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
تتعاون المملكة المتحدة وحلفاؤها- بما في ذلك الولايات المتحدة- لتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا، عبر تزويدها بالآلاف من الطائرات دون طيار الجديدة المدعمة بالذكاء الاصطناعي، القادرة على اجتياح الأهداف الروسية في وقت واحد.
ويأتي هذا التطور، وسط تصاعد التوترات والصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا.
ووفقاً لمصادر مطلعة على الأمر، في حديثهم لـ“بلومبرج”، فإن المخططين العسكريين الغربيين يتصورون أن هذه الطائرات دون طيار تغزو مواقع روسية محددة؛ مما يوفر لأوكرانيا ميزة استراتيجية في سيناريوهات القتال، ومن المحتمل أن يتم نشر هذه المركبات الجوية من دون طيار في غضون أشهر، على الرغم من استمرار عدم اليقين بشأن الجدول الزمني.
وبرزت الطائرات دون طيار كأصول محورية في الصراع الروسي الأوكراني، الذي اقترب من عامه الثاني، مع تكثيف الجانبين جهودهما لتسخير التقنيات المتطورة للحرب.
وزادت روسيا- مدعومة بدعم من حلفائها مثل إيران- من إنتاجها للطائرات القتالية دون طيار لدعم غزوها لأوكرانيا.
وتعهد تحالف من حلفاء أوكرانيا بتقديم دعم كبير، وتعهد بتسليم مليون طائرة بدون طيار إلى البلاد في غضون عام. إن استخدام الجيش الأوكراني للطائرات البحرية بدون طيار، مما أدى إلى تدمير سفينة حربية روسية في البحر الأسود، يسلط الضوء على الاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في الحرب الحديثة.
وحث المستشار الألماني أولاف شولتز الحلفاء الأوروبيين على زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مشددًا على المخاطر الجيوسياسية والتداعيات المحتملة للنصر الروسي.
وفي حين أن الطائرات دون طيار لا تخفف تماما من الحاجة الملحة للمدفعية، إلا أنها توفر ميزة استراتيجية ويمكن أن تساعد في تعويض النقص الحاد في الأسلحة التي تواجهها أوكرانيا.
وستعمل الطائرات دون طيار التي تدعم الذكاء الاصطناعي، والمنظمة في أساطيل كبيرة، بشكل مستقل، وتستفيد من الذكاء الاصطناعي للتواصل وتنسيق الهجمات على مواقع العدو.
وأكد الأدميرال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، على أهمية هذه التكنولوجيا، مشيرا إلى أن استخدام أوكرانيا للطائرات بدون طيار جنبا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفوق وابل المدفعية التقليدية ضد القوات الروسية.
وفي خطابه أمام مؤتمر ميونيخ الأمني، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدعوات لزيادة الدعم العسكري من الحلفاء، وشدد بشكل خاص على الحاجة إلى أسلحة ومدفعية بعيدة المدى لمواجهة العدوان الروسي.
وتؤكد مبادرة تزويد أوكرانيا بقدرات متقدمة للطائرات بدون طيار على الطبيعة المتطورة للحرب الحديثة والضرورة الاستراتيجية للدول للاستفادة من التقنيات المتطورة للتغلب على التحديات الجيوسياسية المعقدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المملكة المتحدة القدرات الدفاعية أوكرانيا روسيا الطائرات دون طیار بدون طیار
إقرأ أيضاً:
موسكو.. هل يتجاوز ترامب الدولة العميقة ويجمّد المساعدات العسكرية لأوكرانيا؟
أثار دعم الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو أوكرانيا في عام 2022 أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 عندما أوشك الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة على الدخول في حرب نووية. يقول دبلوماسيون روس وأميركيون إن العلاقات بين أكبر قوتين نوويتين في العالم تدهورت لأدنى مستوياتها فقط خلال أكثر أيام الحرب الباردة توترا.وقال المسؤولون الروس وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل الانتخابات الأميركية، إنه أيا كان الفائز بالرئاسة الأميركية فلن يحدث فرقا بالنسبة لموسكو.
وفي خطاب النصر، شدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمام حشد من مؤيديه في مقر حملته الانتخابية بولاية فلوريدا على أنه سينهي الحروب في العالم، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، قائلاً: "لن أبدأ الحروب، بل سأنهيها".
وكان رفض ترامب الإفصاح عما إن كان قد تحدث -بعد انتهاء ولايته السابقة - مع الرئيس الروسي كما ورد في كتاب الصحفي بوب وودورد لكنه قال إن الحديث معه "أمر حكيم" بالنسبة للولايات المتحدة. وذكر أن بوتين يحظى باحترام كبير في روسيا، وأشار أيضا إلى علاقاته الطيبة مع زعيمي الصين وكوريا الشمالية، وأضاف "روسيا لم تحظ قط برئيس يحترمونه بهذا القدر". وبعد انتخاب ترامب، قال الكرملين في بيان إن ترامب أدلى ببعض التصريحات المهمة حول رغبته في إنهاء حرب أوكرانيا خلال حملته، لكن الوقت فقط هو الذي سيخبر ما إذا كانت تلك التصريحات ستفضي إلى إجراء فعلي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لست على علم بأي خطط للرئيس بوتين لتهنئة ترامب على فوزه مشيرا إلى أن العلاقات مع واشنطن وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية.
وأضاف: "قلنا مرارا إن الولايات المتحدة قادرة على المساهمة في إنهاء هذا الصراع. لا يمكن أن يتم ذلك بين عشية وضحاها، ولكن الولايات المتحدة قادرة على تغيير مسار سياستها الخارجية.. هل سيحدث هذا، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف.. سنرى بعد تنصيب الرئيس الأميركي في كانون الثاني المقبل.
وقال كيريل دميتريف رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي المصرفي السابق في غولدمان ساكس والذي كانت له اتصالات سابقة مع فريق ترامب ، إن فوز ترامب قد يكون فرصة لإصلاح العلاقات. ومع ذلك سبق وأبدى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف تخوفاً من أن يتعرض ترامب لعملية اغتيال إذا حاول وقف الحرب في أوكرانيا، لذلك لن يستطيع القيام بذلك.
فماذا يقول السفير الروسي السابق في لبنان الكسندر زاسيبكين؟
إن فوز ترامب قد يسهل افتراضياً ، كما يقول زاسيبكين لـ"لبنان24"، إنهاء الحرب على الساحة الأوكرانية لأنه وعد ببذل الجهود من أجل التوصل إلى المصالحة بين موسكو وكييف من خلال التواصل مع الرئيس بوتين وفلاديمير زيلينسكي، إلا أن الجانب الروسي يبدي شكوكاً في تحقيق هذا الهدف لأن نظام كييف تخلى عن مشروع اتفاق اسطنبول واتخذ قراراً برفض التفاوض مع روسيا، ومنذ ذلك الوقت أصبح الحسم العسكري مطروحاً دون أية توقعات بالعودة إلى التفاوض، وفي هذا الصدد يتساءل الجانب الروسي ما هي الأدوات التي يريد الرئيس ترامب استخدامها للوصول إلى اتفاق، واذا كان المقصود إيقاف المساعدات العسكرية لأوكرانيا فهذا جيد، لكن الدولة العميقة في الولايات المتحدة على ما يبدو لن تسمح لترامب بذلك، وإذا قرر ترامب الاستمرار في سياسة الرئيس السابق جو بايدن وتقديم المزيد من السلاح لأوكرانيا للضغط على روسيا، فلن ينجح بسبب صمود روسيا، وإذا حاول إيجاد حل وسط، فموقف روسيا معروف ويتمثل باستعدادها الدائم للبدء بالمفاوضات على أساس مشروع اتفاق اسطنبول وذلك أخذاً في الاعتبار مستجدات الأوضاع على الميدان، لكن من الواضح أن زيلينسكي لن يوافق على ذلك وفي هذه الحالة سوف يواصل الجيش الروسي تقدمه كما يحدث الان حتى قبول أوكرانيا بالشروط الروسية بما في ذلك الموافقة على انضمام أربعة مناطق جديدة إلى روسيا.
وبالعودة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيمكن القول بحسب زاسيبكين، أن أكثرية الخبراء الروس لا يتوقعون تغييرات كبيرة في السياسة الأميركية على الساحة الأوكرانية بغض النظر عن شخصية صاحب البيت الأبيض، وإذا طرأ أي تغيير في المستقبل فسيكون لأسباب موضوعية تتصل بأن الولايات المتحدة لم تعد قادرة بشكل خاص والمعسكر الغربي بشكل عام على مواصلة المواجهة مع الأقطاب الأخرى ، لذلك قد تلجأ إلى إنهاء هذه المرحلة والانتقال إلى تنقية الأجواء وإعادة ترتيب العلاقات لتأمين الاستقرار والتنمية المستدامة
وبحسب زاسيبكين، من الممكن التكهن أن إدارة واشنطن قد تحاول افتعال المشاكل بين الأقطاب الأخرى مثلا بين روسيا والصين، لكنها سوف تفشل خاصةً أمام النمو السريع لقدرات مجموعة البريكس.
المصدر: لبنان 24