محمود خليل: ورش الكتابة تسهم في إعداد كوادر إبداعية بعالم السينما والدراما
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أطلق المركز القومي للسينما ممثلا في مركز الثقافة السينمائية، ورشة فن كتابة السيناريو المجانية، والتي تقام على مدار شهر كامل بواقع ٤ محاضرات، وذلك خلال الفترة من 31 يناير الماضي حتى 21 فبراير الجاري، وبإشراف الكاتبة أمل عبدالمجيد، ويحاضرها السيناريست ومشرف وحدة السيناريو بالمركز القومي للسينما محمود خليل، والتي تضم 65 متدربا من مختلف الفئات العمرية.
قال السيناريست ومشرف وحدة السيناريو بالمركز القومي للسينما محمود خليل، إن ورشة السيناريو تعد أحد الأنشطة الفنية والثقافية الهامة التي ينظمها المركز القومي للسينما والتابع لوزارة الثقافة، فهي خدمة لكل المهتمين بكتابة السيناريو والساعين نحو تعلم قواعد هذا الفن بشكل علمي ومنهجي، بالإضافة إلى أنها مجانية تمامًا، ولا يتحمل الدارس فيها أية رسوم ويحصل في نهايتها على شهادة تفيد اجتيازه لها.
وتابع: أن الهدف من الورشة هو تعريف المشاركين فيها على مبادئ وخطوات كتابة السيناريو السينمائي من مرحلة الفكرة حتى السيناريو النهائي.
وأضاف خليل في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الإقبال على الورشة منبعه في الأساس هو ثقة الحاضرين في المركز القومي للسينما، وما يمكن أن يقدمه من خدمات ثقافية وكوادر فنية على أعلى مستوى، ثم يأتي بعد ذلك التأكيد على تلك الثقة بعد أن يعاين المتدرب بنفسه المحتوى والمنهج العلمي المقدم وطريقة تقديمه من خلال المُحاضر.
وأكد خليل، لا يمكن اعتبار مدة الورشة مدة كافية لإعداد كاتب سيناريو محترف، إلا أنها تعد خطوة مبدئية وأولية هامة من الضروري أن تتبعها خطوات أخرى في ورش أخرى ومستويات تالية، وهذه هي طبيعة تلك النوعيات من الورش الفنية التي تضع المتدرب على بداية الطريق الصحيح وتدفعه إلى مواصلة العمل والتعلم والبحث والمشاهدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمود خليل المركز القومي للسينما مركز الثقافة السينمائية السيناريو ورشة السينما القومی للسینما
إقرأ أيضاً:
الكتابة بصفتها تلبية للاستغاثة
(الكتابة بين الجثث – قبلة على جبين غزة) كتاب جديد مهدى الى غزة الشهيدة الذبيحة المقاومة، صدر قبل أيام فقط عن دار طباق للنشر والتوزيع برام الله للكاتب والمناضل الفلسطيني عيسى قراقع، جاء الكتاب في 218 صفحة من القطع المتوسط، بلوحة غلاف فاتنة للفنان الفلسطيني الشاب العزيز عاطف، الكتاب عبارة عن نصوص تمزج بين الأدب والحدث التوثيقي السياسي والوطني، وتدور معظم النصوص في فضاء الجريمة الصهيونية المتواصلة ضد غزة شعبا وأرضا وبيوتا وتراثا وفكرة.
يتذكر جيلي جيدا نصوص عيسى قراقع في جريدة القدس، التي نشرها هي مدار سنوات طويلة في حقبة التسعينيات، وقد كوّنت مع أصدقائي الكتّاب الشبان استنتاجا قويا تجاه هذه النصوص الملهمة التي تعلمنا منها، وقلدناها، كانت كتابات قراقع بمثابة ابتكار لمنطقة جديدة في الكتابة الفلسطينية ونوع جديد من الأدب، نوع لا يتجاهل الحدث الوطني الواقعي لكنه أيضا يحتفي بالأدب لغة وصورا ومخيالا، فينتج عن ذلك نصا مدهشا مؤثرا يمنحنا ذاكرة و لغز البلاد ونعمة الحنين ومتعة الجمال الأدبي، كنت مع جيلي أوائل التسعينيات نحلم بانشقاق علني عن طريقة الكتابة الفلسطينية التي امتلأت بالحجارة والصراخ، كنا بحاجة إلى مقاربة جديدة للألم في فلسطين، وكان عيسى قراقع ملهمنا ومرشدنا في ذلك، صحيح أنه كان كاتبا سياسيا، مشغولا بالهم الوطني ومنتميا لحزب، ويكتب في الشأن العام، وصحيح أن نصوصه لم تكن مجنونة بالكامل كما نشتهي ونحلم، لكنها في شقها الجمالي أعطتنا ضوءا لطريق جديدا شققنا أقدامنا فيه، وأهدتنا إلهاما لنهج إبداعي جديد على الخارطة الأدبية الفلسطينية.
يعرف عيسى بالسارد الوفي لقصص الاسرى، فبصفته السابقة وزيرا للأسرى ولدية تجربة أسر قوية، وكان يوما ما مديرا لجمعية نادي الاسير، كتب الكثير من النصوص عن سير الأسرى وقصصهم، بلغة فائقة الجودة وعالية الخيال وتقترب أحيانا من الشعر، قصص الاسرى هذه كما كتبها هي التي لفتت انتباهنا نحن جيل التسعينيات، إلى لغته الخاصة بعبارتها الشفافة والمؤثرة، والصورة الأدبية المغرقة في المجاز.
يكتب الشاعر مراد السوداني رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين عن الكتاب: (يوثق قراقع بدقة جراحية الكثير من التفاصيل والتجارب ويسرد يوميات الاسرى، وما يلاقونه من عذابات ويوجهونها بصمود وصلابة، نادرين، إذ يحولون الزمن العام الى زمن خاص، له خصوصيته وملامحه التي يجترحونها بإبداع مختلف، وطرائق فريدة، تعبر عن إصرارهم على حراسة الحلم.)
ويقول الكاتب قراقع في حوار مع تلفزيون فلسطين ردا على سؤال لماذا اخترت عنوان( الكتابة بين الجثث) : لأننا ما زلنا نفتش تحت أنقاض بيوتنا عن جثث أعزائنا، ونسمع صوت الاستغاثات ولم يستجب العالم، العالم صامت، لذلك كتبت عن هذه النكبة، لعل هذه الكتابة تشكل طريقة لتلبية نداء الاستغاثة، نكتب بين الجثث لنرى صورتنا فيها ، القارىء والكاتب ، القاتل والمقتول ، جميعهم يلتقون في نص غزة ، القارىء عليه أن يعيش النص ليخلقه وينتجه من جديد وعياً وفكراً وممارسة ، إنها فاعلية الكتابة وسط الجحيم والخراب في غزة ، نكتب بالنيران المشتعلة في أصابعنا ، نرفض الموت لهذا نكتب ، نحرك الكلمات حتى لا يتحول النص الى تابوت ، نحرك جثثنا في الكتابة كي يتحرك الهواء من حولنا).
من خلال عناوين الكتاب نقدر على استنتاج المشهد العام او الفضاء الواسع للكتاب: اعتقال الجنرال، أحمل جمجمتي وأركض في شوارع غزة، عقول من غبار، سيدي يسوع أنا متأسف، أجمل أمرأة في العالم، لماذا لا ترقص، الطفلة هند تعالوا خذوني، هناك من يأكلني، محكمة يوم القيامة، وغيرها من العناوين التي تظهر فيها الابعاد الأبية الجمالية.
هذا كتاب ينضاف بفخر الى المكتبة، ويوزع في المدارس، ويعلم طلاب الكتابة الإبداعية في الجامعات، ويترجم الى كل لغات العالم ففيه اختصار للوجع الفلسطيني والأمل الفلسطيني والأهم من كل ذلك فيه توثيق لما يحدث في بلادنا العزيزة.
المؤلف في سطور
ولد عيسى أحمد عبد الحميد قراقع يوم 27 ديسمبر 1961 في مدينة بيت لحم، والتحق بمدارس وكالة الغوث وأتم فيها الدراسة الأساسية، ثم انتقل إلى لمدارس الثانوية الحكومية وحصل على الثانوية العامة، وأكمل دراسته الجامعية الأولى في جامعة بيت لحم، ثم حصل على ماجستير في الدراسات العربية من جامعة بيرزيت.
ترأس جمعية نادي الأسير الفلسطيني بين 1993 و2006، وفاز بعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني في انتخابات 2006، واستلم لجنة الأسرى في المجلس، وفي عام 2009 عين وزيرا لشؤون الأسرى والمحررين.
في رصيده الإبداعي: الحب والحياة في سجون الاحتلال، الدهيشي، والكتابة بين الجثث.