هدفت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، في 14 فبراير/شباط الجاري، إلى تتويج تطبيع العلاقات بين بلاده ومصر، والتوصل إلى تفاهمات مشتركة بشأن كل من منتدى غاز شرق البحر المتوسط وفلسطين وليبيا والسودان والصومال.

ذلك ما خلص إليه محمد الدوح، في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي (Geopolitical Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أن زيارة أردوغان كانت  الأولى من نوعها منذ نحو عقد من الخلافات بين البلدين.

وأضاف أن هذه الزيارة "مثلت فرصة فريدة لمناقشة المصالح المشتركة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبينها تطوير الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر المتوسط، وتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة، ومعالجة الأوضاع في غزة وليبيا والسودان والصومال".

وتابع: "كان الملف الفلسطيني والوضع الراهن في غزة محور المباحثات بين الرئيسين المصري والتركي، بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية التي دخلت شهرها الخامس، والأزمة الإنسانية المتفاقمة، كما أن هناك توقعا لهجوم إسرائيلي على رفح (على الحدود مع مصر) في أي لحظة".

واستطرد: "كما يساهم الوضع في غزة في التوترات في جميع أنحاء المنطقة (...)، ولذلك فإن استعادة الاستقرار الإقليمي وتحقيق حل سلمي بين فلسطين وإسرائيل هما من الأولويات الرئيسية للزعيمين".

اقرأ أيضاً

مصر وتركيا.. 3 مجالات لمنافع متبادلة وخلاف حول بلد عربي

تفاهمات مشتركة

و"بالمثل، أتاحت المحادثات بين السيسي وأردوغان فرصة للتوصل إلى تفاهمات مشتركة بشأن الصراع المستمر في ليبيا (الجار الغربي لمصر) منذ حوالي عشر سنوات، مما يطرح إمكانية إجراء الانتخابات وتفكيك الميليشيات، بما يمهد الطريق لمزايا اقتصادية محتملة للشركات المصرية والتركية في مشاريع إعادة الإعمار اللاحقة"، كما زاد الدوح.

وأردف: "كما يستكشف الحوار المصري التركي استراتيجية أكثر تأثيرا لمعالجة الصراعات المستمرة في أفريقيا، وخاصة في السودان (الجار الجنوبي لمصر)، حيث تستمر حرب أهلية منذ قرابة عام".

وتابع: "ومن المهم الإشارة إلى أن تركيا لديها مصالح كبيرة في إنشاء قاعدة بحرية في السودان على البحر الأحمر، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها قد تتعارض مع الأمن القومي المصري".

"كذلك تعمل تركيا على توسيع نفوذها في الصومال. لكن التهديد الإثيوبي المتمثل في الاتفاق على إنشاء قاعدة بحرية وتأجير جزء من ميناء "بربرة" عبر في تُسمى بـ"جمهورية أرض الصومال" الانفصالية، قوبل بمعارضة من مصر وتركيا"، بحسب الدوح.

وزاد بأنه "بالنظر إلى هذا الوضع، فإن محاذاة المواقف الاستراتيجية المصرية والتركية يمكن أن تعزز فعالية التصدي للتهديد الإثيوبي، خاصة وأن الصومال تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أجنبية تركية".

اقرأ أيضاً

إعادة ضبط إقليمية.. 3 نجاحات وإخفاقان لمصالحات تركيا في الشرق الأوسط

منتدى الغاز

الدوح قال إن "التعاون في قطاع الطاقة والحضور المشترك في منطقة شرق البحر المتوسط وفرا فرصا كبيرة لتعزيز العلاقات المصرية التركية، وبالنظر إلى اعتماد تركيا الكبير على واردات الطاقة، توجد إمكانية للتعاون الاستراتيجي مع مصر عبر منتدى غاز شرق البحر المتوسط".

وأضاف أن "هذا من الممكن أن يكون بمثابة منصة لتعظيم الفوائد وتخفيف التوترات السياسية بين تركيا واليونان وقبرص. ونظرا لهذه الظروف، يبدو أن أنقرة تهدف إلى إقامة علاقات أوثق مع مصر للمشاركة في التعاون الإقليمي الذي يتضمن شراكات متعددة، وقد يعطل ذلك المعارضة السياسية لتركيا داخل المنتدى".

وأردف: "بالتالي، فإن المصالحة بين تركيا ومصر تمثل فرصة قيمة لدول شرق البحر المتوسط للمشاركة في مفاوضات جماعية، على طريق حل نزاعاتها، وتحديدا بين تركيا وكل من اليونان وقبرص".

ومضى الدوح قائلا إنه "بينما تسعى أنقرة إلى الحصول على دعم القاهرة للانضمام إلى منتدى غاز شرق المتوسط، تعرب تركيا أيضا عن رغبتها في التوقيع على معاهدة ثنائية لترسيم الحدود البحرية مع مصر".

وتابع أن "السيسي أكد أن فصلا جديدا في العلاقات مع تركيا قد بدأ، مع خططه لزيارة تركيا في أبريل (نيسان المقبل). ومع ذلك، يبقى أن ننتظر لنرى كيف ستؤثر زيارة أردوغان على توافق المصالح بين مصر وتركيا، فضلا عن التداعيات المحتملة على عدم الاستقرار الإقليمي".

اقرأ أيضاً

تركيا واليونان تنضمان رسميا إلى مشروع الدرع الدفاعي بقيادة ألمانيا

المصدر | محمد الدوح/ جيوبوليتيكال مونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أردوغان السيسي زيارة تفاهمات منتدى الغاز ليبيا السودان شرق البحر المتوسط مع مصر

إقرأ أيضاً:

أردوغان يتوعد حزب العمال الكردستاني بـ “قبضة تركيا الحديدية”

تركيا – صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأحد، بأن القيادة السورية الجديدة عاقدة العزم على اجتثاث “الانفصاليين” هناك، متوقعا دعم سوريا لمعركة تركيا مع حزب العمال الكردستاني.

ومنذ الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد الشهر الماضي، تشتبك القوات السورية المدعومة من تركيا من حين لآخر في الشمال مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة إرهابية.

وقال أردوغان خلال مؤتمر إقليمي لحزبه في مدينة طرابزون: “آمال المنظمة الإرهابية الانفصالية تتبدد في ظل الثورة في سوريا”، مضيفا أن “الإدارة الجديدة في سوريا تظهر موقفا حازما للغاية في الحفاظ على وحدة أراضي البلاد وهيكلها الموحد”.

وتابع الرئيس التركي “نهاية التنظيم الإرهابي اقتربت. لا خيار لأعضائه سوى تسليم أسلحتهم والتخلي عن الإرهاب وحل التنظيم. سيواجهون قبضة تركيا الحديدية”.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية على نحو منفصل أن عمليتها في شمال سوريا “حيدت” 32 من أعضاء حزب العمال الكردستاني، وقالت إن “الجيش التركي حيد أيضا أربعة من أعضاء حزب العمال الكردستاني في شمال العراق حيث يتمركز المسلحون”.

وفي المؤتمر ذاته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا هزمت تنظيم “داعش” الإرهابي إلا أن هناك محاولة لإنعاشه مجددا.

ولفت أردوغان إلى أن أنقرة لن تسمح بعد اليوم “ببناء جدران جديدة بينها وبين أشقائها الذين يعيشون في نفس المنطقة منذ ألف عام”.

يذكر أن الحديث عن تجدد نشاط تنظيم “داعش” في سوريا قد عاد إلى الواجهة على وقع التطورات التي غيرت الواقع الميداني وخريطة السيطرة في البلاد.

وكان قد أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في وقت سابق، أن المقاتلين الأجانب ضمن تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا، يجب أن تستلمهم الدول التي يحملون جنسيتها.

المصدر: RT + وكالات

مقالات مشابهة

  • سمير فرج : حرب قادمة على الغاز في البحر المتوسط (فيديو)
  • سمير فرج : احتياطي الغاز في البحر المتوسط مستمر حتى 2050
  • “البحوث الزراعية” يعزز التعاون العلمي مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط
  • «البحوث الزراعية» يعزز التعاون العلمي مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط
  • الإنذار النهائي.. تركيا تهدد بإطلاق عملية عسكرية ضد ٌقسد
  • ترامب يمدح أردوغان ودور تركيا.. وإجابة غامضة حول سوريا
  • أردوغان يُعلن أن تركيا لا ترضى بتفكك سوريا وأنها مصدر أمان وثقة لأصدقائها
  • تركيا.. الحزب الكردي يجتمع مع حزب أردوغان قبيل لقاء أوجلان
  • أردوغان يتوقع دعم سوريا معركة تركيا مع حزب العمال الكردستاني
  • أردوغان يتوعد حزب العمال الكردستاني بـ “قبضة تركيا الحديدية”