أكد الدكتور السعيد حجازى، أستاذ الزيتون بـ«زراعة القاهرة»، والملقب فى الأوساط البحثية بـ«أبوالزيتون فى مصر» باعتباره الأقدر فى هذا التخصص.

مستخلص أوراقه يمنع تكاثر الفيروسات.. وأنتجت صنفاً فى «زراعة القاهرة» سميته «كايرو 7» يمكنه الهروب من الموجات الحارة عبر التزهير مبكراً

أن زيت الزيتون يقى من أمراض القلب وسرطانات القولون والبروستاتا والثدى، كما أن مستخلص أوراقه يمنع تكاثر الفيروسات.

. وأشار «حجازى» إلى أن مصر أصبحت رقماً مهماً فى إنتاج الزيتون، بعد أن تضاعفت المساحة المنزرعة به 40 ضعفاً، إلا أنه أشار فى الوقت نفسه إلى أن المساحة المزروعة لدينا 90% منها «أصناف تخليل»، بينما يجب التركيز على «أصناف الزيت» لأهميتها الاقتصادية.. وإلى تفاصيل الحوار:

ما الأهمية الغذائية والصحية للزيتون؟

- سيدنا موسى عليه السلام قال: 7 أطعمة هبة من الله، منها الزيتون. وزيت الزيتون المعصور على البارد «البكر الممتاز» extra virgin oil، دخل دستور الأدوية الفرنسى، وتم اعتماده كدواء لأهميته، واحتوائه على مضادات أكسدة تحمى من السرطان، وتحديداً أخطر 3 سرطانات تصيب الإنسان، وهى سرطان البروستاتا، والقولون، والثدى، وهو يوقف نشاط الخلايا المسرطنة، كما أنه يحمى ويريح القلب وهو بالنسبة له دواء، لأن به مركبات تُنقى الشرايين وتُذيب الكوليسترول، وهو يحمى من شيخوخة الجلد، وحديثاً تم اكتشاف أن مستخلص أوراق الزيتون يحمى من مرض السكر، ويخفض الضغط، ويقوّى الجهاز المناعى، ويُعتبر قاتلاً للبكتيريا والفطريات، وبه مركب مُثبط لتكاثر الفيروسات فى الجسم، ومنها فيروس الإيدز.

وما أهميته للاقتصاد المصرى، وكيف يمكن أن يضيف له؟

- فى الستينات كانت مساحة الزيتون فى مصر 6 آلاف فدان، حالياً المساحة حوالى 240 ألف فدان، أى تضاعفت 40 مرة، وبعد أن كنا غير موجودين على الخريطة تقريباً، أصبحت مصر رقماً بين الدول المنتجة للزيتون، وضمن أكثر 10 دول منتجة له.

أما حجم محصول الزيتون فى مصر، فإنه يتراوح بين 500 ألف إلى 600 ألف طن سنوياً، 10% منها أصناف زيت، والباقى أصناف تخليل، بينما فى أوروبا العكس 90% أصناف زيت، و10% تخليل، لأنهم لا يُحبون المخللات.

ومصر احتلت المركز الأول فى تصدير زيتون المائدة أو التخليل، ونتيجة للظروف البيئية والتغيرات المناخية تراجعنا وأصبحت إسبانيا الآن فى المركز الأول، وهناك نحو 55 معصرة فى مصر، تغطى كل مزارع زيتون الزيت.

ويجب أن نركز على أصناف الزيت، فهذه هى التى لها أهمية اقتصادية، وسيكون لها مردود أكبر على الاقتصاد، فالعالم كله يهتم بزيت الزيتون، نتيجة للثقافة الطبية والغذائية المرتفعة، وخاصة أوروبا.

وكيف تتأثر شجرة الزيتون تحديداً بالتغيرات المناخية؟

- شجر الزيتون احتياجاته من الجو هى البرودة فى الشتاء، فالزيتون يحتاج إلى جو بارد، فشجرة الزيتون أوروبية المنشأ، وتحتاج إلى شتاء بارد، ولو الشتاء دافئ الزيتون لن يُزهر، ويحتاج لأن تنخفض درجة الحرارة عن 10 درجات مئوية لمدة 300 لـ400 ساعة متراكمة، ولدينا أصناف أوروبية مثل البيكوال والمنزانيللو، احتياجاتها من البرودة أكثر من الأصناف المحلية، حيث تحتاج 600 ساعة تنخفض فيها درجة الحرارة عن 10 درجات، فتأثير البرودة على الزيتون فى الشتاء يؤدى إلى تكشف البراعم الزهرية وتكوين أزهار خُنثى مكتملة فيها أعضاء التذكير والتأنيث لتعطى محصولاً، ولو الشتاء دافئ نتيجة للتغير المناخى لن يحدث ذلك وسيكون المحصول ضعيفاً.

وهناك شىء أخطر وهو الموجات الحارة التى تأتى فى الربيع، فى أبريل ومايو، وهذه أخطر شىء على الزيتون لأنها تأتى فى موسم التزهير والتلقيح والإخصاب، وتؤدى لموت حبوب اللقاح والبويضات، فلا يحدث تلقيح أو إخصاب، والأزهار تجف وتسقط، ويتدمر المحصول.

ألا يوجد حل؟

- لا يوجد حتى الآن حلول تم اكتشافها لمواجهة التغيرات المناخية، لكن هناك مجموعة من المعاملات يمكن أن يلجأ لها المزارع الذكى وقت الموجة الحارة للتخفيف من تأثير الحرارة على الزيتون، مثل رى الأرض فى فترة التزهير والموجة الحارة، وجعل الأرض رطبة، لأن تأثير الحرارة على الأرض الجافة أكبر من تأثيرها على الأرض الرطبة، فلا بد أن نجعل الأرض مروية باستمرار.

ثانياً يُفضل أن نزرع غطاء أخضر تحت الشجر بحيث لا يكون هناك مجرد رمل، لأنه بعد ربع ساعة الرمل سيسخن وتنبعث منه حرارة حول الشجر تؤدى لسقوط الزهر، وبالتالى يُفضل زرع محاصيل تحت الشجر مثل الفاصوليا أو اللوبيا أو الخيار.. وهناك معاملات أخرى، حيث نرش مُركبات على الشجرة تجعلها تتحمل ارتفاع درجة الحرارة، فهناك مركبات «الساليسيلك آسيد» وهى مضادات أكسدة تجعل الشجرة تتحمل الإجهاد الحرارى.

وهناك مادة اسمها الكاولين، أى الطين، يتم رشها حيث تغطى أوراق الشجرة وتحميها من الحرارة وتخفف منها. وفى أمريكا يستخدمون رشاشات فوق الشجر، لتلطيف الجو فى الموجات الحارة، لكن نحن ليس لدينا إمكانيات لمثل هذه التقنية ومعظم المزارعين يستسلمون للموجة، لأننا ليس لدينا «مُزارع الزيتون المحترف» كأوروبا.

لكن ما الحل الناجع أو النهائى؟

- هناك برنامج لاستنباط أصناف مقاومة للحرارة وأخرى مقاومة للجفاف وثالثة للملوحة، وهذه الأصناف لا تزال تحت البحث، وأنا أنتجت صنفاً فى «زراعة القاهرة» سميته «كايرو 7»، وهو صنف معجزة، يُزهر فى يناير، وهو ما يجعله يهرب من الموجة الحارة التى تأتى عادة فى أبريل ومايو، وهو موجود فى المزارع بالفعل.

وما زلت أُجرى عليه أبحاثاً حتى الآن. ولا بد أن تُركز الأبحاث على استنباط أصناف مبكرة التزهير، تهرب من موجة الحر، لأننا لدينا مشكلة إما أن نتفاداها أو نتغلب عليها، والتغلب عليها صعب، والحل العبقرى أن نتفاداها.

التحديات

أكبر تحدٍّ يواجهنا هو التغيرات المناخية، وهناك تقرير للبنك الدولى بتاريخ 21 مايو 2023 يقول إن سعر زيت الزيتون ارتفع بسبب التغيرات المناخية ووصل إلى 2669 دولاراً للطن. وهذا التقرير يقول إن الجفاف وارتفاع الحرارة أثرا على الزيتون فى إسبانيا التى تُعتبر أكثر دولة تضررت، تليها البرتغال، ثم إيطاليا، ونسبة الضرر وصلت 50%، حيث إن إنتاج إسبانيا هذا العام من الزيت 50% مقارنة بمعدله السابق، ولذلك الأسعار العالمية ارتفعت. وهناك بلاد أخرى مُنتجة جارٍ حصرها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الزيتون الذهب الأخضر زیت الزیتون على الزیتون الزیتون فى فى مصر

إقرأ أيضاً:

ما سر سيلان الأنف عند تناول الطعام الحار؟

ينطوي سيلان الأنف أو التنقيط الأنفي الخلفي بعد تناول الطعام على نوع من أنواع الالتهاب غير التحسسي، ويسمّى التهاب الأنف التذوقي، إذا لم تصاحبه أعراض أخرى، كالحكة أو غيرها.

يحفّز التهاب الأنف التذوقي إنتاخ المخاط عند تناول أطعمة حارة

وبحسب "هيلث لاين"، عادة ما تؤدي الأطعمة الحارة إلى التهاب الأنف التذوقي، حيث وجدت دراسة سابقة أن الأطعمة الحارة تحفز إنتاج المخاط لدى الأشخاص المصابين بهذا النوع من الالتهاب.

ويعتبر التهاب الأنف التذوقي أكثر شيوعاً بين كبار السن. وغالباً ما يتداخل مع التهاب الأنف الشيخوخي، وهو نوع آخر من التهاب الأنف غير التحسسي. ويسبب كل منهما إفرازات أنفية مائية مفرطة.

ووفق "مديكال نيوز توداي"، عندما يتناول الشخص الأطعمة الحارة، يتم تحفيز عصب يسمى العصب الحسي ثلاثي التوائم، مما يتسبب في سيلان الأنف.

العلاج

ويؤثر التهاب الأنف التذوقي على العديد من الأشخاص بعد تناولهم للأطعمة الحارة. ويمكن للشخص منع الالتهاب عن طريق تجنب الأطعمة المحفزة.

وإذا كان أنفه يسيل بعد تناول أي طعام، فيمكنه تناول بعض الأدوية للسيطرة على أعراضه. أحد هذه الأدوية هو الأتروبين الموضعي عن طريق الأنف.

وتشمل الأطعمة الحارة التي قد تؤدي إلى سيلان الأنف: الفلفل الحار، والثوم، والكاري، والصلصة الحارة، ومسحوق الفلفل الحار، والزنجبيل، أيضاً التوابل الطبيعية الأخرى.

التهاب آخر

وقد يتداخل عرض سيلان الأنف مع نوع آخر من التهابات، هو التهاب الأنف التحسسي.

وترتبط أعراض التهاب الأنف التحسسي بمحفز بيئي، مثل عث الغبار، أو حبوب اللقاح، أو وبر الحيوانات الأليفة. وقد يعاني بعض من لديهم هذا الالتهاب من رد الفعل التحسسي تجاه أنواع معينة من الطعام، تشمل الأطعمة الحارة وغيرها أحياناً.

وتتضمن أعراض التهاب الأنف التحسسي: سيلان الأنف، واحتقان الأنف، والصفير أو السعال، أو ضيق في التنفس، وضيق في الحلق أو صوت أجش وبُحّة، وحكة في الجلد، ووخز أو حكة في الفم، وتورم الوجه، بما في ذلك الشفاه والوجه واللسان والحلق، والدوار.

مقالات مشابهة

  • زكريا فؤاد: تطوير سيناء أحد أهم محاور استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2030
  • قافلة إرشادية بقرية العجوزين في كفر الشيخ لتوعية المزارعين بطرق اختيار أصناف القمح
  • الزراعة في لبنان عندما كان غير شكل الزيتون...
  • استخدام أفضل البذور لـ«جيزة 92» لتحقيق أعلى إنتاج من القطن بالإسماعيلية
  • جامعة الفيوم تنظم ندوة حول "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة"
  • "التغيرات المناخية تحديات وآليات التكيف".. ندوة بكلية الزراعة بجامعة الفيوم
  • "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة" ندوة بجامعة الفيوم
  • ما سر سيلان الأنف عند تناول الطعام الحار؟
  • وزير الزراعة يكلف "موسى" بالإشراف على قطاع الشئون الاقتصادية
  • من 5 إلى 20 كيلو.. الزراعة: تهجين سلالات الماشية لزيادة إنتاج اللحوم والألبان