على غير المتوقع فان جدول القمة، خلا من مناقشة الأزمات السياسية والأمنية الملحة في أفريقيا، مثل الحرب في السودان أو إثيوبيا أو منطقة الساحل

اديس ابابا: بورتسودان: كمبالا: التغيير: سارة تاج السر

انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، اليوم الأحد أعمال الدورة العادية الـ37 لقمة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي، في غياب السودان إلى جانب بوركينا فاسو، غينيا، الغابون، النيجر، مالي، بسبب الانقلابات العسكرية.


وفي27 أكتوبر من العام 2021، علق الاتحاد الافريقي، عضوية السودان، بعد 48 ساعة من اطاحة الجيش بالحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين، في 25 من الشهر نفسه.
وتعد هذه المرة الثانية على التوالي التي يغيب فيها السودان رسميا، عن الاجتماعات.
وعلى غير المتوقع فان جدول القمة، خلا من مناقشة الأزمات السياسية والأمنية الملحة في أفريقيا، مثل الحرب في السودان أو إثيوبيا أو منطقة الساحل، وبدلا عن ذلك، من المقرر أن يركز القادة على المسائل الأقل أولوية مثل الإصلاحات الداخلية للاتحاد وأجندة وشؤون الميزانية، والمراجعة الداخلية التي كشفت عن حالات شاذة، والتعاون المتعدد الأطراف، والاقتصاد والتجارة، والبرامج والمؤتمرات، والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا، وقضايا المساواة بين الجنسين، ونتائج المعرض التجاري الأفريقي الذي عقد في القاهرة ،وفقا لمجلة أفريكا إنتليجنس الفرنسية.
الا ان مصادر من داخل القمة أكدت (للتغيير) ان النزاع في السودان سيكون حاضرا في أجندة الأعمال، إضافة الى الصراعات بغرب افريقية، النيبجر، الصومال واثيوبيا إلى جانب القضية الفلسطينية.
الحضور المحدود لملف السودان، دعا رئيس تحرير صحيفة الجريدة الصحفي السوداني المقيم في أثيوبيا، اشرف عبدالعزيز، الى القول، بان القمة هذه المرة لم تهتم بالازمة السودانية بالرغم من انها واحدة من الأزمات الكبري في القارة وتمتد تاثيراتها على كل افريقية خاصة دول الجوار السوداني.
وبرر عبدالعزيز ذلك، خلال حديثه مع (التغيير) لكون السودان ليس جزءا من الاتحاد الأفريقي بعد تجميد عضويته، بسبب انقلاب 25 أكتوبر ، ومضي قائلا: لكن مع ذلك هناك نقاشات تدور حول السودان وهناك بعض الضغوط من منظمات المجتمع المدني بأن تدفع بمسار القضية الإنسانية السودانية.
واكد على ان غياب السودان، عن المحافل الدولية جعله معزولا، وهي سياسة ظلت تتبناها الإنقاذ في وقت سابق، منبها الى ان الاتحاد الأفريقي نفسه كان يدافع عن حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير في كل المحافل الدولية، وربما هو الآن لم يالو القضية السودانية اهتمام كبير، نتيجة التضليل والتغبيش الذي مورس عليه حقبة من الزمان.
وتوقع عبدالعزيز ان يحدث النشاط الذي قام به بعض رؤساء قمة الايقاد تأثير كبير في هذه القمة رغم عزلة السودان الخارجية وعدم علاقته الآن بالاتحاد الأفريقي نتيجة التجميد.
غير ان مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية فضل حجب اسمه، اكد (للتغيير) ان غياب السودان كفاعل رئيسي، عن القمة لا يمكنه باي حال من الأحوال المساهمة في علاج الأزمة السودانية
واعتبر ان الاتحاد الافريقي مصاب بحالة من “التوهان” لفشله في حل العديد من النزاعات التي تشهدها القارة الأفريقية، اقربها أصداء أصوات المدافع بالقرب من مقره في أديس التي تخوض حربا ضد متمردي التقراي.
ووسط غياب التمثيل الرسمي،
وصل أثيوبيا فجر امس الجمعة، رئيس الوزراء السابق، رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، عبدالله حمدوك، الذي عقد سلسلة لقاءات مع قادة المؤسسات الإقليمية والدولية ودول القارة المتواجدين ضمن القمة.
وقال حمدوك في تغريدة بحسابه على منصة اكس (تويتر) سابقا، ان تلك اللقاءات استمراراً للمجهودات التي تقوم بها (تقدم) لحث المجتمع الاقليمي والدولي للعب دور ايجابي وفعال يسهم في إنهاء الحرب في السودان.
والتقي حمدوك بوزيرة التنمية الدولية النرويجية آنا بيث، والمبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة السفير رمضان العمامرة، إضافة السكرتير التنفيذى للهيئة الحكومية للتنمية ( الايقاد) السيد ورقنى قبيهو ، بمكتب المنظمة فى اديس ابابا، فيما قابل وفد من تقدم مساعدة الخارجية الأمريكية مولي في.
واعتبر رئيس تحرير صحيفة الجريدة، ان لقاءات حمدوك سيكون لها تأثير ملحوظ، خاصة مع العمامرة، وقال عبدالعزيز: بحسب ما تكشف لدينا من بعض المعلومات، فقد تناول العمامرة مع حمدوك كل المسائل المتعلقة بوقف الحرب وتجميد عضوية السودان داخل منظمة الإيقاد وأيضا تحدثه عن الأوضاع الإنسانية ووقف الكارثة الذي لايتاتي الا بوقف الحرب، كذلك ناقش الجانبان الأزمة السودانية منذ سقوط نظام البشير مرورا بالفترة الانتقالية وماحدث لها من تقلبات على الشرعية، واوضح عبدالعزيز ان كل ذلك وجد اهتماما مهما من العمامرة الذي لم يصرح للصحفيين ولكنه وعد ببشريات قادمة.
واشار الى حراك واسع اخر، لعدد من سفراء الدول الغريبة الذين يتواجدون في أديس، حيال ازمة الحرب في السودان، فقد شهدت العاصمة الإثيوبية عدد من اللقاءات بين نشطاء سودانيين ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مولي في، والمبعوث الأمريكي للقرن الافريقي مايك هامر، بجانب آخرين من سفراء الاتحاد الأوروبي، لسماع الرؤية فيما يتعلق بالقضية السودانية، التي راي عبدالعزيز بأنها ستكون مثار اهتمام السفراء والمبعوثين خاصة بعد تاكدهم في الآونة الأخيرة، ان الامور تسيير تجاه الحرب أكثر من السلام وذلك مايجعلهم حريصين على ضرورة بذل الجهود فضلا عن أن كل هذه اللقاءات بحسب شهود عيان تحدثوا بشكل واضح عن ضرورة عودة الحكومة المدنية .
ورجح عبدالعزيز ان يتم تداول كل ذلك داخل هذه القمة وغيرها من الجولات التي من شأنها ان تحفز المشاركين في اتخاذ اجراءات تتعلق بالملف السوداني، خاصة أن هذه الدورة شهدت جملة مسائل من ضمنها اضافة 10 أشخاص لمجلس الامن والسلم الافريقي، نقاش أجندة ذات صلة بالسودان منها المحور المتعلق بأمن البحر الأحمر .
بالمقابل قلل اامصدر الدبلوماسي من حراك ( تقدم) بقيادة حمدوك، ووصفه” بالمنعزل” لان الحكومة السودانية غير ممثلة فيه، لافتا الى ان دعوة البرهان لحوار الداخل تظل هي الاس والاساس لاي عملية سياسية و نجاح اي جولة تفاوض.
واقر، بان تجميد السودان، لعضويته في الايقاد يقلل من نشاط و فعالية دول الإقليم في لعب دور مؤثر في نزع فتيل الأزمة لانه الأصل في اي وساطة ناجحة هي حضور الأطراف خاصة، ان كل ذلك يجعل من هذه القمم و المؤتمرات مجرد كرنفالات لتلاقي القادة و تبادل الكلمات وصور جماعية و ختام دون نتائج.

الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع الاتحاد الأفریقی الحرب فی السودان

إقرأ أيضاً:

هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟

تشير تقارير اقتصادية حديثة إلى أن الأسواق المالية قد تقلل من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط حالة من التفاؤل الحذر في أسواق وول ستريت.

ورغم أن المكسيك وكندا حصلتا على تأجيل لمدة شهر قبل فرض تعريفات بنسبة 25%، فإن هذه الهدنة قد تزيد من حالة التراخي وعدم الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب تجارية شاملة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

تفاؤل الأسواق وثقة مبالغ فيها

وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة من حرب تجارية عالمية، فإن الأسواق المالية لم تشهد تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة. فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أمس الاثنين انخفاضا بنسبة 0.8%، في حين تراجع مؤشر الأسهم الأوروبية ستوكس 600 بنسبة 0.9%، لكن التأثير ظل محدودًا.

وتشير البيانات إلى أن أسهم الشركات المتأثرة مباشرة بالتعريفات، مثل فورد وجنرال موتورز -التي تصنّع سياراتها في المكسيك قبل بيعها في الولايات المتحدة-، لم تنخفض بشكل كبير، في حين استعاد الدولار الكندي والبيزو المكسيكي بعضا مما خسراه بعد الإعلان عن التأجيل.

ويقول التقرير إن المستثمرين في وول ستريت يرون في تهديدات ترامب مجرد تكتيكات تفاوضية لانتزاع تنازلات بشأن قضايا مثل الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، حيث أكد أحد المحللين أن "الأسواق لم تستوعب بعد التداعيات الحقيقية لهذه التعريفات".

لم تشهد الأسواق المالية تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة (الفرنسية) سياسات ترامب تزداد تطرفا

ويرى خبراء الاقتصاد أن سياسات ترامب التجارية الحالية أكثر تطرفا بكثير من تلك التي فرضها خلال ولايته الأولى، حيث كان التركيز آنذاك على ممارسات التجارة غير العادلة والأمن القومي، مع فرض تعريفات على الصين وبعض القطاعات مثل الصلب والألمنيوم بجرعات تدريجية سمحت للشركات بالتكيف.

إعلان

أما الآن، إذا رفضت الدول المستهدفة تقديم تنازلات، فقد تصل معدلات التعريفات الجمركية الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، فضلًا عن تعطيل سلاسل التوريد العالمية التي أثبتت جائحة كورونا هشاشتها بالفعل.

كندا ترد بقوة وسط إجماع سياسي نادر

على الرغم من أزمتها السياسية الداخلية، فإن كندا استجابت للتهديدات الأميركية بتوحيد صفوفها، حيث أظهر التقرير أن هناك إجماعًا سياسيا غير مسبوق بين حكومة جاستن ترودو من يسار الوسط، ومعارضيه من اليمين المحافظ.

وقرر رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مقرب من ترامب، اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل إزالة المشروبات الكحولية المصنعة في الولايات المتحدة من الأسواق المحلية، وإلغاء عقد الإنترنت العالي السرعة مع شركة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك.

تداعيات على الأسواق العالمية

وفقًا للتقرير، فإن المنتجين الأميركيين قد يواجهون تداعيات طويلة الأمد نتيجة هذه السياسة الحمائية، حيث قد يتحول المستهلكون في الدول المتضررة إلى بدائل محلية أو أوروبية.

ويضيف التقرير أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي واجهت تحديات مماثلة، إذ أدى عدم اليقين بشأن المفاوضات التجارية الطويلة إلى تراجع الاستثمارات في قطاع الأعمال، وهو ما قد يتكرر مع الولايات المتحدة في حال تصاعد الحرب التجارية.

هل هناك فوائد اقتصادية محتملة؟

يرى بعض الاقتصاديين أن التعريفات الجمركية قد تعود بفوائد على المدى الطويل إذا تم تطبيقها بشكل انتقائي لدعم الإنتاج المحلي، كما حدث في بعض الدول الآسيوية في القرن العشرين.

فعلى سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة فرض تعريفات لحماية صناعة السيارات الكهربائية كما فعلت الصين سابقًا، مما قد يعزز قدرتها التنافسية عالميًا. لكن في الوقت نفسه، يُحذر الخبراء من أن السياسات الحمائية الشاملة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية كما حدث في أميركا اللاتينية في الخمسينيات والستينيات.

إعلان من "أميركا أولا" إلى "التعريفات أولا"؟

تشير الصحيفة إلى أن سياسات ترامب التجارية تفتقر إلى رؤية اقتصادية واضحة، إذ إن فرض تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي بدلًا من تحفيز الاقتصاد.

ويضيف التقرير أن المستثمرين في الأسواق المالية قد يساهمون دون قصد في تصعيد الأزمة، إذ إن تجاهلهم للتداعيات المحتملة قد يشجع الإدارة الأميركية على اتخاذ خطوات أكثر تشددًا، مما يزيد من مخاطر حدوث أزمة تجارية عالمية.

فرض ترامب تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي، وفقما يرى مراقبون (الأوروبية)

 

ومع تصاعد الحمائية الاقتصادية الأميركية، يتزايد القلق من أن الأسواق المالية تقلل من خطورة الوضع وسط تفاؤل مفرط بأن التعريفات مجرد أداة تفاوضية.

لكن الواقع يشير إلى أن الحرب التجارية قد تتحول إلى أزمة حقيقية إذا لم تتمكن الدول المتضررة من إيجاد بدائل، مما قد يؤدي إلى موجة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.

ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأسواق التكيف مع عالم تقوده سياسة "التعريفات أولا"؟

مقالات مشابهة

  • تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين السودان وجنوب السودان وسط تبادل للاتهامات.. التفاصيل الكاملة
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع طنين من التمر في محلية مدني الكبرى بولاية الجزيرة السودانية
  • مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية
  • قمة طارئة لـ”مجلس السلم والأمن الأفريقي” حول السودان
  • صحة السودان تتابع المستشفيات التي دمرتها الدعم السريع
  • وزير الخارجية السوداني: المؤامرات قد تكون ضد مصر وليس فقط السودان
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • من تكون الشابة السورية التي رافقت الشرع خلال زيارته إلى السعودية؟
  • الحرب ليست قدرًا.. أوقفوا نزيف الوطن!