الديمقراطية والنظام الانتخابى
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
مهمة النظم الانتخابية هى ترجمة الأصوات التى يتم الإدلاء بها فى الانتخابات إلى عدد المقاعد التى تفوز بها الأحزاب السياسية والمرشحون الفرديون المشاركون بها. أما المتغيرات الأساسية فتتمثل فى المعادلة الانتخابية المستخدمة سواء استخدام نظام القائمة المطلقة أو النسبية أو المختلطة أو النظام الفردى أو غيرها من النظم، وما هى المعادلة الحسابية التى تستخدم لاحتساب المقاعد المخصصة لكل فائز وتركيبة ورقة الاقتراع (هل بصوت الناخب لمرشح واحد أو لقائمة حزبية، وهل بإمكانه التعبير عن خيار واحد أو مجموعة من الخيارات، بالإضافة إلى حجم الدائرة الانتخابية).
وهذا لا يتعلق بعدد الناخبين المقيمين ضمن حدود الدائرة الواحدة، وإنما بعدد الممثلين الذين يتم انتخابهم عن كل دائرة انتخابية.
يقينا أن انتقاء النظام الانتخابى يعتبر من أهم القرارات بالنسبة لأى نظام ديمقراطى، ففى غالبية الأحيان يترتب على انتقاء نظام انتخابى معين تبعات هائلة على مستقبل الحياة السياسية، حيث إن النظم الانتخابية المنتقاة تميل إلى الديمومة، فى الوقت الذى تتركز الاهتمامات السياسية المحيطة بها حول ما يمكنها من الاستفادة من المحفزات التى توفرها تلك الأنظمة.. وعلى الرغم من أن انتقاء النظم الانتخابية يتم حاليا من خلال عملية مدروسة إلا أن ذلك لم يكن كذلك فيما مضى، ففى كثير من الأحيان كانت عملية الانتقاء تتم بشكل عرضى، كنتيجة لتزامن مجموعة من الظروف غير الاعتيادية أو استجابة لميول شائع أو بسبب تحول تاريخى مفاجئ.
وعليه فإن انتقاء النظام الانتخابى هو مسألة سياسية بالدرجة الأولى، وليست مسألة فنية يمكن لمجموعة من الخبراء المستقلين معالجتها، غالبا ما تكون المصالح السياسية فى صلب الاعتبارات، إن لم تكن الاعتبار الوحيد، التى يتم الأخذ بها فى عملية انتقاء النظام الانتخابى من بين الخيارات المتوفرة والتى لذلك السبب عادة ما تنحصر فى عدد قليل من الخيارات.
الدستور المصرى لم يلزم الناخبين أو المرشحين بنظام محدد، بل ترك مهمة اختيار النظام الانتخابى الملائم للمشرع القانونى، وهو النظام الذى يتم الاتفاق عليه كما يجرى بحثه حاليا فى الحوار الوطنى، وتتم بلورة هذا الاتفاق فى مشروع قانون، أو اقتراح أو رغبة أيا كانت وتعدها الحكومة فى صورة مشروع قانون ليقره مجلس النواب، فالدستور نص على جواز الأخذ بالنظام الانتخابى الفردى أو القائمة أو الجمع بأى نسبة بينهما، الواقع العملى والتطبيقى يؤكد أنه لا يوجد نظام انتخابى مثالى، فلكل نظام انتخابى مزاياه وعيوبه، وسيتم الاتفاق على النظام الانتخابى الذى سيطبق فى الانتخابات التشريعية القادمة من خلال التعديلات التشريعية للقوانين السياسية وتشمل قانون الأحزاب وقانون مجلس النواب والدوائر الانتخابية للتمهيد لانتخابات تشريعية تنافسية بعد انتهاء الفصل التشريعى الحالى تسفر عن تشكيل برلمان تدخل به مصر عصر الجمهورية الجديدة.
هناك رغبة وأمل فى التوصل إلى برلمان تنضج فيه الأغلبية والمعارضة وأحزاب الوسط واليمين، وأن تمثل فيه كل أطياف الشعب المصرى من خلال انتخابات تنافسية تتيح للمواطن صاحب السلطة اختيار نوابه بإرادة حقيقية من خلال نظام انتخابى واضح، ويشجع على خروج الناخبين لاختيار ممثليهم تحت قبة البرلمان.
نريد نظاما انتخابيا يعيد نائب الشعب الذى يحصل على مقعده من خلال انتخاب أهالى الدائرة له، هناك اتجاه للجمع بين القائمة والفردى، البعض يرجح استمرار القائمة المطلقة كما حدث فى الانتخابات الماضية مع تطويرها، خاصة العناية فى اختيار المرشحين، والبعض يرجح القائمة النسبية مع الحفاظ على نسبة الترشيح الفردى فى الحالتين.
إن النظام الانتخابى يسعى إلى تأكيد نية المشرع ضمان الحريات المدنية والسياسية والمواطن، وهو بذلك يعد أحد ملامح التطور الديمقراطى، إذ يتولى مهمة دفع المواطنين إلى الممارسة السياسية وتدعيم إحساسهم بأهمية إرادة الناخب فى خلق تمثيل نيابى ديمقراطى.
ومن هنا كان اهتمام كافة القوى السياسية المشاركة فى الحوار الوطنى بأهمية التوصل إلى نظام انتخابى جديد يعالج سلبيات الانتخابات الماضية وينطلق بالناخبين إلى صناديق الاقتراع لتأكيد اختيارهم لنوابهم الحقيقيين فى كافة الانتخابات المقبلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب الديمقراطية حكاية وطن النظم الانتخابية ترجمة الأصوات الأحزاب السياسية النظام الانتخابى من خلال
إقرأ أيضاً:
جهاز الكرة النسائية يعكف على انتقاء لاعبات المنتخب الأول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعكف في الفترة الحالية أحمد رمضان جاد، المدير الفني للمنتخب الوطني للفريق الأول للكرة النسائية، وجهازه الفني على اختيار اللاعبات التي سيتم ضمهم من الأندية، لتكوين فريق المنتخب الأول.
ويقوم الجهاز الفني للمنتخب الذي يضم كلا من أميرة يوسف ويعاونها آيات مرتضى ونورا صبحي، وأمجد خاطر مدربًا لحارسات المرمى وسونيا سيد مديرًا إداريًا، على متابعة كافة مباريات الأندية في الدوري لانتقاء افضل اللاعبات.
وأعلن المدير الفني للمنتخب، أنه سيتم عمل معسكر للاعبات التي سيتم اختيارهن لتحقيق التجانس بينهم ورفع الكفاءة الفنية لهم استعداد لخوض مباريات المنتخب المقررة أمام منتخب رواندا.
وأعلن الاتحاد المصري لكرة القدم أنه سيتم إقامة مباراتي المنتخب الأول للكرة النسائية، تحت قيادة الكابتن أحمد رمضان جاد المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني الأول للسيدات، أمام رواندا أيام 21 فبراير المقبل و25 من نفس الشهر، ضمن تصفيات الأمم الإفريقية.
وستقام المباراة الأول المقرر لها يوم 21 فبراير بمدينة كيجالى برواندا على أن تقام مباراة العودة بالقاهرة، على استاد هيئة قناة السويس يوم 25 فبراير.
وكان قد أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم، خلال جلسته بتاريخ 22 يناير الماضي عن تعيين أحمد رمضان جاد مدير فني لمنتخب الكرة النسائية.
انفراد البوابة نيوزوكانت قد انفردت البوابة نيوز، فى الأيام الماضية، بتولي أحمد رمضان جاد منصب مدرب المنتخب.
وأكد مصدر بالاتحاد المصري، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه لم يتم طرح أي أسماء أخرى حتى الآن لتولي هذا المنصب، والاتجاه الأقوى ناحية "أحمد رمضان" بعد ما حقَّقه من إنجازات مع فريقه سواء خلال الدوري الجاري أو خلال مشاركة فريقه في بطولة دوري أبطال إفريقيا للكرة النسائية، وترشيحه لجائزة أفضل مدرب للكرة النسائية في جوائز الكاف.
وكانت قدمت اللجنة الفنية تقريرًا لمجلس إدارة اتحاد الكرة بشأن الشروط التي تتعلق بالمدير الفني للكرة النسائية وهو أن يكون صاحب إنجازات في الكرة النسائية سواء على مستوى الدوري أو إفريقيا.
كما اشترطت اللجنة ألا يكون المدير الفني القادم قد تولى القيادة الفنية لمنتخب مصر.