بوابة الوفد:
2024-07-07@07:39:22 GMT

الديمقراطية والنظام الانتخابى

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

مهمة النظم الانتخابية هى ترجمة الأصوات التى يتم الإدلاء بها فى الانتخابات إلى عدد المقاعد التى تفوز بها الأحزاب السياسية والمرشحون الفرديون المشاركون بها. أما المتغيرات الأساسية فتتمثل فى المعادلة الانتخابية المستخدمة سواء استخدام نظام القائمة المطلقة أو النسبية أو المختلطة أو النظام الفردى أو غيرها من النظم، وما هى المعادلة الحسابية التى تستخدم لاحتساب المقاعد المخصصة لكل فائز وتركيبة ورقة الاقتراع (هل بصوت الناخب لمرشح واحد أو لقائمة حزبية، وهل بإمكانه التعبير عن خيار واحد أو مجموعة من الخيارات، بالإضافة إلى حجم الدائرة الانتخابية).

وهذا لا يتعلق بعدد الناخبين المقيمين ضمن حدود الدائرة الواحدة، وإنما بعدد الممثلين الذين يتم انتخابهم عن كل دائرة انتخابية.

يقينا أن انتقاء النظام الانتخابى يعتبر من أهم القرارات بالنسبة لأى نظام ديمقراطى، ففى غالبية الأحيان يترتب على انتقاء نظام انتخابى معين تبعات هائلة على مستقبل الحياة السياسية، حيث إن النظم الانتخابية المنتقاة تميل إلى الديمومة، فى الوقت الذى تتركز الاهتمامات السياسية المحيطة بها حول ما يمكنها من الاستفادة من المحفزات التى توفرها تلك الأنظمة.. وعلى الرغم من أن انتقاء النظم الانتخابية يتم حاليا من خلال عملية مدروسة إلا أن ذلك لم يكن كذلك فيما مضى، ففى كثير من الأحيان كانت عملية الانتقاء تتم بشكل عرضى، كنتيجة لتزامن مجموعة من الظروف غير الاعتيادية أو استجابة لميول شائع أو بسبب تحول تاريخى مفاجئ.

وعليه فإن انتقاء النظام الانتخابى هو مسألة سياسية بالدرجة الأولى، وليست مسألة فنية يمكن لمجموعة من الخبراء المستقلين معالجتها، غالبا ما تكون المصالح السياسية فى صلب الاعتبارات، إن لم تكن الاعتبار الوحيد، التى يتم الأخذ بها فى عملية انتقاء النظام الانتخابى من بين الخيارات المتوفرة والتى لذلك السبب عادة ما تنحصر فى عدد قليل من الخيارات.

الدستور المصرى لم يلزم الناخبين أو المرشحين بنظام محدد، بل ترك مهمة اختيار النظام الانتخابى الملائم للمشرع القانونى، وهو النظام الذى يتم الاتفاق عليه كما يجرى بحثه حاليا فى الحوار الوطنى، وتتم بلورة هذا الاتفاق فى مشروع قانون، أو اقتراح أو رغبة أيا كانت وتعدها الحكومة فى صورة مشروع قانون ليقره مجلس النواب، فالدستور نص على جواز الأخذ بالنظام الانتخابى الفردى أو القائمة أو الجمع بأى نسبة بينهما، الواقع العملى والتطبيقى يؤكد أنه لا يوجد نظام انتخابى مثالى، فلكل نظام انتخابى مزاياه وعيوبه، وسيتم الاتفاق على النظام الانتخابى الذى سيطبق فى الانتخابات التشريعية القادمة من خلال التعديلات التشريعية للقوانين السياسية وتشمل قانون الأحزاب وقانون مجلس النواب والدوائر الانتخابية للتمهيد لانتخابات تشريعية تنافسية بعد انتهاء الفصل التشريعى الحالى تسفر عن تشكيل برلمان تدخل به مصر عصر الجمهورية الجديدة.

هناك رغبة وأمل فى التوصل إلى برلمان تنضج فيه الأغلبية والمعارضة وأحزاب الوسط واليمين، وأن تمثل فيه كل أطياف الشعب المصرى من خلال انتخابات تنافسية تتيح للمواطن صاحب السلطة اختيار نوابه بإرادة حقيقية من خلال نظام انتخابى واضح، ويشجع على خروج الناخبين لاختيار ممثليهم تحت قبة البرلمان.

نريد نظاما انتخابيا يعيد نائب الشعب الذى يحصل على مقعده من خلال انتخاب أهالى الدائرة له، هناك اتجاه للجمع بين القائمة والفردى، البعض يرجح استمرار القائمة المطلقة كما حدث فى الانتخابات الماضية مع تطويرها، خاصة العناية فى اختيار المرشحين، والبعض يرجح القائمة النسبية مع الحفاظ على نسبة الترشيح الفردى فى الحالتين.

إن النظام الانتخابى يسعى إلى تأكيد نية المشرع ضمان الحريات المدنية والسياسية والمواطن، وهو بذلك يعد أحد ملامح التطور الديمقراطى، إذ يتولى مهمة دفع المواطنين إلى الممارسة السياسية وتدعيم إحساسهم بأهمية إرادة الناخب فى خلق تمثيل نيابى ديمقراطى.

ومن هنا كان اهتمام كافة القوى السياسية المشاركة فى الحوار الوطنى بأهمية التوصل إلى نظام انتخابى جديد يعالج سلبيات الانتخابات الماضية وينطلق بالناخبين إلى صناديق الاقتراع لتأكيد اختيارهم لنوابهم الحقيقيين فى كافة الانتخابات المقبلة.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب الديمقراطية حكاية وطن النظم الانتخابية ترجمة الأصوات الأحزاب السياسية النظام الانتخابى من خلال

إقرأ أيضاً:

مقررتان أمميتان: نظام قضائي إسرائيلي تمييزي بالضفة يسمح بتعذيب الفلسطينيين

قالت مقررتان أمميتان إن النظام المزدوج للمحاكم الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة يوفر غطاء قانونيا للتعذيب والمعاملة القاسية ضد المحتجزين الفلسطينيين، ويجعل مهمة الدفاع عنهم "مستحيلة".

جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته مارغريت ساترثويت المقررة الأممية الخاصة لاستقلال القضاة والمحامين، وفرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وذكرت الخبيرتان الأمميتان أنه "في الضفة الغربية المحتلة، تناط مهام الشرطة والمحقق والمدعي العام والقاضي إلى نفس المؤسسة الهرمية: الجيش الإسرائيلي".

وأشارتا إلى أن "الأمر العسكري" -الذي ينظم الشؤون التنفيذية والأمنية والنظام العام والقضاء في الضفة- يضع تعليمات إجرائية غامضة وصلاحيات واسعة للقوات العسكرية لتدير الإجراءات والسيطرة على الكثير من جوانب الحياة اليومية للفلسطينيين بما في ذلك الصحة العامة والتعليم وقانون الأراضي والممتلكات.

كما يجرم الأمر العسكري الإسرائيلي العديد من أشكال التعبير السياسي والثقافة وتكوين الجمعيات والحركة والاحتجاج السلمي ومخالفات المرور، وغير ذلك من أفعال يمكن اعتبارها وسيلة لمعارضة الاحتلال وسياساته، وفق البيان.

وشددت الخبيرتان على أن تلك الإجراءات العسكرية "توفر للقضاة العسكريين في المحاكم العسكرية غطاء قانونيا وقضائيا لأعمال التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة التي تقوم بها القوات المسلحة وأجهزة المخابرات ضد المحتجزين الفلسطينيين، وتجعل الدفاع عنهم مستحيلا".

وقالتا إن ضمانات المحاكمة العادلة والعلنية -بموجب المعايير الدولية- تشمل استقلال المحاكم وحيادها، وتتطلب عدم اعتماد النظام القضائي على السلطة التقديرية لأي فرع للحكومة وخاصة السلطة التنفيذية والقوات المسلحة.

وأضافتا أن "النظام المزدوج للمحاكم الذي أنشئ في الضفة الغربية المحتلة، في انتهاك للقانون الدولي، أدى إلى تعزيز شرعية الاحتلال والمستوطنات غير القانونية في الأرض الفلسطينية المحتلة من خلال نظام عقوبات صارم مفروض عسكريا ولا يُطبق سوى على الفلسطينيين بدون ضمانات تطبيق الإجراءات الواجبة.

وأعربت الخبيرتان الأمميتان عن قلقهما بشكل خاص "لتعرض الأطفال الفلسطينيين لهذا النظام" الذي قالتا إنه "يغض الطرف أيضا عن عنف المستوطنين وإجرامهم بما يؤدي إلى استمراره والإفلات من العقاب".

ودعت الخبيرتان إسرائيل -باعتبارها القوة الفعلية القائمة بالاحتلال- إلى "إلغاء الأمر العسكري والقوانين واللوائح ذات الصلة، وحل المحكمة العسكرية، وضمان الحق في محاكمة عادلة في الضفة الغربية المحتلة".

وبالتزامن مع حرب إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعَّد جيش الاحتلال ومستوطنون اعتداءاتهم بالضفة بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد 556 فلسطينيا وإصابة 5 آلاف و300، واعتقال 9 آلاف و465، وفق جهات فلسطينية رسمية.

مقالات مشابهة

  • تعرف على تفاصيل نظام التأمينات الجديد في المملكة العربية السعودية
  • تعرف على تفاصيل نظام التأمينات الجديد
  • «التربية والتعليم» تحدد خطوات التقديم لمدارس التكنولوجيا التطبيقية
  • الحوار الاجتماعي..الحكومة تصادق على مجموعة من مشاريع المراسيم
  • إمكانية استبعاد هذه الدولة من منطقة شنغن
  • رفع سن التقاعد إلى 65 سنة في السعودية لهذه الفئات داخل المملكة.. ما القصة؟
  • كتاب الضبط يشنون وقفات احتجاجية بالمحاكم (+فيديو)
  • تفعيلاً لالتزامات الحوار الإجتماعي.. الحكومة تصادق على ترسانة قوانين لتحسين وضعية الموظفين بالقطاع العام
  • مقررتان أمميتان: نظام قضائي إسرائيلي تمييزي بالضفة يسمح بتعذيب الفلسطينيين
  • انعقاد مجلس للحكومة غدا الخميس وهذه أهم محاوره