أصبحت جميع البيوت لا تخلو من حالات الإدمان، والتى يصعب التخلص منها مدى الحياة. بل من المؤسف أنها لا تختصر على أفراد بعينها من الأسرة، لكنها تشمل الأسرة بأكملها من أصغر فرد فيها إلى رب الأسرة، وتزداد المشكلة خطورة كل يوم أكثر من قبله. كان من قديم الزمان فى بداية ظهور المخدرات نخشى جميعًا على أولادنا من الوقوع فى بؤرة الإدمان ونحرص بشدة أن نبعدهم عن هذه المخاطر بشتى الطرق.
واليوم أصبحنا جميعًا تحت إدمان وسيطرة الهاتف المحمول بتطبيقاته وما نشاهده على السوشيال ميديا. فلو حسب كل منا وقته لاكتشف أن حياته يقضيها أمام هاتفه، لا يشعر بمن حوله من أسرته ولا أصدقائه ولا يعرف شيئا عن دينه أو مستقبله بالكامل، لأنه أصبح مكبل الأيدى أمام هذا الإدمان.
من المؤسف أن هذا الإدمان قتل أشياء كثيرة داخلنا جميعا سواء كبار أو صغار، وأول شىء تمكن فى قتله هو الترابط الأسرى، بالإضافة إلى البعد عن الدين، وقتل أى نوع من الابتكار والعلم، خلق لدينا نوعًا من الكسل والتراخى، والشعور بعدم القدرة على الحركة فأصبحنا جميعًا محبوسين داخل هذه الزنزانة التى ندخلها بإرادتنا ولا نستطيع الخروج منها بإرادتنا. فقد نجحت الدول الغربية فى تحقيق أهدافها وغزونا بكل سهولة، فعلى الرغم من أن العديد من المنتجات الرقمية قد تكون مجانية الاستخدام، إلا أنها تسرق أغلى سلعة ومورد لدينا وهو وقتنا، حتى نظل عبيد فكرها ولا يكون لدينا الوقت فى التفكير والإبداع والابتكار.
المشكلة الفعلية أن الهاتف ليس يسرق الوقت فقط وإنما هو يذهب العقل، لأنه أكثر شىء يؤثر على الانتباه ويجعل المدمن مصابًا دائمًا بالتشتت، فهو من أخطر الأعداء على أولادنا خاصة الذين يظلون أمامه بالساعات على التوالى، وكثير من الأمهات تسعد بذلك لانشغال الطفل عنها حتى تتمكن من ممارسة مهام المنزل أو غير ذلك، وهى لا تعلم أنها تقضى على صغيرها دون أن تشعر.
الوضع الحالى بالفعل خطير جدًا ولا بد من أن ندق أجراس الخطر لينتبه الشعب المصرى من السقوط فى هذا البئر الذى يجعلنا نظل بداخله لسنا بأحياء ولا أموات. فلا بد أن ننتبه جميعًا ولا نترك أنفسنا فريسة لهذا الهلاك الذى لا محال منه.
وعلينا جميعًا أن نبدأ بأنفسنا أولًا، فكل أسرة يجب أن تنتبه أن لديها بالمنزل أخطر أنواع المخدرات التى يتعاطى منه كل فرد فى الأسرة، ولذلك لا بد أنا نتعافى نحن الكبار أولًا حتى نتمكن من أن نعافى أولادنا منه. فإذا شاهد الطفل أبويه لا ينغرسان أمام الهاتف ويحاولان التقرب من الأبناء ووضع إستراتيجية يمشى عليها الجميع وهو تخصيص وقت محدد للفون ويكون النصيب الأكبر لتجمع الأسرة مع بعضها البعض فى جلسة حب ونقاش كما كنا من قبل ظهور هذا الحرامى لعاد المجتمع كما كان من قبل وهو ما نطلق عليه زمن الخير.
وللحديث بقية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إطلالة حالات الإدمان رب الأسرة ظهور المخدرات جمیع ا
إقرأ أيضاً:
صندوق مكافحة الإدمان و"حياة كريمة" ينفذان أنشطة توعوية للأطفال في قرى المبادرة الرئاسية بدمياط
نظم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بالتعاون مع مؤسسة "حياة كريمة" أنشطة توعوية لرفع وعي الأطفال بمخاطر التدخين والإدمان داخل قرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بمحافظة دمياط، في إطار تنفيذ المكون الثقافي للاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان، التي أُطلقت برعاية فخامة رئيس الجمهورية.
شملت الفعاليات ورش حكي وندوات تثقيفية بمشاركة 300 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات من أبناء المناطق المطورة.
وركزت الأنشطة على تعزيز التفكير الإيجابي، تدريب الأطفال على مواجهة المشكلات واتخاذ القرارات السليمة، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب الفنية لديهم واستثمارها في الابتعاد عن التدخين والإدمان.
ومن بين الفعاليات الإبداعية المقدمة للأطفال، لعبة "السلم والدخان" التي توضح تأثير التدخين السلبي على الصحة والقدرة على تحقيق الأهداف، ولعبة "المتاهة" التي تنشط التفكير وتبرز أهمية اختيار الصديق السليم وتجنب المؤثرات السلبية.
كما تضمنت الفعاليات أنشطة فنية كالتلوين وتنمية مهارات التواصل والعمل الجماعي، ما يساعد الأطفال على الربط بين المهارات الحياتية ومواجهة الإدمان.
تهدف هذه المبادرات إلى توعية الأطفال والأسر بآليات الاكتشاف المبكر للتعاطي، وتعريفهم بخدمات الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان (16023) الذي يقدم العلاج مجانًا وبسرية تامة.
1000289131 1000289128 1000289125 1000289122 1000289116 1000289119 1000289113 1000289107 1000289104