زيارة أردوغان.. والدلالات المخفية
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
قدم أعرابى إلى عنترة بن شداد وقال له: بم نلت هذه المنزلة؟ قال عنترة: بالشجاعة.. قال الأعرابى وما هى الشجاعة...قال عنترة الصبر..
قال الأعرابى وما هو الصبر.. قال عنترة هات إصبعى ضعه فى فمك.. وهات إصبعك وضعه فى فمى وكل منا يعض على إصبع صاحبه.
بعد قليل صاح الأعرابى من فرط الألم.. ففك عنه عنترة وقال: لو لم تصرخ أنت لصرخت أنا.
أقسم أردوغان فى وقت سابق بأنه لا يضع يده فى يد الانقلابيين على حد زعمه، متناسيًا بأن المصريين قاسوا الأمرين، مع جماعة أرادت اختطاف الوطن، برهن لى مشهد أردوغان أننا كنا على حق حينما خرجنا فى 30 يونيو ضد الظلم، والانفراد بالسلطة وتفكيك مفاصل الدولة.
عزيزى القارى لا تظن أننى فى معرض حديثى هذا فيه استعراض للقوة أو تشفٍ، بكل تأكيد ليس هذا ما أردت، ولكن أردت تذكير المصريين أن الجميع اعترف وأيقن بأننا كنا على حق فى 30 يونيو، وأننا كنا على حق فى تفويض المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك لمحاربة الإرهاب، كنا على حق إذ اخترنا زعيمًا وطنيًا رئيسًا لمصر وهو الرئيس السيسى، تأتيه الوفود من كل حدب وصوب تخطب وده، لا لشىء إلا أنه عرف قدر بلده ووطنه وحافظ عليها.
نترك الماضى ونفتش فى المستقبل.. لعل زيارة الرئيس التركى لها دلالات إيجابية كبيرة، فى بلدين كبيرين فى المنطقة والعالم، لديهما تاريخ كبير، واقتصاديات كبرى وجيشان من أقوى جيوش العالم.
رغم القطيعة التى استمرت 12 عامًا بين تركيا ومصر، إلا أن هناك رابط محبة يربط الشعبين، فلم تتوقف زيارات المصريين إلى تركيا للسياحة، ولم يتوقف توافد الأتراك، بغض النظر عن الموقف الرسمى.
يذكر أن آخر زيارة لرئيس تركى إلى مصر هى تلك التى أجراها الرئيس السابق عبدالله غول فى فبراير عام 2013.. فيما كانت آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة خلال فترة ولايته رئيسا للوزراء فى نوفمبر 2012.
فى يقينى أن الزيارة وما صاحبها من محادثات ثنائية بين الزعيمين ستفتح آفاق المستقبل، ولعل إهداء أردوغان طائرة درون تركية التى تحمل اسم بيرقدار للرئيس السيسى، هدية تحمل الكثير من المعانى والدلالات، وأن هناك اتفاقات وتعاون استراتيجى فى المستقبل.
حوى جدول أعمال الزيارة التنسيق الأمنى والمواقف المشتركة بين القاهرة وأنقرة بشأن ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دراسة زيادة وعودة الاستثمارات التركية إلى مصر وعودة الاتفاقيات التجارية بين البلدين.
كذلك تم الاتفاق على شراء مصر صفقة طائرات مسيرة تركية الصنع وهى طائرة بيرقدار TB2 التركية، والتى من أفضل الطائرات من دون طيار فى العالم من حيث الاستخدامات المتعددة، من مهارات قتالية، فإن لديها قدرة على الطيران لمدة تصل لأكثر من 24 ساعة من دون توقف.
لم يكن لدى شك أنه منذ يونيو 2013 أن أنجح الملفات التى حققت فيه مصر نتائج مبهرة هو ملف العلاقات الخارجية، وها هى الثمار بدأنا فى جنيها، نراهن على أن القادم أفضل، وأن مصر السيسى ستعود ريادتها كما كانت منارة الشرق تشع بنورها ليملأ العالم.
بقى أن أؤكد الحق أحق أن يتبع، وأن الظلام مهما طال فإن نور الفجر لابد أن يشرق، وأن مصر كانت وما زالت وستظل ركنا رصينا وتاريخا كبيرا لا يمكن بحال من الأحوال إغفاله أو تجنيبه، وهى ليس طرفاً فى المعادلة، ولكن مصر محور أساسى وشريك فى كل المعادلات أيا كانت.. وللحديث بقية مادام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ طارق عبدالعزيز زيارة أردوغان كلمة حق عنترة بن شداد
إقرأ أيضاً:
أردوغان يستقبل جنبلاط في أنقرة.. ماذا دار بينهما؟
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الزعيم السياسي اللبناني والرئيس السابق لـ"الحزب الاشتراكي"، وليد جنبلاط، الثلاثاء، في المجمع الرئاسي التركي، المتواجد بالعاصمة، أنقرة، وذلك بحسب وكالة "الأناضول".
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه أي من الجهات الرسمية التركية، حتّى نشر الخبر، أي بيان أو تفاصيل بخصوص فحوى الحديث الذي دار بينهما، أشارت جريدة "الأنباء" الالكترونية، إلى أنّ النقاش بين جنبلاط وأردوغان قد تضمن بحثا في كل أوضاع المنطقة انطلاقا من آخر المستجدات الجارية في قلب لبنان.
أيضا، بحسب المصدر الإعلامي نفسه، فقد تمّ التأكيد على أهمية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، وكذا التشديد على ضرورة دعم الجيش وتجهيزه، فضلا عن إنجاز كل الاستحقاقات الدستورية.
إلى ذلك، أبرزت معلومات جريدة "الأنباء" بأن الرئيس التركي، قد أبدى أمام جنبلاط إسعداد تركيا الكامل، من أجل دعم لبنان.
أما فيما يتعلّق بالجرائم التي تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها على كامل قطاع غزة المحاصر، فإنه قد جرى التأكيد على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني المتواجد في غزة بوجه كل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، مع السعي لإعطاء كل الفلسطينيين حقوقهم المشروعة بإقامة دولة فلسطينية.
وبخصوص ما يرتبط بالملف السوري، لفتت معلومات صحيفة "الأنباء" إلى أنّ كلا من أردوغان وجنبلاط قد توافقا على العمل المشترك من أجل إعطاء القيادة الجديدة في سوريا، فرصة لكي تبني دولة جامعة لا تستثني أي أحد في التمثيل والمشاركة والحضور.
كذلك، تم تأكيد الدعم للحكم الجديد وإعطائه كل الفرص اللازمة بغية تثبيت حضوره، كما تمّت الإشادة في الوقت ذاته بالخطوات التي تقوم بها الإدارة السورية الجديدة من أجل احتواء كل مكونات الشعب السوري.
إلى ذلك، أشارت إلى أن أردوغان وجنبلاط قد شدّدا خلال حديثهما الذي تمّ بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب تيمور جنبلاط، وعضو اللقاء الديمقراطي النائب، وائل أبو فاعور، على وحدة سوريا، حيث رفضا كل مشاريع التقسيم والانفصال.