أحكمت إسرائيل النطاق على مشروعها الرامى إلى اجتياح مدينة رفح بريًا، وغدت ترتب كل شيء من أجل التنفيذ. شجعها على المزايدة والمضى قدمًا فى القيام بهجمات ضد الفلسطينيين صمت المجتمع الدولى، فلقد بدا وكأن الجميع قد استنكفوا ممارسة الضغط الحقيقى على الكيان الصهيونى لصرفه بعيدًا عن تنفيذ ما خطط له. بل إن الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة الرئيسية لهذا الكيان بدا وكأنها تتضافر معه وتدعمه وتوافقه على تنفيذ هذه المهمة.
المأساة هى أن العالم كله يخضع للكيان الصهيونى الغاصب، ولهذا تمادت إسرائيل فى غيها ومضت تطالب الأمم المتحدة بأن تسهم معها فى إجلاء الفلسطينيين المدنيين من رفح حتى يتسنى لها إنجاز مهمتها فى اجتياح رفح. ظهر «جو بايدن» متجاوبًا مع الكيان الصهيونى فى مهمة اجتياح «رفح»، ولا أدل على ذلك من دعمه سياسيًا وماليًا وتسليحًا من أجل إتمام المهمة. ولهذا بادر «جوزيف بوريل» مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى فحث حلفاء دولة الاحتلال وفى مقدمتهم الولايات المتحدة على وقف إمداد إسرائيل بالسلاح، وجاء هذا بعد مقتل عدد هائل من النازحين الفلسطينيين فى غزة، ليصل عدد الضحايا إلى ما يزيد على تسعة وعشرين ألفًا حتى الآن.
بادر «جوزيف بوريل» فعلق على ما قاله الرئيس الأمريكى «جو بايدن» بأن الحل العسكرى لإسرائيل قد تجاوز الحدود، وأضاف «بوريل» قائلًا: (حسنًا إذا كنت تعتقد أن عددًا هائلًا من الناس يقتلون فلربما يتعين عليك عدم توفير أسلحة لإسرائيل منعًا لمقتل المزيد من الناس). وقال خلال مؤتمر صحفى جمعه بـ«لازاريني» المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»: (أليس هذا غير منطقى)؟. وأردف «بوريل» قائلًا: (كم مرة سمعت أبرز القادة ووزراء الخارجية فى جميع أنحاء العالم يقولون: «إن عددًا هائلًا من الناس يقتلون». كما انتقد كبير دبلوماسيى الاتحاد الأوروبى قرار نتنياهو بضرورة إجلاء ما يزيد على مليون فلسطينى ممن لجأوا إلى مدينة رفح فى ظل التهديد بعملية عسكرية إسرائيلية. وقال «بوريل»: (سيقومون بإخلاء المنطقة إلى أين؟ إلى القمر؟ إلى أين سيتم إخلاء هؤلاء الناس؟).
بلغت الجرأة برئيس وزراء إسرائيل إلى أن يطالب الأمم المتحدة بمساعدة إسرائيل فى إجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح قبل التوغل البرى المحتمل. كما دعت إسرائيل وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى تقديم المساعدة فى جهود الجيش الإسرائيلى لإجلاء المدنيين من مناطق الاشتباك فى غزة قبل التوغل البرى المحتمل لمدينة رفح. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية بأن « ايلون ليفى» قد حث وكالات الأمم المتحدة على التعاون قائلًا: (لا تقولوا إنه لا يمكنكم القيام بذلك. اعملوا معنا من أجل إيجاد طريق). وجاء هذا بعد أن طلب «نتنياهو» من الجيش وضع خطة مركبة لإجلاء المدنيين من رفح والقضاء على حماس. وكانت البيانات الدولية والعربية والأممية قد حذرت من كارثة إذا ما شن الجيش الإسرائيلى هجومًا على مدينة رفح. بيد أن الإعراب عن القلق والمخاوف والتحذير كلمات ليس لها أى صدى عند إسرائيل، فما كان من الممكن للكلمات أن توقف الكيان الصهيونى عن إتمام جريمته فى رفح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد اجتياح مدينة رفح الكيان الصهيونى الولايات المتحدة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: ملتزمون بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية ملتزمة بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة خلال وقف إطلاق النار، لكن "لا يمكننا توصيل المساعدات إلا بقدر ما تسمح به الظروف على الأرض"، حسبما أفادت قناة الغد.
وأضافت إنه من الضروري إزالة العوائق المختلفة التي واجهتها الأمم المتحدة خلال العام الماضي، والتي تشمل القيود المفروضة على دخول البضائع وانعدام السلامة والأمن، وانهيار القانون والنظام، ونقص الوقود.