كلمة «مستحيل» لا توجد إلا فى قاموس الضعفاء هذه العبارة من أشهر عبارات نابليون بونابرت، الذى حكم فرنسا وأوروبا وفرض سيطرته عليها خلال وقت قصير، ولعله من أقوى الشخصيات التى جاءت فى التاريخ، رغم أن صفاته الجسدية لم تكن توحى بتلك القوة التى فرضها على الناس.
إذ كان يبدو شاحباً ويداه كانتا صغيرتبن، ورأسه يبدو كبيرا بالنسبة إلى جسده، وكان قصير القامة، قصير الرقبة، ورغم ذلك لم تمنعه هذه الصفات من أن يتمتع بشخصية شديدة التأثير والثقة فى النفس، وكانت تطغى على كل الصفات الأخرى، مما جعله قائداً وأخذته إلى أعلى درجات المجد، وهى ذاتها السبب فى هزيمته، والسبب بسيط وهو أن للذكاء حدودا وللثقة خطوطا حمراء، العاقل فقط هو الذى يراها، ورحمة الضعفاء واجبة، وحتى لو قدمت لهم ما يخالف طبيعتهم فى قوارير العسل، وأنت تحيل ضعفهم بأنه قدرهم ولا ذنب له فى ذلك، فإن التاريخ إن ذكرك فلم يرحم ظلمك لهؤلاء الضعفاء الذين تعتبر صراخهم عواء ليس إلا.
مازال فى الفجر بقية ولا تنتظر أن ينصرك التاريخ لضعفك.
لم نقصد أحدا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستحيل نابليون بونابرت
إقرأ أيضاً:
الاستسلام عار!
محمد لطفى المنفلوطى.. هذا الشاعر الذى جاء بكلمات خالدة سطرها التاريخ إلى الآن.. وهو صاحب كتابين من أعظم الكتب التى قدمها للأدب العربى «النظرات» و«العبرات» وفى حوار دار بين ذات النطاقين «أسماء بنت أبى بكر» رضى الله عنها وبين ابنها عبدالله بن الزبير يخبرها باعتداء جيوش الحجاج الذى أرسله عبدالملك بن مروان ليضرب الكعبة بالمنجنيق وطالب الجميع بالاستسلام له، فرفضت «أسماء» الاستسلام، وإذ بالشاعر الجليل يُصيغ هذا الحوار ليقول «إن أسماء فى الورى خيرُ أُنثى.. صنعت فى الوداع خير صنيعِ.. جاءَها ابن الزبيرِ يسحبُ دِرعاً.. تحتَ درعٍ منسوجةٍ من نجيعِ.. قال يا أُمٍّ قد عييتُ بأمرى.. بين أسرٍ مُرٍّ وقتلٍ فظيع.. خاننى الصحبُ والزمان فما لى.. صاحبٌ غيرَ سَيفى المطبوعِ.. وأرى نجمى الذى لاحَ قبلاً.. غابَ عنى ولم يَعد لِطلوعِ.. بذل القومُ لى الأمانَ فما لى.. غيره إن قبلته من شفيع.. «إلى آخر تلك الأبيات الرائعة» فى عدم الاستسلام للطغاه، وقُتل الزبير فى ميدان الشرف شهيداً. فبذلك يؤكد الشاعر أن السير فى طريق الحق حق حتى لو كان الشخص لا يدرى هل سيصل! فكل مناضل يحمل على ظهره قضيته يدافع عنها شجاعة وحسمًا، ولا يدرى هل ستشرق عليه الشمس أم لا، وويل للمتخاذلين الذين يبيعون الأوطان من أجل البقاء فى أماكنهم.
لم نقصد أحداً!