بوابة الوفد:
2025-01-05@05:31:15 GMT

عدسة جديدة

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

تعد التكنولوجيا من أكبر الألفاظ شيوعا واستخداما فى عصرنا. والتكنولوجيا، بمعناها الشامل، هى المعرفة والأدوات التى يؤثر بها الإنسان فى العالم الخارجى ويسيطر بواسطتها على المادة لتحقيق النتائج العملية والعلمية المرغوب فيها. أما إذا انتقلنا إلى تكنولوجيا الاتصال فيتبين أن لها جانبين: الأول فكرى ومعرفى، ويتمثل فى علم الاتصال وما يتصل به من دراسة وسائل الاتصال ومجالاتها ومستوياتها، والجانب الثانى هو المادى أو التقنى لتكنولوجيا الاتصال.

وفى عصر المعلومات أصبحت التكنولوجيا المتطورة، وفى مقدمتها الحاسبات الآلية والهواتف الذكية، تتحكم فى جميع الأنشطة ومجالات العمل المختلفة، تدعمها وتطورها وتضيف إليها إمكانات وقدرات جديدة، وإعلام العصر والمستقبل يعتمد أساسًا فى جميع فنونه ومجالاته وأنشطته وأعماله على تكنولوجيا المعلومات المتطورة فى ظل التسابق والتنافس الإعلامى الرهيب فى مجال الخدمات الإخبارية بصفة خاصة.

ويتبين مما سبق أن مصطلح تكنولوجيا الاتصال يتسع ليشمل داخله مصطلح تكنولوجيا المعلومات، والذى يتمثل فى جانبه المادى فى الحصول على المعلومات وتحليلها وتخزينها وبثها وتوصيلها مستفيدة من تلك التقنيات والأساليب الفنية فى الكتابة والطباعة والتصوير، مازجة بين الأدوات والأجهزة حتى وصلت إلى المرحلة الإلكترونية الكاملة ثم التفاعلية.

ويكشف تحليل التطورات الراهنة فى تكنولوجيا الاتصال عن أن العالم يمر بمرحلة تكنولوجية اتصالية جديدة تتسم بسمة أساسية هى المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية لتحقيق الهدف النهائى وهو توصيل الرسالة إلى الجمهور المستهدف، ويطلق البعض على هذه المرحلة اسم «تكنولوجيا» الاتصال متعدد الوسائط «Multi Media» أو تكنولوجيا الاتصال التفاعلية «Interactive» أو مرحلة التكنولوجيا المهجنة والتى تتمثل مرتكزاتها الأساسية واللازمة لنموها فى تطور تطبيقات الإنترنت والهواتف الذكية وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعى.

ومن هذا المنطلق ظهر ما يسمى بوسائل الإعلام المدمجة «الكروس ميديا» (Cross-Media) والتى تعرّف بأنها شبكة من وسائل الإعلام المجمعة والمترابطة ماديا( من حيث الشكل) ومعنويًا (من حيث المضمون)، ويسعى هذا الدمج بين وسائل الإعلام إلى تحقيق الاستقرار وتوسيع نطاق الانتشار وحدود التأثير وفق تقنية معقدة يصعب تحديدها؛ فكل وسيلة لها خصائصها الخاصة المتفردة عن غيرها من وسائل الإعلام، ومن ثم، فإن محتوى وسائل الإعلام المدمجة يعد نتاج التهجين بين وسائل الإعلام، وهى عملية تفقد خلالها كل وسيلة جزءًا من هُويتها الخاصة وتكتسب خصائص الوسائل الأخرى.

وفى النهاية، ومع التطور التكنولوجى واتساع نطاق تطبيقات شبكة الإنترنت، أصبح من الضرورى أن يتبنى منظور الجمهور الحقيقى للثقافة الإعلامية المعاصرة عدسة وسائل الإعلام المدمجة، لأن الأشخاص فى الحياة اليومية، كأفراد ومجموعات، يشكلون هُوياتهم ويجدون ممارساتهم من خلال كونهم مستهلكين للمضامين الإعلامية المتنوعة، وبالرغم من أن هذه التقنية لا تزال مستحدثة وفى طور التجريب بعديد من الدول فإنها تمثل وجهًا جديدًا لإنتاج المواد الإعلامية من المتوقع أن تتجه إليه كثير من وسائل الإعلام مستقبلًا فى سياق البيئة الإعلامية التنافسية وما تفرضه من تحديات تحتم ضرورة السعى نحو مواكبة العصر وتوظيف تقنيات الإعلام الجديد.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد عثمان جامعة المنصورة عدسة جديدة التكنولوجيا النتائج العملية تکنولوجیا الاتصال وسائل الإعلام الإعلام ا

إقرأ أيضاً:

مصر تتقدم في مؤشرات "الذكاء الاصطناعي".. القاهرة الأولى إفريقيًا في البحث العلمي.. خبراء تكنولوجيا المعلومات: الاستغلال الأمثل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يسرع من إنجاز المهام والوظائف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا يخفى على أحد أن الذكاء الاصطناعي تحول في سنوات معدودة إلى أحد أهم أدوات ولغات العصر الحديث من التطور التكنولوجي والسعي نحو تحقيق الرقمنة الشاملة لكافة أوجه الحياة، ولهذا تسعى دول العالم إلى مواكبة الركب والتسابق من أجل التطور وتحقيق خطوات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستراتيجيات والخطط الوطنية، ولهذا كانت مصر في مقدمة الدول الإفريقية التي سعت إلى تطويع الذكاء الاصطناعي وخططه المختلفة لتحقيق أهدافها التنموية، حتى أصبحت مصر في مقدمة الدول الإفريقية واحتلت المركز الأول في مجال البحث العلمي في الذكاء الاصطناعي، متفوقة على جنوب أفريقيا التي ظلت طوال السنوات الاخيرة تسبقنا في هذا المجال. 

مصر تتقدم في مؤشرات الذكاء الاصطناعي

وبحسب دراسة بحثية صادرة عن المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية “دراية”، فإن مصر جاءت في المرتبة الثانية إفريقيا بعد موريشيوس وفقا لتقرير مؤشر جاهزية حكومات دول العالم لتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لعام 2022 ، حيث جاءت مصر في المركز 56 بـ2 نقطة. وبمقارنة التقرير لعام 2019 كانت مصر في المركز الثامن على مستوى إفريقيا، وفي المركز 111 من بين 194 دولة.

وبالنظر إلى التقارير والمؤشرات الدولية فنجد مصر قد حققت طفرات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث قفزت 55 مركزًا في مؤشر “جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي"، وفقا لتقرير التنمية البشرية لمصر عام 2021، فيما تقدمت مصر 19 مركزًا في مؤشر المعرفة العالمي، حيث كانت تحتل الـمركز 72 من بين 138 دولة عام 2020، وارتقت إلى الـمركز 53 من بين 154 دولة عام 2021.

وتقدمت مصر 49 مركزا فى مؤشر استعداد الحكومة للذكاء الاصطناعى، لتحتل المرتبة 62 عالميا لتصنيف عام 2023، وتشير دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن تقدم مصر في المؤشر يأتي نتيجة للسياسات الحكومية والتشريعات والاستثمارات فى البحث والتطوير والتعليم والتدريب فى مجال الذكاء الاصطناعى، وأكدت الدراسة أن الجهود التي أولتها مصر لتطبيق تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كانت العامل الحاسم في تحسن ترتيب مصر في المؤشرات الدولية.

وأكدت الدراسة أن مصر توسعت في تبنى التكنولوجيات الحديثة لتقديم خدمات مصر الرقمية؛ وتنفيذ مشروع ضخم لتطوير البنية التحتية للاتصالات باستثمارات تصل إلى نحو 1.6 مليار دولار وتنفيذ المرحلة الثانية للمشروع في العام المالي الحالي باستثمارات 300 مليون دولار، بالإضافة إلى تهيئة البيئة التشريعية والقانونية التي تحكم استخدامات الذكاء الاصطناعي وذلك من خلال إصدار قانون حماية البيانات الشخصية الذي ينظم العلاقة بين مالك البيانات والمستخدمين.

تلك الجهود جعلت القائمين على مؤشر جهازية الحكومة للذكاء الاصطناعي يرفعون من ترتيب مصر، حيث يرتب التقرير الدول بناء على قدرتها على استخدام الذكاء الاصطناعي في توفير الخدمات العامة، وذلك من خلال تقييم البنية التحتية القائمة، والمهارات البشرية المتاحة، وانتشار معايير الحوكمة، وجودة وإتاحة البيانات، توفر خيارات كبيرة من المواهب داخل البلاد، والتي تتكون من خلال تعليم الذكاء الاصطناعي وتقوية القطاع بشكل عام.

خبراء تكنولوجيا المعلومات: الاستغلال الأمثل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يسرع من إنجاز المهام والوظائف ويقضي على الفساد


ويؤكد خبراء تكنولوجيا المعلومات أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبح لها أهمية كبيرة في الأونة الأخيرة، ولكن يجب الاعتماد على هذه التطبيقات كأدوات ووسائل مساعدة على إنهاء المهام والأعمال، والحذر في التعامل مع هذه التطبيقات لما قد تمثله من مخاطر وبخاصة في دقة البيانات المقدمة عبر هذه التطبيقات. 

وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات والرقمنة، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة أصبحت محل اهتمام الملايين حول العالم، الأمر الذي دفع الكثير من المطورين والمبرمجين لاستحداث وإطلاق تطبيقات جديدة ومتطورة. 

وأضاف خبير أمن المعلومات في تصريحاته لـ"البوابة" أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي "التوليدي" والتي تستطيع إنشاء محتوى متكامل أصبحت وسائل مساعدة، وتقدم العديد من الخدمات للمستخدمين في تنفيذ المهام المختلفة المطلوبة على اختلال المجالات والتخصصات فنجد تطبيقات تتميز في المحتوى وأخرى تتميز في الصوت والصورة والمواد المصورة "الفيديو"، وغيرها. 

ولفت "عزام" إلى أن أهم ما يميز هذه التطبيقات هو اعتمادها على أنماط جديدة في إنتاج المحتوى المكتوب والمرئي، والتي تمكن المستخدمين على اختلاف تخصصاتهم من الاستفادة من هذه التطبيقات، الأمر الذي أصبح التعامل مع المعلومات والبيانات ومحركات البحث بشكل متسارع. 

وتابع: "تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت بمثابة المساعد الذكي القادر على إنجاز المهام المختلفة بشكل احترافي وبسرعة فائقة، حيث أحدثت نقلة نوعية حتى في الاستخدامات المختلفة وأصبحت تؤثر بشكل مباشر على الوظائف الأمر الذي دفع العديد من الشركات العملاقة للإسراع في الاستفادة من هذه التطبيقات". 

وعن أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم، أكد "عزام" أن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعلم أصبح ضرورة قصوى، والاستفادة من الإلمام بهذه التطبيقات يساعد على التطور الوظيفي، فهذه التطبيقات لا تهدد مستقبل الوظائف بشرط الإدراك الكامل لإمكانيات هذه التطبيقات والسعي إلى تطويعها في تنفيذ المهام الوظيفية المختلفة. 

وأكمل: "بالطبع هناك بعض الوظائف التي يتختفي في المستقبل وبخاصة ي قطاعات التصنيع والأعمال الإدارية، كما ستتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والمهن الطبية والبرمجة".

من جهته، قال المهندس أحمد طارق، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتيح فرص هائلة يجب العمل على استغلالها الاستغلال الأمثل، حيث أنه من المتوقع أن يفقد العالم الآلاف بل وملايين الوظائف خلال الفترة المقبلة، ولكن هناك العديد من الخدمات والإدوات التي تقدمها هذه التطبيقات، ومن هنا يجب على الجميع السعي للاستفادة منها". 

وأضاف "طارق" أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشهد تطور متسارعًا والشركات الكبرى تسعى لتطوير تطبيقات خاصة بها في هذا المجال، وتشير التقارير الدولية إلى أن المستخدم منهذه التطبيقات لا يتعدى 5% فقط، الأمر الذي يجعل هناك فرصًا كبيرة للتوسع خلال الفترة المقبلة". 

وتابع: "يجب العمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى، وبخاصة لأنها تساعد على توفير الوقت والجهد والقضاء على الفساد نظرًا لأن تطبيق الرقمنة يفصل بين مقدم الخدمة ومتلقيها وبالتالي تقل الرشاوى والفساد.

مقالات مشابهة

  • كيف أصبح "إكس" بقيادة إيلون ماسك الواجهة الإعلامية للقوى اليمينية العالمية؟
  • مصر تتقدم في مؤشرات "الذكاء الاصطناعي".. القاهرة الأولى إفريقيًا في البحث العلمي.. خبراء تكنولوجيا المعلومات: الاستغلال الأمثل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يسرع من إنجاز المهام والوظائف
  • وزير الإعلام يناقش تعزيز الاستجابة الإعلامية لمواكبة الأحداث والتطورات
  • وزير الإعلام يناقش آلية الاستجابة الإعلامية للأحداث والمستجدات
  • اجتماع برئاسة وزير الإعلام يناقش آلية تنفيذ الاستجابة الإعلامية للأحداث والمستجدات
  • لحماية حقوقهم.. طرق تحرير محضر عبر مباحث الإنترنت
  • 183 مليار دولار حجم إنفاق الشرق الأوسط وشمال افريقيا على تكنولوجيا المعلومات
  • خبير تكنولوجيا معلومات: 80% من الهواتف المستخدمة خلال عامين مهربة
  • خبير تكنولوجيا معلومات: 80% من التليفونات المستخدمة خلال عامين مهربة
  • خبير: تكنولوجيا المعلومات في مصر محرك رئيسي للاستثمار والنمو