تعد التكنولوجيا من أكبر الألفاظ شيوعا واستخداما فى عصرنا. والتكنولوجيا، بمعناها الشامل، هى المعرفة والأدوات التى يؤثر بها الإنسان فى العالم الخارجى ويسيطر بواسطتها على المادة لتحقيق النتائج العملية والعلمية المرغوب فيها. أما إذا انتقلنا إلى تكنولوجيا الاتصال فيتبين أن لها جانبين: الأول فكرى ومعرفى، ويتمثل فى علم الاتصال وما يتصل به من دراسة وسائل الاتصال ومجالاتها ومستوياتها، والجانب الثانى هو المادى أو التقنى لتكنولوجيا الاتصال.
وفى عصر المعلومات أصبحت التكنولوجيا المتطورة، وفى مقدمتها الحاسبات الآلية والهواتف الذكية، تتحكم فى جميع الأنشطة ومجالات العمل المختلفة، تدعمها وتطورها وتضيف إليها إمكانات وقدرات جديدة، وإعلام العصر والمستقبل يعتمد أساسًا فى جميع فنونه ومجالاته وأنشطته وأعماله على تكنولوجيا المعلومات المتطورة فى ظل التسابق والتنافس الإعلامى الرهيب فى مجال الخدمات الإخبارية بصفة خاصة.
ويتبين مما سبق أن مصطلح تكنولوجيا الاتصال يتسع ليشمل داخله مصطلح تكنولوجيا المعلومات، والذى يتمثل فى جانبه المادى فى الحصول على المعلومات وتحليلها وتخزينها وبثها وتوصيلها مستفيدة من تلك التقنيات والأساليب الفنية فى الكتابة والطباعة والتصوير، مازجة بين الأدوات والأجهزة حتى وصلت إلى المرحلة الإلكترونية الكاملة ثم التفاعلية.
ويكشف تحليل التطورات الراهنة فى تكنولوجيا الاتصال عن أن العالم يمر بمرحلة تكنولوجية اتصالية جديدة تتسم بسمة أساسية هى المزج بين أكثر من تكنولوجيا اتصالية لتحقيق الهدف النهائى وهو توصيل الرسالة إلى الجمهور المستهدف، ويطلق البعض على هذه المرحلة اسم «تكنولوجيا» الاتصال متعدد الوسائط «Multi Media» أو تكنولوجيا الاتصال التفاعلية «Interactive» أو مرحلة التكنولوجيا المهجنة والتى تتمثل مرتكزاتها الأساسية واللازمة لنموها فى تطور تطبيقات الإنترنت والهواتف الذكية وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعى.
ومن هذا المنطلق ظهر ما يسمى بوسائل الإعلام المدمجة «الكروس ميديا» (Cross-Media) والتى تعرّف بأنها شبكة من وسائل الإعلام المجمعة والمترابطة ماديا( من حيث الشكل) ومعنويًا (من حيث المضمون)، ويسعى هذا الدمج بين وسائل الإعلام إلى تحقيق الاستقرار وتوسيع نطاق الانتشار وحدود التأثير وفق تقنية معقدة يصعب تحديدها؛ فكل وسيلة لها خصائصها الخاصة المتفردة عن غيرها من وسائل الإعلام، ومن ثم، فإن محتوى وسائل الإعلام المدمجة يعد نتاج التهجين بين وسائل الإعلام، وهى عملية تفقد خلالها كل وسيلة جزءًا من هُويتها الخاصة وتكتسب خصائص الوسائل الأخرى.
وفى النهاية، ومع التطور التكنولوجى واتساع نطاق تطبيقات شبكة الإنترنت، أصبح من الضرورى أن يتبنى منظور الجمهور الحقيقى للثقافة الإعلامية المعاصرة عدسة وسائل الإعلام المدمجة، لأن الأشخاص فى الحياة اليومية، كأفراد ومجموعات، يشكلون هُوياتهم ويجدون ممارساتهم من خلال كونهم مستهلكين للمضامين الإعلامية المتنوعة، وبالرغم من أن هذه التقنية لا تزال مستحدثة وفى طور التجريب بعديد من الدول فإنها تمثل وجهًا جديدًا لإنتاج المواد الإعلامية من المتوقع أن تتجه إليه كثير من وسائل الإعلام مستقبلًا فى سياق البيئة الإعلامية التنافسية وما تفرضه من تحديات تحتم ضرورة السعى نحو مواكبة العصر وتوظيف تقنيات الإعلام الجديد.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب
جامعة المنصورة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أحمد عثمان جامعة المنصورة عدسة جديدة التكنولوجيا النتائج العملية تکنولوجیا الاتصال وسائل الإعلام الإعلام ا
إقرأ أيضاً:
مختصون: "الكونغرس العالمي" رسخ مكانة الإمارات وجهة لكبريات المؤسسات الإعلامية
حظيت النسخة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام 2024، التي اختتمت فعالياتها مؤخراً في أبوظبي، بإشادة من الخبراء والمختصين ورواد الإعلام الذين أثنوا على النقاشات والحوارات الثرية التي أتاحها الحدث للمشاركين والحضور الكبير من حول العالم.
وأكدوا أن الكونغرس نجح في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كوجهة رئيسية لكبريات المؤسسات الإعلامية الدولية في المنطقة، إضافة إلى أن الحدث قدم منصة استراتيجية لتعزيز الشراكات بين الجهات الفاعلة في الإعلام محليًا وعالميًا، مما يتيح تبادل الخبرات والمعارف لمواكبة التحولات الرقمية والإبداعية. فرصة مهمة وأكد راشد القبيسي الرئيس التنفيذي لشبكة أبوظبي للإعلام، أهمية المشاركة في فعاليات الدورة الثالثة لـ الكونغرس العالمي للإعلام، الذي يجمع نخبة من قادة الفكر والخبراء والمؤسسات الإعلامية من مختلف أنحاء العالم.وقال إن مشاركة الشبكة في الكونغرس فرصة مهمة لتسليط الضوء على تطوراتها التقنية والابتكارات التي تعتمدها لتعزيز تجربة المشاهدين والارتقاء بجودة المحتوى الإعلامي الذي تقدمه.
وأشار إلى أن الكونغرس منصة استثنائية تتيح للشبكة فرصة استعراض أحدث التقنيات والحلول الإعلامية المبتكرة التي تعتمدها في مجالات الإنتاج والبث والتوزيع الرقمي، فضلاً عن كون الحدث بيئة مثالية للتواصل مع الشركاء والمهتمين بالقطاع، بجانب تبادل الأفكار والرؤى حول مستقبل الإعلام في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
ولفت القبيسي إلى أن مشاركة الشبكة في هذا الحدث العالمي تعكس الالتزام بدعم القطاع الإعلامي وتعزيز مكانة أبوظبي وجهة رائدة للإبداع الإعلامي، معرباً عن ثقته بأن الكونغرس سيواصل تقديم منصة ملهمة تساهم في تطوير الإعلام العالمي. حدث استثنائي من جهتها، أشادت غادة زيتون رئيس قسم العلامة التجارية والتسويق في أكاديمية “IMI”، بنجاح الكونغرس العالمي للإعلام 2024 ووصفته أنه حدثاً استثنائياً يعكس مكانته الرائدة بجمع نخبة من رواد الإعلام والمؤسسات المؤثرة في هذا المجال ويُعَد هذا النجاح ثمرة للتعاون المثمر.
وقالت إن الأكاديمية تشارك بصفتها الشريك الرسمي للتدريب الإعلامي، إذ تدعم البرامج الأكاديمية المبتكرة ونهجها المتقدم، في تطوير المهارات الإعلامية وتمكين الأفراد، تطور القطاع الإعلامي وتعزيز مكانته على المستوى العالمي.
وأوضحت أن المشاركة في الكونغرس تعد جزءاً من التزام الأكاديمية الراسخ بالابتكار والتطوير، ودورها المحوري في تشكيل مستقبل الإعلام وتعزيز قدرات العاملين فيه، وهو ما يعكس بوضوح أهمية الشراكات الإستراتيجية في تحقيق رؤية الكونغرس وأهدافه المستقبلية. منصة متميزة وأعرب أحمد الجسمي المنتج والممثل الإماراتي، عن سعادته بالمشاركة في الدورة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام، مشيراً إلى أن الحدث الاستثنائي يمثل منصة متميزة جمعت نخبة من الإعلاميين المشاركين في جلسات ثرية ومتميزة.
وقال إن الكونغرس فرصة مهمة وقيمة لتبادل الأفكار والخبرات، والاطلاع على أحدث الممارسات في مجال الإعلام، بما يسهم في تعزيز دور هذا القطاع الحيوي في دعم المجتمعات وإيصال رسائلها بأفضل صورة ممكنة.
وأوضح الجسمي أن ما يميز هذا الحدث أنه لا يقتصر فقط على مشاركة مؤسسات القطاع الخاص، بل يشهد أيضًا حضورًا متميزاً للمؤسسات الحكومية التي تستعرض جهودها الكبيرة في دعم الإعلام الواعي والمستنير، وأن هذه الجهود تعكس رؤية إستراتيجية تستهدف بناء إعلام متوازن وهادف يخدم الأوطان والمجتمعات، ويساهم في تطوير القطاع بشكل شامل ومستدام. تعزيز المشهد الإعلامي من جانبه، أعرب سيف العدوي، مدير الأعمال التجارية في "TwoFour54"، عن فخره بمشاركة المنصة في فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام، مؤكداً التزام "TwoFour54" بتقديم خدمات إعلامية متكاملة تهدف إلى تعزيز المشهد الإعلامي في إمارة أبوظبي، بما يواكب التحولات المتسارعة في القطاع الإعلامي ويعزز مكانة الإمارة مركزاً إقليمياً للإبداع والابتكار.
وأضاف أن المنصة تسعى من خلال مشاركتها في هذا الحدث، إلى دعم الابتكار والإبداع في قطاع الإعلام عبر توفير بيئة عمل متكاملة تحتضن المواهب وتدعم المؤسسات الإعلامية الناشئة والكبرى على حد سواء.
وأشار العدوي إلى أن هذا التوجه يعكس رؤية مجموعة أدنيك في تحقيق التميز في قطاع الإعلام وتقديم حلول مستدامة تساهم في تطوير هذا القطاع الحيوي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.