بوابة الوفد:
2025-04-02@19:23:30 GMT

المحاماة بين الوسائل والغايات

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

الغاية هدف يُطلب لذاته يقصد لنفسه قيمته فيه، يتطلع إليه الراغبون ويرجوه القاصدون، والوسيلة هى القنطرة التى يعبر من خلالها الناس إلى أهدافهم، وقد تختلط الأمور فى الأذهان أو فى واقع الناس فتتحول الوسيلة إلى غاية ويغفل الناس عن الغايات ويقصدون الوسائل.

وهذا مشاهد ومعلوم، فإذا نظرت وجدت كثيرًا من الوسائل صارت غايات، وأدل مسألة على ذلك المال، فالمال وسيلة وأى وسيلة، بل من الوسائل الهامة والعامة، فالمال هو القوة وهو المحرك هو أنجع الوسائل وأسرعها، إلا أنك تجده قد صار غاية تُطلب لذاتها عند غالب الناس.

وقد يضل الناس طريقهم فى طلب الغاية بالمرور بوسائل فاسدة بدعوى أن الغاية تبرر الوسيلة، كما يتجلى ذلك فى النظريات والمذاهب الميكافيللية، ومع أنه تقرر حكمًا أن الوسائل لها أحكام المقاصد وأنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وأن الأمور بمقاصدها وأن الحرام بيّن والحلال بيّن، وأن الحق لا يُطلب بالباطل، بل إن للحق قوة وصولة تأبى أن يستعين بالباطل لإظهار نفسه وإثبات وجوده.

إذا نظرت إلى الغايات ومحّصتها وفحصتها؛ لوجدت أن أعظم غايات الدنيا هى عمارة الأرض، ولا يتأتى ذلك إلا بمنهاج واضح وسبيل قويم يظهر فيه الحق ويزدهر، ويهزم الباطل وينحدر.

وعمارة الأرض صيانتها من الظلم وتحقيق العدل وكف الفساد، ونشر الخير وزيادته، وتقليل الشر وإزالته، وها هى المحاماة تظهر فى الأفق فى أخص حالاتها وأرفع مقاماتها حين تتجلى فيتدلى السبب الذى يقبض عليه المكلوم ليرفعه من حاله ويعلى من شأنه وينتصر بدفع الباطل واستجلاب الحق، والتصدى لإقامة العدال.

فتجد المحاماة وسيلة لأعظم غاية، وغاية لأقدس مهمة وهى عمارة الأرض، وكأنه بلا محاماة تختل موازين الدنيا ويأفل القسط والإحسان ويمرح الظلم والخذلان.

لذلك قال عبدالعزيز باشا فهمي- ثانى نقيب للمحامين وأول رئيس لمحكمة النقض-: «إذا وازنت بين عمل القاضى وعمل المحامي، لوجدت أن عمل المحامى أدق وأخطر، أن مهمة القاضى الوزن والترجيح، أما مهمة المحامى فهى الخلق والإبداع والتكوين».

وعلى الحقيقة، فالقاضى يحكم بالظاهر والمحامى يدافع عما يعتقد، والاعتقاد أعلى عزيمة وأشد شكيمة. وقال المناضل نيلسون مانديلا: «المحامون هم حراس العدالة، وهم الذين يدافعون عن حقوق الإنسان وكرامته، ولولاهم لكانت المجتمعات غارقة فى الظلم، ومن هنا كانت المحاماة غاية باعتبار ووسيلة باعتبار آخر وللحديث بقية والمحاماة باقية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حاتم رسلان المحاماة الراغبون

إقرأ أيضاً:

عطلة عيد الفطر تملأ فنادق مراكش

زنقة 20 ا محمد المفرك

شهدت مدينة مراكش خلال عطلة عيد الفطر تسجيل نسب ملء مهمة بفنادق السنة الحمراء بعد توافد الاف السياح من مدن الدار البيضاء والرباط خاصة فضلا عن السياح الأجانب.

وقد وصلت الفنادق نسب ملء تجاوزت 80 في المائة كما ساهمت في اعادة الثقة للمؤسسات الفندقية وللسياحة الداخلية.

هذا وقد ساهمت الرحلات الجوية المنخفضة التكلفة التي تم اطلاقها داخليا بالمغرب في استقطاب مراكش لفئة مهمة من السياح.

مقالات مشابهة

  • تجربة سعودية لدراسة صحة العيون في الفضاء
  • الريال ينجز مهمة العبور الى نهائي كأس ملك اسبانيا
  • عطلة عيد الفطر تملأ فنادق مراكش
  • سبيس إكس تطلق مركبة فضائية مأهولة تحلق فوق قطبي الأرض لأول مرة
  • مدرب بيراميدز: مواجهة الجيش الملكي غاية في الصعوبة
  • المدير الفني لبيراميدز: الجيش الملكي في غاية الصعوبة لكننا نمتلك خبرات كبيرة
  • انهيار بدرع الأرض.. قلق متصاعد من الشذوذ المغناطيسي فوق المحيط الأطلسي
  • الخطيب: إن لم تفلح الطرق الدبلوماسية بتحرير ارضنا فمن واجب الدولة استخدام اي اسلوب يحقق هذه الغاية
  • ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران فجأة؟
  • صمت يسرا اللوزي في “لام شمسية” يحولها إلى شريك في الجريمة