بوابة الوفد:
2024-10-04@11:09:06 GMT

المحاماة بين الوسائل والغايات

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

الغاية هدف يُطلب لذاته يقصد لنفسه قيمته فيه، يتطلع إليه الراغبون ويرجوه القاصدون، والوسيلة هى القنطرة التى يعبر من خلالها الناس إلى أهدافهم، وقد تختلط الأمور فى الأذهان أو فى واقع الناس فتتحول الوسيلة إلى غاية ويغفل الناس عن الغايات ويقصدون الوسائل.

وهذا مشاهد ومعلوم، فإذا نظرت وجدت كثيرًا من الوسائل صارت غايات، وأدل مسألة على ذلك المال، فالمال وسيلة وأى وسيلة، بل من الوسائل الهامة والعامة، فالمال هو القوة وهو المحرك هو أنجع الوسائل وأسرعها، إلا أنك تجده قد صار غاية تُطلب لذاتها عند غالب الناس.

وقد يضل الناس طريقهم فى طلب الغاية بالمرور بوسائل فاسدة بدعوى أن الغاية تبرر الوسيلة، كما يتجلى ذلك فى النظريات والمذاهب الميكافيللية، ومع أنه تقرر حكمًا أن الوسائل لها أحكام المقاصد وأنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وأن الأمور بمقاصدها وأن الحرام بيّن والحلال بيّن، وأن الحق لا يُطلب بالباطل، بل إن للحق قوة وصولة تأبى أن يستعين بالباطل لإظهار نفسه وإثبات وجوده.

إذا نظرت إلى الغايات ومحّصتها وفحصتها؛ لوجدت أن أعظم غايات الدنيا هى عمارة الأرض، ولا يتأتى ذلك إلا بمنهاج واضح وسبيل قويم يظهر فيه الحق ويزدهر، ويهزم الباطل وينحدر.

وعمارة الأرض صيانتها من الظلم وتحقيق العدل وكف الفساد، ونشر الخير وزيادته، وتقليل الشر وإزالته، وها هى المحاماة تظهر فى الأفق فى أخص حالاتها وأرفع مقاماتها حين تتجلى فيتدلى السبب الذى يقبض عليه المكلوم ليرفعه من حاله ويعلى من شأنه وينتصر بدفع الباطل واستجلاب الحق، والتصدى لإقامة العدال.

فتجد المحاماة وسيلة لأعظم غاية، وغاية لأقدس مهمة وهى عمارة الأرض، وكأنه بلا محاماة تختل موازين الدنيا ويأفل القسط والإحسان ويمرح الظلم والخذلان.

لذلك قال عبدالعزيز باشا فهمي- ثانى نقيب للمحامين وأول رئيس لمحكمة النقض-: «إذا وازنت بين عمل القاضى وعمل المحامي، لوجدت أن عمل المحامى أدق وأخطر، أن مهمة القاضى الوزن والترجيح، أما مهمة المحامى فهى الخلق والإبداع والتكوين».

وعلى الحقيقة، فالقاضى يحكم بالظاهر والمحامى يدافع عما يعتقد، والاعتقاد أعلى عزيمة وأشد شكيمة. وقال المناضل نيلسون مانديلا: «المحامون هم حراس العدالة، وهم الذين يدافعون عن حقوق الإنسان وكرامته، ولولاهم لكانت المجتمعات غارقة فى الظلم، ومن هنا كانت المحاماة غاية باعتبار ووسيلة باعتبار آخر وللحديث بقية والمحاماة باقية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حاتم رسلان المحاماة الراغبون

إقرأ أيضاً:

أرقام المصابين والنازحين في لبنان تتضاعف يومًا بعد يوم (فيديو)

علق مراسل فضائية القاهرة الإخبارية من بيروت، على تطور الأوضاع في الأراضي اللبنانية، بـ“أرقام المصابين والنازحين تتضاعف يومًا بعد يوم”.

السفير حسام زكي: العراق طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث دعم لبنان وزير الخارجية والهجرة يطمئن على أحوال الجالية المصرية في لبنان الغارات الجوية 

وقال إن بيروت لم تشهد منذ ليلة أمس إلى الغارات الجوية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على مختلف المناطق في الضاحية الجنوبية، مشيرًا إلى أن القصف العنيف الذي طال عددا من الأحياء مثل الليلكي وبئر العبد والبرجنيل من الأحياء عبر سلسلة من الغارات الإسرائيلية المتواصلة التي عملت استهداف مباني سكنية قرابة 5 مبانٍ سكنية في منطقة مشروع القادم.

وتابع، أن الوضع الميداني خلال الساعات الأخيرة خاصة مع القصف المؤخر في منطقة عين الحلوة، صعب للغاية وخلف الكثير من الشهداء والمصابين، موضحًا أن القصف الذي حدث هو الأول لمبنى خاص بإحدى الوسائل الإعلامية في الضاحية الجنوبية.

العدد الأولي للشهداء والجرحى

وأشار إلى أن إحدى الوسائل الإعلامية لم تصدر عنه وزارة الصحة حتى هذه اللحظة عن العدد الأولي للشهداء والجرحى.

مقالات مشابهة

  • عن الهجوم على معبر المصنع... إليكم ما قالته إسرائيل
  • الاحتلال: دمرنا نفق عابر للحدود اللبنانية السورية استخدم لنقل الأسلحة لحزب الله
  • أمين الفتوى: الاعتداء على حريات الآخرين ومجاوزة الحدود من المحرمات
  • جلالة السُّلطان المعظم يُصدر مرسومًا سلطانيًّا ساميًا
  • الصحة العالمية تحذر: خطر وباء عالمي جديد قد يكون غير قابل للعلاج
  • غير قابل للشفاء.. الصحة العالمية تعلن عن خطر حدوث وباء عالمي جديد
  • سلطات نيويورك تمنع الجرذان من التكاثر باستخدام وسيلة تقليدية
  • ورشة عمل حول "الحماية القانونية للملكية الفكرية في البيئة الرقمية"
  • التحديات خطيرة وغير مسبوقة.. وزير الشؤون النيابية: البرلمان أمامه أجندة تشريعية في غاية الأهمية
  • أرقام المصابين والنازحين في لبنان تتضاعف يومًا بعد يوم (فيديو)