وانتصرت الدبلوماسية المصرية والتركية
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
صبيحة الأربعاء 14 فبراير 2024م، حطت طائرة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحرمه، بمطار القاهرة الدولى، فى زيارة رسمية إلى مصر، وعلى متنها وفد رئاسى رفيع المستوى ضم وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، ووزير الدفاع الوطنى يشار جولر، ووزير الصحة فخر الدين كوكا، ووزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجير.
الزيارة لاقت ارتياحًا واسعًا شعبيًا ورسميًا، لأنها جاءت بعد توتر استمر نحو 11 عامًا بين القيادتين السياسية فى البلدين، عندما اختلفت الرؤى بينهما، فى ظرف تاريخى طارئ، ورغم ذلك فإن الخلاف السياسى لم يؤثر على العلاقات الاقتصادية، والتى تواصلت بنفس الوتيرة، بل تخطت المعدلات الطبيعية للعلاقات التجارية بينهما.
ورحبت الصحف ووسائل الإعلام فى البلدين بهذه الزيارة التاريخية، ترحيبًا كبيرًا، لأنها حققت مطالب الشعبين الصديقين، لما لهما من جذور تاريخية بعيدة المدى، وضرورة حتمية لتقريب المواقف، كل المواقف فى وقت تشهد فيه المنطقة أعتى عاصفة تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها.
واتفقت رؤى الكتاب فى البلدين أن الزيارة تمثل نقطة تحول فى العلاقات بين البلدين، باعتبار أن مصر وتركيا دولتان مركزيتان بالمنطقة بحكم التاريخ والجغرافيا، وأن إذابة الجليد بينهما يتيح فرصًا للتعاون بينهما، وأنهما يهدفان إلى تطوير التعاون فى العديد من المجالات، فى ظل الأزمات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
وكما فى تصريحات المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن القمة المصرية التركية ناقشت دفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار فى غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع، ووضع حد للصراعات الداخلية فى المنطقة كالسودان وليبيا.
ومما لا شك فيه أن زيارة الرئيس أردوغان لمصر سوف تعيد العلاقات إلى مسارها الطبيعى بعد سنوات التوتر، واعتبرت شبكة بلومبرج الأمريكية فى تقرير لها الزيارة بمثابة «ذوبان للجليد الدبلوماسي»، مشيرة إلى أن المحادثات تناولت الصراعات الإقليمية وسبل تقديم المزيد من المساعدات للفلسطينيين فى غزة، بخلاف سعى تركيا لتعزيز التعاون فى منطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالطاقة.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن ذوبان «الجليد الدبلوماسى بين مصر وتركيا يعد جزءًا من الجهود الأوسع التى تبذلها تركيا لتطبيع علاقاتها فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، خاصة أنها تسعى لجذب الاستثمارات من دول مثل الإمارات والسعودية.
وبدورها، قالت وكالة «رويترز» للأنباء إن حرب غزة كانت على رأس جدول أعمال المحادثات بين الرئيس السيسى ونظيره التركى، بجانب ملفات الاقتصاد والتجارة والسياحة والطاقة والدفاع.
وتحظى زيارة «أردوغان» لمصر بأهمية خاصة لأنها تمثل فصلًا جديدًا فى العلاقات التركية المصرية. كما تعد شهادة على الاعتراف بقوة الدبلوماسية فى حل الخلافات.
وبحق فإن الزيارة تاريخية وتأتى تكليلا لجهود استعادة العلاقات بين البلدين والتى بدأت فى أوائل عام 2021م.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطار القاهرة الدولى محمد شيمشك الرئيس عبدالفتاح السيسي مصر
إقرأ أيضاً:
القاهرة للدراسات: زيارة الرئيس السيسي إلى أوروبا تجذب الاستثمارات
قال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي أوروبا ، التي شملت الدنمارك والنرويج وإيرلندا لها أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة خاصة أنها تأتي في وقت مهم، تسعى فيه مصر لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وأضاف الدكتور عبدالمنعم السيد، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"ـ أن الدول الثلاث لديها تفوق في بعض القطاعات الإنتاجية الحيوية، مثل الصناعات الدوائية والطاقة المتجددة بالإضافة إلى الملاحة البحرية، وتستعد مصر لتكون بوابة إفريقيا لتصنيع وتصدير الدواء بوجود بنية تحتية ومصانع متقدمة في صناعة المستحضرات الدوائية، وتقديم حزمة من الحوافز الاستثمارية للشركات المحلية والعالمية للاستثمار في القطاع الدوائي بمصر فضلا عن تدعيم المشروعات الملاحية واللوجستية في منطقة محور قناة السويس.
وأوضح الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن جذب استثمارات البلدان الثلاث في تلك القطاعات الحيوية يعزز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مع مصر صاحبة واحد من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا حيث يتجاوز الـ 110 ملايين مواطن، ومعدل ربحية على المشروعات مرتفع، يعد من أكبر معدلات على مستوى العالم.
وأشار إلى الاتفاقيات التجارية الموقعة عليها مصر مثل “الكوميسا” و"التجارة الحرة في إفريقيا" و"التبادل التجاري مع الدول العربية".
التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة .. رسائل الرئيس السيسي لقادة الدنمارك والنرويج وأيرلندابعد عودة الرئيس السيسي من جولة أوروبية شملت الدنمارك والنرويج وأيرلندا.. مكاسب اقتصادية وتعزيز ثقة المستثمرين الأجانبأكد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، أن القطاع الخاص والغرف التجارية ومجلس الأعمال عليها دور كبير عمل شراكات وجذب الاستثمارات من تلك الدول خصوصًا في قطاعات الصناعة والطاقة المتجددة والبنية التحتية والنقل، والاقتصاد الأخضر، كما تأتي هذه الزيارة لتعزيز التبادل التجاري مما يدعم الصادرات المصرية ويفتح أسواقًا جديدة للمنتجات المصرية.
حجم استثمارات الدول الثلاث في مصر
بحسب آخر إحصائيات بلغت حجم الاستثمارات الدنماركية الحالية في مصر 9.2 مليون دولار خلال العام المالي 2022-2023، وكذلك الاستثمارات النرويجية في مصر التي تبلغ 26.8 مليون دولار، وأيضا سجلت استثمارات ايرلندا 130 مليون دولار.
حجم التبادل التجاري بين مصر والدول الثلاث
بلغ حجم التبادل التجاري الحالي مع الدنمارك خلال العشر شهور الأولى من عام 2024 نحو 229 مليون دولار، فيما سجل مع النرويج حوالي 217 مليون دولار، ووصل مع إيرلندا 448 مليون دولار.