الجزيرة:
2024-12-26@14:27:17 GMT

هل تسرق إيني الغاز الفلسطيني بالتواطؤ مع إسرائيل؟

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

هل تسرق إيني الغاز الفلسطيني بالتواطؤ مع إسرائيل؟

روما- يعد حقل "غزة مارين" الفلسطيني من أقدم حقول الغاز المكتشفة في المنطقة الشرقية للبحر المتوسط، ويُنظر إليه كفرصة واعدة أمام الفلسطينيين الذين يعانون من شح موارد الطاقة، وسط معاناتهم من الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم اكتشاف حقل غزة البحري منذ عام 2000 فإن موارده التي تقدر بأكثر من تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي -وهو ما يفوق بكثير احتياجات الشعب الفلسطيني- لا تزال حبيسة الأرض ولم تستغل تجاريا حتى اللحظة بسبب إعاقة إسرائيل كافة الجهود الرامية إلى إنشاء بنية تحتية طاقية مستقلة للفلسطينيين، كما تحاول وضع يدها على هذه الموارد لتصديرها عبر صفقات مع دول الجوار بمشاركة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

إنذار

ومطلع الشهر الجاري، عادت قضية حقل غاز غزة إلى الأضواء عقب الإخطار القانوني الذي وجهه مكتب المحاماة الأميركي "فولي هوغ" -بالنيابة عن منظمات حقوقية فلسطينية- إلى عملاقة الطاقة الإيطالية "إيني" وشركات طاقة عالمية وإسرائيلية أخرى.

وأنذرها المكتب بعدم المضي قدما في أنشطة التنقيب ببئر غزة البحري العائدة ملكيته إلى الشعب الفلسطيني وفق أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 التي وقعت عليها دولة فلسطين سنة 2019.

ويأتي هذا الإنذار بعد إعلان إسرائيل في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن منح الترخيص لشركة الطاقة الإيطالية للعمل في حقل غزة، مما اعتبرته منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية انتهاكا للقانون الدولي.

ويرى مدير مركز الدراسات القانونية الدولية فابيو مارشيللي في حديث للجزيرة نت أن تعاقد "إيني" مع إسرائيل يعد انتهاكا للقانون الدولي الذي يحظر على سلطة الاحتلال التصرف بالموارد الطبيعية الموجودة في الأراضي التي تحتلها، بما فيها المناطق البحرية المجاورة.

وحذر مارشيللي من أن مجرد شروع الشركة في أنشطة التنقيب لاستغلال الموارد التي تعود ملكيتها إلى الفلسطينيين سيجعلها شريكة لدولة إسرائيل المثقلة الآن باتهامات دقيقة وموثقة بارتكاب الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية.

ولفت المتحدث نفسه إلى أن "تواطؤ إيني" -التي تعتبر شركة عامة- في مثل هذه الجرائم سيمتد إلى حكومة جورجيا ميلوني التي تعمل على تزويد إسرائيل بجزء من الأسلحة التي تستخدمها في تنفيذ الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

من جانبها، أوضحت شركة "إيني" -في بيان حصري للجزيرة نت- أنها "حصلت -إلى جانب شركات أخرى- على تراخيص التنقيب بناء على مناقصة دولية، وأنه تم منح التراخيص المتعلقة بأنشطة التنقيب المرتقبة في أكتوبر/تشرين الأول 2023".

وأكدت الشركة أنه "لم يتم التوقيع بعد على أي اتفاق بالخصوص، وأنه لا يوجد لديها حاليا أي نشاط في المنطقة، وأنها أينما تعمل تحرص على توافق أنشطتها مع القانون الدولي وأفضل ممارسات السلامة".

إنذار قانوني لشركة "إيني" الإيطالية بعدم التنقيب في حقل غزة البحري العائد للشعب الفلسطيني (رويترز) تهرُّب

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة بات الأمر محرجا، ليس فقط لشركة "إيني"، بل للحكومة الإيطالية نفسها التي تعد المساهم الأكبر في الشركة بنسبة 32%.

وتجلى ذلك في ردود وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني -الأربعاء الماضي- خلال المساءلة البرلمانية حينما حاول التهرب من مسؤولية الحكومة في هذه القضية، مؤكدا أن الشركة الموجودة في منطقة البحر المتوسط بأكملها مدرجة في البورصة وتعمل وفق قواعد السوق.

وحاول تاياني التقليل من أهمية الاتفاق، مشيرا إلى تأكيد "إيني" أن العقد لا يزال قيد الإعداد، وأنه لا توجد أي عمليات تنقيب جارية حتى الآن في المنطقة المعنية.

كما حاول التخفيف من حدة الضغوطات الممارسة على الشركة الإيطالية، لافتا إلى أهمية التوفيق بين المصالح الاقتصادية والتطلعات المشروعة للشعوب، ومشددا على ضرورة تحديد الحدود والمناطق البحرية وفق قواعد يمليها القانون الدولي.

وأضاف المسؤول الحكومي "نحن أمام قضية تضارب مصالح، وأن الحل الأمثل هو طريق الوساطة والحوار وإيجاد الحلول عبر التفاوض على غرار الاتفاق الذي توصل إليه لبنان وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2022 بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما".

وفي حديث خاص مع الجزيرة نت، استهجن أنجيلو بونيلي الناطق الرسمي لأوروبا الخضراء والنائب عن تحالف الخضر واليسار تصريحات تاياني، ووصفها بغير المقبولة.

وأكد بونيلي -الذي استجوب وزير الخارجية تحت قبة البرلمان بشأن القضية- عدم أحقية إسرائيل -وفق المادة 55 من معاهدة لاهاي– في استخدام الموارد الطبيعية الفلسطينية لتحقيق مكاسب اقتصادية خاصة بها.

وقال "نعلم جيدا أن قضية الطاقة تعتبر مهمة جدا لبلدنا، لكن هناك أيضا أخلاق وقيم سامية تقودنا إلى القول إنه في الوقت الذي يُقتل فيه اليوم أكثر من 30 ألف مدني فلسطيني هناك من يحاول سرقة مواردهم لتحقيق أرباح خاصة به".

وفي رده على سؤال الجزيرة نت بشأن ماهية المبادرات التي ينوي اتخاذها خلال الفترة القادمة كشف النائب الإيطالي عن اعتزام حزبه الترافع أمام محكمة العدل الأوروبية ضد شركة "إيني" في قضية دولية.

تكتم

من جانبه، وصف الصحفي ألبيرتو نيغري -في حوار مع الجزيرة نت- تصريحات تاياني بـ"السخيفة"، وأنها "محاولة يائسة للتسلق على لوح زجاج".

وقال إن حديث الوزير عن عدم وجود أي أنشطة بعد لاستغلال الموارد الطبيعية الفلسطينية يعود إلى أن مرحلة التنقيب لم تبدأ ويجب أن تكتمل.

وأوضح نيغري للجزيرة نت "لم تتحدث "إيني" قطعا في الماضي ولا حتى الحكومة الإيطالية عن إبرام اتفاق مع إسرائيل لاستغلال حقل غاز غزة، ولولا الإنذار الذي وصل في الأيام القليلة الماضية إلى الشركة لبقيت هذه الواقعة مغيبة أمام الرأي العام الإيطالي".

وفسّر محاولة تكتم "إيني" والحكومة الإيطالية على الاتفاقية بأن الحرب وارتكاب المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين كانا قد بدآ بالفعل، وبالتالي كان يتعين عليهما الإعلان عن تعليقهما كحد أدنى.

وأضاف نيغري أن "حديث وزير خارجيتنا عن تضارب المصالح وتفضيل طريق الوساطة والحوار في مثل هذه الحالات ليس سوى ذر للرماد في العيون، لأن "إيني" لم تتفاوض مع الفلسطينيين، بل مع الحكومة الإسرائيلية فقط رغم أن حقل "غزة مارين" تم اكتشافه منذ عام 2000 ولم يستطع الفلسطينيون استخراج الغاز منه حتى الآن بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ عام 2007″.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

انتشال جثمان أحد ضحايا التنقيب عن الآثار في جبل أبو رواش بكرداسة|صور

تمكنت قوات الإنقاذ النهري بالجيزة من انتشال أحد ضحايا التنقيب عن الآثار داخل حبل ابور واش في كرداسة، وجاري تكثيف الجهود لانتشال جثمان زميله.

وتبين أن جثمان الشاب الذي تم انتشالها هي للشاب محمد عبد السلام جود، وتك نقله إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة تمهيدا لاستخراج تصاريح الدفن.

قبل 3 أيام تقريبا، قررا الشابان ”محمد ومصطفى” القيام بأعمال حفر في خندق جبلي في منطقة نائية بجبل أبو رواش بكرداسة، كان لديهما الأمل الكبير في أن تكون هذه المرة هي الفرصة التي سيغيران بها حياتهما ويحققان حلمهما حول الثراء السريع.

لكن، وكما هي الحال في الكثير من الأحيان، لم تسير الأمور كما تمنيا، وبينما كانا يواصلان حفر الخندق، حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث انهارت الرمال فوقهما فجأة.

لم يكن هناك وقت للهرب أو النجاة، كانت الرمال تتساقط بسرعة، ومصطفى ومحمد أصبحا محاصرين أسفلها، وتحت وطأة الرمال، فقد الشابين حياتهما بشكل مأساوي، تاركين وراءهما حلمًا لم يتحقق.

عندما وصل رجال الإنقاذ إلى الموقع، كانت المشهد صادمًا، وتم استخدام المعدات الثقيلة لاستخراج جثتي الضحيتين وسط حالة من الحزن العميق على الوجوه التي كانت تراقب عن كثب تطور الاحداث.

رغم مرور 3 ايام تقريبا لم يتم انتشال جثامين الضحايا التي غطتها الرمال وسط حزن أسرتيهما.

بلاغ الواقعة

تلقت غرفة عمليات النجدة بالجيزة بلاغًا من الأهالي بوجود انهيار أثناء عملية حفر غير قانونية في كرداسة، انتقل رجال الأمن إلى مكان الحادث والاستعانة برجال الحماية المدنية؛ للبحث عن الضحايا وانتشالهما.

تبين أن الشابين الضحيتين كانا يقومان بعملية حفر غير مشروعة بهدف البحث عن الآثار مستعينين بأدوات بسيطة إلا أن الحفر العشوائي تسبب في انهيار التربة عليهما.

وتحفظت القوات على أدوات الحفر، و تم الاستماع إلى شهود العيان، وتحرير محضر بالواقعة.

الضحية محمد عبد السلام

مقالات مشابهة

  • عمر شاكر .. موهبة مصرية تسطع في سماء الكرة الإيطالية
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة
  • أمن الجيزة يكثف جهوده لانتشال الضحية الثانية في التنقيب عن الآثار بأبورواش
  • انتشال جثمان أحد ضحايا التنقيب عن الآثار في جبل أبو رواش بكرداسة|صور
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • مايا دياب تسرق الأنظار مع ابنتها.. احتفال مميّز بعيد الميلاد
  • "أداب حلوان" تعلن عن دورات جديدة لتعلم اللغة الإيطالية.. تعرف على التفاصيل
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: إسرائيل تعتقل فلسطينيا مصابا في نابلس وتمنعنا من علاجه
  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها