جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-19@20:47:44 GMT

أخطأتُ.. فقبِّليني!

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

أخطأتُ.. فقبِّليني!

 

عائض الأحمد

السلوك الإنساني وعادات الناس جزء من حياتهم وتعاملهم إن لم يكن هو المتحكم في مصائرهم، صعودًا وهبوطًا، إنها طبيعة بشرية ليس لك أن تُغيِّرها، وإنما عليك أن تتعامل معها كما هي، أو ليسوا بشرًا من "لحم ودم".

لا تعتقد أن فلانًا من الناس "آلة" تتحرك بنظام دون أن تعلق بعض "تروسها" في بعض، فتقف منتظرة "المكانيكي" لإصلاحها، عامل الناس كما هم على هيئة بشر، واقبل منهم الخطأ قبل الصواب لتعيش متعة الأخطاء فهي مؤشر كبير على حقيقتك ومدى استيعاب من حولك وهنا فقط تستطيع أن تقيس أي إنسان أنت، أو تظن أن المنطق سيحاسبك على فضائل من حولك وهم يسيرون في خط مستقيم لا عوج فيه، وأنت تشير لهم بالبنان ما أجملهم  لا يصدر عنهم غير الحلم والأناءة، انظروا ماذا يفعلون إنهم من عجائب الدنيا أقف حيرة في البحث خلف نوادر ندرتهم أين هؤلاء من أخطائكم!

يقال إنَّ زارع الورد قد يتخطاه مقاصد وجود تلك النبتة المؤذية التي توسطت حديقته دون أن يعلم سبب وجودها ولكنها اكتسبت وعاشت على غذاء تلك الأزهار التي تحيطها من كل جانب بل وتظللها وهي لا تعلم بأن مجرد هذا الوجود هدر كبير وقسمة جائرة لو كان الأمر لها لما سمحت بذلك، ولكنه القبول وليس التمييز بأنهم الأفضل والأحسن وكأن المشيئة لا تعني شيئاً في كل هذا.

الخطأ يأتي في نهاية الأمر حينما تضعه عقبة في إكمال مسيرك ويظل هاجسًا تستحضره في كل عثرة، وقد تستدعيه وأنت في أقرب لحظاتك إلى الكمال لتفسد بياض الصفحة بخطوط متشابكة أخذت من سنواتك أيامًا من الألم وساعات من الندم، غطت إشراق نهارك وسمر ليالي أُنسك حتى ظننت بأن تلك الأيام رحلت إلى غير عودة، فإذا بها تعود أكثر رضا وبهجة وتغاضى وكأنك تقول أنا هذا.

كن صادقًا مع هفواتك وانقلها بعد ذلك إلى سلة المهملات التي أفرغتها وأقسمت أنها لن تعود، وضع قبلة على وجه الزمن دون أن تثير حنقه، فتصبح أسير أفعالك ونديم أقوال أنت لم تسع لها، لكنها أتتك مع أقدار لم تكن أنت صانعها، وطلب الغفران ممن يستحق أن تطلبه وليس ممن يقصد استصغاره.

ختامًا.. هي لم تكن خيارًا لك؛ بل عديلة روح وسكن استوطنتك، تصعد وتهبط مع أنفاسك، لا يشبهها شيء، هي الفعل وردته، نجمها عالي الوصول إليه يحتاج عمرًا آخر أنت لا تملكه.

شيء من ذاته: حديث النفس أقرب إلى بركان خامد لا تعلم متى يثور.

سِمة: الحب ليس مجرد علاقة مُميزة تظهر في تصرفاتك أمام الآخرين، لكنه المودة والسكن والتغاضي وغض الطرف، وهذه لن تستطيع لها سبيلا إلّا إذا شعرت أن حياتك تحت قدميك.

نقد: سأُكررها حتى تسمع لينقلها عني جيل "السبعينيات" متعدد الثقافات، تستطيع أن تأخذ منه وتعطيه دون حرج.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المسافة الآمنة

في كل مرحلة عمرية يتعلم الإنسان مبادئ وعادات جديدة، ربما يجاهد نفسه ليتعود عليها أو يجد نفسه مجبولا عليها بناء على تراكمات التجارب التي مر بها والتي حتماً تُشكل ملامح شخصيته الجديدة في تلك المرحلة، يولد الإنسان على العفوية والطبيعية في التعامل، وتُشكل تربية الأهل شخصيته الطفولية ويتم غرس القيم والعادات فيها بناء على وجهة نظر وتوجهات الأسرة، وكلما تَقّدم الإنسان في عمره ودخل مرحلة جديدة أضاف سلوكيات وعادات جديدة لشخصيّته، وبالتأكيد ليست كل التجارب التي يمر بها سعيدة بل مع الأيام يكتشف شخصيات أنانية، غير سوية، تحمل بداخلها شراً يؤذي العالم، فالعالم مليء بكل أنواع الشخصيات البعض منهم يسعى للخير ويمتاز بالطيبة، ويراعي الله في تعاملاته والبعض الآخر على العكس تماماً، فنجده يتفنن في أذية الناس وربما أقربائه أو اصدقائه ولا يحفظ العلاقات الاجتماعية التي تربطه بهم، ناهيك عن أولئك المنافقين الذين يأتونك بوجه محب، ويدّعون خوفهم عليك وفي الخفاء يسيئون لسمعتك وتحزنهم سعادتك، ويبحثون عن عثراتك ليضحكوا عليها، ويتمنون زوال الخير عنك، وحمداً لله أن الأرزاق بيد الله لأن هؤلاء المرضى سيمنعون عنك الرزق بكل أشكاله لو كانت لديهم القدرة!

ومع انتشار منصات التواصل الاجتماعي زاد الحسد وذلك لانفتاح الناس على حياة بعض، فمن مميزات تلك المنصات مشاركة التفاصيل اليومية مع الأصدقاء ورغم أنها ميزة إلاّ أنها تنقلب إلى سيئة لأن فضول البعض يجعلهم يراقبون ويحسدون الآخرين على يومياتهم وسفراتهم وطريقة حياتهم، بل يحسدونهم على هدوئهم وربما كوب القهوة الذي يحرصون على تناوله، لذلك عزَف البعض عن مشاركة يومياته لكثرة المواقف السيئة التي واجهته والتي يعتقد أنها من الحسد وعيون الناس مما أثر على تعاملاته مع الناس لأنه أصبح حساسا لكل تعليق ولكل كلمة ترد من متابعينه، وهنا ندخل في موضوع آخر ذي صلة وهو الهوس في تدوين التعليقات والتنمر على ما ينشره الناس في المنصات، فطالما أن المتابع غير مستمتع بالمحتوى فيمكنه إلغاء المتابعة أو عدم التعّرض للمنشور عوضاً عن التنمر على الشخص وتدوين تعليقات مُسيئة تصل للسب والقذف أحياناً، ففي رأيي أن من يدون تلك التعليمات المسيئة يعاني من نقص ويفرغّه في تلك التصرفات لجذب الانتباه !

تعلمت من العلاقات الاجتماعيّة التي مررت بها، أن تخصيص مسافة آمنة بيني وبين الناس أمر مريح جداً، ويحافظ على الخصوصية التي يهوى البعض اختراقها بفضوله، بل البعض لابد وأن نضع له حدا، لأنه لم يستوعب تلك الخصوصية فيطرح أسئلة تفصيلية ودون خجل عن حياتنا رغم أننا لا نسأله عن أي أمر خاص، بل يسعى لإخفاء تحركاته وأموره لكن فضوله يحركه لمعرفة أخبار الآخرين، ومثل هذه النماذج مزعجة جداً وتتمنى لو نتخلص منها للأبد!

الحياة رحلة فيها المتعة وفيها التحديات والصعوبات، وبعض البشر في حياتنا يجعلونها هيّنة ومريحة، والبعض الآخر يجعلونك تكره اللحظة التي جمعتكَ بهم، لذلك ضع حدودا لكل من يحاول التلصص على حياتك، وحط نفسك بسدٍ منيع، فالقلوب متغيرة ومن يهواك اليوم قد يكون عدوك غداً فلا تأمن له!

لا تأتي بفعل على الآخرين وأنت لا تقبله على نفسك، فالناس ايضاً لديها أحاسيس ومشاعر ومحبون وأهل، فكن مهذباً في تعليقاتك وتجنب الفضول والتنمر والعبارات المسيئة التي تكشف عن خلل في أخلاقك ونقص في شخصيتك!

أمل عبدالملك – الشرق القطرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عبقرية سعد!!
  • المسافة الآمنة
  • ليلى مجدلاني.. اللبنانية التي رفضت عودة نيمار إلى البرازيل
  • نبض الشارع
  • 4 شهداء في الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت بلدة جويا
  • هل تستطيع أمريكا الحد من نفوذ الصين في العراق؟
  • مصطفى الفقي: سعيت للمناصب أحيانا.. وأعتذر لمن أخطأت في حقه
  • هل تستطيع أمريكا الحد من نفوذ الصين في العراق؟ - عاجل
  • هل تستطيع أميركا الحد من نفوذ الصين في العراق؟
  • كيفية التوبة من تتبع عورات الناس