لا تتخلصي منها.. 9 أفكار للاحتفاظ بأعمال طفلك الفنية
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
يحب الأطفال الرسم وإنتاج الأعمال الفنية سواء في الفصول الدراسية، أو المنزل، أو في الورش الفنية المتخصصة في تعليم الرسم، ولكن تبقى المعضلة في اللحظة التي ينتهي فيها الرسم وتواجه الأمهات ومدرسات التربية الفنية كميات ضخمة من الأعمال الفنية المتراكمة، بعضهم يلجأ إلى التخلص منها، بينما يعجز آخرون عن التعامل معها، فتتراكم فوق الرفوف دون فائدة تذكر، ليبقى السؤال: "كيف يجب التعامل مع الأعمال الفنية للأطفال عقب انتهائهم منها؟".
يفرق الدكتور مراد درويش، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، في جامعة القاهرة، بين أمرين بشأن الموهبة، فهي ليست طبيعية بالكامل، ولا مكتسبة بالكامل أيضا، ويقول: "قدر من موهبة الطفل يكون طبيعيا، وقدر كبير يعتمد على التمرين والممارسة المستمرة".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لماذا عليك مساعدة طفلك على تأليف القصص في سنٍ مبكرة؟list 2 of 4هل طفلك كسول؟ نصائح عملية وبسيطة لتحفيز نشاطهlist 3 of 47 مهارات حياتية يحتاجها طفلك لوظائف المستقبلlist 4 of 4صندوق غداء مثالي لطفلك في حقيبة المدرسة.. ما مكوناته؟end of listوأوضح درويش للجزيرة نت "كل إنسان موهوب في شيء معين، ولكن الفكرة كيف نكتشف الموهبة ونعمل على تنميتها؟ أو كما يقول أينشتاين: كل إنسان عبقري ولكن إذا حكمت على السمكة أن تتسلق الشجرة فسوف تعتقد طوال عمرها أنها غبية، قد تكون الموهبة موسيقية، رياضية، في الرسم، أو في أي مهارة حياتية، لكن للأسف فإن نظام التعليم والأسرة والمحيط، يفقد الطفل الملكة مع الوقت".
ينصح درويش بمنح الحرية للطفل، بالبيت أو المدرسة لكي يجرب كل شيء، الرسم، العزف والغناء، أو غير ذلك حتى يعثر على شغفه، ثم يأتي دور تنمية الموهبة بشكل خاص، وهذا لا يعني اقتصار الجهد على أمر بعينه، فلا مانع من أن يعرف الطفل مقدمة عن كل شيء مع التركيز على الموهبة، بتوفير الأدوات دون تدخل، فالخطأ الأكبر الذي يواجهه الموهوبون في الرسم، تدخل المحيطين في نوعية الرسم والأسلوب، بينما يعتمد تدريس الرسم على اكتشاف أسلوب الطفل، بعضهم يحب الخطوط الحادة، وبعض آخر يفضل الناعمة، كل طفل له وجهة نظر، وخيال يحركه نحو ممارسة الفن، التوجيه الوحيد المطلوب هو التشجيع والتعامل بشكل احترافي مع نواتج هذه الممارسة.
يعتبر درويش أن الرسم وسيلة تعبير قوية، يقول: "الرسم كالكلام، المكتئب يتحدث ليرتاح، والطفل يرسم فيعبر عما لا يستطيع التعبير عنه بالكلمات" أستاذ الفنون الجميلة الذي يحرص على إقامة ورش فنية للأطفال لكي يمارسوا الرسم في مناطق مفتوحة، يرى أنه يجب تقدير ناتج العملية الفنية، حتى لو كانت مجرد "شخبطة" بشكل عفوي وتلقائي، لأنها تبقى في النهاية نوعا من أنواع التعبير.
ويضيف: "أنصح الآباء والأمهات، بضرورة الاحتفاظ بنواتج إبداع أطفالهم، وأن يقدروا قيمتها من خلال توثيقها بشكل مستمر، بل ويقومون بتأريخها، باليوم والشهر والسنة، هذا ما يدفع الطفل لأن يستمر، أما تمزيق الأعمال وإلقاؤها في القمامة، فلن يهدر فن الطفل وحسب، ولكنه سيضيع عليه، وعائلته فرصة ملاحظة التطور والتغييرات التي طرأت على أسلوبه، عبر السنين، كما أن الاحتفاظ بالأعمال، وبطريقة لائقة، يمثل حافزا للطفل، خاصة إذا قام الوالدان بالاحتفاء بأحدها عبر وضعه في "برواز"، هنا يدرك الصغير أهمية ما لديه، كما يدرك أهمية الفن وقيمته".
فنانتان بعمر السابعة فقط!قررت إيمان أحمد سعد، و زوجها النحات السيد عبدو سليم، الاكتراث لرسوم التوأم آسيا وخديجة، من عمر الـ9 أشهر فقط، عناية آتت أكلها بحلول عامهما السابع، حيث شهدت الصغيرتان إطلاق معرضهما الأول بغاليري "ضي" في حي الزمالك بالقاهرة، بحضور كوكبة من الفنانين وأساتذة الفنون الجميلة.
تقول والدتهما للجزيرة نت: "كانت رسالتي للماجستير حول تعليم الأطفال كتابة الحروف العربية باستخدام الطباعة، في سن مبكرة، وذلك لتنمية عضلات اليد بدلا من إرهاقها بالكتابة العادية".
وحول تجربتها مع ابنتيها تقول إيمان "الصغيرتان مولودتان لعائلة فنية، في قلب عالم الرسم والنحت، منحهما والدهما الأدوات بعمر الـ9 أشهر للتعبير عبر الرسم، حتى استطاعتا مع الوقت إيجاد تفاصيل خاصة لأعمالهما، وخلال هذا الوقت لم أتخلص من أية رسوم لهما، لدي كميات مهولة من الاسكتشات، والرسوم، وقبل فترة حين حاولت إلقاء بعض الأوراق التي لم يعد لنا بها حاجة، غضبتا كثيرا، فبدأنا نقص الأجزاء التي تحتوي رسوما، ونلقي البقية في القمامة، لم نقم بتوجيههما أو نفعل أكثر من توفير الأدوات، والاحتفاء بالنتائج".
يقترح الخبراء مجموعة من الطرق المبتكرة للتعامل مع النواتج الفنية لأعمال الأطفال، وأرشفتها والاستفادة منها بطرق لائقة، ومرضية للطفل من بين تلك الطرق:
عمل حافظة رسوم: يمكن شراء واحدة من المكتبة، تلك التي تحتوي على عدد كبير من الحافظات الشفافة بالداخل، بحيث يصير لكل عام حافظة خاصة، ويستمتع الأطفال بتصفحها من وقت لآخر. تحويل بعض الرسوم إلى "ورق تغليف": قد يكون من المناسب أن يختار الطفل بعضا من الرسوم أو الخطوط، ليحولها إلى ورق تغليف للهدايا التي يرغب في توجيهها إلى المقربين، بحيث يصبح المغلف جزءا من الهدية نفسها. إرسال بعض الرسوم إلى أفراد العائلة كهدايا في المناسبات أو التجمعات العائلية، بحيث تتحول إلى تذكار، وتعد تلك طريقة رائعة لإيجاد رابطة بين الطفل وأفراد عائلته. الاحتفاء بالأعمال المتكاملة عبر وضعها داخل براويز وتعليقها على الحائط، أو ربما يتطور الأمر إلى تنظيم معرض خاص كما هو الحال مع آسيا وخديجة.عادة ما يكون هناك طريقة مناسبة للتعامل مع الأمر، ولكن تبقى الفكرة الأساسية في احترام الفن، ومنح الطفل شعورا أن ما قام به مقدر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التعامل مع
إقرأ أيضاً:
الساعدي تبدع لوحات بصرية مستوحاة من التراث
خولة علي (أبوظبي)
رفيعة الساعدي، فنانة تشكيلية تقطن مدينة العين بواحاتها الساحرة، حيث استلهمت من ثقافتها وتراثها أعمالها الفنية، التي تجسد رحلات بصرية تأخذ المشاهد إلى عالم يعج بالألوان والمشاعر، حيث يلتقي جمال الطبيعة بالإلهام الثقافي، صانعة إبداعاتها مع كل لمسة فرشاة، متخذة من المدرسة الواقعية تارة، والتجريدية والتعبيرية أو السريالية تارة أخرى، مظلتها الفنية لتنقل كل فكرة تراودها أو مشهد يحفزها على الإبداع والتأمل العميق، للوصول إلى عمل استثنائي مميز.
لغة متفردة
عن نظرتها للفن، تقول الساعدي: «الفن بالنسبة لي ليس وسيلة تعبير عما بداخلي فقط، بل هو بمثابة التعبير عن رؤيتي ونظرتي للعالم من حولي، فأعمالي تظهر التفاصيل الجميلة والخفية، لأصف مدى غزارة وعمق مفهوم الفن، الذي أراه عالماً ينطق بلغة متفردة، تدعو للتأمل».
وعن بدايتها تشير الساعدي، قائلة «منذ طفولتي، كنت دائماً ملازمة للقلم والدفتر، وقد بدأت مسيرتي الفنية برسم الزخارف باستخدام الرصاص والحبر الأسود، بالإضافة إلى الألوان الخشبية والشمعية، كما كنت أستمتع برسم الشخصيات الكرتونية ومناظر الطبيعة».
وتتابع «مع مرور الوقت، تطورت مهاراتي وبدأت أستكشف تقنيات جديدة، حيث انتقلت لاستخدام ألوان الأكريليك والألوان المائية، ولكني لاحظت أن الألوان المائية، على وجه الخصوص، تضفي على الرسومات مزيجاً من الوضوح والغموض في آن واحد، مما يعزز من عمق اللوحة وتفردها».
سحر خاص
الفن بالنسبة للساعدي عالم شاسع مليء بالخيارات، وكأنه يمنحها أكثر من رئة لتتنفس من خلالها، لتجد نفسها تميل للأسلوب الواقعي، حيث تستطيع التعبير بأمانة عما يدور بداخلها، إذ تستمتع بالتنقل بين أساليب مختلفة كالتجريدي والتعبيري والسريالي، مما يضيف إلى رحلتها الفنية أبعاداً متنوعة وغنية.
وعلى الرغم من تنوع الأدوات والتقنيات الحديثة، تؤمن الساعدي بأن الرسم اليدوي التقليدي يحمل سحراً خاصاً لا يمكن تجاوزه، ولهذا تسعى باستمرار إلى صقل مهاراتها وتطويرها في هذا المجال، فكل لوحة ترسمها ليست مجرد تجسيد لما تراه العين، بل هي انعكاس لما يحمله قلبها من مشاعر وتجارب.
مصادر ملهمة
تستمد الساعدي إلهامها من مصادر متعددة وملهمة، بدءاً من جمال الطبيعة إلى تجاربها الشخصية التي تشكل جزءاً من ذاتها، كما تعبر أفكارها عن أحلامها وعن أهم الأحداث والمناسبات المهمة في الدولة، لتبدع لوحات أكثر ثراءً وعمقاً، حيث إن الكثير من أعمالها ينبع من تفاصيل يومية تعيشها، فكل تجربة تتحول إلى فكرة إبداعية مميزة. وتتمتع أعمال الساعدي بالدقة والبساطة، لكنها تحمل في طياتها معاني عميقة تلامس الروح، فكل رسمة تنبض بمشاعر خاصة نابعة من أعماقها.
مشاركات فنية
حول المنهجية التي تتبعها في تطوير مهاراتها، تقول الساعدي «الممارسة ثم الممارسة، والإصرار على التعلم، والبحث والقراءة في كتب الرسم، ومتابعة الفنانين على مواقع التواصل للاستفادة من تجاربهم، والمشاركة في الملتقيات والمعارض المتنوعة، ومحاولة تجربة مختلف أنواع الرسم وتقنيات الألوان».
وللساعدي مشاركات فنية عدة، منها مشاركتها في مهرجان الشيخ زايد بالتعاون مع ديوان الرئاسة بمعرض «إرثنا بمنظور شبابنا»، كما سبق لها المشاركة في فعاليات حديقة الظاهر، المبزرة الخضراء، وبعض الملتقيات في مدينة العين، وهي تسعى دائماً لحضور أعمالها في معارض كثيرة خارج مدينة العين.
آفاق جديدة
تحمل أعمال الساعدي الفنية رسالة تتجاوز حدود الشكل، فهي تسعى من خلالها إلى دمج الإبداع والمعرفة في صورة تعكس تنوع الأفكار وعمق التجربة الإنسانية، وعبر أفكار متعددة، تحاول إيصال مشاعر محددة، ملهمة الآخرين للإبداع، وفتح آفاق جديدة للتفاهم والتقدير، ليس فقط للفن، بل للعلم أيضاً، كما تسعى لتكون لوحاتها جسوراً تربط بين الجمال والمعرفة، وتفتح حوارات عميقة حول التجربة الإنسانية بكل أبعادها.
معرض خاص
تطمح الفنانة التشكيلية رفيعة الساعدي، لأن تصبح فنانة متفردة بأسلوبها الخاص في عالم الرسم والفنون، وتسعى للحصول على الدعم الذي يمكنها من تحقيق حلمها بافتتاح معرضها الفني الخاص في مدينة العين، لتعبر من خلاله عن ماضي وحاضر ومستقبل دولة الإمارات، وتأمل أن تكون جزءاً من حركة فنية عالمية، من خلال مشاركتها في معارض حول العالم، لتسلط الضوء على تراثها وثقافتها.