مختصون: التحصين الفكري ضرورة لحماية الأسرة من تيارات العولمة والتغريب
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أكد مختصون أهمية التحصين الفكري للأسر لمواجهة تحديات العصر والتيارات الثقافية السلبية وتعزيز الجانب الاجتماعي والصحة النفسية والعلاقات الإيجابية الأسرية، وضرورة حماية الناشئة في مجابهة المؤثرات الخارجية التي تضرب الأسرة وأهدافها ومبادئها وتسهم في خلخلة النسيج الاجتماعي، داعين إلى المحافظة على الهوية الدينية والقيم والأخلاق وتعزيز التفاعل والوعي الثقافي المتبادل وحماية العقول من الغزو الفكري.
وأوضحت البهلاوية أن التواصل الجيد يكون عبر الحوار المستمر بين أفراد الأسرة لما له من دور مهم في التحصين الفكري ويسهم في التكيف مع التغيرات ويقوي الصحة النفسية ويشجع أفراد الأسرة على تقدير الأشياء الصغيرة والتعبير عن الامتنان دائما.
وأكدت الأخصائية النفسية على أهمية التحصين الفكري للأسرة في مقاومة التأثيرات السلبية، قائلة: التحصين الفكري يعزز قوة الأسرة في التصدي للتحديات، ويعزز العلاقات الإيجابية ويحمي من التأثيرات السلبية، ويصنع بيئة صحية للسعادة والاستقرار.
وأضافت: يسهم التحصين الفكري في الحفاظ على هوية المجتمع، وحماية العقول بعدة طرق منها أنه يقوي ويغذي الهوية الدينية والقيمية بالإضافة إلى تشجيع التفاعل والوعي الثقافي والتفكير النقدي الذي يمكّن الأفراد من تحليل المعلومات وفحصها بشكل أفضل واتخاذ القرارات الصائبة المستنيرة.
إيجابية العلاقات
وفي السياق ذاته قالت أبرار بنت ناصر الحضرمية، أخصائية اجتماعية وباحثة في المجال التربوي والأسري وعضوة بجمعية الاجتماعيين العُمانية: التحصين الفكري من الأولويات التي ينبغي أن لا يزاحمها غيرها على الصدارة، حيث يؤدي التحصين الفكري للأسر دورا مهما في تحقيق الأمن الفكري والذي مع تحقيقه يتحقق تلقائيا الأمن والتحصين في الجوانب المختلفة الأخرى كالجانبين الاجتماعي والنفسي؛ وذلك لأن التحصين الفكري هو بمثابة الحاجز لحماية الأفراد والمجتمعات ضد الوقوع في الفوضى الفكرية غير المضبوطة بمبادئ العلم والحكمة وغير المستندة إلى عقيدة دينية سليمة. من جهة أخرى فإن التحصين الفكري للأسر يساعد في تحقيق الأمن الأخلاقي فكلما كان الفكر سليمًا كان ذلك مدعاة للتصرف بخلق عال والتخلي عن كل ما يعد مفسدة أو تجاوزًا على قيم المجتمع وعاداته، حيث تعي الأسرة حقوق الآخر وواجب احترامها وعدم التعدي عليها. كما ويؤدي دورا مهما في تعزيز العلاقات الاجتماعية لا سيما الأسرية وذلك لأن تحصين الأسرة فكريًّا يجعلها في حالة استقرار نفسي دائم مما ينعكس على علاقتها بأبنائها وبالمجتمع عامة، بحيث تصبح علاقات يسودها الإيجابية والتفاهم والتعاون لمواجهة أي تحديات أو تغيرات تطرأ على المجتمع. وعن الطرق الفاعلة لتعزيز التحصين الفكري للأسر، بيّنت الحضرمية قائلة: تعد عملية تعزيز التحصين الفكري للأسر من العمليات المهمة التي تتطلب تكاتف جميع الجهات والمؤسسات المعنية وذلك من خلال الاهتمام بالقيم وترسيخها؛ لأنها تمنح الأسرة حصانة، في مجابهة المؤثرات الخارجية التي تضرب الأسرة وأهدافها ومبادئها، وتسهم في خلخلة النسيج الاجتماعي. كما لا بد من إتاحة الفرصة للحوار الحر الرشيد داخل المجتمع الواحد واستخدام أسلوب الحجة والإقناع في التعامل مع الطرف الآخر وهذا الأسلوب يجب العمل به في كل المؤسسات خاصة المؤسسات التي تتعامل مع الأسرة، والاستفادة من وسائل الإعلام ، وتوظيفها في صنع المعرفة وإنارة الحقائق وإشاعة القيم النبيلة وتنشيط الحوار العقلاني البنّاء مع الأسر، إضافة إلى ضرورة تدريب المعلمين والأكاديميين والمربين على أفضل أساليب التعاون مع الأسرة وتبادل الاتصال والتنسيق بين المؤسسات التربوية وبين الأسرة، وذلك عبر التواصل المستمر، واللقاءات الدورية بهدف الرقي بمستوى الأسرة إلى أعلى مستويات النضج والحصانة الفكرية. وكما لا بد من تفعيل دور المرشد الاجتماعي والنفسي في كافة المؤسسات وذلك من خلال تنظيم لقاءات وندوات للآباء والأمهات تساعد على توعيتهم في الجوانب المختلفة، وتحقيق التماسك الأسري الذي يعد ركيزة أساسية لمواجهة التحديات والأخطار التي تتعرض لها في ظل المتغيرات السريعة المتلاحقة التي تشهدها المجتمعات.
الغزو الفكري
من جانبها قالت حليمة بنت عوض المعنية، باحثة اجتماعية وعضوة بجمعية الاجتماعيين العُمانية: تنبع أهمية التحصين الفكري للأسر العُمانية في معرفة وإدراك الخطورة العميقة للغزو الفكري -الذي نتعرض له بشكل يومي- والذي يعد بمثابة هجمات شرسة موجّهة من قبل ثقافات وأمم أخرى لمحاولة بسط نفوذها وسيطرتها والتحكم بثقافتنا وتوجيهها نحو طريق معين، فعلى سبيل المثال لا الحصر: الفكر الإلحادي، تمجيد اللغات الأجنبية وإضعاف اللغة العربية، والفكر النسوي، والعنصرية المذهبية والطائفية.... حيث يركز هذا الغزو الفكري الغربي على استهداف سلوكيات ومعتقدات الأفراد من خلال التعمق في دراسة تاريخ ثقافتهم وهويتهم، والتمعن في حاضرها؛ لاستغلال مواطن الضعف فيها وإضعاف مواطن القوة؛ بالاعتماد على عدة وسائل ممنهجة بشكل غير مباشر، وتبث سمومها من خلال حيل شتى كالتقنع بالأديان وصك بنود الاتفاقيات الدولية، وسطوة الإنترنت والجوالات والتطبيقات؛ حتى تحقق مبتغاها باستباحة كل ما هو محرم ومحظور، وتمجيد ما لا يستحق تمجيده.
وأضافت: هنالك العديد من الأفكار التي تصدّر إلى مجتمعاتنا وتصيب ثقافتنا بعاهات وتشوهات لا تستقيم إلا بوحدة الصف والكلمة في التصدي لها، ولا تجفّ منابعها النتنة إلا بالوعي المجتمعي الذي تقوم به «الأسرة» حيث إن الدور الرئيس للأسرة ليس فقط الإنجاب؛ بل يتعدى ذلك لما هو أسمى ألا وهو غرس القيم والارتقاء بالشخصية الإنسانية السوية حتى تخّرج -كل أسرة- أبناءً بقيمة مُضافة عالية لمجتمعها ووطنها وأمتها وإنسانيتها ولا يتأتى ذلك إلا بمضاعفة الجهود المجتمعية وتعزيز دور الأسرة لتكريس القيم، واتباع أساليب التنشئة الاجتماعية العلمية الصحيحة كالتوجيه، والتعليم بالقدوة، والتقويم والتصحيح، والأهم من ذلك الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف؛ فلم تعد التنشئة الاجتماعية التقليدية بماهيتها -التي لا تتناسب وطبيعة متطلبات وتقلبات هذا العصر- قادرةً على تخطي وتجاوز العواصف الفكرية التي تعصف بالأسر والمجتمعات والأوطان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
“اغاثي الملك سلمان” يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج
وزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس الأول، 641 سلة غذائية للأسر الأكثر احتياجًا في مديريتي المنصورة والبريقة بمحافظة عدن، ومديرية حبيل جبر بمحافظة لحج، استفاد منها 4.487 فردًا بواقع 641 أسرة، وذلك ضمن مشروع المساعدات الغذائية للأسر الأشد احتياجًا في اليمن.
وتأتي هذه المساعدات في إطار منظومة من المشاريع الإنسانية والإغاثية المقدمة من المملكة ممثلة بالمركز لتوفير الأمن الغذائي في العديد من الدول الشقيقة والصديقة، مما يسهم في تلبية احتياجات السكان اليمنيين.