طبيب أمريكي: ذهبت إلى قطاع غزة وهذا وما شاهدته بعيني
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
#سواليف
نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” مقالا للطبيب الأمريكي #عرفان_جالاريا، تحدث فيه عن تجربة ذهابه إلى قطاع #غزة في ظل العدوان الإسرائيلي الوحشي.
وروى جالاريا شهادته لما عايشه في قطاع غزة، قائلا إن ما يحدث هناك ليست حربا فحسب، بل هي #إبادة_جماعية.
وتاليا ترجمة المقال كاملا:
مقالات ذات صلة رئيس الموساد السابق: الخيار قبول صفقةٍ يُحدِّد السنوار شُروطها وموعدها 2024/02/17غادرت منزلي في فرجينيا، حيث أعمل كجراح تجميل، وانضممت إلى مجموعة من #الأطباء والممرضين، فسافرنا إلى مصر برفقة #ميدغلوبال، وهي منظمة إغاثة إنسانية، للتطوع في غزة.
لقد عملت في مناطق حرب أخرى، ولكن ما شهدته خلال الأيام العشرة التالية في غزة لم يكن حرباً – وإنما إبادة. فقد قتل ما لا يقل عن 28 ألف فلسطيني في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. من القاهرة، العاصمة المصرية، قدنا السيارات لما يقرب من اثنتي عشرة ساعة وصولاً إلى الجهة الشرقية من الحدود مع رفح. مررنا بأميال من شاحنات الإغاثة الإنسانية المتوقفة على طول الطريق لأنها لم يسمح لها بالدخول إلى غزة. إلى جانب فريقي وأعضاء البعثة الآخرين من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، كان هناك عدد قليل جداً من القادمين الآخرين.
عندما دخلنا جنوب قطاع غزة في التاسع والعشرين من يناير، حيث تجمع الكثيرون ممن نزحوا من الشمال، شعرت بأنني أقرأ صفحات من رواية حول حالة من الرعب البائس. صُمّت آذاننا بالزنين المستمر لما قيل لي إنه صوت مسيرات الاستطلاع التي لا تتوقف عن التحليق. أما أنوفنا فقد أزكمتها الروائح المنبعثة من المكان الذي بات ملاذاً لما لا يقل عن مليون إنسان نازح، يعيشون في اكتظاظ شديد، بدون مرافق صحية كافية. تاهت عيوننا في بحر من الخيام. نزلنا في بيت للضيافة في رفح. كانت ليلتنا الأولى باردة، وكثيرون منا لم يعرفوا للنوم طعماً. وقفنا على الشرفة نستمع إلى أصوات القنابل، ونشاهد أعمدة الدخان المنبعثة من خان يونس.
في اليوم التالي، وبينما كنا نقترب من المستشفى الأوروبي في #غزة، شاهدنا صفوفاً من الخيام المنصوبة وقد حجبت الأفق وسدت الطرقات. كثير من الفلسطينيين جاءوا ليقيموا بجوار هذا #المستشفى وغيره من المستشفيات على أمل أن تكون ملاذات آمنة بعيداً عن العنف – ولكنهم كانوا خاطئين.
بل بعض الناس انسابوا إلى داخل المستشفيات ذاتها: يعيشون داخل الردهات، وممرات السلالم، وحتى داخل حجيرات التخزين. غدت الممرات التي كانت ذات يوم، كما صممها الاتحاد الأوروبي، مجالات رحبة تعج بالعاملين في المستشفى، وبحمالات المرضى والمعدات الطبية، مجرد أزقة ضيقة، يتم العبور من خلالها بشق الأنفس. على جانبي هذه الممرات تتدلى البطانيات الضخمة من السقف، تطوق مساحات صغيرة تعيش داخلها عائلات بأسرها، في حد أدنى من الستر والخصوصية. صمم هذا المستشفى ليقيم فيه 300 مريض، وها هو الآن يجد نفسه مضطراً لعلاج ما يزيد عن 1000 مريض، ناهيك عن المئات من الناس الذين لجأوا إليه بحثاً عن ملاذ آمن.
لم يبق سوى عدد محدود جداً من #الجراحين المحليين، وقيل لنا إن الكثيرين منهم إما قتلوا أو اعتقلوا، ولا يُعلم مكانهم، ولا يُدرى ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا. وعدد آخر منهم حشروا في المناطق المحتلة في الشمال أو في الأماكن المجاورة، حيث بات الانتقال إلى المستشفى أمراً بالغ الخطورة. لم يبق سوى جراح تجميل واحد، وكان عليه أن يناوب داخل المستشفى بلا انقطاع، أربعاً وعشرين ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع. لقد دمر منزله فانتقل للعيش داخل المستشفى، وتمكن من تكديس جميع ممتلكاته الشخصية داخل حقيبة يد صغيرة. غدت تلك حكاية شائعة جداً بين من تبقى من عاملين داخل المستشفى. كان محظوظاً هذا الجراح لأن زوجته وابنته مازالتا على قيد الحياة، رغم أن كل الآخرين تقريباً ممن يعملون داخل المستشفى فقدوا الكثيرين من أحبتهم.
بدأت بالعمل مباشرة، أجري في اليوم الواحد ما بين 10 إلى 12 عملية، وأعمل في كل مرة ما بين 14 إلى 16 ساعة بشكل متواصل. كثيراً ما كانت غرفة العمليات تهتز تحت وقع القصف المتتابع، في بعض الأوقات بمعدل مرة كل ثلاثين ثانية. أجرينا العمليات الجراحية في أوضاع غير معقمة، وهو ما لا يمكن أن يخطر بالبال فعله داخل الولايات المتحدة. كانت المعدات الطبية المتاحة محدودة جداً. كنا نجري عمليات بتر الأذرع والسيقان بشكل يومي، نستخدم في ذلك منشار جيغلي، وهو أداة تعود إلى حقبة الحرب الأهلية، وهو منشار يتكون أساساً من قطعة من السلك الشائك. كان من الممكن تفادي الكثير من عمليات البتر لو توفرت لدينا المعدات الطبية المعتادة. ولكم كان شاقاً توفير العناية اللازمة لجميع المصابين ضمن نظام رعاية صحية تعرض للانهيار التام.
كنت أستمع لمرضاي وهم يروون حكاياتهم لي وأنا أدفع بهم على الكرسي المتحرك إلي غرفة العمليات. كان جلهم نائمين في بيوتهم عندما تعرضوا للقصف. لم أملك إلا أن أفكر بأن من قضوا نحبهم منهم في الحال كانوا هم المحظوظين، سواء كان ذلك تحت وطأة التعرض مباشرة لقوة الانفجار أو بالدفن تحت الأنقاض. أما الناجون، فعانوا لساعات طويلة في غرفة العمليات، وكانت معاناتهم تلك تتكرر كلما أعيدوا إليها لإجراء المزيد من العمليات، وهم طوال ذلك الوقت مكلومون بفقدهم للأحبة من أطفال وأزواج. كانت الشظايا في كل أنحاء أجسادهم، وكان لابد من سحبها من لحومهم، الواحدة تلو الأخرى.
لم أعد أحسب عدد الأيتام الذين أجريت لهم عمليات جراحية. كانوا بعد العملية يؤخذون إلى مكان آخر داخل المستشفى، ولست متأكداً من كان سيتولى رعايتهم أو كيف يمكن أن يبقوا على قيد الحياة. وذات مرة، حُمل إلينا عدد من الأطفال، جميعهم تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والثامنة، جاء بهم والدوهم إلى غرفة الطوارئ. كانوا كلهم مصابين برصاصة قنص في الرأس. كانت تلك العائلات عائدة إلى منازلها في خان يونس، على مسافة تبعد 2.5 ميلاً من المستشفى، وذلك بعد انسحاب الدبابات الإسرائيلية. ولكن يبدو أن القناصة ظلوا في مواقعهم. لم ينج أحد من هؤلاء الأطفال.
في اليوم الأخير لي هناك، وبينما كنت عائداً إلى بيت الضيافة، وكان أهل الحي يعرفون أن الأجانب يقيمون في ذلك المكان، جرى طفل صغير باتجاهي وسلمني هدية صغيرة. كانت عبارة عن حجر من الشاطئ، كتب عليه باللغة العربية: “من غزة، مع الحب، رغم الألم.” وحينما وقفت على الشرفة أنظر إلى رفح للمرة الأخيرة، كان بإمكاننا سماع أزيز المسيرات، وأصوات الانفجارات، وأصوات الطلقات النارية، إلا أن شيئاً ما كان مختلفاً هذه المرة: كانت الأصوات أعلى، وكانت الانفجارات أقرب.
هذا الأسبوع داهمت القوات الإسرائيلية مستشفى آخر كبير في غزة، وهم يخططون الآن لشن هجوم بري على رفح. لكم أشعر بالذنب لأنني تمكنت من المغادرة بينما الملايين لا مهرب لهم من البقاء في ذلك الكابوس داخل غزة. بوصفي أمريكياً، لا يفارقني أن أموال ضرائبنا هي التي تدفع ثمناً للأسلحة التي ربما بها أصيب المرضى الذين كنت أعالجهم هناك. لقد أخرج هؤلاء الناس من ديارهم، ولم يبق لهم الآن ملاذ يتوجهون إليه.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غزة إبادة جماعية الأطباء غزة المستشفى الجراحين داخل المستشفى قطاع غزة فی الیوم
إقرأ أيضاً:
18 قتيلا بحادث تدافع في الهند.. كانوا متوجهين نحو أكبر تجمع ديني (شاهد)
لقي ما لا يقل عن 18 شخصا حتفهم السبت في تدافع في محطة قطار في العاصمة الهندية حدث أثناء مغادرة قطارات إلى أكبر تجمع ديني في العالم "كومبه ميلا" الذي يستقطب ملايين الهندوس حسبما قالت مصادر طبية.
وصرحت الدكتورة ريتو ساكسينا نائبة مدير مستشفى لوك ناياك في نيودلهي لوكالة فرانس برس "يمكنني أن أؤكد 15 حالة وفاة في المستشفى"، قضى معظمهم اختناقا.
وأضافت "هناك أيضا 11 مصابا آخرين. ومعظمهم حالتهم مستقرة ويعانون إصابات في العظام".
من جهتها نقلت قناة إن دي تي في عن مسؤول في مستشفى آخر في المدينة قوله إن ثمة ثلاثة قتلى إضافيين.
ومعظم القتلى من النساء والأطفال.
وأكد وزير السكك الحديد أشويني فايشناو أنه يجري تسيير قطارات خاصة إضافية من نيودلهي للتعامل مع تدفق المصلين.
وقال إنه تم إصدار أمر بإجراء تحقيق في أسباب الحادث.
وقال رئيس الوزراء ناريندرا مودي من جهته إنه "يشعر بالأسى" بسبب التدافع. وكتب على منصة إكس "أفكاري مع كل من فقدوا أحباءهم. أدعو الله أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل".
ويقول المنظمون إن حدث هذا العام سيكون غير مسبوق من حيث نطاقه، إذ يُتوقع أن يشارك فيه 400 مليون زائر.
في نهاية كانون الثاني/يناير قُتل ما لا يقل عن 30 شخصا وأصيب 90 بجروح في براياغراج في شمال الهند، جراء التدافع خلال المهرجان الهندوسي الضخم كومبه ميلا الذي يُنظم كل 12 عاما.
يُعرَّف هذا التجمع بأنه الأكبر على الإطلاق لأنه يجتذب عشرات الملايين من الحجيج من كل أنحاء الهند وخارجها للاغتسال عند التقاء النهرين المقدسين لدى الهندوس، نهر الغانج ويامونا.
تتكرر الحوادث المميتة خلال التجمعات الدينية الكبيرة في الهند بسبب سوء إدارة الحشود والثغرات الأمنية.
وفي تموز/يوليو الماضي، قضى أكثر من 120 شخصا في ولاية أوتار براديش أثناء تدافع في تجمع حضره أكثر من 250 ألف شخص للاستماع إلى واعظ هندوسي شهير.
كما شهد مهرجان كومبه ميلا حوادث تدافع مميتة في الماضي. ففي عام 1954، قضى أكثر من 400 شخص دهسا أو غرقا في يوم واحد.
وخلال دورته السابقة في عام 2013، سُجلت خلال المهرجان 36 وفاة أثناء حركة الحشود الضخمة في محطة براياغراج.
بدأ المهرجان الحالي في 13 كانون الثاني/يناير ويستمر إلى 26 شباط/فبراير.
I am currently travelling from delhi to varanasi by train for which I have paid 5k rupees to get confirmed seat of 2nd ac and this is the situation of the lobby in front of my eyes 5~10 people died and police didn't came to save us.@DelhiPolice @BJP4Delhi @RPF_INDIA @narendramodi pic.twitter.com/Ttw4KSRjeS
— Tvarit Tripathi (@Viratian1718) February 15, 2025Passengers at New Delhi Railway station after ministry introduced four special trains to manage crowd
Photos: Manisha Mondal @manishamondal25 #ThePrintPictures pic.twitter.com/QdIUbEU0Us