عمليات اليمن نحو التصعيد.. زمام المواجهة البحرية بيد صنعاء
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية اليوم السبت استهداف سفينة نفطية بريطانية "بولوكس" "POLLUX" في البحر الأحمر بصواريخ بحرية مناسبة، مؤكدة أن الإصابة كانت دقيقة ومباشرة بفضل الله.
وأوضح الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في بيان متلفز أن العملية تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطينيّ وضمنَ الردِّ على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على بلدِنا، مؤكداً "استمرار العمليات العسكرية في البحرين الأحمر والعربي ضدَّ الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانىء فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وجاءت هذه العملية بعد يومين من استهداف السفينة البريطانية "لايكافيتوس" أثناء إبحارها في خليج عدن بصواريخ بحرية حققت إصابة مباشرة، وبعد استهداف سفينة "ستار آيريس" الأمريكية الأسبوع الماضي، وهو ما يعني أن العمليات البحرية اليمنية مستمرة في تحقيق أهدافها الضاغطة على الأعداء بشكل مباشر وسريع، في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة وبريطانيا فشلهما الذريع في إحداث أي تأثير على القدرات اليمنية أو على القرار اليمني بمواصلة العمليات.
وفيما أكدت القوات المسلحة أنها "مستمرةٌ في منعِ الملاحةِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ حتى يتوقفَ العدوانُ ويُرفعَ الحصارُ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة" فقد أعلنت أيضا أنها "بصددِ اتخاذِ المزيدِ منَ الإجراءاتِ رداً على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ وتأكيداً على الموقفِ العمليِّ المساندِ للشعبِ الفلسطيني" وهي رسالة واضحة بأن معادلة التصعيد بالتصعيد ليست مجرد شعار بل واقع سيدفع الأعداء ثمن تجاهله أثماناً مكلفة بالنظر إلى أن المستوى الحالي للمعركة يعتبر بالفعل متقدماً وكارثياً عليهم من عدة جوانب.
وسبق للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أن تطرق إلى ما يمثله المستوى الحالي للمعركة من ورطة كبرى لثلاثي الصهيونية (الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الإسرائيلي) في البحر الأحمر، حيث أكد أن العمليات اليمنية البحرية تمثل "تحول استراتيجي في واقع المنطقة ولها تأثير كبير على النفوذ الأمريكي والبريطاني"، وهو توصيف يشير بوضوح إلى أن اليمن اليوم يكسر حواجز جيوسياسية تاريخية سيكون لسقوطها تداعيات طويلة الأمد ولن يكون بإمكان الأمريكيين والبريطانيين استعادتها مرة أخرى.
وحرص السيد القائد على توضيح ذلك بالتأكيد على أن "معادلة أن يهدد الأمريكي والكل يتفرج انتهت" وأن "الأعداء في خسران حقيقي وورطة حقيقية وهجماتهم لا جدوى منها وإنما لها تبعات وآثار سلبية عليهم" مستعرضاً بعض التداعيات الاقتصادية التي بدأت تطال الولايات المتحدة وبريطانيا إلى جانب العدو الصهيوني نتيجة استهداف سفنهما، وهو ما يعني أن اليمن يملك باقتدار زمام مواجهة البحر الأحمر بحجمها الدولي ومستوى تداعياتها التأريخية والواسعة وغير المسبوقة، ولن يتردد في أن يوجه مجرياتها نحو تحقيق الضغط المطلوب على الأعداء مهما كان مقدار ذلك الضغط أو حجمه وتداعياته.
وضبطاً لإيقاع هذه المعادلة المفتوحة على كل الاحتمالات، طالب القائد كل دول العالم بترك الولايات المتحدة وبريطانيا تواجهان ورطتهما وحيدتان، مشيداً بمواقف الدول التي رفضت الاشتراك معهما، وهي مواقف تعكس بالفعل واقع التحول الاستراتيجي الذي أحدثه التحرك اليمني البحري، إذ لم يواجه الأمريكيون والبريطانيون في تأريخهم من قبل مثل هذا الفشل في تحشيد دول العالم ورائهم، الأمر الذي تدركه القيادة اليمنية بوضوح وتعمل على تحويله إلى معطى من معطيات الواقع الجديد الذي تسقط فيه الهيمنة الأمريكية والبريطانية على المنطقة.
رسالة التصعيد التي وجهتها القوات المسلحة، ورسالة "التحول الاستراتيجي" التي أكدها قائد الثورة، تكاملت مع رسالة إضافية وجهها رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط يوم الجمعة من أمام الحشود المليونية المساندة للشعب الفلسطيني في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، حيث ألقى الرئيس كلمة خاطب فيها الأعداء بالقول إن: "قرارنا ثابت، وأنتم من بدأت ولكنكم لستم من ينهي الأمر" وهو ما يجدد التأكيد على أن زمام المواجهة اليوم بيد اليمن وأن الحسابات التي يعتمد عليها الأمريكيون والبريطانيون للسيطرة على مجريات المعركة أو احتواء نتائجها ستسقط بفعل إصرار يمني على تثبيت واقع جديد لا يستطيع الأعداء العودة إلى ما قبله أو حتى التحكم بمفاعيله.
وأول تلك المفاعيل أن الاعتداء على اليمن سيقابل بالرد "مهما كانت النتائج" بحسب الرئيس المشاط، وهو ما يعني أن سقف العمليات اليمنية لن يتأثر بأي ضغوط أو محاولات ترهيب أو ترغيب ولن يكون محكوماً بأي حواجز، وهو أمر حرصت القيادة اليمنية منذ البداية على تثبيته في واقع ميدان المواجهة من خلال تنفيذ عمليات لم يسبق للأمريكيين والبريطانيين أن واجهوا مثلها في تأريخهم بحسب اعترافات مسؤوليهم وضباطهم.
وإلى جانب رسائل القيادة والجيش، جاءت الرسالة الشعبية الواضحة على لسان الجماهير المليونية المحتشدة في صنعاء والمحافظات يوم الجمعة والتي طالبت بالتصعيد بشكل صريح، لتؤكد بذلك أنها لا تقف فحسب إلى جانب القيادة والجيش في المستوى الحالي من المواجهة، بل أنها متطلعة لمستوى أكبر من الاشتباك مع العدو وتثبيت المزيد من المعادلات التأريخية التي تساهم في تغيير مستقبل المنطقة لمصلحة القضية الفلسطينية في المقام الأول ولمصلحة كل الشعوب.
وبالمحصلة يمكن القول إن الساحة اليمنية شعبيا ورسميا وعسكريا مهيأة ومجهزة بالكامل لتصعيد يواكب إصرار العدو على مواصلة إبادة الشعب الفلسطيني وما يتضمنه ذلك الإصرار من اعتداءات على اليمن والمنطقة، وهي جهوزية تنطلق من واقع إدراك لطبيعة المعركة الجارية كمعركة مصيرية وتأريخية يبنى عليها تحولات كبرى.
ويمثل هذا الموقف المتكامل رسمياً وعسكرياً وشعبياً دلالة واضحة على أن محاولات الأعداء للتأثير على الموقف اليمني قد ارتدت سريعاً بنتائج عكسية أكثر تأثيراً، وأن الأمر لن يقف عن مستوى فشلهم في حماية الكيان الصهيوني و"ردع" المساندين له، بل سيتطور سريعاً إلى حد زعزعة أركان الهيمنة الأمريكية والبريطانية في المنطقة تمهيداً لهزيمة تأريخية غير مسبوقة.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وبریطانیا القوات المسلحة وهو ما
إقرأ أيضاً:
العمليات اليمنية تثير رعبًا في “يافا” المحتلة وقلقًا في واشنطن
يمانيون – متابعات
مجددًا مسيرات اليمن تصل إلى أهداف حيوية وعسكرية في عسقلان، و”تل أبيب” يافا المحتلة ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد المساند لغزة ولبنان، ولا قدرة لأمريكا حتى الآن ولن يكون لها ذلك بعون الله وتأييده في إضعاف القوات المسلحة اليمنية ومنع عملياتها، كما وأنه لا أمل للصهاينة في توفير الحماية لمنشآتهم ومستوطنيهم وملاحتهم التجارية.
في مسار قصف العمق الفلسطيني المحتل، وسع اليمن ميدان المواجهة ضد العدو الإسرائيلي وزاد من زخم الضربات متجاوزًا كل الأحزمة النارية والدفاعية على مسافة تزيد عن 2000 كم, ومتخطيًا ما يعتبره هذا العدو خطوطًا حمراء في انتقاء الأهداف الاستراتيجية كضرب “تل أبيب” بما تحتضنه من منشآت استراتيجية كقاعدة “ناحال سوريك” ولنوعية السلاح الذي وصل بقوة الله إلى القواعد المحددة.
في مواجهة ذلك ثبت للعالم أجمع عجز منظومة الدفاعات الصهيونية في التصدي للقدرات اليمنية لا سيما الصواريخ الفرط الصوتية، والمسيرات التي تشكل معضلة تؤرق الأمريكيين والصهاينة على حد سواء، فاختراق هذه القدرات المجال الفلسطيني المحتل دائمًا ما يحدث هزة في أوساط المغتصبين وسط حالة من الرعب والترقب والاستعداد الدائم للهروب إلى الملاجئ في الليل أو النهار.
جيش العدو يخسر والمستوطنون في حالة رعب
إذا ما أخذنا المسألة بموضوعية وواقعية أكبر، بناء على مزاعم العدو وبياناته التي تقلِّل من مفاعيل الضربات، فاعتراض الدفاعات المعادية لبعض الصواريخ أو الطائرات المسيرة أيا يكن مصدرها “اليمن لبنان العراق” في أجواء فلسطين المحتلة لا يعني إنهاء التهديد واستعادة ثقة المستوطنين وراحة بالهم، لأن المسيرة الواحدة التي قد لا يتجاوز قيمتها 3000 ألف دولار تكلف اليهود صواريخ اعتراضية بملايين الدولارات وتستنزف مخزونهم الاستراتيجي، وفي بعض الأحيان ونتيجة للضربات الارتدادية من هذه الصواريخ فإن الخسائر المادية في المغتصبات والمنازل والمنشآت الصهيونية التي تقع عليها يكون أكبر من فعل الطائرة نفسها وهذا ما تسجله مقاطع الفيديو ويقر به العدو نفسه.
أمريكا تبحر عكس تيار البحر الأحمر
في معركة البحار ومنذ إعلان اليمن عن فرض الحظر البحري على ملاحة العدو وإمداداته التجارية، لا تأتي الرياح بما تشتيه السفن المعادية إذ لا يكاد تمر أيام قليلة من دون أن تتعرض سفينة من السفن المشمولة بقرار الحظر لعملية استهداف، سواء من خلال القصف الصاروخي أو إطلاق المسيرات في المحيط الهندي والبحرين العربي والأحمر وإلى أي مكان تطاله القدرات اليمنية، مع إمكانية مذهلة في استخدام تقنيات متطورة للرصد وتحديد وجهات السفن والشركات المالكة لدرجة أن تقلص هامش الخطأ إلى الصفر ليتأكد لدول العالم أن الضربات لا تهدد الملاحة التجارية العالمية كما تروج واشنطن وإنما سفن بعينها وكنتيجة مباشرة لاستمرار العدوان على غزة وتشديد الحصار.
انكشاف مواطن الضعف في الأسطول البحري الأمريكي
في الواقع المعزز بالشواهد والأدلة لا تخفي الولايات المتحدة فشلها الذريع في تقويض القدرات اليمنية، ما اضطرها إلى الانسحاب من ميدان المواجهة تارة والتحريض بتسعير الحرب الداخلية والتلويح بالتصنيفات الإرهابية تارة أخرى, وكل ذلك لن يرهب اليمنيين أو يدفعهم للانحناء أمام العواصف الأمريكية.
في مقابلة مع قناة الحرة يقول النائب الأسبق لقائد القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” مارك فوكس: إن بلاده مستمرة في مواجهة تهديدات من أسماهم “الحوثيين” وضمان منع إعادة قدراتهم العسكرية، وهذا يعني أن بلاده لم تحقق أهدافها أو تستعيد حالة الردع، وأن ثمة ما يشير إلى أن العمليات البحرية قد تنتهي بشروط اليمن لا بقواعد واشنطن وتحالفاتها.
الهجوم اليمني الاستباقي على حاملة الطائرات “إبراهام” أعاد تسليط الأضواء على نقاط الضعف في أسطول البحرية الأمريكية وفشل الحاملة “آيزنهاور” وتداعيات الضربات المكثفة عليها في البحر الأحمر, إذ أقر معهد البحرية الأمريكية بصعوبة المواجهات، وما أحدثه اليمن من زعزعة لمكانة البحرية الأمريكية بضربات الصواريخ الباليستية التي وصفوها بالمخيفة.
والمخيف أكثر بالنسبة للبيت الأبيض في ظل استمرار العمليات اليمنية ضد المدمرات البحرية الأمريكية هو أن الشعور الزائف بالأمن لدى الشعب الأمريكي قد تبدد، وأن بقاء أمريكا شرطي عالمي بحكم الأمر الواقع أمر خطير بطبيعته وهذه الحقيقة واضحة بذاتها وهو ما لفت إليه وتوقف عنده موقع “ناشونال انترست”.
————————————————————–
موقع أنصار الله . تقرير | إسماعيل المحاقري