صندوق للتنمية السياحية
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
خلفان الطوقي
لا يختلف اثنان على أنَّ سلطنة عُمان دولة سياحية بكل المقاييس، ويشهد بذلك كل من زار السلطنة أو حتى من سمع عنها، وما يُميز بلادنا أنَّ بإمكانها أن تكون سياحية على مدار العام لتنوع تضاريسها وأجوائها وثراء ثقافتها وتاريخها وتراثها، والتي تضمن تدفق السياح في كل المواسم، ولكن بالرغم من توفر كل عوامل نجاح قطاع السياحة في عُمان، إلّا أن المنافسة شرسة على الحصة السوقية التي تستهدفها الحكومة للسياح القادمين إلينا.
بالرغم من ذلك، ما زالت هناك فرص هائلة لزيادة السياح، وتعظيم العوائد المالية من هذا القطاع ليرفد ميزانية الدولة، ولن يتم ذلك إلّا بمزيد من المبادرات التنافسية النوعية، ومن هنا وُلِدَت فكرة هذا المقال.
لذلك اقترح على الحكومة ممثلة في وزارة التراث والسياحة إنشاء "صندوق التنمية السياحية" أو أي مسمى آخر، يهدف في النهاية إلى التطوير والتنمية السياحية، ويسعى إلى رفع أعداد السُيَّاح والزوّار إلى السلطنة بنسب كبيرة تُحقق الأرقام المستهدفة في وقت قياسي أسرع بكثير من مستهدفات "رؤية 2040".
ويكون تمويل هذا الصندوق- كاملًا أو جزئيًا- من الضريبة السياحية، وبذلك يكون كل العاملين في قطاع السياحة من فنادق ومطاعم وشركات السفر والسياحة وغيرهم على قناعة بهذه الضريبة، وأن المصلحة ليست للحكومة فقط؛ بل لتطوير القطاع السياحي ومنظومته المُتشعِّبة.
مهمة هذا الصندوق تتمثل في تبنِّي المبادرات التي تساهم في تطوير السياحة، وتعظيم العوائد من خلال هذا القطاع، وزيادة عدد السُيَّاح إلى السلطنة. ويمكن ذكر عدد من المبادرات، مثل: إطلاق الحملات الترويجية، وتدريب المرشدين العُمانيين، والتمويل الجزئي لمشاركات الشركات السياحية في المعارض الدولية، وتمويل المشاركات النوعية العُمانية في الخارج، والتوعية المجتمعية، والمُساهمة ماليًا أو بأفكار مبتكرة مع غيرها من جهات أو أفراد يساهمون في تطوير وتنمية السياحة في عُمان.
ويمكن لوزارة التراث والسياحة أن تُشرف على الصندوق، على أن يكون لهذا الصندوق مجلس أمناء من موظفين حكوميين ومن قطاع خاص ممن يعملون في مجال السفر والسياحة وخبراء مُستقلين من ذات القطاع، ومُهمتهم تأطيره وتحديد أولوياته، ومراقبة عمل الصندوق وحوكمته ليضمن سير عملة حسب البوصلة المحددة له، وتقيم عمله دوريًا، وتطويره بما يتناسب مع المُعطيات المتوفرة والمتغيرات المحلية والدولية.
الآن هو الوقت النموذجي لإنشاء هذا الصندوق؛ لأسباب عديدة أهمها: أن الحكومة أصبحت تعلم نواقص قطاع السياحة، وهذا الصندوق من المؤمل أن يسُد هذه الفراغات والنواقص، أضف إلى ذلك أن هدف الصندوق اقتصادي ومالي، يضمن عوائد مالية إضافية إلى خزينة الدولة، ويسهم في خلق وظائف مقبولة للعُمانيين، إضافة إلى ما ذكرناه سابقًا أن تمويله ليس معقدًا؛ بل من القطاع نفسه.
وأخيرًا.. عُمان تملك عوامل نجاح قطاع السياحة كافةً، شريطة الدخول إلى نادي المنافسة على الحصة السوقية للسُيَّاح، ولن يتأتى ذلك إلّا من خلال المبادرات المبتكرة والعصرية.
السياحة لم تعد سهلة كالسابق، إنما أصبحت صناعة متكاملة، لديها منتجات منوعة، وأدوات عديدة، والمنافسة فيها شرسة جدًا، وإن أرادت عُمان أن تكون ضمن هذا النادي، فعليها فِهْم هذا القطاع وخلفياته المُعقّدة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سحور شركات السياحة يشهد حضور ضخم لقيادات القطاع والإعلام
نظمت غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة ، حفل السحور السنوي ،بحضور العاملين في القطاع السياحي بوزارة السياحة والآثار والقطاع الخاص وممثلي كافة الجهات المتعاونة مع مجلس إدارة الغرفة ورجال الصحافة والإعلام .
كان في استقبال الضيوف جميع أعضاء مجلس إدارة الغرفة برئاسة الدكتور نادر الببلاوي حيث تناوب أعضاء المجلس الجلوس بين الضيوف والترحيب بهم وفتح حوارات ودية ومهنية مع الجميع.
شارك في حضور السحور عدد من قيادات ومسؤولي وزارة السياحة والآثار في مقدمتهم يمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار، وسامية سامي، مساعد الوزير المشرف على الإدارة المركزية للشركات بالوزارة، وأحمد يوسف القائم بأعمال رئيس هيئة تنشيط السياحة، واحمد نبيل معاون الوزير للطيران والترويج.
كما حضر الحفل حسام الشاعر رئيس اتحاد الغرف السياحية وعدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وكذلك رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الغرف السياحية وكذلك عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية لغرفة السياحة والغرف الفرعية بالمحافظات المختلفة.
واستهل الدكتور نادر الببلاوي، رئيس غرفة شركات السياحة، الحفل بكلمة رحب خلالها بالحضور، مؤكدا حرص الغرفة على بذل كل الجهود الممكنة لخدمة أعضائها من شركات السياحة وتذليل أي عقبات تواجههم في سبيل أداء نشاطهم السياحي بما يصب في مصلحة الاقتصاد القومي وجذب المزيد من العملات الأجنبية لمصر.
وأكد الدكتور نادر الببلاوي، أن الحضور الكبير والمتنوع لحفل السحور يؤكد مدى الترابط والتنسيق بين مجلس إدارة الغرفة والجهات السياحية المختلفة بدءا من وزارة السياحة والآثار، موجها التهنئة إلي سامية سامي، لثقة الوزير والدولة والتجديد لها مساعدا للوزير ومشرفا على الإدارة المركزية لشركات السياحة بالوزارة .
وشدد رئيس غرفة شركات السياحة، على استمرار التعاون والتنسيق مع كافة الجهات المختلفة في الدولة لخدمة القطاع السياحي.
من جهته أعرب حسام الشاعر، رئيس اتحاد الغرف السياحية، عن سعادته بالحضور الكبير والمتنوع للسحور، مؤكدا على استمرار تعزيز وتطوير التعاون بين الاتحاد ووزارة السياحة والآثار والغرف السياحية الخمسة للنهوض بالقطاع السياحي.