نائبة الرئيس الأمريكي: لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أكدت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط، ولا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دون حل الدولتين.
وحسب سبوتنيك، قالت هاريس على هامش مؤتمر ميونخ للأمن: "نؤمن بعدم احتلال إسرائيل لقطاع غزة وتغيير طبيعتها الجغرافية"، وأكدت أن بلادها "تسعى لإنهاء التصعيد في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن".
وعلق خبير العلاقات الدولية، ماك شرقاوي، قائلا: إن "هذه مناورة أمريكية لها شق تكتيكي وآخر استراتيجي، لأنه لم يتم تحديد مواعيد لحل الدولتين، معتبرا تلك تصريحات مطاطة جدا.
وأشار إلى أن الهدف التكتيكي هو إطالة أمد الوقت وإعطاء أمل للفلسطينيين وللأطراف بأنه يمكن أن يكون هناك حل"، متسائلا، "كيف يمكن أن يكون هناك حل ونتنياهو يعلن تارة أنه سيسيطر على القطاع، وتارة أخرى يتحدث عن إعادة احتلال القطاع، أو إقامة منطقة عازلة تمثل حصارا جديدا من الجانب الإسرائيلي".
وأوضح أنه "لا توجد أي تصريحات مطمئنة من الجانب الإسرائيلي، ولا يوجد أي التزام بأي تعهدات أو اتفاقات، مشيرا إلى أن نتنياهو أكد إنه لا سلام بحل الدولتين ولا دولة فلسطينية، معربا عن اعتقاده أن تصريح نائبة الرئيس الأمريكي مناورة سياسية لاستهلاك الوقت".
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية د. طارق فهمي، أن "الأقوال تحتاج إلى أفعال وتدابير حقيقية على الأرض، وليس مجرد تصريحات دبلوماسية، مشيرا إلى أن حل الدولتين طرح منذ سنوات وقبل بها بعض أطراف اليمين الإسرائيلي لكن المشكلة الآن في اشتراط نتنياهو وقف إطلاق النار والدخول في تسوية ومن ثم الحديث عن هذه الإجراءات".
وأشار إلى أن "نتنياهو نفسه سبق أن قبل بحل الدولتين لكنه اشترط قيام دولة منزوعة السلاح وبلا جيش وأن يكون اعتمادها كاملا على إسرائيل، وبالتالي ليس جديدا أن يتحدث الجميع عن دولة منزوعة السلاح لا تهدد أمن إسرائيل ولا تتواجد بجانبها قوات إسرائيلية سواء في غرب الأردن ومناطق التماس الاستراتيجية والأغوار وغيرها".
واعتبر فهمي أن "دعوة نائبة الرئيس الأمريكي تبقى جيدة في إطارها النظري، لكنها تحتاج لقوة دفع وإرادة دولية وخطوات مهمة في هذا التوقيت إذا أردنا الانتقال من هذه الحالة في القطاع وفي الشرق الأوسط إلى حالة أكثر استقرارا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: واشنطن نتنياهو كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي سلام الشرق الأوسط حل الدولتين نائبة الرئیس الأمریکی فی الشرق الأوسط حل الدولتین یکون هناک إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط على المقاس الإسرائيلي!
الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على سوريا ولبنان، تؤكد أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بتغيير شامل للمنطقة بأكملها، وأن لديها مشروعا للتوسع يتضح بشكل أكبر يومياً، حيث تريد إسرائيل خلق مناطق نفوذ واسعة لها في المنطقة برمتها، وهو ما يعني بالضرورة انتهاك سيادة الدول المجاورة والاعتداء على وجودها.
أبرز ملامح التوسع الإسرائيلي في المنطقة تجلى في المعلومات التي كشفتها جريدة «معاريف» الإسرائيلية، التي قالت إن الطيران الإسرائيلي رفض منح الإذن لطائرة أردنية كانت تقل الرئيس الفلسطيني محمود عباس نحو العاصمة السورية دمشق، واضطر الرئيس عباس للسفر براً من الأردن إلى سوريا، للقاء الرئيس أحمد الشرع، كما أن الصحيفة كشفت بذلك أيضا، أن القوات الإسرائيلية هي التي تسيطر على المجال الجوي لسوريا وتتحكم به. وفي التقرير العبري ذاته تكشف الصحيفة، أن وزارة الدفاع الأمريكية بدأت تقليص وجودها العسكري على الأراضي السورية، وهو ما يعني على الأغلب والأرجح أنه انسحاب أمريكي لصالح الوجود الإسرائيلي الذي بات واضحاً في جملة من المناطق السورية.
إسرائيل استغلت سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي وتوغلت فوراً داخل الأراضي السورية، كما قامت بتدمير ترسانة الأسلحة السورية، وسبق تلك الضربات الكبيرة التي تعرض لها حزب الله اللبناني، وما يزال، والتي تبين أن لا علاقة لها بمعركة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث اعترفت أجهزة الأمن الإسرائيلية، بأن عمليتي «البيجر» و»الوكي توكي» كان يجري الإعداد لهما منذ سنوات، وإن التنفيذ تم عندما اكتملت الإعدادات، وهو ما يعني أن الضربة التي تلقاها حزب الله كانت ستحصل لا محالة، سواء شارك في الحرب، أم لم يُشارك، حيث كان يتم التخطيط لها إسرائيلياً منذ سنوات. هذه المعلومات تؤكد أنَّ إسرائيل لديها مشروع للتوسع والهيمنة في المنطقة، وأنَّ هذا المشروع يجري العمل عليه منذ سنوات، ولا علاقة له بالحرب الحالية على قطاع غزة، بل إن أغلب الظن أن هذه الحرب كانت ستحصل لا محالة في إطار مشروع التوسع الاسرائيلي في المنطقة.
إسرائيل تقوم باستهداف المنطقة بأكملها، وتقوم بتغييرها، وبتدوير المنطقة لصالحها، وهذا يُشكل تهديداً مباشراً واستراتيجياً لدول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول التي ترتبط باتفاقات سلام معها
الهيمنة الإسرائيلية على أجواء سوريا، والاعتداءات اليومية على لبنان واليمن ومواقع أخرى، يُضاف إلى ذلك القرار الإسرائيلي بضم الضفة الغربية، وعمليات التهويد المستمرة في القدس المحتلة، إلى جانب تجميد أي اتصالات سياسية مع السلطة، من أجل استئناف المفاوضات للحل النهائي.. كل هذا يؤكد أن المنطقة برمتها تتشكل من جديد، وأن إسرائيل تحاول أن تُشكل هذه المنطقة لصالحها، وتريد أن تقفز على الشعب الفلسطيني ولا تعتبر بوجوده.
خلاصة هذا المشهد، أن إسرائيل تقوم باستهداف المنطقة بأكملها، وتقوم بتغييرها، وتقوم بتدوير المنطقة لصالحها، وهذا يُشكل تهديداً مباشراً واستراتيجياً لدول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول التي ترتبط باتفاقات سلام مع إسرائيل، خاصة الأردن ومصر اللذين يواجهان التهديد الأكبر من هذا المشروع الإسرائيلي الذي يريد تهجير ملايين الفلسطينيين على حساب دول الجوار، كما أن دول التطبيع ليست بمنأى هي الأخرى عن التهديد الإسرائيلي الذي تواجهه المنطقة.
اللافت في ظل هذا التهديد أن العربَ صامتون يتفرجون، من دون أن يحركوا ساكناً، إذ حتى جامعة الدول العربية التي يُفترض أنها مؤسسة العمل العربي المشترك لا تزال خارج التغطية، ولا أثر لها أو وجود، كما أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة لم تتحرك، ولا يبدو أن لها أي جهود في المنظمة الأممية من أجل مواجهة هذا التهديد الإسرائيلي.