أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، سمير الدهر، أن انضمام أكادير وفاس والصويرة، مؤخرا، إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم يكرس “الالتزام الثابت” للمغرب، انسجاما مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال التعليم والتعلم مدى الحياة والتنمية المستدامة.

وأضاف الدهر، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الانضمام “يعزز أيضا مكانة المملكة كفاعل رئيسي في مجال التعليم على المستوى الدولي والإقليمي”.

وأوضح أنه بالنسبة للمغرب، فإن انضمام المزيد من المدن إلى هذه الشبكة العالمية لا يعكس فقط الاعتراف الدولي بالتزام المملكة بالتعليم من الطفولة المبكرة إلى الشيخوخة، وفقا للرؤية الملكية السامية، مع مراعاة تنوع المتعلمين بما في ذلك في الأوساط الهشة، ولكنه يوفر أيضا فرصا لا حصر لها، لا سيما من خلال تبادل الخبرات والأفكار والممارسات الفضلى في مجال التعليم، مما يساهم في تحسين السياسات التعليمية الوطنية والمحلية.

وأشار السفير إلى أن هذا الأمر يساهم في بناء قدرات الفاعلين التربويين المغاربة، لا سيما فيما يتعلق بالتطوير المهني للأساتذة، وتصميم برامج تعليمية مبتكرة وإدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم، دون إغفال فرص تعبئة الموارد والتعاون المحتمل مع مدن أخرى وشركاء دوليين في مجال التعليم.

وسجل أن مدن التعلم تهدف إلى المساعدة في تنفيذ السياسات العامة والإجراءات التعليمية التي تروم في نهاية المطاف تعزيز تمكين الأفراد والاندماج الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والازدهار الثقافي وكذلك التنمية المستدامة للمجتمعات، من خلال العمل على دمج فئات مختلفة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والمهاجرين وكبار السن وغيرهم من الفئات المجتمعية التي تواجه صعوبات.

وأكد الدهر أن لجنة الخبراء الدوليين المكلفة بتقييم ملفات طلبات مدن التعلم استطاعت أن تقدر الجهود والتقدم الذي أحرزته المدن المغربية الأعضاء والتزام السلطات المحلية لهذه المدن في تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للمملكة.

وأضاف أن هذه التعبئة المغربية تم التعبير عنها من خلال الإجراءات والبرامج المناسبة، بما في ذلك إحداث مراكز تعليمية للشباب والنساء الذين يواجهون صعوبات، مهمتها مواكبة إدماجهم المهني، والتكوين المهني الذي يهدف إلى تعزيز استقلالية المسنين، بالإضافة إلى محو الأمية الأسرية، أو حتى الإدماج لصالح المهاجرين من جنوب الصحراء وأطفالهم.

واستحضارا لنموذج مدينة بنجرير، التي انضمت إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم في عام 2020، أشار السفير الممثل الدائم للمغرب لدى اليونسكو إلى أن المدينة جهزت نفسها ببنية تحتية مناسبة تهدف إلى تعزيز التعليم والتكوين على مختلف المستويات واتخذت مبادرات أخرى للدعم التربوي والتوجيه والاستشارة والتكوين والنهوض بالثقافة باستخدام تقنيات التعلم عن بعد.

وعلاوة على الأنشطة المبرمجة على المستوى الوطني والتخطيط القطاعي الذي تقوم به مصالح الإشراف والمؤسسات والمختصة، أكد السيد الدهر أن “المغرب منخرط بشكل كامل في العمل الدولي على المستوى العالمي بالاشتراك مع المجتمع الدولي والمؤسسات ذات الصلة، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف الرابع للتعليم 2030 لضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”.

وأشار في هذا الصدد، إلى أن تنظيم المؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار سنة 2022، تم تتويجه باعتماد إطار عمل مراكش كأساس للعمل على مدى الـ 12 سنة المقبلة، من أجل تحقيق رؤية الحق في التعلم مدى الحياة، بما في ذلك مشروع إنشاء المعهد الإفريقي للتعليم والتكوين مدى الحياة.

وقال السفير إنه بهدف تفعيل التزام المملكة الإيجابي بالمبادرات التي تقودها اليونسكو، أطلق المغرب مؤخرا “تحالف اللجان الوطنية ومدن التعلم بإفريقيا”، باعتباره “منصة للتعاون”، يأتي إحداثها في إطار تنزيل التوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى تعزيز الشبكة الإفريقية من خلال دعم انضمام المزيد من مدن القارة إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم.

في هذا السياق، أطلق الدهر نداء لمواصلة تشجيع تعبئة جميع الفاعلين في هذا المجال، بما في ذلك مختلف المؤسسات التعليمية والتكوينية والثقافية والجامعات، من قبيل جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس باعتبارها كرسي اليونسكو للتعلم مدى الحياة، ولكن أيضا ممثلين عن مختلف القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية وغيرها من الجهات الفاعلة الاستباقية في المجتمع المدني لتنسيق جهودهم، بالاشتراك مع القطاع المسؤول، واللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، والوكالة الوطنية لمكافحة الأمية، في مجال التعلم مدى الحياة، “بهدف خلق تآزر فعال قادر على تسهيل ودعم التغيير الذي نريده لبلادنا، على غرار الرائدين في المجتمع التعليمي العالمي”.

يذكر أن مدن أكادير وفاس والصويرة انضمت، يوم الأربعاء الماضي، إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، اعترافا بجهودها لجعل التعلم مدى الحياة واقعا ملموسا للجميع على المستوى المحلي. وتنضم هذه المدن الثلاث إلى مدن مغربية أخرى في هذه الشبكة، وهي مراكش وإفران وشفشاون وبنجرير.

وشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم هي شبكة دولية تركز على تعزيز التعلم مدى الحياة، من خلال تبادل المبادرات والسياسات والخبرات والممارسات الفضلى للتعلم الشامل للسكان في جميع الأعمار. وتجمع هذه الشبكة اليوم 356 مدينة في 79 دولة.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: إلى شبکة الیونسکو العالمیة لمدن التعلم التعلم مدى الحیاة فی مجال التعلیم على المستوى مدن التعلم بما فی ذلک من خلال

إقرأ أيضاً:

خطة مغربية تكاملية.. استثمار بالرياضة لتعزيز السياحة

المغرب – في ظل الاستعدادات المكثفة لاحتضان كبرى البطولات الكروية، يُبرز المغرب توجها استراتيجيا يربط بين الرياضة والسياحة، ويهدف إلى تحويل التظاهرات الرياضية إلى محرك اقتصادي واستثماري يعزّز مكانة المملكة على الساحة الدولية.

في هذا الإطار، قال إدريس عبيس، الخبير المغربي في قطاع الرياضة، إن هناك تكاملا وارتباطا وثيقين بين السياحة والرياضة، موضحا أن التظاهرات الرياضية الكبرى باتت تستقطب جماهير وسياحا من مختلف أنحاء العالم، مما يخلق فرصا استثمارية ضخمة في قطاعات الفندقة، والنقل، والبنية التحتية.

وتأتي تصريحات عبيس بعد أيام من إطلاق استراتيجية “المغرب أرض كرة القدم” التي تهدف إلى الترويج السياحي للبلاد من خلال شعبية اللعبة، بحسب ما أعلنته وزارة السياحة، التي أكدت أن المبادرة تمزج بين شغف المغاربة بكرة القدم وجاذبية البلاد كوجهة سياحية.

مشاريع واستعدادات لكأس إفريقيا ومونديال 2030

بالتوازي مع التحضير لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 (بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال)، يشهد المغرب تنفيذ أكثر من 120 مشروعا تطويريا في ست مدن ستحتضن البطولة القارية، بحسب وزارة الداخلية.

وتشمل هذه المشاريع تطوير البنية التحتية الحضرية، وتحسين خدمات النقل، وإعادة تأهيل محيط الملاعب، وإطلاق برامج تنشيطية لاستقبال الزوار والمشجعين.

وفي تصريح سابق، أكد الوزير المكلف بالميزانية فوزي لقجع أن تنظيم كأس العالم 2030 “لن يكون مجرد منافسة رياضية، بل فرصة استراتيجية لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل، إلى جانب الترويج لقيم التنمية المستدامة والوحدة والسلام”.

** جذب المستثمرين

وأوضح إدريس عبيس أن التظاهرات الرياضية الكبرى أصبحت عامل جذب للمستثمرين، سواء مغاربة أو أجانب، ممن يسعون للاستثمار في السياحة والفندقة والنقل والخدمات، بالتزامن مع نمو الطلب السياحي.

وأبرز ضرورة أن تكون البلاد مؤهلة من أجل النجاح في الربط بين معادلتي الرياضة والسياحة، خاصة أن كل قطاع يكمل القطاع الآخر.

ولفت إلى أن المغرب أطلق الكثير من المشاريع على مستوى البنية التحية والطرقية وعلى مستوى الصحة والأمن، ومجموعة من القطاعات الأخرى.

وأشار إلى أهمية قطاع السياحة الذي يلعب دورا مهما في نجاح التظاهرات الرياضية، لأنه بدون الترويج السياحي لا يمكن للتظاهرة الرياضية أن تحقق النجاح المطلوب.

* ترويج عبر نجوم الكرة

وفي هذا السياق، تعتمد استراتيجية الترويج على الاستفادة من النجوم المغاربة في كرة القدم، مثل أشرف حكيمي وإبراهيم دياز وحكيم زياش، الذين يحظون بمتابعة عالمية.

وبحسب عبيس، يسمح قانون الرياضة المغربي باستغلال صورة اللاعبين لأغراض دعائية، مما يعزز الحضور الإعلامي للبلاد.

وأوضح أنه “بالإضافة إلى صورة اللاعبين داخل الملاعب، يتكلف وكلاء اللاعبين خارج التظاهرات الرياضية من تسويق صورهم عبر عقود إشهارية، في عدد من القطاعات، مثل الملابس والساعات والعطور، خاصة أن الكثير من الرياضيين لديهم الآلاف أو الملايين من المتتبعين”.

ولفت إلى أن بلاده “تتوفر على العديد من النجوم في كرة القدم، خاصة لاعبي المنتخب مثل أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان، وإبراهيم دياز لاعب ريال مدريد، وحكيم زياش لاعب نادي الدحيل القطري”.

وتابع: “البلاد تعمل على توظيف صورهم للترويج للقطاع السياحي، خاصة أنهم يتوفرون على الكثير من المتابعين سواء داخل المغرب أو خارجه، بالإضافة إلى الاستثمار في المجال الإشهار”.

وأوضح أن الجديد في المجال الرياضي هو توظيف الذكاء الاصطناعي لتحديد أكثر اللاعبين تأثيرًا ومتابعة، بهدف استثمار صورهم بفعالية في الحملات الترويجية.

** ضرورة تنويع العرض السياحي

وشدد الخبير المغربي على أهمية تنويع العرض السياحي ليتناسب مع تنوع جماهير الرياضة ومستوياتهم الاقتصادية، وتقديم وجهات تشمل الشواطئ، الجبال، الصحارى، والمآثر الثقافية، وهو ما يجعل المغرب مؤهلًا لتقديم تجربة سياحية شاملة.

ولتحقيق هذه الأهداف، دعا عبيس إلى الموازنة بين سرعة الاستعداد لاستقبال الأحداث الكبرى ومستوى التنمية في مختلف المدن، من الناحيتين اللوجستية والبشرية.

** بلد الرياضة والسياحة معا

بحسب بيانات وزارة السياحة، استقبل المغرب خلال عام 2024 نحو 17.4 مليون سائح، بزيادة 20 بالمئة عن العام السابق، ليصبح في صدارة الوجهات السياحية الإفريقية.

وبفضل استراتيجيته الجديدة، يراهن المغرب على أن يصبح بلدا رياضيا وسياحيا بامتياز، لا سيما مع احتضانه لأربع بطولات قارية خلال 2025.

ومن بين هذه البطولات كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة، وكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم النسوية، وكأس العالم للسيدات تحت 17 عاما وصولًا إلى الموعد الأهم: كأس إفريقيا للرجال 2025، تمهيدا لمونديال 2030.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • نقش «إيكاروس» بالكويت على قائمة ذاكرة العالم «اليونسكو»
  • نقش إيكاروس على قائمة ذاكرة العالم – اليونسكو
  • ضمن مبادرة "دوّي".. قصور الثقافة تطلق دورة "التعلم الرقمي" بالأسمرات
  • هذا آخر ما أدرجته الجزائر في سجل ذاكرة العالم لـ”اليونسكو”
  • خطة مغربية تكاملية.. استثمار بالرياضة لتعزيز السياحة
  • رئيسة مجلس النواب الإندونيسي تؤكد دعم بلادها الثابت لاستقلال فلسطين
  • وداعاً للأسئلة والأجوبة.. الذكاء الاصطناعي يتعلم بنفسه!
  • حموشي يؤشر على تعيينات جديدة بمصالح الأمن الوطني في عدة مدن مغربية
  • سمير عثمان يرد على الانتقادات: لا أستهدف أي نادٍ.. فيديو
  • مستشارة وزير التعليم: دوري كابيتال فكرة جديدة تنفد داخل المدارس الرياضية