سمير الدهر: انضمام مدن مغربية جديدة إلى شبكة اليونسكو لمدن التعلم يكرس الالتزام الثابت للمغرب لصالح التعليم
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، سمير الدهر، أن انضمام أكادير وفاس والصويرة، مؤخرا، إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم يكرس “الالتزام الثابت” للمغرب، انسجاما مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال التعليم والتعلم مدى الحياة والتنمية المستدامة.
وأضاف الدهر، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الانضمام “يعزز أيضا مكانة المملكة كفاعل رئيسي في مجال التعليم على المستوى الدولي والإقليمي”.
وأوضح أنه بالنسبة للمغرب، فإن انضمام المزيد من المدن إلى هذه الشبكة العالمية لا يعكس فقط الاعتراف الدولي بالتزام المملكة بالتعليم من الطفولة المبكرة إلى الشيخوخة، وفقا للرؤية الملكية السامية، مع مراعاة تنوع المتعلمين بما في ذلك في الأوساط الهشة، ولكنه يوفر أيضا فرصا لا حصر لها، لا سيما من خلال تبادل الخبرات والأفكار والممارسات الفضلى في مجال التعليم، مما يساهم في تحسين السياسات التعليمية الوطنية والمحلية.
وأشار السفير إلى أن هذا الأمر يساهم في بناء قدرات الفاعلين التربويين المغاربة، لا سيما فيما يتعلق بالتطوير المهني للأساتذة، وتصميم برامج تعليمية مبتكرة وإدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم، دون إغفال فرص تعبئة الموارد والتعاون المحتمل مع مدن أخرى وشركاء دوليين في مجال التعليم.
وسجل أن مدن التعلم تهدف إلى المساعدة في تنفيذ السياسات العامة والإجراءات التعليمية التي تروم في نهاية المطاف تعزيز تمكين الأفراد والاندماج الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والازدهار الثقافي وكذلك التنمية المستدامة للمجتمعات، من خلال العمل على دمج فئات مختلفة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والمهاجرين وكبار السن وغيرهم من الفئات المجتمعية التي تواجه صعوبات.
وأكد الدهر أن لجنة الخبراء الدوليين المكلفة بتقييم ملفات طلبات مدن التعلم استطاعت أن تقدر الجهود والتقدم الذي أحرزته المدن المغربية الأعضاء والتزام السلطات المحلية لهذه المدن في تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للمملكة.
وأضاف أن هذه التعبئة المغربية تم التعبير عنها من خلال الإجراءات والبرامج المناسبة، بما في ذلك إحداث مراكز تعليمية للشباب والنساء الذين يواجهون صعوبات، مهمتها مواكبة إدماجهم المهني، والتكوين المهني الذي يهدف إلى تعزيز استقلالية المسنين، بالإضافة إلى محو الأمية الأسرية، أو حتى الإدماج لصالح المهاجرين من جنوب الصحراء وأطفالهم.
واستحضارا لنموذج مدينة بنجرير، التي انضمت إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم في عام 2020، أشار السفير الممثل الدائم للمغرب لدى اليونسكو إلى أن المدينة جهزت نفسها ببنية تحتية مناسبة تهدف إلى تعزيز التعليم والتكوين على مختلف المستويات واتخذت مبادرات أخرى للدعم التربوي والتوجيه والاستشارة والتكوين والنهوض بالثقافة باستخدام تقنيات التعلم عن بعد.
وعلاوة على الأنشطة المبرمجة على المستوى الوطني والتخطيط القطاعي الذي تقوم به مصالح الإشراف والمؤسسات والمختصة، أكد السيد الدهر أن “المغرب منخرط بشكل كامل في العمل الدولي على المستوى العالمي بالاشتراك مع المجتمع الدولي والمؤسسات ذات الصلة، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف الرابع للتعليم 2030 لضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن تنظيم المؤتمر الدولي السابع لتعليم الكبار سنة 2022، تم تتويجه باعتماد إطار عمل مراكش كأساس للعمل على مدى الـ 12 سنة المقبلة، من أجل تحقيق رؤية الحق في التعلم مدى الحياة، بما في ذلك مشروع إنشاء المعهد الإفريقي للتعليم والتكوين مدى الحياة.
وقال السفير إنه بهدف تفعيل التزام المملكة الإيجابي بالمبادرات التي تقودها اليونسكو، أطلق المغرب مؤخرا “تحالف اللجان الوطنية ومدن التعلم بإفريقيا”، باعتباره “منصة للتعاون”، يأتي إحداثها في إطار تنزيل التوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى تعزيز الشبكة الإفريقية من خلال دعم انضمام المزيد من مدن القارة إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم.
في هذا السياق، أطلق الدهر نداء لمواصلة تشجيع تعبئة جميع الفاعلين في هذا المجال، بما في ذلك مختلف المؤسسات التعليمية والتكوينية والثقافية والجامعات، من قبيل جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس باعتبارها كرسي اليونسكو للتعلم مدى الحياة، ولكن أيضا ممثلين عن مختلف القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية وغيرها من الجهات الفاعلة الاستباقية في المجتمع المدني لتنسيق جهودهم، بالاشتراك مع القطاع المسؤول، واللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، والوكالة الوطنية لمكافحة الأمية، في مجال التعلم مدى الحياة، “بهدف خلق تآزر فعال قادر على تسهيل ودعم التغيير الذي نريده لبلادنا، على غرار الرائدين في المجتمع التعليمي العالمي”.
يذكر أن مدن أكادير وفاس والصويرة انضمت، يوم الأربعاء الماضي، إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، اعترافا بجهودها لجعل التعلم مدى الحياة واقعا ملموسا للجميع على المستوى المحلي. وتنضم هذه المدن الثلاث إلى مدن مغربية أخرى في هذه الشبكة، وهي مراكش وإفران وشفشاون وبنجرير.
وشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم هي شبكة دولية تركز على تعزيز التعلم مدى الحياة، من خلال تبادل المبادرات والسياسات والخبرات والممارسات الفضلى للتعلم الشامل للسكان في جميع الأعمار. وتجمع هذه الشبكة اليوم 356 مدينة في 79 دولة.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: إلى شبکة الیونسکو العالمیة لمدن التعلم التعلم مدى الحیاة فی مجال التعلیم على المستوى مدن التعلم بما فی ذلک من خلال
إقرأ أيضاً:
أوربان: المجر ستقرر مصير انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
أشار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، يوم السبت، إلى أن بلاده هي التي ستحدد ما إذا كانت أوكرانيا ستحقق طموحاتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في تصعيد جديد لموقفه المتشدد تجاه الجارة الشرقية التي تعيش ويلات الحرب.
وفي خطابه السنوي الذي ألقاه في بودابست أمام أعضاء حزبه وأنصاره، شدد على أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لن يتم دون موافقة بلاده، قائلا: "ضد إرادة المجر، لن تكون أوكرانيا عضوًا في الاتحاد الأوروبي أبدًا" وحذر من أن هذا الانضمام "سيدمر الاقتصاد الوطني برمته".
وفي ما بدا تشكيكًا في سيادة أوكرانيا، قال أوربان إن الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات "لم يكن حتى حول أوكرانيا، بل حول المنطقة التي تسمى أوكرانيا، التي كانت حتى الآن منطقة عازلة بين الناتو وروسيا، والتي تم وضعها تحت رعاية الحلف".
وأضاف: "أوكرانيا، أو ما تبقى منها، ستعود مجددًا إلى وضعها كمنطقة عازلة، ولن تصبح عضوًا في الناتو".
ويُعد أوربان، المعروف بكونه الحليف الأقرب للكرملين بين زعماء الاتحاد الأوروبي، العائق الأبرز أمام جهود التكتل لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا. وعلى الرغم من معارضته للعقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو وتهديده المستمر باستخدام الفيتو ضدها، إلا أنه كان يصوت في النهاية لصالحها.
ورغم أن المجر، بصفتها عضوًا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، استقبلت لاجئين أوكرانيين، إلا أنها عرقلت المساعدات المالية الأوروبية لكييف، وسعت لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع موسكو، متجاهلة تداعيات الحرب.
وتعكس هذه التصريحات موقف بعض الشخصيات داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي اقترحت على أوكرانيا التخلي عن طموحاتها في الانضمام للناتو لضمان أمنها ضد أي اعتداء روسي في المستقبل.
وخلال خطابه، هاجم أوربان الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وادّعى دون تقديم أدلة أنها موّلت قضايا أثارها التيار الليبرالي بهدف تقويض حكومته. وأكد عزمه على ملاحقة المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والجماعات الحقوقية التي تلقت دعمًا من الوكالة، متوعدًا بـ"إجراءات قانونية" ضدها.
Relatedأوروبا تخشى صفقة غير متوازنة في مفاوضات أوكرانيا.. هل يدفع ترامب القارة إلى حافة الهاوية؟ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّكيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟كما أعلن إرسال مفوض إلى الولايات المتحدة لجمع بيانات عن الكيانات المجرية المستفيدة من هذا التمويل.
وفي تصعيد لحملته ضد المجتمع المدني والمثليين، قال أوربان إن حكومته ستوصي بتعديل الدستور المجري، الذي وضعه حزبه منفردًا عام 2011، لتنص على أن "هوية الشخص هي إما رجل أو امرأة"، ملمحًا إلى احتمال حظر مسيرة الفخر السنوية للمثليين في بودابست.
وختم خطابه بلهجة تحدٍّ واضح، قائلًا: "أقترح أن نقوم بهجوم مضاد هنا"، موجهًا رسالة إلى منظمي المسيرة: "أنصحكم بعدم إضاعة الوقت والمال هذا العام".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية واشنطن تطرح قرارًا "تاريخيًا" بشأن أوكرانيا في الأمم المتحدة الاثنين كيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟ ماكرون يحذّر ترامب من التهاون مع بوتين في المفاوضات بشأن أوكرانيا المجرروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبيفيكتور أوربانالحرب في أوكرانيا