لا بد أن اللحظات التي عاشها الممثل والمنتج الأميركي المخضرم هاريسون فورد، في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي مايو/أيار الماضي، كانت استثنائية، فقد قوبل بطل فيلم "إنديانا جونز ونداء القدر" (Indiana Jones and the Dial of Destiny)، بإشادة واسعة وحفاوة كبيرة، إلا أن الأمر لم يكن كذلك في شباك التذاكر.

ويلعب فورد (80 عاما) دور عالم آثار ومغامر في سلسلة الأفلام الشهيرة "إنديانا جونز"، التي عاد بها للجمهور بعد غياب منذ عام 2008.

ونهاية الشهر الماضي، عبّر فورد عن اعتزازه بشخصيته التي جسدها في الأجزاء الخمسة من فيلم إنديانا جونز، وقال لوكالة رويترز: "ستظل الشخصية محفورة دائما في قلبي، إنها تعني لي مثلما تعنيه للجمهور. عندما أتذكر سلسلة الأفلام، أعتقد أنها كانت قصصا جيدة، كانت أفلاما جيدة. أنا فخور جدا بمشاركتي فيها".

ولكن ذلك لم يشفع للفيلم سواء في شباك التذاكر -إذ حقق إيرادات لم تغط ميزانيته- أو لدى النقاد الذين أعطوه تقييما بنسبة 68% فقط على موقع "روتن توماتوز" (Rotten Tomatoes)، ليمثل نهاية محبطة لصناع الفيلم ومحبيه.

إنديانا جونز قصة نجاح

وبدأت سلسلة إنديانا جونز عام 1981، من بطولة هاريسون فورد النجم الصاعد بقوة آنذاك والقادر على مزج الأكشن بالكوميديا، ومن إخراج ستيفن سبيلبيرغ ملك شباك التذاكر في ذلك الوقت بعد النجاح الساحق لفيلمه الأول "الفك المفترس" (Jaws) منتصف سبعينيات القرن الماضي.

وحقق الجزء الأول "إنديانا جونز وسارقو التابوت الضائع" (Indiana Jones and the Raiders of the Lost Ark) إيرادات قاربت 400 مليون دولار مقابل ميزانية 20 مليون فقط، واعتبره النقاد واحدا من أفضل 10 أفلام في تلك الفترة.

وبسبب هذا النجاح الكبير، استمرت السلسلة لفيلمين آخرين صدرا عامي 1984 و1989، ليغيب إنديانا جونز عن المشاهدين حتى عام 2008 حين عاد في نسخة رابعة هي "إنديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستالية" (Indiana Jones and the Kingdom of the Crystal Skull) الذي حقق إيرادات 790 مليون دولار.

توقفت السلسلة لفترة طويلة مرة أخرى، حتى عادت هذه المرة في جزء خامس، وأعلن فورد أنها آخر عهده مع دور المغامر إنديانا جونز، مودعا بذلك أحد أشهر أدواره.

وتبدأ أحداث الفيلم الجديد في الزمن الأصلي للسلسلة، في نهايات الحرب العالمية الثانية، وقد تم استخدام تقنية خاصة لتصغير عمر الممثل على الشاشة، وجعله يظهر شابا.

وتنطلق الأحداث بمغامرة على متن قطار ينتمي إلى الجيش النازي يحتوي على كثير من القطع الفنية والأثرية، التي يتم نقلها إلى مقر القائد الذي جمع في متحفه الخاص أهم الأثار العالمية، وخلال هذه الرحلة شديدة الخطورة يعثر جونز وصديقه بازيل شو على جزء من ساعة العالِم أرخميدس، إذ زعم ذلك العالم أنها قادرة على السفر عبر الزمن، ويقرر شو الاحتفاظ بهذا الجزء من الساعة، والبحث عن الجزء الآخر للبحث عن مدى صدق هذه الفرضية.

يقفز الفيلم عديدا من السنوات إلى الأمام، حتى يصل إلى عام 1969 وتحديدا يوم وصول الأميركيين إلى سطح القمر، عندما تظهر في حياة البطل هيلينا شو ابنة زميله الراحل، التي تبحث عن الجزء من الساعة التي أعطاها والدها إلى صديقه إنديانا جونز ليدمره، ولكن جونز كان يخفيه، لتبدأ مغامرة يخوضها إنديانا برفقة الشابة الطموحة، ولكنه هذه المرة رجل عجوز يحاول مواكبة العالم الذي تغير كثيرا.

إنديانا جونز والنهاية المحبطة

يبدو أن أزمة الجزء الخامس لفيلم إنديانا جونز تعود إلى أن الشخصية لم تعد صالحة لفيلم في 2023، كما أن "الأكشن" الذي يقدمه العمل لم يعد مثيرا للجمهور، خاصة مع كبر عمر البطل.

وإنديانا من الأساس شخصية أحادية الطابع، هو فقط مغامر يبحث عن الآثار بسبب شغفه بها، ويحاول حمايتها، لا يحمل هموما شخصية كبيرة، ولا علاقات أصيلة بالشخصيات من حوله، فأتت أفلامه غنية بمشاهد الحركة، والمؤثرات البصرية المميزة، وهو أمر أحبه بالتأكيد مشاهدوه وقتها وإلا ما حقق هذا النجاح الكبير.

حاول المخرج جيمس مانغولد إلقاء عباءة غير حقيقية على الشخصية ولا تتلاءم معها، فبدت في النهاية مصطنعة للغاية، وأضفى على الشخصية نضجا، وعلاقات عاطفية، بهدف إثارة شجن المتفرج، وهو يشاهد بطله المحبوب طاعنا في السن وحزينا على وشك الطلاق من حبيبة عمره، ويحاول إقامة علاقة مع ابنته الروحية بعدما فقد ابنه الحقيقي في الحرب، ولكن لم تكن هناك صلة حقيقية بين هذه الشخصية وإنديانا الشاب اللامبالي الذي تعرف عليه الجمهور منذ 40 عامًا، فبدت الشخصيتان منفصلتين تماما.

يمثل الجزء الخامس لفيلم إنديانا جونز خاتمة باهتة لسلسلة حاولت أن تصبح الأشهر في العالم، وعلى الأغلب لن يتذكر المشاهدون نهاية بطلهم المحبوب في هذا الفيلم، ولكن بما ظهر به في الجزء الرابع الأكثر نجاحا وتألقًا بصورة واضحة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إندیانا جونز

إقرأ أيضاً:

تعرف على أشهر الفنانين الذين تركوا الفن وهاجروا إلى الخارج ( تقرير )

 

 

 

الهجرة ظاهرة شائعة بين الفنانين، وقد تكون لأسباب عديدة تتراوح بين البحث عن فرص أفضل إلى الهروب من الأزمات السياسية والاجتماعية. في هذا التقرير، نستعرض مجموعة من الفنانين الأجانب الذين قرروا ترك مشهد الفن والانتقال إلى بلدان أخرى، مما أثار جدلًا واسعًا حول تأثير هذا القرار على مسيرتهم الفنية وعلى الفن بشكل عام.


ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن  أشهر الفنانون  الذين تركوا الفن وهاجروا إلى الخارج

بونو (Bono)

 

مغني فرقة U2، انتقل بونو إلى الولايات المتحدة في فترة مبكرة من حياته المهنية.


 بينما يُعتبر بونو رمزًا للموسيقى الروك، فإن قراره بالعيش في أمريكا أثار تساؤلات حول "التخلي" عن جذوره الأيرلندية. رأى البعض أن هذا الانتقال يساهم في فقدان الهوية الثقافية.

شارون ستون (Sharon Stone)


شارون ستون ممثلة أمريكية، انتقلت إلى أوروبا لأسباب شخصية ومهنية،حيث حصلت على  انتقادات حول تركها هوليوود، حيث اعتبر بعض النقاد أن هذا القرار يمثل هروبًا من مسؤولياتها كفنانة في صناعة السينما الأمريكية.

أنتوني كيديس (Anthony Kiedis)

 

أنتوني  مغني فرقة Red Hot Chili Peppers، عاش لفترات طويلة في أستراليا.
كما  آثار قرار كيديس بالانتقال تساؤلات حول تأثير الحياة في الخارج على إبداعه. بعض المعجبين اعتبروا أن هذا الانتقال أثر سلبًا على جودة أعماله الفنية.

أديل (Adele)


أديل  مغنية بريطاني، انتقلت للعيش في لوس أنجلوس.
أثار قرار أديل بالانتقال إلى أمريكا نقاشات حول كيفية تأثير الثقافة الأمريكية على فنها. البعض اعتبر أن هذا الانتقال قد يغير من أسلوبها الموسيقي.


بين ستيلر (Ben Stiller)


بين ستيلر ممثل ومنتج، عاش لفترات طويلة في الخارج بسبب مشاريع فنية.


تعرض  لانتقادات حول تخليه عن صناعة السينما الأمريكية، مما أثار نقاشات حول مسؤولية الفنانين تجاه بلدهم.

 الخاتمة
تُظهر حالات هؤلاء الفنانين أن الهجرة ليست مجرد قرار شخصي، بل تؤثر أيضًا على الفنون والثقافات. بينما يسعى البعض إلى تحسين حياتهم أو استكشاف آفاق جديدة، يظل جدل الهوية والانتماء حاضرًا في كل قرار. هل يمكن للفنانين الحفاظ على هويتهم الثقافية بعد الهجرة، أم أن الفنون تتأثر بتغير السياقات الاجتماعي  والجغرافية؟ هذه الأسئلة تظل مفتوحة للنقاش.

مقالات مشابهة

  • حقيقة أم خيال .. هل ستسجل عملة "بيتكوين" 300 ألف دولار قريباً؟
  • وصول قاتل الضابطين السعوديين ‘‘العروصي’’ إلى صنعاء.. والكشف عن الشخصية التي تمكنت من تهريبه
  • تعرف على أشهر الفنانين الذين تركوا الفن وهاجروا إلى الخارج ( تقرير )
  • كاتب بريطاني: هناك خط أحمر لمحاسبة إسرائيل؟.. بايدن أجاب: لا
  • تيفو أثار تفاعلا واسعا.. جمهور عُمان يلفت الأنظار في مباراة المنتخب الفلسطيني
  • مقدرتش أشوفه في المشهد دا .. إمام عاشور حزين بسبب كهربا
  • مي عمر تغازل زوجها في وداع "إش إش".. ماذا قالت؟
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • مذيعة برازيلية تفاجأ المشاهدين بشعار فلامينغو على الهواء عقب تتويجه بكأس البرازيل .. فيديو
  • وداع وتشييع عدد من الشهداء بمستشفى الأقصى وسط غزة.. فيديو