موقع النيلين:
2024-12-22@23:09:55 GMT

عن الواقع الجديد في منطقة الساحل

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT


أعلنت الأنظمة الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر مؤخراً الانسحاب «الفوري» من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، في قرار قد يؤدي إلى تداعيات كبيرة تشمل مثلاً حركة البضائع والأفراد في البلدان الثلاثة التي تفتقر إلى منفذ بحري، وهو ما أثار تخوفاً كبيراً في المنطقة جعل رفيعي المسؤولين في التكتل يعقدون مجلس الوساطة والأمن التابع له في العاصمة النيجيرية أبوجا لمناقشة حيثيات خروج الدول الثلاث، وجاء في البيان المشترك لهذه الدول أن «إيكواس»، «تحت تأثير قوى أجنبية، تخون مبادئها التأسيسية وباتت تشكل تهديداً لدولها الأعضاء وشعوبها» وأضاف البيان: «لا يمكن لمجموعة الخمس في الساحل أن تخدم المصالح الأجنبية على حساب مصالح شعوب الساحل،

ناهيك عن قبول إملاءات أي قوة مهما كانت باسم شراكة مضللة وطفولية تنكر حق سيادة شعوبنا ودولنا، ولذلك، فقد تحملت بكل وضوح المسؤولية التاريخية بالانسحاب من هذه المنظمة».

وموازاة مع ذلك، فإن العديد من الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا لم يعد مرحباً بها في تلك البلدان، فهي تعاني اليوم من فشل استراتيجيتها في منطقة الساحل، حيث إن التغييرات السياسية الداخلية في تلك البلدان لم تأخذها يوم من الأيام الدول الغربية في الحسبان، زد على ذلك أن دول مجموعة الساحل الخمس (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا) لا يمكنها أن تشكل وحدة استراتيجية يمكن الاعتماد عليها بعد التغييرات السياسية في المنطقة، كما أن فرنسا تشعر بخطورة الرياح المناهضة لها في المنطقة بعد عدة سنوات من التواجد المتواصل للقوات العسكرية وسقوط الكثير من القتلى من جانبها… كما لا تزال هناك أعمال عنف وإرهاب بشمال مالي، وقد وصلت إلى وسط البلاد وكذلك إلى النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين.وتنظر اليوم هذه الدول الأفريقية بعين مرحبة إلى قوى أجنبية أخرى مثل الصين وروسيا، وهما القوتان اللتان بدأتا في تعميم تواجدها الاقتصادي والتجاري بل والعسكري في المنطقة.

وتعي أوروبا جيداً النفوذ المتزايد لهما، لأن استراتيجيتهما وسياستهما في المنطقة مختلفة عن تلك التي أرادوا مأسستها في المنطقة منذ عقود، وهي اليوم أكثر من أن تزال ببعض المساعدات المالية الأوروبية، خلافاً لروسيا التي تمد تلك الدول بما تحتاجه من مال وعتاد، وخلافاً للصين التي تعمل دون تثوير في كل المنطقة، وهي لا تبني طرقاً فقط ولكنها تُكون صداقات متميزة وتحالفات، وتعتمد هناك على الاستثمار في بناء رأس المال الاجتماعي والبشري… كما قد سبق وأن أرسلت الصين بارجتين بحريتين إلى القرن الأفريقي وبالتحديد إلى جيبوتي، حيث تملك قاعدة عسكرية ولوجيستية هناك…. فما يزيد عن 400 عسكري أضحوا يتواجدون في هذه القاعدة لتأمين طرق الملاحة في القرن الأفريقي على مستوى خليج عدن والقرن الأفريقي.

د. عبدالحق عزوزي – أكاديمي مغربي – جريدة الاتحاد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

المغرب وبوركينا فاسو يوقعان على اتفاقية للتعاون العسكري على خلفية خطة 2025

اختُتم الاجتماع الأول للجنة العسكرية المشتركة بين المغرب وبوركينا فاسو، بالتوقيع على محضر في مجال التعاون العسكري مع التأكيد على التزام الطرفين بتعزيزه، ودعم الجهود المشتركة لتحقيق الأهداف المرجوة.

وهو الاجتماع العسكري الذي تم بالرباط من 16 إلى 19 دجنبر 2024، برئاسة العميد رشيد زروقي، رئيس قسم العلاقات الخارجية للقوات المسلحة الملكية، والعميد جان باتيست كابوري، المدير العام للتعاون العسكري والدفاع البوركينابي.

وناقش هذا الاجتماع حصيلة أنشطة عام 2024 وخطة العمل المشتركة لعام 2025،

 

 

كلمات دلالية التعاون العسكري المغرب وبوركينا فاسو

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية تركيا يكشف الملفات التي ناقشها مع الشرع في سوريا
  • الأردن: نموذج الاستقرار والصمود وسط أزمات المنطقة
  • مسؤل صيني : مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق
  • المغرب وبوركينا فاسو يوقعان على اتفاقية للتعاون العسكري على خلفية خطة 2025
  • مجلس الدولة يلغي قرار نقل مدير من القاهرة للوادي الجديد
  • تعرف على الدول التي تضم أطول الرجال والنساء في العالم
  • مجلس الدولة يلغي قرار نقل مدير من القاهرة إلى الوادي الجديد
  • ما الرسائل التي حملها ممثل الرئيس الروسي للجزائر؟
  • تحرك غربى.. وصمت عربى
  • بوساطة مغربية.. إطلاق سراح 4 فرنسيين من بوركينا فاسو