الوحدة نيوز:
2025-01-16@06:01:57 GMT

(من حكاية طويلة)

تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT

(من حكاية طويلة)

عبد المجيد التركي

كانت همومنا تنحصر في مشاهدة مسلسل افتح يا سمسم، ونتسابق على ما تبقى من زجاجات السينالكو وكندا دراي بعد أن يغادر الضيوف.

ننام بعد صلاة العشاء بأقدام مليئة بالتشققات والفازلين..

لا أحد يسهر حتى التاسعة مساء.. ولا أحد ينام بعد أذان الفجر.

كان جارنا الحداد يخيط شقوق قدميه بإبرة يحتفظ يها منذ زمن بعيد، وخيط مخصص لرتق أكياس القمح.

انكسرت الإبرة في تلك القدم المتصالحة مع التراب منذ أول خطوة، ليستبدلها بقدم بلاستيكية ناعمة لن يحتاج إلى دهنها بالفازلين.

مهيوب العجوز أيضاً كان يرتدي قدماً صناعية. تحكي زوجته لجاراتها أن قدمه بقيت معلقة بعد انفجار اللغم، فقطعها بسكين ورماها إلى جنود في ثكنتهم وهو يصرخ:

كلوها، افرموها وكلوها يا عيال الـ…..

عاش مهيوب مائة وثلاث سنوات، لم يخرج عن خط سيره اليومي، من البيت إلى الدكان إلى المسجد.. يخرج كل صباح حاملاً جمنة فخارية مليئة بالقهوة، وبيده الأخرى سلة جمر يسكبها في موقد الدكان، ويضع عليها قليلاً من الفحم تكفي لرصفها على بوري التبغ، ويبدأ بشفط الدخان من قصبة المداعة وهو يردد: يا نخوسااااه.

جسده الضامر يشبه المومياوات، وجلده اليابس التصق بهيكله العظمي، لم يعد فيه عضو يعمل سوى رئتين ينفث بهما دخان المداعة.. يخرج مهيوب إلى الصيدلية الملاصقة لدكانه ليقترح على حسين إعطاءه بعض الفيتامينات، متجاهلاً نبضه الخافت وعضلاته التي تلاشت، ومتجاهلاً أن مائة وثلاث سنوات تكفي لتغيير شكل الجبال وإصابة الأنهار بالجفاف.

سأله حسين عن رجله التي ألقاها للجنود، فقال له:

– انتبهت وأنا أقف على لغم، لم أشأ أن أبدو خائفاً أو أطلب النجدة. لا أريد أن يراني أحد في هذا الموقف، فقفزت إلى الأمام ليقضم اللغم رجلي كما تفعل أسماك القرش. ارتميت على الأرض وأنا أشعر بإحساس المعاقين قبل أن أرى رجلي. أحسست بمعنى النصف، بمعنى النقص.. لا يجب أن يراني أحد مرمياً على الأرض. كانت رجلي معلقة كغصن مكسور، فقطفت ذلك الغصن وألقيت به إلى ثكنتهم. لن يأكل رجلي أحد سوى الكلاب والنسور.

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

جريمة هزت الشرقية| حكاية المتهم بالتخلص من عائلته في أبو كبير.. ماذا فعل؟

قررت نيابة شمال الزقازيق الكلية، إحالة متهم إلى محكمة جنايات الزقازيق، وذلك بتهمة ارتكابه جريمة قتل شقيقه واثنين من أبنائه خنقًا، بالإضافة إلى شروعه في قتل زوجة شقيقه داخل منزل الأسرة بمركز أبو كبير.

جاء القرار بعد مرور 15 يومًا على وقوع الجريمة التي هزت أرجاء المنطقة وأثارت حالة من الصدمة والحزن بين الأهالي.

تفاصيل الجريمة

وتلقت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية،  إخطارًا يفيد بالعثور على جثث أب واثنين من أطفاله داخل منزل الأسرة بمركز أبو كبير. 

وبالفحص والتحريات الأولية، تبين أن الضحايا هم "بلال ع أ"، البالغ من العمر 45 عامًا، ونجليه "حور" التي تبلغ من العمر 6 أعوام، و"عبدالرحمن" البالغ من العمر 4 أعوام. وقد أظهرت الجثث آثار خنق واضحة، مما يؤكد وقوع جريمة قتل عمد.

دوافع الجريمة

ووفقًا للتحقيقات، وجهت زوجة المجني عليه اتهامًا مباشرًا لشقيق زوجها المدعو "م"، مشيرة إلى أن السبب وراء ارتكاب الجريمة هو خلافات عائلية تتعلق بالميراث. 

وأكدت الزوجة أن المتهم لم يكتفِ بقتل شقيقه وأبنائه، بل حاول أيضًا التعدي عليها وقتلها، إلا أنها تمكنت من النجاة والإبلاغ عن الجريمة.

إجراءات التحقيق

وتحركت الأجهزة الأمنية على الفور بعد تلقي البلاغ، حيث تم تحرير المحضر اللازم وإجراء المعاينة الجنائية لمسرح الجريمة. 

كما قررت النيابة العامة نقل جثث الضحايا إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي لإجراء الصفة التشريحية، بهدف تحديد السبب الحقيقي للوفاة وكيفية وقوع الجريمة. إلى جانب ذلك، تم تكليف فرق المباحث الجنائية بجمع التحريات اللازمة حول الواقعة وتفاصيلها.

إحالة المتهم للمحاكمة

ونجحت الأجهزة الأمنية في القبض على المتهم، وبمواجهته بالتهم المنسوبة إليه، قررت النيابة العامة إحالته للمحاكمة الجنائية. 

ووجهت النيابة للمتهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، حيث أزهق روح شقيقه وأبنائه بطريقة وحشية، بالإضافة إلى تهمة الشروع في قتل زوجة شقيقه.

صدمة مجتمعية

وأثارت الواقعة حالة من الحزن العميق بين أهالي مركز أبو كبير، حيث وصفت الجريمة بأنها واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها المنطقة مؤخرًا. 

ومع بدء المحاكمة المرتقبة، يترقب الجميع تحقيق العدالة والقصاص للضحايا الأبرياء.

مقالات مشابهة

  • فريق درجة خامسة يخرج ليون من كأس فرنسا
  • صحفي سعودي يُفجر مفاجأة: محمد صلاح لن يخرج وحيدًا من ليفربول
  • حكاية الشهيد طارق المرجاوي.. شهيد الإرهاب على أبواب جامعة القاهرة
  • البطريرك اليازجي: أمام الرئيس عون مسيرة طويلة ونأمل بلبنان جديد
  • «حظ وحش».. حكاية 3 زيجات في حياة الفنانة نيللي
  • جريمة هزت الشرقية| حكاية المتهم بالتخلص من عائلته في أبو كبير.. ماذا فعل؟
  • العراق يخرج مسلحين من "قسد" كانوا داخل أراضيه
  • كونراد وألكاسير.. «حكاية رقم 2» في الشارقة
  • نواف سلام رئيسا للحكومة.. هل يخرج لبنان من عنق الزجاجة؟
  • حكاية فيلم ندم عليه عزت أبو عوف بسبب «شورت».. ما علاقة مهرجان القاهرة؟