انحسار المحيط وغربلة جبل طارق.. دراسة مثيرة للجدل عن حلقة النار الأطلسية
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
انحسار المحيط.. هذه الجملة لم تعد خيالا بعد الآن، إذ أشارت دراسة جديدة عن توقعات تتضمن دخول المحيط الأطلسي في مرحلة جفاف وانحسار، وفقًا لنتائج أبحاث قام بها علماء من جامعة لشبونة.
ووفقا لمجلة “فيزيكس” العلمية، تشير دراسة جديدة إلى أن المحيط الأطلسي قد يدخل قريبًا في مرحلة الانحسار، ويعتبر مضيق جبل طارق حاجزًا فيزيائيًا طبيعيًا بين إسبانيا والمغرب.
ومن الناحية الجيولوجية، يقع المضيق الذي يفصل الدولتين، وأوروبا وأفريقيا، في المكان الذي يتلاقى فيه صفيحتي الأوراسية والأفريقية.
وتوضح الدراسة أن منطقة الغربلة التحتية حالياً تحت المضيق ستتوسع داخل المحيط الأطلسي وتساهم في تشكيل نظام الغربلة التحتية الأطلسي، الذي يمثل "حلقة النار الأطلسية".
ومن المتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل الجيولوجي البعيد، أي بعد حوالي 20 مليون سنة.
وتشير الدراسة إلى أنه لكي يتوقف نمو محيط مثل المحيط الأطلسي ويبدأ في الانحسار، يجب أن تتشكل مناطق غربلة تحتية جديدة، وهي الأماكن التي تغوص فيها صفيحة تكتونية تحت أخرى.
حلقة النار الأطلسيةوتتطلب مناطق الغربلة تكسير وانحناء الصفائح، التي تكون قوية جدًا ولكن يمكن لمناطق الغربلة أن تنتقل من المحيط الذي يموت فيه تلك المناطق وتغزو المحياة البحرية في المحيطات الجديدة، مثل المحيط الأطلسي. وقد أطلق على هذه العملية اسم "غزو الغربلة التحتية".
وأوضحت الدراسة لأول مرة كيف يمكن أن يحدث هذا الغزو المباشر وتوقعت النماذج الثلاثية الأبعاد التي تعتمد على الجاذبية أن منطقة الغربلة التحتية التي تقع حالياً تحت مضيق جبل طارق ستنتشر بشكل أكبر في المحيط الأطلسي وتساهم في تشكيل نظام الغربلة التحتية الأطلسي، أو ما يعرف بـ "حلقة النار الأطلسية"، وذلك بمثابة تشابه مع الهيكل الموجود بالفعل في المحيط الهادئ.
ومن المتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل الجيولوجي البعيد، ولكن ليس قبل مرور حوالي 20 مليون سنة.
غربلة جبل طارقتشير الدراسة إلى أن منطقة غربلة تحتية جبل طارق، التي يُعتقد أنها غير نشطة حاليًا نسبيًا، ستظل في مرحلة الانخفاض البطيء لمدة 20 مليون سنة أخرى، ثم ستغزو المحيط الأطلسي وتسرع في عملية إعادة تدوير القشرة على الجانب الشرقي للمحيط الأطلسي، وقد تكون هذه البداية لبدء عملية إغلاق المحيط الأطلسي نفسه.
وأضافت الدراسة أن هناك نظامي غربلة تحتية آخرين على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وهما قوس الأنتيل الأقل والقوس السكوتي، بالقرب من القارة القطبية الجنوبية ومع ذلك، فإن هذه المناطق غزت المحيط الأطلسي قبل عدة ملايين من السنين. وتعتبر دراسة جبل طارق فرصة قيمة لمراقبة العملية في مراحلها المبكرة عندما تحدث.
وتأتي أهمية اكتشاف أن منطقة غربلة تحتية جبل طارق لا تزال نشطة حاليًا أيضًا من ناحية النشاط الزلزالي في المنطقة. فمن المعروف أن مناطق الغربلة تنتج أقوى الزلازل على وجه الأرض. وتتطلب الأحداث مثل زلزال لشبونة الكبير الذي وقع في عام 1755.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أبحاث اكتشاف الجملة الدراسة الدول العربية المحیط الأطلسی حلقة النار جبل طارق أن منطقة
إقرأ أيضاً:
رفض الاحتفال برمضان| اعتقال رئيس شركة تركية بسبب تصريح مثير للجدل
في واقعة أثارت جدلاً واسعًا ضمن الأوساط الاقتصادية والاجتماعية في تركيا، احتجزت السلطات التركية جيم كوكسال، الرئيس التنفيذي لأحد أكبر الشركات القابضة في البلاد، بتهمة عرقلة الحريات الدينية وقد جاءت هذه الخطوة بعد إرساله بريدًا إلكترونيًا داخليًا يوضح فيه موقف الشركة المحايد بشأن القضايا الدينية، مشيرًا إلى أن الاحتفالات الرسمية تشمل الأعياد المعترف بها فقط، مثل عيدي الفطر والأضحى، دون أن يتم تخصيص احتفالات لشهر رمضان الكريم.
بداية الأزمة: من بريد إلكتروني إلى قضية رأي عام
انطلقت الأزمة في أواخر فبراير الماضي، عندما أرسل إرجون جولر، الرئيس التنفيذي لشركة إلكترونيات تابعة للمجموعة القابضة، رسالة بريد إلكتروني للموظفين يهنئهم بمناسبة حلول شهر رمضان.
وفي رد مباشر، قام كوكسال بإرسال بريد إلكتروني يؤكد فيه أن الشركة تتبنى موقفًا محايدًا تجاه القضايا الدينية، مشددًا على أنه لا ينبغي نشر الرسائل ذات الطابع الديني على المستوى المؤسسي.
لم تمضِ ساعات حتى بدأ البريد الإلكتروني ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من الجدل بين المؤيدين لموقف كوكسال، الذي يتماشى مع المبادئ العلمانية، والمعارضين الذين اعتبروا أن قراره يشكل تقييدًا للحريات الدينية في بيئة العمل.تحقيقات قضائية واحتجاز كوكسال
مع تصاعد الجدل، أعلن مكتب المدعي العام في إسطنبول عن فتح تحقيق رسمي في الواقعة، طبقًا للمادة 115 من قانون العقوبات التركي، التي تتعلق بعرقلة حرية العقيدة والتعبير. وحسبما أفادت وكالة الأناضول الرسمية، فقد تم احتجاز كوكسال للاستجواب بخصوص ملابسات قراره وتعليماته للموظفين.
وأكد مكتب المدعي العام أن البريد الإلكتروني الذي أرسله كوكسال احتواه على أوامر بعدم الاحتفال بشهر رمضان مما اعتُبر تدخلاً في حرية المعتقدات داخل المؤسسة.
استقالة كوكسال ورد فعل الشركة
مع تصاعد الأزمة، أعلنت الشركة القابضة، في الأول من مارس، استقالة كوكسال من منصبه، في محاولة لاحتواء ردود الأفعال. في بيان رسمي، أكدت الشركة تمسكها بالقيم العائلية والأخلاقية التي تأسست عليها منذ عام 1953، مشيرة إلى حرص المجموعة الإدارية والمساهمين دائمًا على التعامل بمسؤولية مع القضايا الاجتماعية.
وأضاف البيان: نعرب عن أسفنا لجميع أصحاب المصلحة والجمهور بسبب هذه التطورات الأخيرة.
أبعاد الأزمة وتأثيرها
تسلط هذه القضية الضوء على النقاش المستمر في تركيا بشأن العلاقة بين العلمانية والتقاليد الدينية في بيئات العمل، حيث تسعى الشركات متعددة الجنسيات إلى الحفاظ على حيادها، في حين يطالب البعض بمراعاة البعد الثقافي والديني في سياسات المؤسسات.
من المتوقع أن تستمر تداعيات هذه القضية في الأيام المقبلة، وسط ترقب لما ستسفر عنه التحقيقات القضائية بشأن موقف كوكسال وما إذا كان سيواجه اتهامات رسمية أم سيتم الإفراج عنه.
يبقى السؤال مطروحًا حول التوازن بين الحياد المؤسسي واحترام المعتقدات الدينية داخل أماكن العمل، وهو أمر يزداد تعقيدًا في بيئات الشركات الكبرى التي تضم موظفين من خلفيات ثقافية متنوعة.
بينما تسعى بعض المؤسسات إلى الفصل بين الجوانب الدينية والعمل، يبرز الرأي الآخر الذي يرى أن مثل هذه الإجراءات قد تثير حساسيات اجتماعية لا يمكن تجاهلها.