مجمع الساحل الغربي بالحديدة يُحيي ذكرى الشهيد القائد والشهيد الرئيس الصماد
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
الثورة نت/ يحيى كرد
نظم مجمع الساحل الغربي الطبي التعليمي بمحافظة الحديدة فعالية خطابية لإحياء الذكرى السنوية لاستشهاد مؤسس المسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين الحوثي والشهيد الرئيس صالح الصماد للعام 1445.
وخلال الفعالية بحضور مدير عام مجمع الساحل الطبي التعليمي العقيد عبدالرزاق المضواحي ، أكد نائب مدير المجمع الدكتور أحمد عامر أهمية الاستمرار بالتمسك بمشروع الشهيد القائد القرآني و الثقافة الإيمانية، في مواجهة مؤامرات و مخططات أعداء الأمة.
مؤكدا أن مشروع الشهيد القائد أثبت مصداقية تحركه تجاه ما تمر بها الأمة من ضعف وهوان نتيجة خنوعها للإدارة الأمريكية، والتطبيع مع الكيان الصهيوني
وتطرق عامر إلى جهود الشهيد الرئيس الصماد في توحيد الجبهة الداخلية من منطلق مسؤوليته في قيادة الوطن وتطلعاته لبناء الدولة اليمنية الحديثة، تحت شعار ” يد تبني ويد تحمي ”
منوها إلى الإنجازات التي حققها الشهيد الرئيس الصماد خلال فترة وجيزة في مختلف المجالات وخاصة التصنيع العسكري، لمختلف أنواع الأسلحة الحديثة.
فيما استعرض مدير فرع مكتب هيئة الأوقاف بالحديدة فيصل الهطفي جانبا من سيرة وحياة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي والرئيس الشهيد صالح الصماد الجهادي والنضالي منفذ إطلاق المشروع القرآني والصرخة في وجه الطغاة و المستكبرين، ويد تبني ويد تحمي، وبناء قدرات التصنيع العسكري.
وأدان الهطفي موقف الأنظمة العربية والإسلامية المطبعة المخزي تجاه ما يتعرض له الأطفال والنساء والعزل في قطاع غزة الفلسطينية من مجازر وحشية، من قبل العدو الصهيوني بدعم أمريكي.
تخلل، الفعالية أنشودة لفرقة الصماد معبرة عن المناسبة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الذكرى السنوية للشهيد القائد الشهید الرئیس الشهید القائد
إقرأ أيضاً:
معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.
ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.
ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.
لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.
لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.
وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.
وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.
ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.