قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إن الرياء معناه أن يعمل الإنسان العمل ويريد به غير وجه الله أو يريد به وجه الله ووجه غيره.

وأوضح «عويضة» في فيديو له ردًا على سؤال: هل تعلم الملائكة الكتبة بإخلاص ورياء العمل ؟ أن الرياء أمر قلبي، ولا يطلع على القلوب إلا علام الغيوب، مشيرًا إلى أن الإنسان قد يرى أحد الناس يعمل عملًا يحسيه مرائيًا؛ وهو مخلص لله ولم يعمل هذا العمل إلا ويبتغي وجه الله، وآخر تحسبه يعمل عملًا خالصًا وهو لا يريد إلا السمعة وثناء الناس.

وأضاف أن الملائكة الكتبة الذين يكتبون ما يفعل الإنسان من أعمال، لا يعلمون إن كان الإنسان قد عمل هذا العمل من أجل الله أم رياءًا وسمعة، لافتًا إلى أن الله لا يطلع على الإخلاص والرياء أحدًا من خلقه إلا من شاء الله.

وأكد أن الله لا يقبل عملًا إلا ما كان خالصًا له وأريد به وجهه، وأن الله يرد الأعمال التي يرائي بها العبد بها غيره، منوهًا بما رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي ، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ».

وحذر الشيخ عويضة عثمان من الشرك الخفي الذي كان يخاف النبي صلى الله عليه وسلم منه على أمته، وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ، فَقَالَ: « أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟» ، قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ: ( الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي ، فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ، لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ».

وأوضح أن الصحابة كانوا يخافون مما ذكر في حديث ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار ) رواه مسلم.

وحذر أمين الفتوى من ترك العمل مخافة الرياء، مضيفًا أنه مدخل من مداخل الشيطان حتى يُفسد على الإنسان عبادته ويجعله يترك العبادة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرياء الله علیه الله ع ى الله

إقرأ أيضاً:

فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة به.. سورة الكهف والصلاة على النبي

يوم الجمعة يوم مبارك في الإسلام، وقد خصَّه الله تعالى بفضائل عظيمة جعلته سيد الأيام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم، وفيه أُدخِل الجنة، وفيه أُخرِج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة» (رواه مسلم)، وفيه يجتمع فيه المسلمون لأداء صلاة الجمعة، حيث تُلقى الخطبة التي تحتوي على مواعظ وتوجيهات لإصلاح الدنيا والآخرة.

الأعمال المستحبة في يوم الجمعة

وأوضحت دار الإفتاء، أنه من أهم الأعمال المستحبة في يوم الجمعة الاغتسال والتطيب ولبس أفضل الثياب، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرَّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرَّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرَّب كبشًا، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرَّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر»، (رواه البخاري ومسلم).

الصلاة على النبي في يوم الجمعة

ويُستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءة سورة الكهف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» (رواه الحاكم)، كما يُستحب الدعاء في ساعة الإجابة، وهي ساعة يُرجى فيها قبول الدعاء، وقد اختلف العلماء في تحديدها، لكنها غالبًا ما تكون في آخر ساعة من يوم الجمعة.

أدعية مستحبة في يوم الجمعة

يوم الجمعة له مكانة عظيمة، وهو فرصة للمسلمين لتجديد إيمانهم، وطلب المغفرة، والاستفادة من هذه الفضائل العظيمة، ومن الأدعية المستحبة يوم الجمعة: «رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».

- رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.

- رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي.

 -رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ.

- اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ.

مقالات مشابهة

  • سبب في استجابة الدعاء.. أركان المناجاة بين العبد والله تعالى
  • لماذا قال سيدنا النبي عن شعبان شهر يغفل فيه الناس ؟
  • أمين الفتوى: يجب ألا تزيد مُدة غياب الرجل عن زوجته عن 4 أشهر
  • وكالات الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان في شرق الكونغو
  • مستشارة شيخ الأزهر: موقف النبي مع الصحابي عبد الله بن أم مكتوم يعكس احترام ذوي الإعاقة
  • ياسمين عز تُبيح أخذ المرأة من مال زوجها دون علمه .. ودار الإفتاء تحذر السيدات
  • فضل شهر شعبان .. وهل صامه النبي كاملا ؟ اغتنم النفحات المباركة
  • دار الإفتاء توضح أماكن لا يجوز فيها الصلاة وأسباب المنع الشرعي
  • فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة به.. سورة الكهف والصلاة على النبي
  • فضل الصلاة على النبي فى شعبان قبل رفع الأعمال عجائب لا حصر لها