أجد بين اوراقي رسائل قصيرة أعلق فيها على مكتوب ممن أحسن الظن بي وطلب رأياً مني حول فكرته. وهذه تعليق على رسالة من عرض عليّ مشروعاً للخلاص مما نحن فيه من بلاء اشرككم فيه. وربما غمض جزء أو آخر منه.

شكرا واثق على اطلاعي على شاغلك المؤرق. وأنت البركة. أرجو أن تقبل مني هذه الملاحظات على سلبيتها الإيجابية:

وددت لو أحطنا بالظاهرة الانقلابية من شقيها المدني والعسكري لأنه، متى احتججنا على الجيش، صار الانقلاب عسكرياً ومتى احتججنا على الأحزاب صار مدنياً.

أنا صادر هنا عن تحلينا في الحزب الشيوعي من أن الانقلاب حالة طبقية المدنيون والعسكريون فيها مجرد وظائف لا فضاءات منقطعة عن بعضها البعض.

هناك مقارنة تنعقد دائماً بين أوضاعنا من حيث منزلة الجيش وأوضاع سوريا واليمن وليبيا. واختلفت مع هذه المقارنة لأننا ما زلنا نملك جيشاً مهما يكن حاله في حين أن أياً من تلك الدولة لم تملك جيشاً مهنياً موحداً حين نشأ النزاع.

عبارة “كيف يحكم السودان لا من يحكمه” تخفي سقماً في الصفوة حيال الصراع conflict. فنحن نطابق بين الصراع والفشل. فالصراع عندنا ليس لتحليل قواه ومشروعاته، بل لإطلاق صفارات الإنذار وإعلان القيامة السياسة. فالديمقراطية، بعد استباب إطارها، أكبر منشأة للصراع حول من يحكم لينهض بكيف يحكم. هذه هي الديمقراطية الليبرالية. وقد ساءت سمعتها عندنا لمجرد أنها تقوم به بما تقوم به كل ديمقراطية.

وكذلك الصراع في الفترة الانتقالية. كل ما كان ينقصنا هو الاعتراف بأن ما واجهنا في انتقالية ديسمبر (وكذلك في أكتوبر وأبريل) ثورة مضادة مما اصطدمت بمثلها كل ثورة. ليس المصطلح مما شاع فينا وجنحنا لمصطلح الدولة العميقة باستحياء. وبدلاً من مواجهة هذه الثورة المضادة في تكتيكاتها وتطويقها نلجأ للشكوى المرة منها بما يجعل منها “مؤامرة” لا مشروعاً سياسياً لقوى تتربص بالثورة لأنها سيدة مشروع مناوئ ومنافس.

لو سألتني لربما كنا بحاجة، بجانب هذه المشروعات للم الشمل، إلى مؤتمر أكاديمي يصفي تركة التفكير الذي تراكم خلال العقود الماضية منذ الاستقلال تراكماً صار حاجباً دون أن نرى عوجة رقبتنا. مثلا: وجدت نفسي أجادل نظرية صارت لها منزلة العقيدة من أن الانقلابات هي ما يوحي به المدني للعسكري الغشيم أو طيش حنتوب. ووظيفة هذه العقيدة التي لا غيرها أن تتغايظ بها جماعات الصفوة: انتو عملتو انقلاب ما أنتو عملتو قبلنا. والأمر أيسر من هذا. نريد بمثل هذا المؤتمر أن نصفي تركة الفكر الخطأ الذي لا نريد أن نلج به فضاءنا الجديد وننتظر نتيجة أفضل.
نستكمل ما تبقى بالكلام.

عبد الله علي إبراهيم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

دراسة: ديمقراطية أوروبا تبقى في الصدارة وتراجع عالمي ملحوظ والاستبداد يزداد قوة

على الرغم من التناقضات بين الغرب والشرق، لا تزال الصحة الديمقراطية في أوروبا مزدهرة في مواجهة التراجع العالمي، وفقًا لدراسة صدرت يوم الخميس عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EUI).

اعلان

على الرغم من الانقسامات بين الشرق والغرب، لا تزال معايير الديمقراطية الفاعلة في أوروبا مرتفعة، حتى مع تراجع المعايير العالمية، وفقًا لدراسة صدرت يوم الخميس عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU).

ويظهر أحدث مؤشر أنه بعد عام من الانتخابات في العديد من الدول، شهدت الديمقراطية تراجعا عبر العالم. ويقول التقرير إن عام 2024 سجل ما سماه "توعكا ديمقراطيا".

وقالت جوان هوي، مديرة مؤشر الديمقراطية في بيان: "فيما يبدو أن الأنظمة الاستبدادية تكتسب قوة، كما يتضح من اتجاه المؤشر منذ عام 2006، فإن الديمقراطيات في العالم تعاني".

تقوم الدراسة السنوية للمؤشر بتقييم خمس فئات - العملية الانتخابية والتعددية، والحريات المدنية، وأداء الحكومة، والمشاركة السياسية، والثقافة السياسية - مع إعطاء كل دولة درجة من 10 درجات.

وبناءً على ذلك، يتم تصنيف الدول إلى ديمقراطيات كاملة أو ديمقراطيات ناقصة أو أنظمة هجينة أو أنظمة استبدادية. وقد تصدرت النرويج التصنيف هذا العام بـ9.81، بينما احتلت أفغانستان أدنى مرتبة بـ0.25.

أما أكثر الانخفاضات حدة فقد مست أداء الحكومة والعملية الانتخابية، حيث تراجع متوسط الأخيرة بمقدار 0.08 نقطة مقارنة بعام 2023، وهو ما اعتبرته الدراسة أمرا "مخيبًا للآمال بشكل خاص لأن العديد من الدول ذهبت إلى صناديق الاقتراع عام 2024".

وقد ظهرت أوروبا بصورة متباينة. إذ شهدت أوروبا الشرقية تراجعاً طفيفاً، بينما تحسنت أوروبا الغربية بمقدار 0.01 نقطة.

لكن مع هذا، تبقى أوروبا في الصدارة مقارنة مع بقية العالم إذ أنها تضم تسعا من أفضل عشر ديمقراطيات في العالم، وكانت نيوزيلندا الاستثناء الوحيد حيث حلت في المركز الثاني.

لا تزال أوروبا الغربية هي المنطقة الأعلى تصنيفًا والوحيدة التي تعافت وعادت إلى مستويات ما قبل الجائحة. ومع ذلك، فإن التقرير يسلط الضوء على السخط الشعبي الواسع النطاق، مما يساهم في تحول التأييد باتجاه الأطراف على حساب القوى الرئيسية.

ووفقًا للدراسة، فإن "هذا الاستياء يغذي تحولًا متزايدًا نحو الأحزاب المناهضة للتيار الرئيسي، وهو اتجاه يتضح على نطاق واسع من خلال الانتخابات العديدة التي جرت في جميع أنحاء القارة عام 2024". ويضيف التقرير أن هذه الاستحقاقات عكست رفض واضحا للقادة الحاليين وزيادة في الدعم الشعبي للقوى السياسية الشعبوية وتلك المناهضة للمؤسسات.

كما سُجلت تحولات ملحوظة داخل المنطقة: فقد ارتقت البرتغال إلى درجة "ديمقراطية كاملة"، بينما انزلقت فرنسا إلى فئة "معيبة" حسب تعبير الدراسة.

وكان تصنيف البرتغال قد شهد تراجعا لأول مرة عام 2011 قبل أن تستعيد البلاد صفة "ديمقراطية كاملة" في عام 2019. ومع ذلك، قام المؤشر بتخفيض تصنيفها مجددا عام 2020 وبعد فحص القيود التي فرضتها لشبونة على الحريات بسبب جائحة كوفيد-19.

كما اقتربت فرنسا أيضًا من عتبة 8.00 التي تفصل بين "الديمقراطية الكاملة" و"الديمقراطية المعيبة"، حيث تراجعت باريس إلى الفئة الثانية في الأعوام 2010-2013 و2015-2018 و2020-2021، خلال ما يصنفه المؤشر على أنه "فترات من الاضطرابات السياسية التي واجهت فيها الحكومة اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق و/أو انقسامات داخلية حول السياسات، مما قوض الحوكمة".

ويخلص التقرير إلى أن تخفيض تصنيف فرنسا هذا العام يعكس تدهورًا في درجة الثقة في الحكومة.

Relatedمؤشر الديمقراطية.. ركودٌ في أوروبا وتقدّمٌ في الجزائرتقرير: إسرائيل تتراجع في مؤشر الديمقراطية العالميأي بلدان الاتحاد الأوروبي سجلت ارتفاعا في تصنيف مؤشر الديمقراطية السنوي؟"بروكسل" توبخ إيطاليا والمجر وسلوفاكيا لتراجع مؤشر الديمقراطية فيهامؤشر الديمقراطية لعام 2023: تدهور عالمي غير مسبوق فما هو ترتيب البلدان العربية؟

أما أوروبا الشرقية، التي جمعتها الدراسة مع آسيا الوسطى في منطقة واحدة، فقد شهدت "أخف تراجع من أي منطقة أخرى" حيث انخفضت بمقدار 0.02 نقطة لتصل إلى 5.35.

اعلان

وشهدت هذه المنطقة علامة فارقة حيث انتقلت جمهورية التشيك وإستونيا من درجة "ديمقراطيات معيبة" إلى "ديمقراطيات كاملة"، لتحصل على هذا التصنيف للمرة الأولى منذ عام 2013 عندما تراجعت جمهورية التشيك من الفئة الأولى.

وعلى النقيض من ذلك، شهد هذا العام تخفيض تصنيف رومانيا من "ديمقراطية معيبة" إلى "نظام هجين"، بعد أن أدى إلغاء الانتخابات الرئاسية إلى تراجع البلاد ب12 مرتبة في التصنيف.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية علماء: كويكب 2024 YR4 لم يعد يشكل تهديدًا ولن يرتطم بالأرض كما كان يُعتقد الطب الشرعي في إسرائيل يؤكد هوية جثامين الأسرى الأربعة الذين سلمتهم حماس هل يمكن للدول الانسحاب من منظمة الصحة العالمية؟ الأمر ليس بهذه البساطة انتخاباتالاتحاد الأوروبيأوروباديمقراطيةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext 620 أسيرا فلسطينيا إلى الحرية مجددا ضمن آخر دفعة من صفقة التبادل يعرض الآنNextعاجل. الطب الشرعي في إسرائيل يؤكد هوية جثامين الأسرى الأربعة الذين سلمتهم حماس يعرض الآنNext الأمم المتحدة تحذر: السودان يواجه كارثة إنسانية والمجاعة تمتد إلى مناطق جديدة يعرض الآنNext ترامب: زيلينسكي سيزور البيت الأبيض الجمعة لتوقيع اتفاقية المعادن يعرض الآنNext هل أرقام ترامب حول الدعم المالي لأوكرانيا حقيقية؟ اعلانالاكثر قراءة اختبار ناجح لسيارة طائرة يبدأ إنتاجها هذا العام! هولندا: متحف ريكسميوزيم يبدأ بترميم "الدورية الليلية" لرمبرانت أمام الجمهور إسرائيل تشن غارات على أهداف قرب دمشق وتتوغل بين درعا والقنيطرة جنوب سوريا ارتفاع ضحايا تحطم طائرة النقل العسكرية في السودان إلى46 قتيلًا على الأقل اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kongاعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبإسرائيلحركة حماسوقف إطلاق النارالحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكيقطاع غزةعلم اكتشاف الفضاءناسافلاديمير بوتينالضفة الغربيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • دراسة: ديمقراطية أوروبا تبقى في الصدارة وتراجع عالمي ملحوظ والاستبداد يزداد قوة
  • الأمم المتحدة: الصراع حوّل مناطق في السودان إلى جحيم
  • ما الذي أشعل فتيل الحرب في السودان؟
  • نيبينزيا: أوروبا هي اللاعب الوحيد في الساحة الدولية الذي يريد استمرار الصراع
  • غوتيريش يحذر من تفكك السودان
  • هل بدأ العـد التنازلي لتقسيم السـودان؟
  • مجلس الأمن الدولي يعتمد مشروع القرار الأمريكي الذي يدعو لإنهاء الصراع في أوكرانيا
  • اقتصادية النواب تناقش زيادة فاتورة استيراد السلع الترفيهية.. غدا
  • هل بدأ العـد التنازلي لتقسيم السـودان؟
  • الجزيرة نت ترصد الدمار الذي لحق بمصانع السودان جراء الحرب