تفاصيل خطة إسرائيلية لجلب اليهود وتوطينهم بغلاف غزة والضفة
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
القدس المحتلة- أعلن وزير الهجرة والاستيعاب الإسرائيلي، أوفير سوفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، خطة خاصة لتشجيع استقدام اليهود من أنحاء العالم وتوطينهم في المناطق الحدودية بالجليل الأعلى و"غلاف غزة" والضفة الغربية المحتلة، وذلك عبر منح امتيازات خاصة ومكافآت مالية للمهاجرين.
وتأتي هذه الخطة في محاولة لجذب اليهود في ظل تراجع معدلات هجرتهم الملحوظة إلى فلسطين التاريخية خلال عام 2023، إذ وصل إلى إسرائيل أكثر من 45 ألف مهاجر، وهو انخفاض بنسبة 40% مقارنة بعام 2022 حيث استُقدِم أكثر من 76 ألف مهاجر.
وتبدي الوكالة اليهودية المسؤولة عن الهجرة، مخاوفها من استمرار تراجع أعداد المهاجرين إلى إسرائيل خلال العام 2024، وذلك رغم ارتفاع الملفات والطلبات منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي فتحت لحاملي "شهادات الحق بالعودة" في الدول الأوروبية وأميركا، والمهتمين بالهجرة إلى إسرائيل، وذلك بزعم الارتفاع الحاد في حوادث "معاداة السامية".
ووفق بيانات وزارة الشتات والمنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حتى نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، تم استقدام ما يقرب من 7 آلاف مهاجر جديد إلى إسرائيل، نسبة كبيرة منهم من الشباب الذين تجندوا للجيش الإسرائيلي، وشاركوا بالحرب على غزة أو آباء وعائلات الجنود الذين قتلوا خلال المعارك بالقطاع.
وزير الهجرة والاستيعاب (وسط) ووزير المالية (يسار) وضعا خطة لاستقدام اليهود (مكتب الصحافة الحكومي) طلبات الهجرةوبحسب البيانات التي قدمها سوفير وسموتريتش، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تضاعف عدد ملفات وطلبات الهجرة المفتوحة في فرنسا 4 مرات، وتضاعف عدد الطلبات في الولايات المتحدة، كما سجلت زيادة عدد الملفات في بريطانيا، وكندا وأوروبا، بحسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
لكن بيانات الهجرة لعام 2023 تظهر، بحسب الصحيفة، أنه حتى في الأشهر الأخيرة من العام، بعد اندلاع الحرب على غزة، وبظل التصعيد المتواصل على الحدود الشمالية مع حزب الله، لم تخرج معظم الطلبات إلى حيز التنفيذ، بسبب خشية المسجلين للهجرة من تصاعد التوتر الأمني وانعدام الأمن والأمان الشخصي في إسرائيل.
وحيال هذه المخاوف، وضعت الحكومة الإسرائيلية خطة خاصة باسم "سفينة اللاجئين"، رصدت لها ميزانية أولية بقيمة 170 مليون شيكل (46 مليون دولار)، وتهدف الخطة إلى التحفيز لتنفيذ فعلي لطلبات الهجرة، وتشجيع حملات هجرة كبيرة لليهود من أنحاء العالم إلى إسرائيل.
وكجزء من الخطة، ستخصَّص للمهاجرين الجدد مكافآت مالية شهرية وامتيازات مختلفة، وستُقدَّم حلول للمهاجرين وعائلاتهم في المجالات التعليمية، والأكاديمية، وتوفير فرص العمل، والمساعدة على الإيجار، مع إعطاء الأولوية لمن يوافق من المهاجرين على الاستيطان في الضفة الغربية والنقب والجليل الأعلى.
تكلفة الإجلاء
تأتي هذه الخطة في وقت فشلت فيه الحكومة الإسرائيلية بإعادة الأمن الشخصي للإسرائيليين وخاصة في المناطق الحدودية وجبهات القتال، وبحسب "هيئة الطوارئ الوطنية" الإسرائيلية، فقد تم حتى الآن إجلاء حوالي 125 ألف إسرائيلي من البلدات الجنوبية في "غلاف غزة" والشمالية في الجليل الأعلى، ونُقِلُوا إلى الفنادق وغرف الضيافة بتمويل من الوزارات الحكومية ذات الصلة.
وبحسب بيانات وزارة الأمن الإسرائيلية، منذ بداية الحرب مع حزب الله، تم إجلاء 61 ألف ساكن من الشمال والجليل الأعلى. ووفق وزارة المالية، فإن تكلفة إخلاء السكان في الشمال والجنوب حتى نهاية فبراير/شباط الجاري، ستكون 5.6 مليار شيكل (1.5 مليار دولار)، منها 2.3 مليار لإخلاء سكان الشمال.
وفي هذه الأثناء، يتسع نطاق الدمار في الشمال والجليل الأعلى، حيث أظهر تقرير لصحيفة "دي ماكر"، أن 427 منزلا في الشمال أصيبت بنيران حزب الله، منها 80 أصيبت بشكل مباشر، وهناك مستوطنات عديدة تتعرض لقصف مكثف بنيران المضادات الجوية، وتعاني دمارا كبيرا وأضرار جسيمة.
وبحسب الصحيفة، فإن الخدمات العامة في المناطق المتضررة من الحرب على الجبهة الشمالية معطلة بالكامل، ونقلت الصحيفة عن سكان الكيبوتسات والبلدات في الجليل الأعلى الذين لم يتم إجلاؤهم أنهم "لا يستطيعون البقاء في منازلهم، لأن جميع الخدمات مثل الصحة والتعليم والتجارة والبنوك والتسوق، موجودة في كريات شمونة، المعرّضة للقصف بشكل متكرر وتم إخلاؤها في أكتوبر/تشرين الأول".
منطقة أشباح
تبدو عودة الإسرائيليين إلى البلدات الحدودية مع لبنان والجليل الأعلى بعيدة في حال استمر التصعيد الأمني بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وفي حال لم تفرض الحكومة الإسرائيلية واقعا جديدا يضمن الأمن الشخصي للعائلات، بحسب تقرير لصحيفة "هآرتس".
ويقول المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل "في يوم السبت الأسود، بدأ الإخلاء الاستباقي لسكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، وفي الأيام التالية، أُجْلِيَ عشرات آلاف السكان بتوجيه من الحكومة، من شريط يصل عمقه إلى 5 كيلومترات داخل أراضي إسرائيل".
ويتابع المحلل العسكري "من خلال إطلاق النار والرشقات الصاروخية، تمكن حزب الله من فرض ما يشبه الشريط الأمني داخل الأراضي الإسرائيلية في الجليل الأعلى، وهي المنطقة التي يعتبرها كثيرون الأجمل في البلاد، وفي أجمل مواسمها وأكثرها خضرة، لكنها تحولت بظل التصعيد الأمني إلى منطقة أشباح".
غياب الحكومة
وقال رئيس مجلس الجليل الأعلى جيورا زالتس لصحيفة "هآرتس" إن "الحكومة ليست معنا في هذه الحرب". مضيفا "مؤسساتنا التعليمية ليست محمية. وحوّلنا مئات الملاجئ إلى رياض أطفال ومدارس، حتى هذه اللحظة لم تدخل الحكومة الإسرائيلية في الحدث، لا يوجد أي جهة تتحدث معنا لديها صلاحية اتخاذ قرارات بشأن الميزانيات".
وتابع رئيس مجلس الجليل الأعلى "إذا طلبوا الآن من السكان العودة إلى المستوطنات، فلن يعودوا، فالجيش بأكمله موجود في المستوطنات. فكيف سيحدث ذلك بالضبط؟، في كريات شمونة، المدينة الرئيسة بالمنطقة لا يوجد خدمات بنوك، ولا عيادات صحية ولا تجارة ولا تسوق".
وخلص للقول إنه "لا أحد قادر، ولا حتى الحكومة، على إعادة السكان إلى العيش حياة طبيعية، حتى الشركات والمؤسسات الرسمية غادرت المنطقة، ولا نعلم من منها ستعود عندما ينتهي القتال".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل لقاء محافظ أسيوط مع نائب وزير الخاجية ورئيسة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية
استقبل اللواء هشام أبوالنصر محافظ أسيوط اليوم الخميس السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية للهجرة وشئون المصريين بالخارج والسفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والوفد المرافق لهما، في إطار سلسة من الزيارات الميدانية بالمحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية وذلك تنفيذًا لخطة العمل الوطنية الرابعة لمكافحة الهجرة غير الشرعية 2024 - 2026 المنبثقة عن الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية 2016 - 2026 ويأتي ذلك ايضًا تحت مظلة المبادرة الرئاسية مراكب النجاة لبحث سبل التوسع في المشروعات والبرامج التوعوية وتنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات لمجابهة تلك الظاهرة ونشر الوعي بين فئات المجتمع لتحقيق أهداف التنمية الشاملة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتكليفات الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء في هذا الشأن.
وجاء ذلك بحضور الدكتور مينا عماد نائب المحافظ والمحاسب عدلي أبوعقيل سكرتير عام مساعد المحافظة وإسلام عوض مستشار المحافظ للإعلام والاتصال السياسي والمتحدث الرسمي للمحافظة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ وايهاب عبدالحميد رئيس جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر كما ضم الوفد المرافق كل من، مها شاهين مستشار بوزارة الخارجية والهجرة ووائل فرج بوزارة الخارجية المصرية وبيشوي بنيامين باحث باللجنة الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومحمد علي باحث بصندوق مكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية المهاجرين والشهود وأحمد عبدالجيد باحث أول بالمجلس القومي لحقوق الانسان وخالد معروف باحث أول بالمجلس القومي لحقوق الانسان
وفي بداية اللقاء رحب محافظ أسيوط، بالسفير نبيل حبشي والسفيرة نائلة جبر والوفد المرافق لهما، مشيدًا بالدور الرائد والحيوي لوزارة الخارجية واللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، في تنفيذ الحملات والبرامج التوعوية بمختلف أنحاء الجمهورية للتعريف بمخاطر الهجرة غير الشرعية وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية من الملفات التى تهتم بها القيادة السياسية حيث أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية أول استراتيجية وطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى مبادرة مراكب النجاة كمبادرة قومية لبناء الوعي وربط أهدافها بأهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز القرى المنتجة ودعم أصحاب الحرف وتأهيل الشباب لفرص العمل المتاحة بسوق العمل الداخلي والخارجي.
وعقب ذلك، عقد المحافظ، ونائب وزير الخارجية لشئون الهجرة ورئيسة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، اجتماعًا موسعًا مع رؤساء المراكز والمدن، ووكلاء الوزارات ومديري المديريات الخدمية ومنها الشباب والرياضة، والعمل، والتضامن الاجتماعي، والتربية والتعليم والصحة والمجلس القومى للمرأة، ووحدة حماية الطفل بالمحافظة، ووحدة حقوق الانسان، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وعدد آخر من الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، لمناقشة واستعراض كافة الآليات والإجراءات الخاصة بكيفية تحقيق التمكين الاقتصادى للمرأة وتنمية المجتمع المحلي ومناهضة الهجرة غير الشرعية، وذلك بحضور أعضاء مجلس النواب والشيوخ.
وخلال كلمته أعرب السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية عن سعادته بزيارة محافظة أسيوط والتي تعد من أكثر المحافظات تصديرًا للهجرة غير الشرعية موضحًا أن وزارة الخارجية أصبحت معنية بملف مكافحة الهجرة بعد دمج وزارة الهجرة مؤكدًا أن الدولة تولي ملف الهجرة غير الشرعية اهتمامًا كبيرًا حيث أن مبادرة "مراكب النجاة" التي أطلقها رئيس الجمهورية في مؤتمر الشباب 2019 حققت نجاحات كثيرة بفضل تضافر جهود كافة الجهات لافتًا إلى أن المبادرة تعمل على عدة محاور منها محور التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية الذي يعد من أهم المحاور ومحور التدريب والذي يتضمن تدريب الشباب لتأهيلهم لسوق العمل وتوفير فرص عمل لهم من خلال جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر وتوعية الشباب بأن بلدنا بها فرص للنجاح بعيدًا عن المغامرات غير المحسوبة التي يمكن أن تؤدي إلى التهلكة فضلًا عن محور تدريب مدربين لتحقيق الاستمرارية في توعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية حيث تم تدريب العديد من المدربين بأسيوط وسيتم تسليمهم شهادات تأهيلهم للتدريب كما تم تنفيذ حملات طرق الأبواب لتوعية الأسر الفقيرة بمخاطر الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى تنفيذ العديد من البرامج لتمكينهم اقتصاديًا كما يجري تنظيم قوافل طبية بالتعاون مع مبادرة "حياة كريمة" لهذه المناطق في جميع التخصصات.
وفيما وجهت السفيرة نائلة جبر، الشكر لمحافظ أسيوط على حفاوة الاستقبال مشيدة برؤيته وأفكاره البناءة من أجل حماية الشباب وتمكينهم مستعرضة الجهود التي تبذلها الدولة المصرية للحد من أعمال الهجرة غير الشرعية، حيث أنشئت الدولة جهازًا معنيًا بهذا الموضوع منذ عام 2014 كما تم عمل أول قانون في الشرق الأوسط وقانون رقم 82 لسنة 2016 لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وكذلك إنشاء وتأسيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر عام 2017 لافتة إلى أن اهتمام الدولة المصرية بمكافحة الهجرة غير الشرعية يأتي انطلاقًا من الحفاظ على كرامة المواطنين المصريين وتوفير الحماية القانونية لهم، مؤكدة أن مصر لم تعد معبرًا للمهاجرين غير الشرعيين بفضل السيطرة على الحدود المصرية حيث أن مصر لم تشهد خروج أي مركب غير شرعي من سواحلها منذ عام 2016 قائلة: أن النجاح الذى حققته مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية لم يكن ليتحقق لولا الجهود المتضافرة لكافة الجهات الوطنية المعنية التي عملت بتنسيق تام مما أسفر عن تحقيق نتائج ملموسة ونجاحات كبيرة في هذا المجال مشيرة إلى تنظيم زيارات متعددة للمحافظات المصرية المختلفة للقاء المباشر مع القيادات السياسية والدينية والاجتماعية إلى جانب الشباب وأسرهم للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ومكافحة كافة أشكال الاتجار بالبشر.
وفي نهاية الاجتماع ثمن محافظ أسيوط جهود القيادة السياسية التي تتسم بالرؤية الواضحة لتحقيق التنمية ومواجهة هذه الظاهرة نهائيًا، مؤكدًا أن المحافظة مستمرة في تقديم الدعم والتعاون مع كافة مؤسسات الدولة المعنية لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وتحقيق خطط التنمية، فضلًا عن دعم البرامج والمبادرات والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي تهدف إلى تحسين الفرص وتوسيع البدائل أمام الشباب، ورفع الوعي المجتمعى بمخاطر وآثار الهجرة غير الشرعية على الأفراد والمجتمعات.
وعقب ذلك اصطحب المحافظ الوفد الزائر إلى إيبارشية أبنوب والفتح وأسيوط الجديدة في أبنوب، حيث كان فى استقبالهم نيافة الأنبا بسنتي، حيث ألقى نيافة الأنبا بسنتي ومحافظ أسيوط ونائب الوزير ورئيسة اللجنة الوطنيّة التنسيقية كلمات أكدوا خلالها على مخاطر الهجرة غير الشرعية، مبرزين البدائل الإيجابية الآمنة