جمال قرين يكتب: مصداقية مصر وكذب إسرائيل
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
عبر تاريخها الدموى الطويل منذ احتلالها أرض فلسطين العربية 1948وحتى اليوم تعتمد إسرائيل على اتباع سياسة الكذب والخداع فى صراعها التاريخى مع العرب والفلسطينيين , بغرض تزييف الحقائق والتعتيم على جرائمها وإرهابها المستمر لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل, لمحاولة تصفية القضية والتهام أرضهم وسلب حقوقهم, لم تستطع أن تفعل هذا مع مصر سوى 6سنوات فقط بعد نكسة 1967, والتي لقنتها درسا قاسيا بعد ذلك فى السادس من أكتوبر 1973, إذن إسرائيل لاتفهم إلا لغة القوة, وحتى يتحقق للمقاومة النصر الكامل على جيش الاحتلال المدعوم من واشنطن دائما, لابد من الاستعداد الجيد وحساب الأمور بشكل دقيق عند اتخاذ قرار المواجهة مع هذا الكيان الإرهابي المسلح بأحدث أنواع الأسلحة المتطورة
إن ما فعلته حماس فى 7أكتوبر 2023 وإن كان يبدو للبعض انتصارا كبيرا لحماس فرع الإخوان العسكرى فى غزة بالإضافة لحركة الجهاد الإسلامي اللذان يمثلان المقاومة فى قطاع غزة, وإعجاب الجماهير العربية والإسلامية بهذا الانتصار المؤقت , إلا أن المذابح الجماعية التى تعرض لها أهالينا الغلابة فى غزة كانت تفرض على حماس والجهاد أن تفكر في إمكانية حدوثها قبل أن تهاجم إسرائيل فى السابع من أكتوبر, لكن غاب على حماس والجهاد أن إسرائيل بتاريخها الدموى النازى لن تسكت وستدمر الأخضر واليابس فى قطاع غزة الٱمن إلى حد ما, وقد حدث ما توقعه الكثير من المحللين والسياسيين فى العالم , وحذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسى ,
والٱن لعلكم تشاهدون حجم الدمار والخراب الذى تعرضت له غزة على يد جيش الاحتلال النازى بمساندة أمريكية غربية سافرة,حيث تم تدمير بنيتها الأساسية بالكامل من شبكات كهرباء وغاز ومياه, لأن العدو بفتقد لأى مبادىء أو أخلاق ، وتشير الإحصائيات أنه قتل حتى الٱن من المواطنين الأبرياء فى القطاع أكثر من 29ألف مواطن معظمهم من الأطفال والنساء , بالإضافة إلى إصابة أكثر من 66ألف فلسطينى , إذن حماس لم تذاكر تداعيات هجومها على غلاف غزة بشكل عقلانى كما فعلت مصر من قبل, لأن السادات العظيم حينما دخل الحرب لم يكن بحسبانه أنه سيحرر كافة التراب الوطنى أثناء المعركة ولكن الهدف كان تحريك القضية وتقوية موقف مصر على مائدة المفاوضات مع إسرائيل بهدف استرداد سيناء وكان فى عقله أمريكا أيضا المساندة طول الوقت لإسرائيل , لذلك أحمل حماس مسئولية ماجرى لسكان غزة العزل وإسرائيل طبعا لأنها الكيان الإرهابي المغتصب للأرض, وأنه بقتل عشرات الٱلاف من المدنيين تخالف كل القوانين والأعراف الدولية , وعلى مرأى ومسمع من العالم الذى معظمه يسير فى فلك أمريكا وإسرائيل .
وقد حذرت مصر على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسى من محاولات توسيع دائرة العنف وأنها لن تقبل بترحيل أهالى غزة إلى سيناء مهما كان الثمن, ولن تقبل بأى ضغوط خارجية فى هذا الشأن , وأن لديها من القوة والإرادة الصلبة ما يكفيها للدفاع عن أرضها وحدودها, خاصة الحدود المتاخمة لقطاع غزة وهى 14كيلومتر تقريبا , وأنها فندت كل الأكاذيب التى تروح لها إسرائيل ونتنياهو التى تدعى فيها, أن مصر أقامت منطقة عازلة بين رفح الفلسطينية والحدود المصرية مزودة بآلاف الوحدات السكنية لتوطين أهالى غزة النازحين بسبب التهجير القسرى الذى تهدف إليه إسرائيل, حتى تفرغ غزة من السكان تماما وتصدر المشكلة لمصر, ومحاولاتها الخبيثة كذبا وتضليلا أن القاهرة هى من تعطل توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة المحاصرة, برغم تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسى المستمرة لقادة العالم, أن مصر لم ولن تفعل ذلك أبدا وتترك الأشقاء فى غزة يموتون من الجوع والعطش .
إذن مصر منذ بداية الحرب كان تحذر دائما من مغبة ماسيحدث, لكنها لم تمنع على الإطلاق وصول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة , وإسرائيل هى من عطلت دخول المساعدات حينما كانت تضرب باستمرار معبر رفح من الناحية الفلسطينية وتتبع طريقة جهنمية فى تفتيش الشاحنات تؤدى إلى تعثرها وبطء وصول هذه المساعدات ودخولها إلى غزة , إن مصر التى تمتلك أقوى جيش فى المنطقة يتحلى بالرشد دائما قادرة على حماية حدودها وأمنها القومى شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بما فيها الشريط الحدودى بين غزة وكذلك محور فلادليفيا ,حتى لو أدى ذلك لتعليق اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين منذ 1978
*ومن الكذب و التضليل اليومى الذى تمارسه إسرائيل أنها تدعى أن مصر هى من دعمت المقاومة وسربت لها السلاح من خلال محور فلادليفيا وتحملها مسئولية ماحدث لها فى 7أكتوبر , أى بجاحة وأى وقاحة ترتكبها إسرائيل تجاه القاهرة ؟!
وحسنا ما فعله الرئيس السيسي عندما امتنع عن الرد على تليفون نتنياهو وهذا ما أثلج صدور المصريين , واللافت للنظر أن الأبواق الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية بالخارج تروج نفس الأكاذيب الإسرائيلية وكله كدب ×كدب , لأنه لا أحد يستطيع المزايدة على موقف مصر الثابت مما يحدث فى غزة منذ بدء العدوان, وأن القاهرة لم تدر ظهرها أبدا للإخوة الفلسطينيين رغم ما فعلته حماس التى لم تقدر النتائج المترتبة على هجوم السابع من أكتوبر 2023 بالإضافة لخوضها الحرب ضد إسرائيل بالوكالة باعتبارها ذراع إيران فى غزة, وكما تفعل بقية الأذرع الموالية لطهران المنتشرة فى كل من العراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان , ناهيك ان تاريخ نشأة حركة حماس فى غزة يؤكد أنها صناعة إسرائيلية 100٪ وأنها منذ أن استولت على حكم غزة, لم تجلب للقطاع سوى الخراب والدمار..
الخلاصة أن مواقف مصر التاريخية والحالية بقيادة السيسي تؤكد مصداقية مصر وكذب إسرائيل.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
NYT: بعد 7 أكتوبر غيّرت إسرائيل قواعد الإشتباك ولم تعد تهتم بالمدنيين
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، لمجموعة من مراسليها قالت فيه إنّ: "إسرائيل تساهلت في القواعد لملاحقة مقاتلي حماس بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ما أدى إلى مقتل المزيد من المدنيين في غزة".
وتابع التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "أصدر في الساعة الواحدة مساء تماما من يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر أمرا أطلق العنان فيه لواحدة من أكثر حملات القصف كثافة في الحروب المعاصرة".
وأضاف: "اعتبارا من ذلك الوقت، بات لدى الضباط الإسرائيليين من ذوي الرتب المتوسطة سلطة ضرب آلاف المسلحين والمواقع العسكرية، وهي التي لم تكن أبدا أولوية في الحروب السابقة في غزة".
وأضاف: "بموجب الأمر أصبح للضباط الآن فرصة ملاحقة ليس فقط كبار قادة حماس، ومستودعات الأسلحة وقاذفات الصواريخ التي كانت محور الحملات السابقة، ولكن أيضا المقاتلين من ذوي الرتب الدنيا".
"سمح الأمر للضباط في كل ضربة، المخاطرة بقتل ما يصل لـ20 مدنيا. ولم يحدث أن صدر هذا الأمر، الذي ليس له مثيل في تاريخ إسرائيل العسكري. ومنح ضباط الوسط صلاحية لضرب أكبر عدد من الأهداف ذات الأهمية العسكرية وبثمن كبير على المدنيين" وفقا للتقرير نفسه.
وأكد: "كان هذا يعني على سبيل المثال، ضرب الجيش للمسلحين العاديين وهم في منازلهم ووسط أقاربهم وجيرانهم، بدلا من استهدافهم فقط عندما يكونون بمفردهم في الخارج".
وأبرز: "في الصراعات السابقة مع حماس، لم تتم الموافقة على العديد من الضربات الإسرائيلية إلا بعد أن خلص الضباط بعدم تعرض أي مدني للخطر"، مردفا: "في بعض الأحيان، كان الضباط يخاطرون بقتل ما يصل إلى خمسة مدنيين، ونادرا ما ارتفع الحد إلى 10 أو أكثر، على الرغم من أن عدد القتلى الفعلي كان أعلى من ذلك بكثير في بعض المرات".
وأكد: "لكن القيادة العسكرية غيّرت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر قواعد الاشتباك، حيث اعتقدت أن إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا، وفق مسؤول عسكري وضح الأمر بشرط عدم الكشف عن هويته".
وقال المسؤول، وفقا للصحيفة، إنه: "بعد ساعات من دخول مقاتلي حماس إسرائيل وسيطرتهم على بلدات وقواعد عسكرية، وقتل 1,200 شخصا واحتجاز 250 أسيرا، خشيت إسرائيل من غزو يأتي من الشمال وتنفذه الجماعات الموالية لإيران، مثل حزب الله اللبناني".
وفي خطاب ألقاه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في 7 تشرين الأول/ أكتوبر: "كل الأماكن التي انتشرت فيها حماس بغزة، وكل الأماكن التي اختبأت فيها حماس وتعمل منها، سوف تتحول إلى أنقاض".
إلى ذلك، توصل تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أضعفت بشدة نظام الضمانات الذي كان يهدف إلى حماية المدنيين، واعتمدت أساليب تعاني من القصور للعثور على الأهداف، وتقييم خطر وقوع إصابات بين المدنيين.
كذلك، بحسب التحقيق نفسه: "فشلت بشكل روتيني في إجراء مراجعات ما بعد الضربة وتقييم الأذى الذي لحق بالمدنيين أو معاقبة الضباط على المخالفات وتجاهلت التحذيرات من داخل صفوفها ومن كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين بشأن هذه الإخفاقات".
إثر ذلك، راجعت الصحيفة عشرات السجلات العسكرية وأجرت مقابلات مع أكثر من 100 جندي ومسؤول، بمن فيهم أكثر من 25 شخصا ساعدوا في فحص الأهداف أو الموافقة عليها أو ضربها.
وتوفر رواياتهم مجتمعة صورة لا مثيل له لكيفية شن الاحتلال الإسرائيلي لواحدة من أعنف الحروب الجوية في هذا القرن. فيما نقلت الصحيفة شهادات الجنود والإسرائيليين شريطة عدم الكشف عن هويتهم. وقامت "نيويورك تايمز" بالتثبت من الأوامر العسكرية مع ضباط على معرفة بمحتواها.
ووجد التحقيق الذي قامت به "نيويورك تايمز" الآتي:
أولا: وسع الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير نطاق الأهداف العسكرية التي يسعى إلى ضربها في الغارات الجوية الاستباقية، وزاد في الوقت نفسه عدد المدنيين الذين قد تعرضهم أوامر الضباط للخطر في كل هجوم.
ما أدّى إلى إسقاط ما يقرب من 30,000 قذيفة على غزة في أول 7 أسابيع من الحرب، وهو ما يزيد عن عددها في الأشهر الثمانية التالية مجتمعة.
ثانيا: في عدد من المناسبات، وافق المسؤولون البارزون على هجمات ضد قادة حماس، كانوا يعرفون أنها تعرض حياة 100 من المدنيين أو غير المقاتلين لخطر الموت.
ثالثا: ضرب جيش الاحتلال بوتيرة سريعة، كان من الصعب التأكد فيما إن كان يضرب أهدافا شرعية. استنفذت الغارات كل الأهداف العسكرية التي تم التأكد منها في قاعدة بيانات ما قبل الحرب، وخلال عدة أيام.
وتبنى الجيش نظاما لم تتم الموافقة عليه للبحث عن أهداف جديدة واستخدم الذكاء الإصطناعي وعلى قاعدة واسعة.
رابعا: اعتمد جيش الاحتلال على نموذج إحصائي بدائي لتقييم خطر إلحاق الضرر بالمدنيين، وفي بعض الأحيان شنّ غارات على الأهداف بعد عدّة ساعات من تحديد موقعها، الأمر الذي زاد من نسبة الخطأ.
واعتمد النموذج بشكل أساسي على تقديرات استخدام الهاتف المحمول في الأحياء، بدلا من المراقبة المكثفة لمبنى محدد، كما كان شائعا في الحملات الإسرائيلية السابقة.
خامسا: منذ اليوم الأول للحرب، قلّل جيش الاحتلال ممّا يطلق عليه الطرق على الأسطح أو الطلقات التحذيرية التي منحت المدنيين فرص الهروب من هجوم محتوم. وعندما كان بوسع الجيش استخدام ذخائر أصغر حجما وأكثر دقة لتحقيق نفس الهدف العسكري، كانت الضربات تتسبب أحيانا بأضرار أكبر من خلال إسقاط "القنابل الغبية"، فضلا عن القنابل التي تزن 2,000 رطلا.
إلى ذلك، تعلق الصحيفة أن الحملة العسكرية ضد غزة كانت في أعلى المستويات كثافة خلال الأشهر الأولى الخمسة من الحرب. واستشهد أكثر من 15,000 فلسطينيا، أو ثلث الحصيلة الكاملة للقتلى، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 فصاعدا، بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي بالتقليل من الهجمات وتشديد قواعد الإشتباك، وخفض عدد المدنيين الذين قد يتعرضون للخطر عند ضرب المسلحين من ذوي الرتب المنخفضة الذين لا يشكلون أي تهديد وشيك، إلى النصف.
وفي الأسابيع الأولى من الحرب، استشهد أكثر من 30,000 فلسطينيا. وفي الوقت الذي شككت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي بالأرقام إلا أن أعداد الشهداء استمرت بالارتفاع.
وعندما قدمت الصحيفة نتائج تحقيقها لجيش الاحتلال الإسرائيلي، رد ببيان مكتوب من 700 كلمة، اعترف فيه بأن قواعد الإشتباك تغيرت بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فيما زعم أن قواته استخدمت وبشكل متناسق الوسائل والأساليب الملتزمة بقواعد القانون.
وأضاف البيان أن: "التغييرات جاءت في سياق صراع غير مسبوق ولا يمكن مقارنته بمسارح أخرى للأعمال العدائية في جميع أنحاء العالم"، مبررا أنها أتت إثر هجوم حماس وجهود المسلحين للاختباء بين المدنيين في غزة وشبكة الأنفاق الواسعة.
وكان أقارب أحد القادة في حركة مرتبطة بحماس، شلدان النجار، أول الضحايا لتغير قواعد الإشتباك الإسرائيلية. فعندما ضرب طيران الاحتلال الإسرائيلي بيته قبل 9 أعوام لم يصب أحد من أفراد عائلته بمن فيها نفسه.
ولكن بحسب التقرير، عندما استهدفت البيت في الحرب الجديدة لم يقتل النجار فحسب بل و20 فردا من عائلته، وذلك حسب شقيقه سليمان الذي عاش في البيت الذي ضرب وشاهد آثار ما بعد الضربة مباشرة.
وتزعم دولة الاحتلال الإسرائيلي، المتّهمة بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية أنها تتخذ الإجراءات قبل الضربات، من ناحية إفراغ مدن بكاملها وإسقاط الملصقات.
وبحسب البروتوكول العسكري الإسرائيلي فهناك أربع فئات لتجنب تعريض المدنيين للخطر: مستوى صفر، الذي يمنع الجنود من تعريض المدنيين للخطر. مستوى واحد، ويسمح بقتل خمسة مدنيين. مستوى اثنين، ويسمح بقتل على الأقل 10 مدنيين. مستوى ثلاثة، ويسمح بقتل 20 مدنيا على الأقل. وقد أصبح الأخير هو المعيار المعمول به بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفجأة، أصبح بإمكان الضباط أن يقرّروا إسقاط قنابل تزن طنا واحدا على قطاع من البنية التحتية العسكرية، بما في ذلك مخازن الذخيرة الصغيرة ومصانع الصواريخ، علاوة قتل جميع مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي.
وكان تعريف الهدف العسكري يشمل أبراج المراقبة والصرافين المشتبه في تعاملهم مع أموال حماس، وكذا مداخل شبكة الأنفاق تحت الأرض. ولم يكن الحصول على إذن من كبار القادة مطلوبا إلا إذا كان الهدف قريبا للغاية من موقع حساس، مثل مدرسة أو منشأة صحية، رغم أن مثل هذه الضربات كانت تتم الموافقة عليها بانتظام أيضا.
وكان الأثر حاسما، فقد وثقت "إيروارز"، التي ترصد النزاعات من مقرها في لندن، 136 هجوما قتل فيها على الأقل 15 مدنيا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتقول المنظمة إن الرقم هو خمسة أضعاف ماوثقته في نزاع آخر، ومنذ بداية عملها قبل عقد من الزمان. وبحسب أربعة ضباط إسرائيليين شاركوا في اختيار الأهداف، سمح أحيانا باستهداف حفنة من قادة حماس، طالما وافق كبار الجنرالات أو القيادة السياسية في بعض الأحيان.
وقال ثلاثة منهم إن واحدا من المستهدفين كان إبراهيم بياري، وهو قائد كبير في حماس استشهد في شمال غزة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، في هجوم قدرت منظمة "إيروارز" أنه أسفر عن استشهاد 125 آخرين على الأقل.
أمر آخر، أصدرته القيادة العسكرية العليا في الساعة 10:50 مساء يوم 8 تشرين الأول/ أكتوبر ويعطي صورة عن حجم الخسائر المدنية التي تعتبر مقبولة. وقالت إن الضربات على الأهداف العسكرية على غزة سمح لها بتعريض ما يصل إلى 500 مدنيا للخطر كل يوم.
ووصف المسؤولون العسكريون الأمر بأنه إجراء احترازي يهدف للحد من عدد الضربات التي يمكن أن تحدث كل يوم. وقال الباحث في الأكاديمية العسكرية، ويست بوينت، مايكل شميدت، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ: "الأمر قد يفهم من قبل الضباط من ذوي الرتب المتوسطة على أنه حصة يجب عليهم الوصول إليها".
كذلك، زاد الخطر على المدنيين بسبب الاستخدام الواسع النطاق لجيش الاحتلال الإسرائيلي للقنابل التي يبلغ وزنها 1,000 و2,000 رطلا، وكثير منها من صنع الولايات المتحدة، والتي شكلت 90 في المئة من الذخائر التي أسقطها الاحتلال الإسرائيلي في الأسبوعين الأولين من الحرب.
وبحلول تشرين الثاني/ نوفمبر، قال ضابطان، إن: القوات الجوية ألقت عددا كبيرا من القنابل التي يبلغ وزنها طنا واحدا حتى أنها بدأت تعاني من نقص في مجموعات التوجيه التي تحول الأسلحة غير الموجهة، أو "القنابل الغبية"، إلى ذخائر موجهة بدقة. وهو ما أجبر الطيارين الإعتماد على قنابل أقل دقة.